حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1771 - 2006 / 12 / 21 - 10:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
متابعةُ الألعابِ الرياضيةِ متعةٌ، كفاحٌ، إصرارٌ، تحدي، صمودٌ، معاناةٌ من أجلِ الفوزِ. ضمت دورةُ الألعابِ الأسيويةِ المقامةُ بقطرِ عشراتٍ منها، للرجالِ والنساءِ، ووضُح منها اكتساحُ الصين فاليابان ثم كوريا الجنوبية، وهي دولٌ يحظي فيها العلمُ والعملُ بكل التقديرِ والاحترامِ. الرياضةُ ليست مجردَ لعبةٍ، كما يسميها البعضُ، ليست حكراً علي طائفةٍ ولا جنسٍ، إنها علمٌ شاملٌ، صحياً ونفسياً وتربوياً وإعداداً.
للتعرفِ علي مكانةِ دولةٍ وثقافةٍ وحضارةٍ لا مفرَ من التعرفِ علي ما توليه الرياضةَ من اهتمامٍ، إنها مرآةٌ لا تُخطئ ولا تكذب. إعدادُ الرياضي ليس وليدَ ساعتِه، إنه خطةُ عملٍ شاملةٌ شاقةٌ طويلةٌ تبدأُ بالانتقاءِ فالرعايةِ وتوفيرِ المنشآتِ وأطقمِ التدريبِ والتغذيةِ والعلاجِ وصولاً للمنتج النهائي، الرياضي المتفوقُ. حياةُ الرياضي قاسيةٌ، جافةٌ، فيها العذابُ والمعاناةُ والحرمانُ، الحسابُ صارمٌ، في الأكلِ، النومِ، المتعةِ، لا بدَ من ثقافةٍ مجتمعيةٍ تغرسُ لذةَ تحملِها حباً في النجاح، إثباتاً للذاتِ.
الحصيلةُ العربيةُ من الميدالياتِ شحيحةٌ، الأداءُ متواضعٌ، المشاركةُ في اللعباتِ انتقائيةٌ، إما لعدم ممارستِها أصلاً كما في العديدِ من الرياضاتِ النسويةِ أو لتطلبِها مهاراتٍ غائبةٍ. حتي الميدالياتِ علي قلتِها كان الكثيرُ منها لغيرِ العربِ، من العدائين خصوصاً، جاءوا لأكلِ العيشِ بالرياضةِ، شأنُ كل عمالةِ المنطقةِ، تغييرُ أسماءٍ ودياناتٍ وانتماءاتٍ بالمالِ.
رفعُ الأعلامِ، عزفُ السلامِ الوطني، بثمنِه، أيسرُ من تكوينِ مدرسةٍ رياضيةٍ، بلا شقاءِ، خداعٌ للنفسِ، الواقعُ لم يتغير، بريقُ الأضواءِ يكشفُه، مجتمعاتٌ تستهلكُ نتاجَ حضارةٍ لم تصنعها، لا جذورَ لها فيها، سطحيةٌ، قشريةٌ، هامشيةٌ، الاقتناءُ بدلاً من الإنتاجِ والعملِ والصبرِ، كلُه من الآخرِ، شراءُ السلعِ والبشرِ، عنوانٌ لطبيعةِ معيشةٍ، مؤقتةٌ ولو تصوروا أنها ستطول،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟