أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد رياض اسماعيل - النظام الديموقراطي في ظل الجهل العام














المزيد.....


النظام الديموقراطي في ظل الجهل العام


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 8075 - 2024 / 8 / 20 - 12:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان الديموقراطية في فضاء الدول ومؤسساتها وبكل اشكالها، في المناظرات والتصويت وفي المحاكم عموما أي اختصارا الديموقراطية الوظيفية هي مجرد خيال وبعيد المنال. فالديموقراطية في الحالة المثالية، هي نظام سياسي لصنع القرار داخل المنظمة، يتمتع فيه جميع الأعضاء بحصة متساوية من السلطة يجعله قادرا للحفاظ على المال العام وإقرار أبواب الصرف وفق الخطط والمداخلة الفاعلة في حالات الحيود، هذا بالإضافة الى احترام حقوق الانسان والفصل بين السلطات..
وحين يسود الجهل العام او لنقل المعرفة المحدودة بالشؤون الدولية والوطنية فإنها تعرقل ممارسة الديموقراطية الوظيفية وتصبح بعيدة المنال كما ذكرنا. قد تكون الديموقراطية فكرة ساذجة حين تسمح للجهل العام ان تنتخب زعماء المنافسة التي لا تعرف عن هوية الناخبين شيئا الا جمع الأصوات! الديموقراطية تحمي هكذا نظام بائس والذي ينتخب فيه جاهل لعقلية الحاكم، وحاكم كل ميزته تتلخص في استثمار هذا الجهل، ويمتدح الناخبين في خطبه كونهم حكماء في اختياراتهم له! وصولا الى افسادهم بالمغريات الراهنة في كل زمان ومكان.. والناخب (الغالبية العظمى) جاهل، لا يُفرِق فيما لو كانت الديموقراطية نظام سياسي ام نوع من المقبلات!
الشعب يمارس الفساد بجميع طبقاته، ويصرخ كل يوم "حاربوا الفاسدين"! شعب لا يهمه ان يتراكم امام داره القمامة ويتحول الى مزبلة، طالما انها خارج أسواره! شعب يغرق حتى الثمالة بالخرافات والشعوذة، ويصدق بالشفاء من يد أبو علي الشيباني، شعب يصدق الدعايات الرخيصة للمرشحين في ملصقات الشوارع والدعايات المتلفزة، واعدا إياهم بمستقبل (زاهر) لهم ولعوائلهم. شعب مغلوب على أمره وليس له القدرة على تغيير الطغمة الفاسدة ليرفل بحياة كريمة، يعيش على الأوهام ينتظر ديموقراطية امريكية ثانية لكي يحقق الحلم. شعب فقد القدرة على التفكير المنطقي، واستسلم للمفبركات المتلفزة الموجهة عالميا، فانقرض التراث والتاريخ والحضارات (الولودة للعظماء) في وطن أصبح مرتعاً للبغاء الفكري … شعب تساوى فيه (القرعة وأم الشعر) كما يقال، شعب يدعي المثالية المزيفة من الخُلق والتحضر المستنبط من التراث الغربي، وفي واقعه يبول على الأرصفة ويبصق على الورود، ويرمي قمامته في الشوارع العامة ويعيش على الارض كالدواب … ويصبح من المضحك والمثير للجدل استشارته فيمن يمثله من هذا المحتوى الاجتماعي المتخلف الفاقد للذاكرة ومن ثم التفكير ويحكمه الغرائز الحيوانية لا يجدي معه فكرة هكذا نظم جاهزة أتت على خلفية التحرر من الاضطهاد والمعاناة، وأصبحت اليوم سلعة مستهلكة!
الناخب في الدول المتقدمة كأمريكا مسير بالإعلام المأجور، لا يفقه عن تاريخ الصين شيئا الا كونه دوله مروعه وخطيره تماما. لا يعرف الناخب والمنتخب شيئا عن أسماء دول حوض المحيط الأطلسي وعن اتفاقيات مينسك في أوكرانيا الا من خلال الاعلام المسير، مع ذلك تجري العملية (الديموقراطية) هناك ليختار من يقرر شكل الحرب القادمة! انها انتخابات باعة متجولين لا أكثر.. هؤلاء الناخبين هم مثقفين سطحيين او بالأحرى مسخفين جهلة، يعتقدون بان الأرض تدور حول حكامهم والشمس تدور حول الأرض، واغلبهم دون مستوى الدراسة الابتدائية! لقد أصبح من النادر ان تجد أناس لديهم ذاكرة تمكنهم من التفكير واتخاذ القرار، او تعطيهم القدرة التحليلية لفهم السياسة والتاريخ وما الى ذلك. إذا تجاهلنا الاستثناءات والدرجات يمكن اعتبار الجمهور ورماً كبيرا واسعا داخلة في حالة غيبوبة، يعيش حياة بيولوجية. إذا كان الاقتصاد جيدا فسيصوت الناس لشاغلي الوظائف سواء كان هؤلاء يتحملون اي مسؤوليه عن الرخاء ام لا. هذا هو حال البيئة الديموقراطية في اقوى واغنى دولة في العالم، فكيف تكون عندنا ياترى؟



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور طاقة الكلام والزمن في خوارزمية الوجود/ رؤية شخصية
- احزان تسافر معي في الحياة
- عند قبر امي
- التعليم يواجه زمناً عصيباً
- محاورة روحية
- عجبت لهذه الحياة
- الحروب البشرية الى اين؟
- اقتصاد العراق بين المطرقة والسندان
- كتاب العمر
- أيها الغائب الحاضر
- رحلة الحياة
- القضية الفلسطينية الى اين؟
- البحث في الجوهر
- التربية والتعليم في العراق
- البروتوكولات وقواعد العالم التي تحكمها الصهيونية
- خاطرة على البرلمانات والمجالس الشعبية
- لمحات من السياسة الامريكية المعاصرة في العراق والشرق الأوسط
- اية امة نحن؟
- كركوك في 2040
- حبيب الاحلام مع خالق الانام


المزيد.....




- مصر.. ارتفاع متوقع في أسعار السيارات مطلع 2025.. وتجار: الدو ...
- بوخوم يحقق فوزه الأول ودورتموند يعود إلى سكة الانتصارات
- قوات الدعم السريع تستعيد قاعدة رئيسية في دارفور من الجيش
- مصر.. حريق هائل يلتهم مصنعا بالشرقية والدفع بـ 20 سيارة إطفا ...
- نتنياهو: إسرائيل ستواصل التحرك ضد الحوثيين
- السودان.. قوات الدعم السريع تعلن استعادة السيطرة على قاعدة ع ...
- ليبيا.. اصطدام حافلة بطائرة إسعاف في مطار معيتيقة الدولي
- البيت الأبيض: نحتاج إلى الكثير من الوقت لاستعادة مجمع صناعتن ...
- معجزة كامتشاتكا.. لقطات مثيرة لإنقاذ طاقم طائرة مفقودة منذ 3 ...
- اتهامات لنتنياهو بتخريب المفاوضات وحديث إسرائيلي عن صفقة جزئ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد رياض اسماعيل - النظام الديموقراطي في ظل الجهل العام