حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8071 - 2024 / 8 / 16 - 10:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو أننا لا نقرأ، وإن قرأنا لا نفهم ، لذا نقع كل مرة فى ذات الشرك، رغم تكراره بنفس النمط وعدم تغيير أدواته،
فالبعض يتهافتون ويهرولون بسذاجة للرد على التصريحات أو الأقوال السطحية أو الشاذة التى يطلقها بعض الاعلاميين ،أو المسئولين، رغم أن الموقف الصحيح هو تجاهل تلك الأقوال التى ترتدى ثوب الجدية كذبا، لكنها فى الحقيقة تصريحات خبيثة تستهدف أخذ الناس لمكان بعيد عن الكوارث الحقيقية ،
فعلى سبيل المثال أخذت تصريحات المدعو تامر أمين حول عدم أهمية الجغرافيا والتاريخ والفلسفة واللغة الأجنبية الثانية مساحة كبيرة من الاهتمام المبالغ فيه، كذلك أثير الكثير حول ما نشر من تصريحات مشابهة لوزير التعليم، وهو الوزير الذى أخذت بياناته وشهاداته التى سربت عمدا، أخذت وقتا طويلا من المساجلات والسخرية العبثية، ومع ذلك فهو مستمر ، كذلك التصريحات العجيبة التى كان يدلى بها كل من وزير التموين ووزير المالية السابقين بإنتظام ، أيضا ماذكره أخيرا احمد موسى باستخفاف عن سهولة التصييف فى العلمين بثمانمائة ألف جنيه فقط لمدة أسبوع ،
حتى رئيس الوزراء نفسه أحيانا يتعمد الإدلاء بتصريحات تبدو هبلاء فارغة المضمون، مما يستدعى الكثيرين للرد والتبكيت وأحيانا التنكيت، وكإنما هناك من سيستمع ويصوب !!
و لو كنا نستفد قليلا مما نقرأ، لكنا إسترجعنا مايسمى بالاستراتيجيات العشر التى تستخدم للتحكم بالشعوب المقهورة، والتى ذكرها الكاتب والمفكر الكبير نعوم تشومسكى و قرأها الكثيرون، وفيها كنا سنكتشف أن الاستراتيجية الخامسة تحديدا تنص على مايلى :
" تستعمل غالبية الإعلانات والدعايات السياسية الموجّهة لعامّة الشعب، خطبا وحججا وشخصيات ونبرات ذات طابع سطحى أبله ساذج يستخف بالعقول، وكثيرا ما يقترب الأمر من مستوى التخلّف الذهني، أو يبدو وكأنه موجه لطفل صغير، أو يستهدف شخوصا لاتمتلك عقولا تفقه ،وكلما كانت هناك كوارث يراد تمريرها، كلما زاد الإعتماد على تلك النبرة، وذلك لأنها ستستدعى ردودا شعبية طفولية بلهاء لا خطر منها رغم كثافتها، ألا أنها ستجعل الكوارث الحقيقيةتمر بلا أدنى مشكلة أو ردود فعل ذات أهمية" انتهت الفقرة
لذا يفترض أن نتعلم وأن لا نهتم أبدا بأية تصريحات تافهةمستقبلا، سواء كانت لإعلامى، أو لأرفع مسئول ، وليكن التركيز دوما على القضايا الأهم ،،
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟