أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسن مدن - عن التعليم في دول الخليج














المزيد.....


عن التعليم في دول الخليج


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 8073 - 2024 / 8 / 18 - 11:55
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بدايةً، يتعيّن القول إنّه بالمقارنة بين حال التعليم الراهنة في دول الخليج العربي وما كانت عليه قبل عقود، ثمّة انجازات كبيرة تحقّقت، بينها انخفاض نسبة الأمية إلى أضيق نطاق، بفضل شبكة المدارس الواسعة التي غطت كل مناطق هذه الدول، للذكور والإناث. وفي بلدان المنطقة عدد كبير من الجامعات المشهود لها بالكفاءة والجودة، ما أدّى، بالنتيجة، إلى زيادة أعداد خرّيجي الجامعات من الجنسين في مختلف التخصصات.

تنطبق على هذه الإشادة بما تحقق للتعليم من نجاحات إشادة بالنجاحات الأخرى التي تحقّقت في بلداننا، سواء على صعيد البنية التحتية المتطورة، وحجم الخدمات الاجتماعية المختلفة المقدّمة لأبناء المنطثة والمقيمن فيها، فهذه الإشادة يجب ألا تصرفنا عن رؤية السلبيات القائمة في غير مجال، بما فيها مجال التعليم، موضوع الحديث هنا، بل إنّ الجهات القائمة على العملية التربوية في بعض بلدان المنطقة أشارت، في أكثر من مناسبة، إلى ضرورة إصلاح النظم التعليمية، مع أنّ هذه الدعوات لم تقترن، في غالب الحالات، بخططٍ وبرامجٍ واستراتيجيات ملموسة لتنفيذها. لذا ليس غريباً أن ما تعاني منه منظومتنا التعليميّة من صعوبات تزداد بمرور الوقت، فالعبرة ليست في ما يُكتب على الورق، وإنما في الذي ينفّذ على الأرض، مع غياب قرار استراتيجي حاسم، يتصل برؤية الدولة ذاتها لهذه المسألة وعلاقتها بالرؤية التنموية على المستوى الوطني الشامل.

تحدّث مقالٌ سابق للكاتب (في "العربي الجديد") عن الحال البائسة لتدريس مادة الفلسفة في مقرّراتنا الدراسية، بسبب تسيّد رؤية قائمة على تلبية ما يوصف "حاجات السوق والمنافسة". ورؤيةٌ مثل هذه حين تكون هدفاً وحيداً للتعليم تصبح وسيلة لتخريج أجيال جديدة من عبدة الآلة، وليس أجيالاً من الراشدين، ذوي التكوين الثقافي العالي، الجامع بين العلم والثقافة والفكر، وهذا ما يذهب إليه تربوي أجنبي مرموق، هو إليغي ربول، الذي يرى أنّ ما يجب أن يدرّس هو ذاك الذي يحقق غايتين: التحرير والتوحيد. وإذا رجّحنا أنّ المقصود بالغاية الأولى تحرير الذهن من كوابح التفكير، فإنّ غاية التوحيد أن تحقق للدارس اندماجاً في مجتمعٍ يجب أن يتّسع لجميع أبنائه.

وإذا كان على التعليم أن يوحّد، فإن عليه أن يحرّر. ثمّة رابطة بين دراسة الأدب والفلسفة والتقنية وبين الرياضة البدنية والتربية الفنية ودراسة الموسيقى. الأولى تحرّر الأذهان، والثانية تحرّرنا من تصلبنا ومن تشنّج أعصابنا ورعونتنا. "المسرّة توجد بين الصرامة والمرونة" هكذا يوجز صاحبنا الأمر، ربما ليُرشدنا إلى أنّ التعليم منظومة متعدّدة الأوجه، لكنها مترابطة.

وكون إليغي ربول تحدّث عن تدريس الموسيقى جنباً إلى جنب مع المواد العلمية والتقنية، علينا ملاحظة أنّ هذه المادة أصبحت في حكم الممنوعة أو على الأقل المهمّشة في المدارس في كثير من بلداننا، لأنّ القائمين على هذه المدارس، لا بل وعلى منظومة التعليم إلى حدٍ بعيد، لا يروْن فقط أنّها مادة غير مهمة، وإنما جالبة لفساد الخلق وسوء التربية. حين نتحدّث عن ضرورة النهوض بالمنظومة التعليمية لا نعني أنّ على المدارس أن تدرّس الموسيقى، ووجوب ذلك. الموضوع أهمّ وأوسع من ذلك، وهو يتوقّف، كما أشير، إلى ضرورة وضع رؤية مستقرّة وثابتة للنهوض بهذا التعليم، وفق الأساس المشار إليه، لا تتغيّر بتغيير الوزير المُكلّف، كما يحدُث في بلداننا عادة، ولا يقلّ أهمية عن ذلك أن يعهد بملف التعليم لفريق تربوي وإداري مقتنع بهذه الرؤية، وساعٍ إلى تطبيقها بإخلاص.

ليست الرؤية المحافظة المتسيّدة على المنظومة التعليمية وحدها ما أضرّت وتضرّ بالتعليم ومخرجاته، وإنما أيضأ الرؤية المأخوذة بالبدعة الجديدة، حول عدم أهمية تدريس الأدب أو التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع وما إليها من مواد. بعض مدارس التربية الحالية، وهي تهاجم فكرة الحفظ التي درجت عليها المدرسة التقليدية بديلاً لتعويد التلميذ على الاستيعاب والتفكير، تكاد تخلط بين الحفظ والذاكرة، فتكون كمن يقطع الأصابع بحجّة تقليم الأظافر، حسب التعبير الجميل للشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف. ولن نجد أبلغ مما قاله التربوي المُستشهد به أعلاه، الذي لا يجد مدعاة للخجل في أن نعرف عن ظهر قلب التواريخ المهمة التي تشكّل معالم التاريخ، وأن نستعيد الأشعار الجميلة والأمثال والحكم، بل وحتى النصوص الفلسفية، "لأنّ مجتمعاً بغير ذاكرة لا هويّة له".



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزام الصدأ
- الصفيق والتصفيق
- التاريخ أم الإنسان؟
- سُلطة الخوارزميات
- أوروبا واللايقين
- طه حسين المتجدّد
- مسار الدولة ومصيرها
- (رجعوا التلامذة للجدّ تاني)
- الجنائية الدوليّة تضع الغرب على المحكّ
- تحوّلات المدينة في الخليج
- طُلّاب 1968 .. طُلّاب 2024
- باسم خندقجي
- الأول من مايو في البُعدين الوطني والأممي
- المانحون وسيادة الدول
- (خيوط المعازيب)
- لتستمرّ المقاطعة
- صنعوا داعش ولم يصنع نفسه
- نساء على دروب غير مطروقة
- إعادة قراءة .. إعادة كتابة
- بدرية خلفان .. سيّدة البدايات


المزيد.....




- فرمت سيارته.. الداخلية القطرية تتحرك ضد -مُفحط-
- المفوضية الأوروبية تعلن تحويل دفعة بقيمة 4.1 مليار يورو لنظا ...
- خنازير معدلة وراثيا..خطوة جديدة في زراعة الأعضاء
- موسيالا -يُحبط- جماهير بايرن ميونيخ!
- نتنياهو يؤكد بقاء إسرائيل في جبل الشيخ بسوريا
- فون دير لاين: الاتحاد الأوروبي يعد الحزمة الـ16 من العقوبات ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا فقدت 210 جنود في محور كورسك خلال يو ...
- رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م ...
- سوريا: المبعوث الأممي يدعو من دمشق إلى انتخابات -حرة ونزيهة- ...
- الجيش الإسرائيلي يعترف بتسلل مستوطنين إلى لبنان


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسن مدن - عن التعليم في دول الخليج