أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - مقارنة بين حكومتي خاتمي وبزشكيان: تحولات سياسية واقتصادية















المزيد.....

مقارنة بين حكومتي خاتمي وبزشكيان: تحولات سياسية واقتصادية


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 8077 - 2024 / 8 / 22 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة تناقضات صارخة بين حكومتي خاتمي وبزشكيان، تعكس التحولات العميقة التي شهدتها إيران خلال العقود الثلاثة الماضية.
شهدت انتخابات خاتمي إقبالاً كبيراً من الناخبين، مما يعكس الأمل والتطلعات التي علقها الشعب على حكومته الإصلاحية. على النقيض من ذلك، جاء فوز حكومة بزشكيان في ظل مشاركة شعبية متدنية، مما يشير إلى حالة من الإحباط والشكوك إذ تشكلت حكومة خاتمي في فترة من النمو الاقتصادي، مما سمح لها بالتركيز على تلبية احتياجات الطبقة الوسطى المتنامية. بينما جاءت حكومة بزشكيان في ظل ظروف اقتصادية صعبة، حيث تركزت الجهود على إدارة الأزمات والحفاظ على الاستقرار. كما ركزت حكومة خاتمي على الإصلاحات السياسية والاجتماعية، وفتحت حواراً مع التيارات الإصلاحية والمعارضة. بينما تبدو حكومة بزشكيان أكثر تركيزاً على إدارة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، مع تقييد الحريات السياسية.
وإن تراجع الثقة في النظام يشير إلى انخفاض المشاركة الشعبية في انتخابات بزشكيان إلى تراجع الثقة في النظام السياسي، وفشل الإصلاحات في تحقيق تطلعات الشعب. وقد يعكس الوضع الاقتصادي الصعب الذي تواجهه حكومة بزشكيان عمق الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها إيران، والتي تتطلب حلولاً جذرية. ويدل تقييد الحريات السياسية في عهد بزشكيان على تراجع الديمقراطية في إيران، وعودة التيارات المحافظة إلى الساحة السياسية.

إن مقارنة حكومتي خاتمي وبزشكيان تعتبر نقطة انطلاق لفهم التحولات السياسية والاقتصادية التي شهدتها إيران في العقود الثلاثة الماضية. وتشير هذه المقارنة إلى أن إيران تمر بمرحلة حرجة، تتطلب إعادة النظر في السياسات الاقتصادية والاجتماعية، وإطلاق حوار وطني شامل لمعالجة الأزمات المتراكمة.
لقد أضفتِ بعدًا جديدًا للمقارنة، وهو طبيعة الإجماع الوطني الذي تسعى كل حكومة إلى بنائه. سأحاول بناءً على ما ذكرتهِ، تقديم تحليل أكثر عمقًا:
سعت حكومة خاتمي إلى بناء إجماع وطني واسع يرتكز على مشاركة الشعب الإيراني بشكل فعال في العملية السياسية. وكان الهدف هو إطلاق إصلاحات من الأسفل إلى الأعلى، بحيث تنبع من رغبات وتطلعات الشعب نفسه. وكانت رؤية خاتمي تتجاوز الإصلاحات الاقتصادية لتشمل إصلاحات سياسية واجتماعية شاملة، بهدف بناء مجتمع أكثر ديمقراطية وشفافية.
إما حكومات ما بعد الانتخابات المتنازع عليها فقد ركزت على بناء إجماع وطني يرتكز على القوى السياسية التقليدية، وخاصة تلك المرتبطة بالثورة الإسلامية. وكان الهدف هو الحفاظ على النظام القائم وتنفيذ إصلاحات محدودة من الأعلى إلى الأسفل. وقد كانت الإصلاحات التي نفذتها هذه الحكومات عادةً جزئية ومحدودة، وتركزت على معالجة بعض المشاكل الاقتصادية والاجتماعية دون المساس بالأسس المؤسسية للنظام.
تمتعت حكومة خاتمي بشرعية شعبية واسعة نتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها بأغلبية ساحقة، مما سمح لها ببناء إجماع وطني أوسع. وقد واجهت ظروفًا دولية وإقليمية أكثر استقرارًا، مما سمح لها بالتركيز على الإصلاحات الداخلية. بينما شهدت فترة ما بعد الانتخابات المتنازع عليها صراعات داخلية حادة بين مختلف الفصائل السياسية، مما أضعف قدرة الحكومات على تحقيق إجماع وطني واسع.
لقد كانت الإصلاحات التي قامت بها حكومة خاتمي أكثر استدامة، لأنها نابعة من إرادة الشعب نفسه. بينما كانت الإصلاحات التي نفذتها الحكومات اللاحقة أكثر عرضة للانتكاس، بسبب عدم وجود إجماع وطني حقيقي عليها. فقد شجعت حكومة خاتمي على مشاركة الشعب في صنع القرار، بينما قللت الحكومات اللاحقة من هذه المشاركة. وقد كانت حكومة خاتمي أكثر انفتاحًا على المجتمع الدولي، مما ساهم في تحسين صورة إيران في الخارج.
إن الاختلاف في طبيعة الإجماع الوطني الذي سعت إليه كل من حكومتي خاتمي وما بعد الانتخابات المتنازع عليها، يعكس اختلافًا عميقًا في الرؤية السياسية والإصلاحية. وقد كان لهذا الاختلاف آثار بعيدة المدى على مسار التطور السياسي والاجتماعي في إيران.
كان الإيرانيون في عهد خاتمي يتطلعون إلى مستقبل مشرق، حيث يتحقق التنمية الشاملة والديمقراطية الحقيقية. و كانت هناك رغبة ملحة في استعادة مكانة إيران كقوة إقليمية محترمة، وتجاوز العقوبات والحصار المفروض عليها. كما كان المواطنون يسعون لتحسين مستوى معيشتهم، وتوفير فرص عمل أكبر، وزيادة الدخل القومي.
تطلعات الشعب في عهد بزشكيان:
بعد سنوات من التوتر والاضطرابات، كان المواطنون يرغبون في العيش حياة هادئة ومستقرة، بعيدًا عن الصراعات السياسية والاجتماعية. وقد كانت هناك رغبة في التخلص من القيود المفروضة على الحريات الشخصية، مثل التصفية والتوجيه. كما كان الأمن والاستقرار هما الشغل الشاغل للمواطنين، حيث كانوا يتطلعون إلى حياة خالية من المخاوف والتهديدات.
أسباب هذا التناقض:
شهدت إيران في عهد خاتمي نموًا اقتصاديًا ملحوظًا، مما خلق أجواءً من التفاؤل والتطلع إلى المستقبل. بينما عانت إيران في عهد بزشكيان من أزمات اقتصادية خانقة، مما أدى إلى تراجع مستوى المعيشة وزيادة البطالة. كانت التطلعات الشعبية مرتفعة جدًا في عهد خاتمي، مما زاد من الضغوط على الحكومة لتحقيق إصلاحات سريعة وشاملة. بينما كانت التوقعات الشعبية أكثر واقعية في عهد بزشكيان، حيث كان التركيز على تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين. و اتبعت حكومة خاتمي سياسات إصلاحية واسعة النطاق، مما خلق أجواءً من الحماس والتغيير. بينما تتبع حكومة بزشكيان سياسات أكثر محافظة، مما أدى وسيؤدي إلى خيبة أمل لدى الكثيرين.
طرأت تغيرات كبيرة على التطلعات الشعبية في إيران خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا. فبينما كان الإيرانيون يحلمون بأحلام كبيرة في عهد خاتمي، فقد تحولت أحلامهم إلى رغبات أكثر تواضعًا في عهد بزشكيان. وهذا التحول يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها إيران، والتي تتطلب حلولًا جذرية وشاملة.
علاقة المجتمع والحكومة
• حكومة خاتمي:
على الرغم من التطلعات الأولية إلى علاقة تكاملية بين المجتمع والحكومة، إلا أن عوامل عدة أدت إلى تآكل هذه الثقة. فلم تستطع الحكومة تحقيق جميع الإصلاحات التي وعدت بها، مما أثار خيبة أمل لدى شريحة واسعة من المجتمع. وواجهت الحكومة ضغوطًا شديدة من التيارات المحافظة والمعارضة، مما قيد حركتها وقلل من قدرتها على تنفيذ برنامجها الإصلاحي. كما انتشرت اتهامات بالفساد في بعض دوائر الحكومة، مما أضعف الثقة بين المواطنين والنظام.
• حكومة بزشكيان:
تبدأ هذه الحكومة من نقطة انطلاق مشابهة، حيث هناك تطلعات إلى إصلاح العلاقة بين المجتمع والحكومة. ومع ذلك، فإن التحديات التي تواجهها أكثر تعقيدًا. فالوضع في المنطقة يؤثر بشكل مباشر على إيران، مما يفرض تحديات أمنية واقتصادية كبيرة. وهناك العديد من القضايا الملحة التي تتطلب حلولًا عاجلة، مثل البطالة والفقر والفساد. إضافة إلى وجود فجوة تاريخية بين الأمة والحكومة، نتيجة للصراعات السياسية والاجتماعية التي شهدتها إيران على مدى عقود.
يرى البعض أن تشكيل حكومة بزشكيان يشير إلى عودة العقلانية والواقعية إلى الساحة السياسية الإيرانية، حيث يتم التركيز على حل المشاكل الملحة بدلاً من الخوض في صراعات أيديولوجية. وقد يدافع البعض عن هيكل السلطة في الجمهورية الإسلامية، ويرون أنه قادر على تحقيق الاستقرار والتقدم، شريطة إجراء بعض الإصلاحات.
عموما، تواجه إيران تحديات كبيرة في بناء علاقة متوازنة بين المجتمع والحكومة. إن تحقيق هذا الهدف يتطلب إرادة سياسية قوية، وحوارًا مفتوحًا بين مختلف الأطراف، وإصلاحات جذرية في العديد من المجالات.



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الثورة الدستورية -المشروطية- في إيران
- الديمقراطية بين النظرية والواقع في ظل الرأسمالية
- الآثار الأخلاقية للذكاء الاصطناعي
- الشعر المضاد: ثورة على التقليد
- تأثيرات البيئة والدين والمعاناة في أعمال كافكا
- القلق من عواقب مشروع 2025 وخطاب ترامب الأخير
- النظرة النمطية لمفكري اليسار القومي إلى الاستشراق
- الترجمة الأدبية وجوهرها
- صعوبة فهم المقالات العلمية: مشكلة متنامية
- فهم قصص كافكا: رحلة عبر الغرابة والرمزية
- الهيمنة الثقافية في ظل الديمقراطية: تحليل غرامشي واستراتيجيا ...
- الكلمة سلاح ذو حدّين: بناءً وتدميرًا
- حديقة ليلى
- النقابات العمالية في ظل الديكتاتورية الاقتصادية
- الكتاب الذي خدع العالم: مراجعة نقدية لرواية -أرخبيل غولاج- ل ...
- الناخبون البريطانيون عاقبوا حزب المحافظين
- فرانز كافكا نبيّ العصر البرجوازي
- اليمين المتطرف آخذا الزمام
- العائلة في ظل الاشتراكية
- فلسفة أنطون تشيخوف حول الجنس والنساء والأدب


المزيد.....




- أمين عام -الأفلان-: لما تولى تبون الرئاسة كانت الجزائر على ح ...
- باتت تشكل خطرا بيئيا .. نقل طاقم ناقلة نفط تضررت بهجوم في ال ...
- مئات الآلاف يتوافدون لحضور -غيمز كوم- في ألمانيا
- ألمانيا - محاكمة ثلاثة سوريين بتهمة الانتماء إلى تنظيمات إره ...
- السلطات الأوكرانية تجند مواطنا مصابا بالخرف في الجيش
- إسرائيل تعتقل طبيبا عربيا بدعوى انتمائه لـ-داعش- وتسريبه معل ...
- قوات كييف تهاجم عبّارة تحمل خزانات وقود في ميناء -قوقاز- الر ...
- استخباراتي أمريكي سابق يتحدث عن سبيل واحد لإنهاء النزاع في أ ...
- -طلاء شمسي رقيق جدا- قد ينهي أزمة شحن الهواتف
- -بنكهة أومامي-.. إليكم وصفة البرغر المثالية


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - مقارنة بين حكومتي خاتمي وبزشكيان: تحولات سياسية واقتصادية