|
الأستاذ سفيان الخزرجي والنقد الموضوعي
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1771 - 2006 / 12 / 21 - 12:22
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
النقد الموضوعي البناء لا لبس فيه وليس هو بالجريمة والذنب الذي يحاسب عليه المرء، وهو يتحمل فهم واستيعاب الرأي الآخر بما فيه من ايجابيات وسلبيات ويركن هذا النقد إلى أساس واضح لتبيان السلبيات ونقدها ومنح البديل الايجابي مساحة واسعة من اجل عدم الركود والمراوحة لكي يتطور في مسيرة متعرجة وصعبة وتتلاءم نسبياً مع الصعوبات والتعقيدات التي تحملها الحياة ، وهكذا علمتنا الحياة من تجارب البشرية ومن تجربتنا الخاصة فهم النقد الموضوعي الهادف الذي يتحمل مسؤولية أخلاقية قبل ان تكون سياسية أو اقتصادية أو فلسفية أو اجتماعية أو ثقافية... الخ ، بالمعنى الواضح ان معيار الأخلاق النقدي هو الصدق لتعميق المعرفة وعدم التحريف والدوران والخداع والتشويه " ككلمة حق يراد بها باطل " بهدف تعتيم وخداع الوعي عند المتلقين من البشر وبخاصة مثلما يقول الأستاذ الخزرجي والكل يعرف وهو يعرف أنه ليس منهم ( الغلابة ) وهم على ما اعتقد ويعتقد الأستاذ الأكثرية في مجتمعنا وآي مجتمع آخر واقصد ( الغلابة ) ليس تحديداً الابتلاء بالفقر والإملاق المادي فحسب وإنما من ضعف الوعي بسبب خداع القوى بمختلف مراتبها ومثقفيها وفلاسفتها وبخاصة العليا لهذه الأكثرية وهذا ما نراه ونلمسه على حالة العراق سابقاً وخلال ( 35 ) عاماً ولاحقاً بعد السقوط والاحتلال حيث نرى ونشاهد ونسمع ضعف الوعي عند مجاميع واسعة وذلك بالتأييد لجهة لا تخدم مصالحها وواقعها ولا تطلعاتها المستقبلية كفئة تتشكل منها الأكثرية. أنا لا أريد الرد بشكل مفصل على المقال الذي عنوانه " هل سيتهم الحزب الشيوعي العراقي بالخيانة العظمى واستنتاجاته الثلاثة " ولا مقالته اللاحقة " نضال شيوعي بأسلوب رأسمالي " ولا مقالاته السابقة التي هي تقريباً لها الأهداف نفسها بالضد من الحزب الشيوعي والشيوعيين العراقيين بكلمة حق يراد بها باطل ، لكنني أحب فقط أن أشير وليس كما يدعي الأستاذ الخزرجي مع الأسف بأن المقالة المذكورة أو غيرها " أثارت بلبلة بين أنصار وأعضاء الحزب الشيوعي " وكأن القيامة قامت!! لان هؤلاء هم الذين رسموا ويرسمون سياسة الحزب في اجتماعاتهم وموسعاتهم ومؤتمراتهم، وهم الذين يهتمون بتطويرها بحرية وديمقراطية ، وهم الذين وليس قيادتهم فحسب يتحملون مسؤوليتها الحالية وفي المستقبل، وكونفرانساتهم ومؤتمراتهم هي الفاصل الذي تحكم على التطبيق والتنظير بالإيجاب أو السلب، وقد علمتهم وما زالت تعلمهم الحياة بان الطريق المملوء بالأشواك لا بد من وجود الزهور بكل ما فيها من جمال وعبق وعنفوان التحدي التي تستطيع أن تذليل المصاعب وكل ما يعيق للوصول إلى الهدف المنشود وهو العدالة الاجتماعية غير المتوفرة في الوقت الراهن.. أما محاولة التضخيم والتجسيم الذي حاول فيها الأستاذ تصويره وكأن الأصدقاء والأعضاء الذين يعدون بعشرات الآلاف أصابتهم البلبلة من مقالته المذكورة " فانبرى للرد عليها مجموعة من الأخوان " وهما فقط اخوين لا أكثر ولا اقل نشرا في موقع " الناس الالكتروني" ولا يوجد غيرهما فهي غير صحيحة ومرتبكة . ونحن نعتقد مثلما له الحق وحرية الرأي في ما كتبه في مقالاته من إساءات واضحة مباشرة ومبطنة ان يرد عليه الأخوين وقد لا اتفق مع البعض مما ذكراه وهي حالة طبيعية ومنها ما أشار إليه الأستاذ داود أمين " فوجئت قبل أيام " لأنني لم أتفاجأ والحق يقال مما كتبه في السابق ولا في المقالة المذكورة،، أم انه يرى ان له وحده الحق أن يكتب ويُنَظر ويستنتج ولا يحق للآخرين في الرد أو التوضيح وخلافهم معه بالرأي.. وهنا صدقاً لا اعرف ما هو الهدف ولماذا حشر " تغيب عن بال الكثيرين بأن الحوار المتمدن والصديق رزكار ورفاقه... الخ ؟" في موضوعة لم ولن تغيب ولا للحظة " مثلما أشار" على جميع الكتاب والمثقفين الذين يكتبون أو يتابعون ( بان الحوار المتمدن موقع الالكتروني، مستقل ويساري وعلماني ومنبر لنشر الآراء والحوار حول المواضيع المهمة المتعلقة باليسار ) بمختلف أطيافه ولم يعلق أو ينتقد أي من الأخوين اللذان ذكرهما الموقع ولا هيئة تحريره فيما يخص ما كتبه الأستاذ الخزرجي. أهي محاولة للتصيد وحشد الآخرين ضدهما وهي طريقة عقيمة؟؟؟ أقول وبعد اعتراف الأستاذ الخزرجي بعظمة قلمه في مقالته الثانية " وأنا المسكين الذي لم يتابع مسيرة الحزب الشيوعي الا عبر حفلاته الساهرة " ألا كان به ومن باب أخلاق النقد الموضوعي التي تحدثنا عنها أن يفسر معنى " حفلاته الساهرة " وهي حفلات بذكرى تأسيس الحزب أو ذكرى الشهداء والمناسبات الوطنية والقومية فهل هو بالمسكين حتى لا يرى أنها محاولة بائسة للإساءة بما معناه أنها " حفلات حمراء للشيوعيين وهو يعرف وغيره معناها " مثلما فعلت وتفعل التحقيقات الجنائية في العهد الملكي ودوائر الأمن والمخابرات في العهود اللاحقة وأجهزة النظام الشمولي وقوى الظلام السلفية والأصولية ومنظمات الإرهاب والمليشيات المسلحة وكل الذين لديهم مصلحة في تدمير وإضعاف الفكر اليساري التقدمي والحزب الشيوعي والشيوعيين؟.. وهل يعتبرنا الأستاذ المحترم مساكين حتى لا نشتم من خلال قطعه الجملة بما يريد تسليط الضوء على شيء مبهم يرغب من خلفه أن يرسخ للملتقين ما هي الحفلات الساهرة. أن مسيرة الحزب الشيوعي والشيوعيين العراقيين ذات العطاء والتضحيات معروفة ولن يزاود عليها أحد حتى من ألد أعدائه ولن ادخل في تفاصيلها وما قيل عنها وما كتب بخصوصها وهي كثيرة ومتنوعة وأدعو بقلب صادق ونية حسنة الأستاذ الخزرجي ما دام قد اعترف بأنه " المسكين الذي لم يتابع مسيرته إلا عبر حفلاته الساهرة!!" أن يعود ليتابع ويقرأ ما يخص مؤتمرات الحزب وتاريخه ومسيرته وما كتب عنه من نقد موضوعي حيادي سليم وغير منحرف وان تتكون له معرفة حقيقية وليست طارئة مبنية على القيل والقال لكي يساهم بوجدان شريف في تطوير عمل هذه الكتلة السياسية التقدمية الواسعة التي يعترف أنها ضمن الفكر اليساري ويعتبر نفسه يساري مثلما كتب سابقاً " ارحمونا يا سادتي فنحن اليساريين... الخ " ويكتب بشكل أكثر موضوعية وبمسؤولية الأخلاق النقدية وعسى ان لا يفهم الأستاذ الخزرجي إنني اتهمهه لا سامح الله بالإساءة لشخصه ، وما اعنيه مسؤولية النقد الأخلاقي الموضوعي وليس غيره ولا تمس الأخلاق الشخصية والعائلية المتعارف عليها. أعود وأقول أن حرية الرأي والاعتراف بالآخر دلالة حضارية، وحرية النقد البناء الذي يتركز على الموضوعية ومن اجل أهداف سامية وهي إصلاح الخطأ ومحاولة لتقديم الأفضل لتشخيص الداء وللبناء هي بمثابة العلاج الحقيقي المبني على روح المسؤولية الوطنية الخيرة أما ما عداها فهي محاولات لن تجد لها مكاناً في مساحة الحياة والمعرفة التي زكت الصحيح منها دائما، أما الباطل فهو يضمحل وينتهي بمرور الزمن وأكبر مثال ما آل إليه النظام القمعي السابق وهو مثل واحد من مئات الأمثال، وهذه المعادلة تطابق مسيرة الحزب الشيوعي العراقي بعد نضال مرير وطويل خلال أكثر من سبعين عاماً وعلى الشيوعيين وقوى اليسار الوطني الديمقراطي في العراق. مع جل احترمي للأستاذ الخزرجي.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقترحات من أجل انتظام انعقاد جلسات البرلمان العراقي
-
الكورد الفيلية فقدان الحقوق وعدم رد الاعتبار كمواطنين عراقيي
...
-
محنة الفلسطينيون والعراقيون في العراق محنة مشتركة
-
الحوار المتمدن في انطلاقته الخامسة
-
الأيدي المكتوفة.. وماذا بعد ذلك؟
-
وحدة الشعب العراقي هي الطريق الأسلم لوحدة العراق
-
قدرة الدولة على إيقاف قتل البرياء في العراق
-
مذكرة التحقيق أو التوقيف الصادرة بحق الشيخ حارث الضاري
-
الديمقراطية في البرنامج والنظام الداخلي للحزب الشيوعي العراق
...
-
ضرورة إنجاز التعديلات على الدستور العراقي الدائم
-
أين المشكلة ؟.. وان فاز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد البرل
...
-
الأزمة والحرب الأهلية الطائفية
-
رؤيا في العبور
-
حزن عراقي متواصل
-
الشرقية والزمان والاصطياد في المياه العكرة
-
الجيش القديم وعقدة تسليح الجيش الجديد والقوات المسلحة العراق
...
-
هل يحتاج العراق لدولة دينية سياسية؟
-
وأخيراً مرر مشروع الأقاليم
-
ماذا بعد انتشار السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل في العالم
...
-
ملاحظة حول مسودة البرنامج والنظام الداخلي واسم الحزب الشيوعي
...
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|