لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ري كركوك (دراسة مقارنه بين المخطط والواقع ) ج11 الاخير

عبد الكريم حسن سلومي

الحوار المتمدن-العدد: 8077 - 2024 / 8 / 22 - 12:25
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ري كركوك (دراسة مقارنه بين المخطط والواقع )

ج11 الاخير
ثانياً : التوصيات
ان الاستعمال الامثل للمياه في الري يتطلب اعطاء اهميه كبيره لموضوع ادارة وتشغيل وصيانة مشاريع الري مع كون الصيانة المبرمجة والمعدة من قبل كوادر مختصه والمبنية اصلا على كشف الموقع الحقيقي الحقلي المستمر لشبكات المشاريع الاروائيه تعتبر جدا ضرورية حيث على ضوئها يتم وضع خطط مبرمجه لتنفيذ اعمال الصيانة حسب الوقت المناسب وانه من المعلوم ان الصيانة المبرمجة والمستمرة والصحيحة تؤدي لأطاله عمر المشروع وبالتالي تقليل كلف التشغيل وتحد من تراكم الاخطاء كما ان المعالجات الفورية تمنع تطور الضرر للأسوأ ,لذلك فأن ارى من خلال خبتي الميدانية واستنتاجاتي التي توصلت لها والتي بنيت على الكثير من الزيارات الميدانية واللقاءات والخبرة العملية في ميدان الري اقدم التوصيات التالية لتجاوز بعض السلبيات والمشاكل في ادارة مشاريع الري لتحقيق استخدام امثل للمياه .
*تشكيل مجلس وطني للمياه يتولى الاشراف على جميع نشاطات استخدام المياه على ان يتشكل هذا المجلس من اكاديميين فقط وكوادر فنيه مختصه لها خبره متراكمة كبيرة وتكون قد عملت في جميع مجالات استخدامات المياه لفترات طويله ويمكن الاستفادة من الكوادر القديم المتقاعدة كهيئة رأي في هذا المجلس مع تمتع المجلس بصلاحيات عليا لرسم السياسة المائية للبلاد على ان تنفذ مقترحات هذا المجلس من قبل الحكومة التنفيذية .
*لابد من حل جميع المشاكل مع دول الجوار وعقد اتفاقات ثابته تمنح للعراق حصه مائية ثابته على اساس التعاون والمصالح المشتركة بين العراق ودول الجوار.
*اعتماد طرق الري الحديثة سواء بالتشغيل او التنفيذ او الصيانة للحد من الضائعات المائية التي تتم بالري السيحي المستخدم بكثره في العراق علما ان الطرق الحديثة من الممكن استخدام فيها مياه مالحه للري كما ان هذه الطرق يمكن بها السيطرة على تملح الاراضي وان طرق الري الحديثة لا تحتاج الى كلف لتسوية التربة واعمال حقليه اخرى على ان تتبنى الدولة برنامج استراتيجي كبير للتحول فورا لطرق الري الحديثة .
*الغاء نهائي لنظام القنوات الترابية والمبطنة الفرعية والثانوية في تنفيذ شبكات مشاريع الري واستخدام القنوات المعلقة (المسبقة الصب) والافضل طرق الري الحديثة(التنقيط والرش)اي الري بالواسطة بدلا منها لكون القنوات المعلقة مقاطعها اقل بكثير من القنوات المبطنة وان المياه فيها اسرع وبذلك تقل كميات التبخر فيها وتقل فترات السقي مع قلة واضحه بدرجه عالية لا عمال الصيانة في القنوات المعلقة حيث تقل الترسبات فيها وانعدام نمو النباتات والادغال فيها بسبب سرع المياه العالية.
*تشكيل مجلس او لجنه عليا ذات صلاحيات كبرى للتحول لطرق الري بالواسطة (الحديثة)لمشاريع الري لان طرق الري بالواسطة لها كفاءه عالجه في تقليل الهدر المائي وكلف الصيان على ان يتم منح الفلاحين المتحولين لطرق الري الحديث تسهيلات كبيره .
*يجب ان تكون الجهود الحكومية بالنسبة لمشاريع الري مسؤوله فقط على الخزانات والسدود والنواظم والأعمدة الرئيسية للمشاريع الكبرى ونقل جميع المسؤوليات للأجزاء الاخرى من المشاريع الى جمعيات مستخدمي المياه .
*تشكيل جمعيات مستخدمي المياه لجميع مشاريع الري فورا لكي تتحمل مسئوليتها في ادارة مشاريع الري واصدار القوانين والتشريعات اللازمة لها على الرغم من اننا نفذنا شخصيا تجربة لا دارة ذاتية لماحة 50 الف دونم عام 1987 وكانت ناجحة بامتياز
*بما ان اغلب مشاريع الري في العراق تعمل اليوم بنظام المناوبة بين القنوات في المشاريع بسبب ظروف الشحة المائية وان اغلب الفلاحيين والفنيين أكدوا بعدم القيام بالسقي الليلي لذلك يجب التحول لطرق الري الحديثة مع تنفيذ جميع القنوات الاروائيه في شبكات الري لتعمل كأحواض مائية (تكون تحت منسوب الارض الطبيعية) لغرض تجهيز منظومات الري الحديث بالمياه مع تقليل تصاريف القنوات في الليل اذا استمرت المشاريع بنفس طرق الري السيحي وفق حسابات دقيقه للحيلولة دون هدر المياه ليلا اما في طرق الري الحديثة فمن الممكن استمرار الجريان ليلا لكون الطرق الحديث لا تحتاج لجهد كبير في السقي كما الري السيحي .
* على الرغم من اصدار العراق لعدد من التشريعات التي تنظم استعمالات المياه ولكن يتطلب ذلك اليوم ان تتضمن التشريعات قوانين واضحه تحرم استخدام الري السيحي بالغمر والتأكيد على السقي الليلي وتفعيل قوانين الري وتطبيقها بعد ان يتم اصلاحها وتطويرها بما يلائم الظروف الحالية للعراق مع تسعيرة مياه الري وبما يتناسب مع قيمة هذه الثروة على شرط عدم جعل الثروة المائية كسلعه.
*تغير تصاميم المشاريع القديمة لجعلها تعمل بالري بالواسطة بكل اشكاله .
*تغير طرق تنفيذ المشاريع الاروائيه التي تنفذ حديثا باستخدام طرق تؤدي لترشيد الاستهلاك وحصرا بالري بالرش والتنقيط والواسطة وان يستخدم الانابيب المغلقة في نقل المياه بدل القنوات المفتوحة علما ان طريقة الري بالرش تتأثر كثيرا بالمناطق الحارة وسرعة الرياح ولكن من الممكن تجاوز هذه السلبيات باستخدام الأجهزة المحورية والرش الواطئ على ان تستخدم في السقي ليلا .
*تطوير المشاريع القديمة الى حديثه باستخدام تكنولوجيا حديثه وخاصة البوابات واجهزة السيطرة و العمل على تطوير ادارات مشاريع الري لتكون حديثه باستخدامها تكنولوجيا متطورة ووسائط اتصالات وسيطرة ومعدات حديثة.

*العمل على نشر الثقافة المائية لجعلها مسؤولية الجميع ولكل مجالات استخدام المياه مع التطبيق العملي لهذه الثقافات على ان يكون هنالك دور كبير لمنظمات المجتمع المدني في نشر هذه الثقافة .
* العمل على الاستفادة من مياه الصرف الصحي بعد معالجتها وكذلك مياه الصرف الزراعي .
*تطبيق طرق الري حسب المناطق ومناخها ومدى ملائمة الطرق لظروف كل منطقه .
*انشاء قاعدة بيانات لمشاريع الري تكون حديثه باستخدام التكنلوجيا الحديثة والأجهزة الدقيقة .
*تطوير الموارد المائية وطرق ادارتها عن طريق استخدام التكنولوجيا الحديثة في توزيع المياه والسقي وتعزيز الخزن الجوفي.
*يجب وضع خطه استراتيجية وشفافة لوزارة الموارد المائية للسيطرة على الموارد المائية على ان تكون هذه الخطة ثابته لا تتغير بتغير الحكومات والوزارات بل توضع لخدمة الصالح العام مع الالتزام بها من كافة الحكومات والوزارات وان تتولى ادارة جميع موارد المياه بكافة انواعها واستعمالاتها من قبل وزارة الموارد المائية .
*التوقف عن زراعة بعض المحاصيل شرهة الاستخدام للمياه ولمده معينه لحين تجاوز الفجوة المائية والعجز المائي الكبير ووضع موازنه مائية جديده للبلاد على ان تكون هذه الموازنة معده من قبل خبراء اكاديميين وشركات استشارية متخصصه.
* استغلال المياه الجوفية يجب ان يكون ضمن خطه واضحة المعالم تراعي اهمية الخزين الجوفي المهم للبلاد .
*عدم تنفيذ مشاريع ري جديده بصوره مجزأه اي مثلا اكمال شبكة الري بدون شبكة المبازل .
*يجب ان تكون ادارات المشاريع الاروائيه ادارات تتمتع بصلاحيات واسعه لتطوير مشاريعها حسب كل منطقه مع كونها ادارات متكاملة وحازمه في تطبيق قوانين الري وان تكون لديها خبرة فنيه واداريه و تكون كوادر فعاله في تشغيل وصيانة المشاريع بكفاءة عالية مع ملاحظة عدم السماح بتقسيم ادارة المشروع الواحد لعدة ادارات مهما كانت الاسباب كما هو حاصل بمشروع ري كركوك اليوم .
*اعادة دمج دائرتي التشغيل والصيانة بهيأة واحده لان هذا الانقسام اضر بالمشاريع
* تشكيل لجان فنية على درجة عالية من الخبرة والكفاءة لدراسة واقع كل المشاريع والخروج بتوصيات لكيفية اعادة التأهيل والتجديد على ان يكون ذلك باستخدام حملات مركزية تقودها الادارة العليا للموارد المائية بكل امكانياتها وفق برنامج وخطط لا عادة تأهيل المشاريع تباعا
* ادعوا كافة الباحثين وطلبة الدراسات العليا بكل الاقسام التي لها علاقة بالمياه والارض للعمل على دراسة وحساب كميات المياه المفقودة في قنوات مشاريع الري كافة والاضرار الحاصلة من جراء عدم استخدام الاليات المختصة في صيانة المشاريع واستخدام مواد جديده قد لا تلائم وضع مشاريع الري ببلادنا وكذلك الاضرار الناتجة من الافراط بحفر الابار وانشاء بحيرات الاسماك وزراعة الرز . وكذلك دراسة كميات المياه المهدورة باستخدام الري بالغمر ومدى كفاءة استخدام القنوات المعلقة لغرض ايجاد الحلول لتقليل الهدر ومنع الاضرار في المشروع مع دراسة استخدام مياه الصرف المعالجة (الزراعي والصحي الصناعي) للري وكذلك استخدام المياه المالحة للسقي بعد خلطها مع مياه عذبه.



المهندس الاستشاري
عبد الكريم حسن سلومي
20-8-2024
ملاحظه :-لقد استخدمت عدة مصادر بهذه الدراسة اغلبها غير منشور وهي عباره عن اوراق وكتيبات صغيره نشرت داخل ادارة المشروع
الهوامش
1- مجلة صوت الفلاح العراقية-العدد 699-1988-ص40-41-تحقيق بعنوان –مشروع ري كركوك بين الفكرة والواقع
2- تقرير بني ديككن وكورلي عام 1962 –العراق –وزارة الزراعة-تقرير امكانية اجراء المشروع –المجلد الاول –التقرير الرئيسي(بتصرف)من ص1---10
3- المنشأة العامة لمشروع ري كركوك_ تقرير مطبوع بعنوان(مشروع ري كركوك)-سنة 1987-ص2-3
4- وزارة الري -مشروع ري كركوك- -مديرية الشؤون الزراعية-التقرير الرئيسي-الدراسة الاقتصادية لبرنامج التطوير الزراعي-1985
5 المنشأة العامة لمشروع ري كركوك-تقرير عن تطوير مشروع ري كركوك-المرحلة الاولى-تقرير مطبوع -1985-ص2-3
6- كراس مديرية الموارد المائية في كركوك -2010-ص بتصرف
7- كراس مديرية الموارد المائية بكركوك-2012-بتصرف
8-ادارة مشروع ري صدام(كركوك)-1990-تقرير مطبوع بعنوان –مشروع ري صدام
9- كراس مديريه الموارد المائية بكركوك 2009
10-كراس باللغة الإنكليزية –شركة سوكريا الفرنسية-اذار سنة 1977
11- تقرير مطبوع –ادارة مشروع ري كركوك-نبذه عن مشروع ري كركوك -1993-ص 2—5-بتصرف
14- وزارة الري-المنشأه العامه لمشروع ري كركوك-دراسة الجدوى الاقتصاديه-1983(بتصرف) ودليل التشغيل والصيانه للمشروع سنة 1983-بالانكليزيه-شركة سوكريا الفرنسيه
15- كراس مديرية الموارد المائيه بكركوك- 2012
16- لقاء مع مدير المشروع السابق بتاريخ 10|3|2013
17- لقاء مع مدير المشروع السابق بتاريخ 10|3|2013


ملاحظه:-عبر 11 حلقه بدراسة بسيطة اثبت لكم ان المشاريع بالعراق تفشل بسبب اداراتها وعدم وضع الاشخاص المختصين وعدم اتباع تعليمات دلائل التشغيل والصيانة وكثرة الاعمال الوهمية بالصيانة مع عدم اتباع تعليمات الجهات الاستشارية والمصممة وعدم تنفيذ خطوات الجدوى الاقتصادية لأي مشروع وتدخل السياسة بكل المشاريع هكذا لم نجد لليوم مشروع واحد ناجح وكفوء بطول البلاد وعرضها وواضح ان الفشل سيزداد بظل الظروف الحالية وسنكون دوله بلا دولة حقيقيه

#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات