أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى مجدي الجمال - لا تحكموا على المقاومة أيديولوجيًا














المزيد.....

لا تحكموا على المقاومة أيديولوجيًا


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 8075 - 2024 / 8 / 20 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاستعمار، قديمه وجديده، هو فعل خارجي عدواني يسقط على شعب منكشف وضعيف في حدوده وفعاليته. وكي ينجح المستعمر المعتدي فإنه يعتمد القهر بالسلاح والمال والثقافة.
يريد المستعمر والإمبريالي أن يخمد كل مقاومة في الأمة المراد السيطرة عليها.. ومن الطبيعي جدًا أن تفتقر الأمم محل الإخضاع إلى ذات مستوى قوة الطغيان الخارجي الذي يستعبد شعوبها لنهب الثروات أو التحكم في مسارات جغرافية حاكمة أو حتى تعظيم هيبة المستعمر على الساحة الدولية، وخاصة في مواجهة القوى الاستعمارية الأخرى.
وكان من أهم الآليات المستخدمة: إرساليات التبشير وفرض لغة المستعمر وانتقاء أبناء النخب القبلية لإرضاعهم ثقافة المستعمر وتعويدهم الانبطاح بسعادة له حتى يصبحوا أصحاب المراكز المرموقة في البلد التابع.
ومن المفهوم جدا أن كثيرًا من الشعوب المستضعفة لا تكون على ذات مستوى التماسك "القومي" عند المستعمر. لذا فإن الكثير من حركات المقاومة قد يتخذ طابعًا دينيًا أو عرقيًا، حتى لو رفع شعارات ديمقراطية أو حتى "اشتراكية" مثلما حدث في الستينيات والسبعينيات بقصد الحصول على عون المعسكر الاشتراكي وقتذاك، أو التحرك في هامش المناورة بين القطبين الشرقي والغربي..
ولو تمعنا أكثر في التاريخ سنجد الدور الذي لعبه طلاب الأزهر ضد الأجنبي في مراحل سابقة، وكذا دور الحركات وكذا دور بعض الزوايا الصوفية في شمال وغرب أفريقيا ضد الاستعمار الفرنسي مثلا، والأمثلة كثيرة على هذا.
وكان من الطبيعي أن تواجه القوى الاستعمارية وأجهزتها هذا التحدي باللعب على تأجيج التناقضات بين القوميات والعقائديات والعرقيات المختلفة لتفكيك الجبهة المعادية وإشاعة الصراعات فيما بينها في مراحل لم يكن تطور الأمة الواحدة قد بلغ فيها منسوب اللحمة الوطنية الفعال. ومن أمثلة ذلك كان دعم الفكر الوهابي في شبه الجزيرة العربية ليؤدي الدور المرصود له حتى خارج الحدود.
من كل ما سبق تتضح المعضلة التي تواجه الحركات الوطنية الحديثة المتأسية بالنزعات الإنسانية والتقدمية.. إذ يغلب في أحوال كثيرة أن تكون في أوضاع أضعف جدا من الحركات المقاومة على أسس عرقية أو دينية..الخ. فهي لا تستطيع منع الحركات الأخرى من المقاومة انطلاقا من كونها ترفع شعارات "متخلفة" أو مفتتة للصفوف.. ولكن بالطبع يتوجب على التقدميين و"المدنيين" و"العلمانيين" ألا يتوقفوا عن الدعاية ضد "الأيديولوجيا" الأصولية المفرقة للصفوف والجامدة إزاء التحديات، بشرط ألا يتورطوا في إدانة كل ما يقوم به الأصوليون. وهذا موقف ثالث لا مناص منه، أي موقف غير التزام الحياد أو التعامي عن مخاطر التجزئة والتفتيت.
وإذا طبقنا هذا على الوضع الحالي على الساحة الفلسطينية فلا يمكن إنكار حالة التردي والضعف التي تنتاب قوى سلطة رام الله والحركات اليسارية والوطنية الأخرى. بينما استطاعت قوى السلفية السنية والشيعية تعظيم نفوذها بالدعم من رعاة خارج الوطن، وكذا استفادتها مما وصلت إليه رهانات اتفاقات أوسلو من فشل ذريع بعد تمزيق العدو صراحة لها.
ويظل التناقض بين التيارات الفلسطينية المختلفة شأنا داخليًا، ومن الحماقة التدخل الفج فيه لأنه سيزيد المقاومة تمزقًا.. وعلى القوى "العلمانية" و"المدنية" و"الديمقراطية" خارج فلسطين ألا تضع شروطًا "أيديولوجية" كي تعترف بالمقاومة أو تدعمها، خاصة في ظل عدوان وحشي فتك بشعب مضطهد. أي ألا نهاجم مقاومة "حماس" و"حزب الله" من منطلقات أيديولوجية.. وإنما يكون النقد الواجب في حدود الفعاليات السياسية والعسكرية.
أما النضال الحقيقي الواجب علينا، من خارج فلسطين، فهو رفض تواطؤ النظم العربية مع العدوان الصهيوني بالصمت والسلبية وتضخيم انتقاداتنا للمقاومة، والتأكيد على أن المجرم الحقيقي في الصراع هو الإمبريالية الأمريكية وليس اختزال الصراع في هذه الحكومة أو تلك في تل أبيب أو واشنطن. وكذلك الاجتهاد أكثر في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني وحركاته المقاومة، وتعميق الوعي القطري والقومي بخطورة المشروع الصهيوني الإمبريالي على وجود شعوبنا وليس فقط على تحررها وتقدمها ورفاهيتها وسلامها.



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألعاب السيرك المعادي لثورة يوليو
- ناجي شفيق نسيج خاص
- العلمانية ليست مرادفة للإلحاد
- ليست مؤامرة خالصة ولا ثورة بدون شوائب
- حدث خلسة (أقصوصة)
- عمر من الخلافات
- أخطر اجتماع
- فداحة التحدي وهزال الاستجابة
- عتاب على شيوعيي السودان
- من مقالب الناشرين في المترجمين
- أصعب أيام مصر
- الشكلانية الديمقراطية ووهم تمثيل المستضعفين
- انزلاقات يسارية
- المشبوه أيمن نور والمعارضة المزوَّرة
- التهمة إدمان المنشورات
- حوارات ثورية
- وتظاهرنا في ميت أبو الكوم
- ويبقى أنيس مورقًا فينا
- كيف أحرجنا رجال السادات
- أركيوبتركس


المزيد.....




- لماذا يجب أن يخرج الدعم السريع من المدن؟
- بالصور.. الاستيطان يتغلغل في الأحياء المقدسية
- عاجل| الحزب الديمقراطي يعتمد رسميا كامالا هاريس لخوض انتخابا ...
- احتجاجات غزة أمام مؤتمر الديمقراطيين.. هاريس تواجه ضغوطا قد ...
- من الدوحة.. بليكن يؤكد أن -الوقت داهم- لإبرام اتفاق لوقف إطل ...
- رسميا.. الحزب الديمقراطي يعتمد هاريس لخوض السباق الرئاسي
- روسيا تتهم الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا بالمشاركة في ا ...
- روسيا تتهم أجهزة مخابرات غربية بالإعداد لتوغل أوكرانيا في كو ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم ماريا برانياس موريرا عن عمر ناهز 1 ...
- 52 شهيدا بغزة والمقاومة تستهدف قوات الاحتلال بكمائن نوعية


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى مجدي الجمال - لا تحكموا على المقاومة أيديولوجيًا