أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - الشرقي لبريز - في ذكرى استشهاد عبد الحق شباظة














المزيد.....

في ذكرى استشهاد عبد الحق شباظة


الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي

(Lebriz Ech-cherki)


الحوار المتمدن-العدد: 8074 - 2024 / 8 / 19 - 18:53
المحور: حقوق الانسان
    


يصادف الــ 19 غشت من كل سنة ذكرى استشهاد  المناضل عبد الحق شباضة بمعتقل العلو، بعد ان أعلن الشهيد إلى جانب رفاقه الدخول في إضراب لا محدود عن الطعام انطلاقا من يوم 17 يونيو 1989، عانوا خلاله التهميش والإهمال، وغياب التطبيب والإسعافات اللازمة، وكذا المنع المستمر للعائلات من زيارتهم. حيث استشهد في نفس السنة، ليعلن ميلاده الجديد، ملتحقا بقافلة شهداء الشعب المغربي.

ولد الشهيد عبد الحق شباضة بدرب الحرية بالحي الحسني بمدينة الدار البيضاء سنة 1961 في أسرة فقيرة، وتابع دروسه الابتدائية بمدرسة “ابن حمديس” ثم الإعدادية، بإعدادية “درب الجديد” ليلتحق بعد ذلك بثانوية ” ابن الهيتم” بنفس المدينة.

وخلال هذه المرحلة كان المغرب يشهد موجة قمع كبيرة، استهدفت كل معارضي نظام الحسن الثاني دون استثناء، حيث فتحت السجون والمعتقلات السرية أبوابها لكل المعارضين، وبخاصة اليساريين الجذريين الذين ينتمون إلى المنظمات الماركسية اللينينية.

وخلال الموسم الدراسي 1979/1980 سيحصل الشهيد عبد الحق شباضة على شهادة الباكالوريا، لينتقل إلى مدينة الرباط لمتابعة دراسته الجامعية، فكان اختياره على شعبة الأدب العربي بكلية الآداب بالرباط، وهناك ستبدأ مرحلة جديدة من حياة الشاب عبد الحق القادم من مدينة الدار البيضاء، حيث سينخرط في معارك الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بقيادة فصيل الطلبة القاعديين ذو التوجه الماركسي اللينيني، وسيتحمل مجموعة من المسؤوليات التنظيمية داخل هذا الفصيل، مما سيجعله على قائمة المطلوبين لدى الأجهزة الأمنية.

بدأت مسيرة الشهيد مع النضال منذ سن مبكرة، وهو لا يزال تلميذا، إذ سيشارك في التظاهرات الرافضة لقدوم شاه إيران إلى المغرب سنة 1979، كما شارك في مختلف الإضرابات التي شهدتها الثانوية التي يدرس بها، وأيضا في الإضراب العام ليوم 20 يونيو 1981 الذي دعت إليها الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، وعرف قمعا شرسا وخلف مئات الشهداء والمعتقلين، فكان شاهدا على المجازر التي ارتكبت في حق الجماهير الشعبية بمدينة الدار البيضاء.

ثلاث سنوات بعد أحداث الدار البيضاء، ستندلع انتفاضة جديدة في 19 يناير 1984، وأطلق شرارتها الطلبة والتلاميذ، قبل أن تنضم إليهم الجماهير الشعبية المكتوية بنار غلاء الأسعار والبطالة وتدهور الأوضاع المعيشة نتيجة شروع المغرب في تطبيق سياسة التقويم الهيكلي بإيعاز من المؤسسات المالية الدولية، وعمت هذه الانتفاضة بالخصوص مدن الناظور ومراكش والحسيمة والقصر الكبير وبعض المدن الصغرى، وخلف تدخل قوات الجيش والدرك الملكي لإخمادها عشرات الشهداء والمعتقلين.

في غمرة هذه الأحداث أصبحت الأجهزة الأمنية تطارد الشهيد عبد الحق شباضة ومجموعة من رفاقه، خاصة بعد صدور مذكرة بحث وطنية في حقه على خلفية انتفاضة يناير 1984، وسيتعرض للطرد من كلية الآداب بناء على قرار من مجلسها.

لكن هذا الطرد لم يثن عبد الحق عن مواصلة مهامه إلى جانب رفاقه ورفيقاته في قيادة المعارك الطلابية التي كانت تتفجر بين الفينة والأخرى، وتتفاعل مع ما كان يعرفه المغرب من أحداث سياسية واجتماعية، عملا بشعار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ” لكل معركة جماهيرية صداها في الجامعة “.

لقد كان استهداف الطلبة القاعديين بشكل مباشر خلال وبعد هذه الانتفاضة، وبالخصوص المسؤولين القياديين والمناضلين الميدانيين الذين تعرضوا للاعتقال والمتابعات، حيث أسفرت في النهاية عن صدور أحكام قاسية في حقهم (مجموعة مراكش 1984).

عاد عبد الحق شباضة إلى مدينة الدار البيضاء سنة 1987، ليجد واقعا قاسيا في انتظاره، فاشتغل في موانئ الدار البيضاء لمساعدة والدته ” أمي رقية ” على تحمل تكاليف الحياة وظروفها الصعبة، وهو يشعر بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه، وكان يتقن صناعة أقفاص الطيور وبيعها.

بعد أزيد من أربع سنوات من التخفي، وتجنب السقوط في يد البوليس والافلات من الملاحقات اليومية، وتفادي عبد الحق الاعتقال بتمرسه وتواجده اليومي وسط الجماهير ومهاراته في التحرك والمناورة، سيعتقل في 18 أكتوبر 1988 بأحد موانئ الدار البيضاء، وهو يحاول الهجرة على متن باخرة متجهة إلى فرنسا.

تعرض عبد الحق شباضة إلى شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي القاسية، بمخافر الشرطة أثناء التحقيق معه، حسب ما حكى لرفاقه في الزنزانة التي تقاسمها معهم، حيث سيستمر مسلسل التعذيب حتى بعد الحكم عليه بسنة سجنا نافذا، وإيداعه سجن لعلو بمدينة الرباط.

عن ظروف اعتقاله كما حكت لنا امي رقية:

 جاء البوليس إلى المنزل، وعندما خرج البوليس دخل ابني مع رفاقه وتناولوا الغذاء، أخبرت ابني عبد الحق بأن البوليس زارنا في المنزل، لبس حذاءه هو ورفاقه وخرجوا …

 أسبوعا بعد ذلك، أتوا به إلى المنزل مكبل اليدين، سألني البوليس عن قرابتي به قلت إنه ابني عبد الحق. قال لي البوليس لقد وجدناه يستعد للهجرة السرية نحو فرنسا....



#الشرقي_لبريز (هاشتاغ)       Lebriz_Ech-cherki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راي بخصوص مقاطعة الدجاج -لا تساهموا في ابادة المربي الصغير و ...
- ليس دفاعا عن الكساب وانما للموضوعية
- رسالة الى امي في اليوم العالمي للمرأة
- طيف مشاكس!!
- قصة قصيرة: السواد ليس للأناقة
- الاسود ليس للاناقة
- حقوقيون ونقابيون يحتجون أمام رئاسة جامعة محمد الخامس بالرباط
- جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان تحتاج ضد ممارسة باشا مدينة العي ...
- حقوقيون ينددون بنقل الدكتور الحبيب العزوزي
- بيان تضامني مع فرع العيون وادانة لسلوك باشا المدينة
- اسماء كتبت خلودهابقلمها: عبد الرحمن منيف
- ضجيج القبور
- اصل التقويم الامازيغي
- يثم مدينة
- ماذا يعني الاعلان العالمي لحقوق الإنسان
- اسماء مغربية وازينة على تطبيق تيك توك
- مخطط المغرب الاخضر والنتائج العكسية وصمت الجهات المسؤولة
- مخطط المغرب الأخضر النتائج العكسية وصمت الجهات المسؤولة
- التاريخ لا ينسى جرائم الإسلام السياسي
- السياسي والجماهير


المزيد.....




- يديعوت أحرنوت: الأسرى الذين استعاد الجيش جثثهم اليوم قتلوا ب ...
- شهادات صادمة من هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين عن أشكال تعذيب ...
- سفير ايران بالامم المتحدة:ردنا لابد ان يكون محسوبا لتجنب اي ...
- مصادر فلسطينية:اصابات اثر اطلاق الاحتلال النار صوب خيام النا ...
- الأمم المتحدة تعبر عن قلقها من -التدهور السريع- في ليبيا
- طالبان تمنع المقرر الأممي لحقوق الإنسان من دخول أفغانستان
- كاتماندو تستضيف أول مسيرة فخر سنوية احتفالا بتشريع زواج المث ...
- ألمانيا.. المحكمة العليا تقر سجن سكرتيرة سابقة في معسكر اعتق ...
- فيديو للقسام يفضح ادعاءات نتنياهو بشأن الأسرى منذ بداية الحر ...
- مندوب الكيان المحتل: يجب محو مقر الأمم المتحدة من على وجه ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - الشرقي لبريز - في ذكرى استشهاد عبد الحق شباظة