صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8072 - 2024 / 8 / 17 - 02:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تقدر البورجوازية على الاحتفاظ بالسلطة بوسائل وطرق الدولة البرلمانية التي خلقتها هي بنفسها، فهي محتاجة الى الفاشية كسلاح للدفاع-الذاتي، على الأقل في اللحظات العصيبة"..... تروتسكي.
تزداد هجمة قوى الإسلام السياسي الحاكم على المجتمع، وتاخذ ابعادا أكثر حدة، ومن مختلف الجهات، فهم يمرون بأوضاع سياسية مأزومة، خصوصا وان الحرب على غزة قد وضعتهم في مأزق لا يحسدون عليه، فقد وقعوا بين الراعيين الرسميين لهم "أمريكا وإيران"، وهؤلاء في صراع يشتد أحيانا ويخبو في أحيان أخر، فضلا عن أوضاع داخلية هي الأخرى أكثر تأزما.
هذه الازمات التي تحيط بهذه السلطة الرجعية تفقدها توازنها، مما يجعلها تنحدر الى أسوأ أساليب الحكم "الفاشية"، فهي اليوم تعلن انها تتخلى عن "برلمانها" الذي يعجز عن إقرار قوانينها، فهي بالتالي مضطرة الى اللجوء الى دكتاتورية فاشية، تقمع بها كل الأصوات المعارضة لها.
في الأيام السابقة أرادوا تمرير التعديلات الرجعية على قانون الأحوال الشخصية، استخدموا كل الحيل والمناورات وعقد الصفقات وشراء ذمم بعض النواب، لكنهم فشلوا بشكل فاضح، بعدها لجأوا الى حراس المعبد من الكهنة، وهؤلاء استخدموا وسائلهم الطبيعية في التكفير وارسال مجاميعهم الظلامية، وحتى تكتمل الصورة الفاشية فأنهم ك "دولة" أصدروا أوامر لجهات امنية باعتقال مجموعة من الشبيبة المعارضة لقانون التعديلات.
اللجوء الى الفاشية واساليبها دليل على ان "التناقضات الداخلية للسلطة ذاتها وصلت الى مرحلة تصفية كل اشكال الديموقراطية"، وهذه هي النقطة الجوهرية في سلطة الإسلام السياسي الحالي، انهم في أضعف حالاتهم، مهزوزين تماما، لا يقوون على مواجهة المجتمع الا بالطرق الفاشية البوليسية العصاباتية، وهذا دليل على انهم يتجهون بخطى ثابتة ومركزة نحو انهيارهم، عند ذاك سيسمرهم التاريخ على منصة العار، ولن تنفعهم صلاة كهنتهم شيئا.
الحرية للناشط همام قباني
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟