صلاح زنكنه
الحوار المتمدن-العدد: 8073 - 2024 / 8 / 18 - 00:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هو كعب بن الأشرف النضري, من بني نبهان من بطن طي، حالف أبوه (الأشرف) بني نضير (يهود) وتزوج منهم عقيلة بنت أبي الحقيق، أي إن كعب طائي الأصل والفصل لكن من أم يهودية, ومعظم المؤرخين يؤكدون بأنه شاعر فطحل وفارس مقدام, له مساجلات ومناظرات مع حسان بن ثابت في المنازعات والصراعات التي كانت بين الأوس والخزرج قبل الإسلام.
والأهم من كل هذا وذاك, هو من المعادين والمحرضين الأشداء على النبي محمد بعد هجرته من مكة الى المدينة.
يذكر البيهقي في دلائل النبوة, إنه (كان أحد الذين حاججوا النبي الكريم, عندما تحولت القبلة من المقدس إلى مكة المكرمة, ويطالبونه بالعودة إلى قبلته الأولى) بل الأدهى والأمر, إنه كان يهجو الرسول ويحرض قريش عليه, حتى ضاق به النبي وتبرم من قصائده الناقمة, حتى طالب بقتله أمام الملأ, فخرج إليه محمد بن مسلمة في نفر من الأوس فقتلوه غدرا.
ويروي البخاري خبر مقتله على النحو التالي (عن عمرو بن دينار، عن عبد ا لله بن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لكعب بن الأشرف؟ فقال محمد بن مسلمة: أتحب أن أقتله؟ قال: نعم، قال: فإذن لي فأقول، قال: لقد فعلت)
وهكذا تم التخلص من أهم شخصية معارضة للنبوة آنذاك, وإليكم هذه الأبيات من قصيدة له ...
رُبَّ خالٍ لي لو أبصرتَهُ / سَبِطَ المشيةِ أباءٌ أنف
ليِّنَ الجانبِ في أقربِهِ / وعلى الأعداءِ سُمٌّ كالذعُف
وكرامٌ لم يشنهم حسبٌ / أهلُ عزٍّ وحفاظٍ وشرف
يبذلُونَ المالَ فيما نابَهُم / لحقوقٍ تعتريهم وُعُرُف
ولُيُوثٌ حينَ يشتدُّ الوَغى / غيرُ أنكاسٍ ولا ميلٍ كُشُف
فهُمُ أهلُ سَمَاحٍ وَقِرى / وحفاظٍ لم يُعابُوا بِصَلَف
سكنوا من يثربٍ كلَّ رُبى / وسُهولٍ حيثُ حلُّوا في أنَف
وَهُمُ أهلُ مشاريبَ بها / ونخيلٍ وحصُونٍ وغُرَف
ولنا بئرٌ رَوَاءٌ جمَّةٌ / من يردها بإناءٍ يغترف
ونخيلٌ في تلاعٍ جمَّةٍ / تُخرِجُ التمرَ كأمثال الأكف
وصريرٍ في محال خلتهُ / آخرَ الليلِ أهازيجَ بِدُف
تُدلِجُ الجونُ على أكنافِها / بدلاءٍ ذاتِ أركانٍ صُدف
كُلُّ حاجاتيَ قد قضيتُها / غيرَ حاجاتي في بَطنِ الجُرُف
#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟