صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8073 - 2024 / 8 / 18 - 00:49
المحور:
المجتمع المدني
"المثقفون هم نواب المجموعة الحاكمة والذين يمارسون الوظائف الثانوية للهيمنة الاجتماعية والحكم السياسي" أنطونيو غرامشي.
دائما ومع تسلم اية سلطة للحكم، وفي أي بلد من هذا العالم، تقوم هذه السلطة بالبحث عن "مثقفين" لشرائهم وكسب ودهم، وإذا لم يوجد، وهذا نادر جدا، فإنها تقوم بصنعهم او خلقهم أو إنتاجهم، فعلى رأس هذه الشرذمة من "المثقفين" تقع مسؤولية تلميع وتنظيف صورة السلطة، وهذه السلطة تجزل لهم العطاءات وتثريهم وتميزهم عن باقي شرائح المجتمع.
سلطة الإسلاميين الرجعية لا تختلف عن غيرها من أنظمة الحكم، شكلت لها حلقة واسعة جدا من "المثقفين"، ملئوا بهم الفضائيات والحلقات النقاشية، فأي قضية تثيرها السلطة، او تثار ضدها، تدفع بمجنديها من شرذمة "المثقفين" لتبرير هذا الفعل او ذاك القانون، ونحن نشاهد ذلك يوميا.
هذه الأيام يدور صراع بين القوى المدنية والتقدمية والقوى الرجعية الإسلامية حول تعديلات قانون الأحوال الشخصية، الجبهة الإسلامية الرجعية والمتخلفة نزلت بكل قوتها، "رجال دين، فتاوى، ميليشيات، امن وطني، قضاء، نقابات "الصحفيين، المحامين"، قنوات فضائية، طقوس دينية، برلمان، وشرذمة مثقفين"، كل هؤلاء امام جبهة لا تملك سوى بعض الممارسات العملية.
من شرذمة "المثقفين" تلك يخرج علينا "المثقف" "أبو تراب وجيه"-وكان متوقعا جدا ان لا يترك هذا الصراع دون لمسة قذرة منه- يخرج بعدة منشورات من على صفحته الشخصية، يشهر بها ويسخر من النساء بشكل يثير القرف والاشمئزاز، منظم لجوقة المشهرين والسبابين من الذباب الالكتروني الإسلامي.
ابو تراب وجيه شخص طائفي جدا، وهو فرح بهذه السلطة الطائفية، لأنها تمثل توجهاته وميوله، منشوراته الأخيرة عن النساء تمثل قلة أدب وسوء في التربية وعدم وجود اخلاق، لو كنا في بلد يخضع للقوانين لكان ابو تراب وجيه الان خلف القضبان بسبب "المحتوى الهابط"، لكنهم يلقون القبض على شبيبة ترفض قوانينهم وتشريعاتهم الرجعية والظلامية.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟