أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - السباق في النفاق ..!















المزيد.....

السباق في النفاق ..!


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 07:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أواخر العهد العثماني ، كان الزعماء السياسيون ، أو بالاحرى طلاب السلطة والتسلط والزعامة كانوا يتسابقون في " الحج " الى الباب العالي للنفاق لدى السلطان وكل واحد منهم يحاول إقناع مولاه بأنه هو القادر على تقديم أفضل الخدمات من تجنيد الشباب العراقي من الفقراء الجائعين " ولد الخائبة !!" إلزاميا في " سفربلك " إذا ما حصل على فرمان من السلطان بتعينه مسؤولا على منطقته أو بلدته ، لخدمة سلطان السلمين والامة الاسلامية !! التي كانت مهمتها فقط إخضاع المساكين و المحرومين من أبسط مظاهر واسباب الحياة التي تميز الانسان عن الحيوان ، فالجوع والمرض والبطالة كانت تسود كل مظاهر الحياة ، تسيطر على الشارع عفوا لم يكن هناك شارعا واحدا بل كانت الازقة الضيقة المظلمة مخيفة لمن يسير فيها في الليل خوفا من الشقاوات، وحتى شارع الرشيد كان طريقا متربا ترمى فيه الحيوانات الميتة والنافقة بشهادة من عايشوا تلك الفترة ، مما كان سببا في تفشي الكوليرا وبقية الامراض ، وطلاب السلطة أو التسلط على الاهالي يقفون في صفوف للحج الى الباب أو المرجع العالي مدعين بجمع أكثر مبلغ من الضرائب للسلطان خليفة الاسلام ! .وخلال أربعة قرون لحكم الامة الاسلامية ، لم يبلط شارعا واحدا أو يبني جسرا !.

وبعد دخول الانكليز وتخليص العراق وبقية الشعوب العربية الاسلامية من الحكم العثماني الاجرامي ، تحول النفاق ، فجأة الى عرض عضلات المسابقين في النفاق لطرد المحتل ، وكأنّ العراق لم يكن خلال أربعة قرون محتلا ! وكأن العثمانيون كانوا ضيوفا مكرمين معززين مرحبين بهم من الشعب العراقي وبقية الشعوب العربية !! وكأن ملك الحجاز شريف مكة لم يتفق مع الحلفاء لمساعدته للتحرر من الاحتلال العثاني ، و بالرغم من الاصلاحات التي بدأت في عهد الانكليز كتأسيس دولة على أسس علمانية وإدخال مظاهر الحضارة الى العراق لأول مرة في تاريخه ، ولم يجد هؤلاء المنافقون إلا إلا التسابق في إعلان شعار : أن الدين الاسلامي و الامة الاسلامية في خطر !، وإفساد أخلاق النساء بفتح مدارسا لهن !! وبلغ برجال الدين السباق في ا النفاق في الدين بأن طالبوا بعودة الاحتلال العثماني بدلا من الانكليز الكفار !!! وكأن الانكليز هدموا المساجد وإعتلقوا الأئمة عندما دخلوا العراق ! .

وأثناء الحرب الفلسطينية سنة1948 ، وجد الساسة القوميون والعروبيون فرصة ذهبية للسباق في النفاق ، وسيروا مسيرات ومظاهرات من المغفلين والمراهقين للمطالبة بتسليحهم وإرسالهم للجبهة لدعم الجيش ، وحدث يوما أن دخلت مظاهرة الى باحة وزارة الدفاع تطالب بالسلاح !، أطلّ عليهم نوري السعيد من الشرفة وواجهوه بصوت واحد : السلاح ..السلاح ، عرف باشا لعبة المزايدين والمتسابقين من الساسة المنافقين ، وبعد أن لمح الى الحراس بغلق الابواب ، قال : أكبّر فيكم روح الوطنية والقومية ..لذا قررنا توزيع الاسلحة عليكم وسوقكم الآن الى فلسطين لتحريرها!! ، وما أن سمعوا باشا مالم يتوقعوه ، تسلقوا السياجات وهربوا !! ولسان حالهم يقول : " سواه من صدك الباشا "

وأسس البعثيون حزبهم ، يزايدون ويتسابقون في النفاق في شعاراتهم وهي أقرب الى الشعوذة من السياسة ، وهي " الوحدة ، الحرية ، الاشتراكية " وذلك طبعا بعد تحرير فلسطين كل الفلسطين ورمي اليهود في البحر !!وهذا الشعار كان ولا يزال في منتهى النفاق ، لأنهم يعلمون أن من رابع المستحيلات أن يجمعوا من المغرب الى السودان الى اليمن الى مصر الى السعودية الى العراق أي جميعها في دولة واحدة وتحت حكم البعث طبعا مهتدية بفلسفة المشعوذ عفلق ، الذي إدعى أنه إكتشف فلسفة جديدة بالتلاعب بالالفاظ !! وبهذا النفاق خدعوا المتخلفين والمراهقين وجمعوا الانتهازيين لمحاربة ثورة 14/تموز 58 المجيدة والحزب الشيوعي العراقي وبقية الديمقراطيين ، وإعترف من إستيقظ منهم ضميره أمثال حسن العلوي حيث قال ".. إن شعارنا كان غير واقعيا " و نفاقا ! كما وإتهموا الشيوعيين العراقيين بأنهم عملاء في الوقت الذي إعترف قائدهم علي صالح السعدي بأنهم جاءوا بإنقلابهم الاسود في 8/شباط بقطار أمريكي .!! وظهرت أن الوحدة التي إدعوها كانت الخصام بين الدول العربية حتى وصلت الى الاقتتال في حرب تحرير الكويت والحرية كانت تعني حرية " البعث " في مصير الشعب العراقي والاشتراكية كانت تعني توزيع ثروة العراق بين أزلام البعث .!!. ونفاقا سمى صدام نفسه ب "عبد الله المؤمن " وهو أكثر حاكم قتل من المؤمنين ، وخط على العلم عبارة " الله أكبر " وهو أكثر من قتل وأضر بعباد الله و بالرجال المؤمنين ومساجدهم وحسينياتهم !!


فبعد سقوط صدام زاد سوق النفاق ، ولا زال ساسة العراق ،يمارسون سباقا في النفاق ! نفاقا وإزدحاما بالمنافقين ! وخاصة من قبل رجال الدين وأشباه رجال الدين المعممين أو الملتحين بدون عمامة المزينين أصابعهم بالمحابس الفضية دفعا للشر !! بأن مليشياتهم هي لحماية الدين الاسلامي والمؤمنين وليس لتهريب النفط بكافة مشتقاته وإبتزاز المغفلين وإرهاب وقتل من لا يصوت لإئتلافهم المدعوم من آل البيت المعصومين !! وليس للخطف والتهجير والاستلاء على المال العام المنقول وغير المنقول والصراع الدموي على السلطة ضاربين بعرض الحائط قضايا الوطن والدين ، كلها سباقا في النفاق ما بعده نفاق بإسم الدين وإحترام الاسلام والثوابت الاسلامية ، وتزعم قسم منهم عصابات القتل والاعدامات والتهجير و فرق الموت مثل المراهق مقتدى الصدر والمتآمر وزعيم القتلة والارهابيين حارث الضاري وغيرهما ، تارة بإسم الدين وأخرى بإسم الطائفة وثالثا بحجة طرد المحتل كلها دجلا ونفاقا بل مزايدة وسباقا في النفاق .!!

هذه هي سمة المنافقين وبضاعتهم الكاسدة الفاسدة ، شعارات وهمية منافقة يخدعون فيها المغفلين والمتخلفين من أتباعهم للتسلق الى المناصب على أكتاف أولئك المغفلين .

ونسوا او تناسوا الحكمة القائلة " يمكنكم خدع كل الناس لبعض الوقت ، أو بعض الناس لكل الوقت و لكن لا يمكنكم خدع كل الناس لكل الوقت "


وتأكد لدى الشعب أنه " لم يتم الاتفاق قبل أن يزول وينتهي السباق في النفاق "!!



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحذروا التقليد ... الحكيم والديمقراطية
- أين الحقيقة..؟
- ليت صداما يكون آخر دكتاتورا ..!
- قصة لا تنتهي ..!
- إذا بدأوا بضربهم ، ينتهون بضربنا ..!
- الباب الذب سرق الدار !!
- من يعلق الجرس ..؟
- رسائل لم تصل ..!
- خيراتنا لغيرنا ..في المكرمات والإبتزازات..!
- لم أكن أجيد اللجوء..!
- ليس هذا مقياس التطور الاقتصادي..!
- لنعترف ونعتذر ..!!
- تهنئة وإقتراح ، الم يحن الوقت لتغيير إسم الحزب الشيوعي ؟؟
- ماذا تعلمنا من إسقاط دكتاتوري صدام ..؟
- فوضى الديمقراطية
- فوضى الديمقراطية ..!
- صدام وازلامه مجرمون حتى تثبت برأتهم
- 11 - أيلول ، حرب ضد الانسانية والحضارة
- العلم المقبول دائما ومن الجميع ..!
- من تداعيات العلم العراقي -سقط الصنم فلتسقط رموزه .!


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - السباق في النفاق ..!