أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - طوفان حماس.. مقاربة مختلفة















المزيد.....

طوفان حماس.. مقاربة مختلفة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8071 - 2024 / 8 / 16 - 10:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


تجتمع وفود كلا من مصر وإمارة قطر، والولايات المتحدة والكيان الصهيوني، من أجل وقف الحرب على غزة، وإجراء صفقة تبادل المختطفين لدى حماس، بأسري فلسطينيين في معتقلات الكيان الصهيوني.
لكن السؤال هل انتهت المماطلة والمكابرة واقتنع الطرفان اللذان لم يكن المحتطفون ولا محرقة أهل غزة عاملا مقررا في مواقفهما في الوصول لاتفاق لوقف الحرب، سواء المختطفين بالنسبة لنتنياهو، أو نكبة أهل غزة بالنسبة لحماس، أنه قد حان الوقت لوقف الحرب التي تستهدف أهل غزة الذين جرى التعامل مع نكبتهم بانتقام غير مسبوق من قبل الكيان الصهيوني، وباستخفاف من قبل حماس عندما اعتبر الإعلام التابع لحماس أن تضحيات أهل غزة هي ثمن مستحق من أجل التحرير، لكن السؤال هل هو: تحرير فلسطين أم تحرير غزة؟ ليستفزنا سؤال آخر: وهل كانت غزة محتلة قبل 7 أكتوبر؟ حتى تكون ضحية لغياب الهدف السياسي الممكن التحقق، وأن تتعرض لمثل هذه النكبة؟
لكن المفارقة المخجلة هو عند استحضار ما سبق أن صرح به موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس في8/11/2023 من تنصل حركته من مسؤولية حماية والدفاع عن أهل غزة، عندما قرر "أن الأنفاق تهدف إلى حماية المقاتلين، وليس المدنيين في غزة، وأن حماية المدنيين في غزة هي مسؤولية الأمم المتحدة وإسرائيل" والمسألة هنا لا تتعلق بالأنفاق ولكن بمبدأ موقف حماس من أهل غزة.
وربما يكشف موقف يحيى السنوار قبل أن يصبح زعيم كل حماس في مقاربته لنكبة غزة كموقف لحماس من نكبة أهل غزة عندما قال" "إن استشهادهم سيبث الحياة في عروق هذه الأمة، وسيوصلها إلى ارتفاع مجدها وشرفها"، فأهل غزة هنا وسيلة قررتها حماس بمفردها ضمن مقاربات حمساوية ذهنية ليس لأهل غزة علاقة بها.
ولكن للأسف أبو مرزوق والسنوار يعبران عن موقف فكري حمساوي، ينظر لأهل غزة كوسيلة، فيما تناسيا أن حماس هي السلطة التي تحكم غزة وهي مسؤولة عن حفظ أمن سكان القطاع والدفاع عنهم، وكأن على أهل غزة أن يتحملوا عبء حكم حماس لمدة ستة عشر عاما، فيما هي تتخلى عن واجباتها بحكم الواقع كونها هي السلطة.
ومع ذلك هناك من يطالب بأن يحمي الشعب المنكوب حماس التي تتنصل من واجب حمايته، ويمكن القول هنا إن مفهوم حماية الشعب للمقاومة صحيح من حيث المبدأ، ولكن أي مقاومة؟ بالتأكيد عندما تكون المقاومة جزءا منه، لكن ليس وهي قد تعسكرت من قمة رأسها حتى أخمص قدميها، في تشكيلات جيش محترف بأفراده ومواقعه ومعسكراته وقواعده ومعداته وقيافة عديده، وعتاده العسكري وآلياته العسكرية، ومعسكراته وورش إنتاج صواريخه وقذائفه وسلاحه، وشبكة أنفاقه وطائراته المسيرة، ومناوراته العسكرية الاستعراضية، أي أنه بات وفق كل المقاييس بمثابة قوة عسكرية، شئنا أم أبينا، وكان لها سطوتها على كل سكان غزة.
هنا يصبح السؤال أليست حماس هي السلطة ومن يحكم غزة بأجهزته الأمنية والعسكرية بعد أن كون بنية عسكرية متكاملة، وهي من استجلبت الكيان إلي غزة، وبالطبع كرد فعل على واقعة الطوفان التي لم يكن ضمن أهدافها في اليوم الأول على الأقل، الاحتماء بغزة وإنما كانت أهدافها كما أعلنها قائد القسام "أنها تأتي في سياق الرد على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى".. فالطوفان هو رد على تدنيس العدو، وليوضح الضيف أن سبب الطوفان هو التجرؤ على “المسجد الأقصى وعلى مسرى الرسول محمد، واعتدوا على المرابطات، وسبق وأن حذرناه من قبل”. ومن ثم كان سلوك العدو هو وراء قرار قيادة القسام" وضع حد لكل جرائم الاحتلال “ـ على قاعدة أنه"انتهى الوقت الذي يعربد فيه(الكيان) دون محاسب”.
فيما قال إسماعيل هنية "نخوض في هذه اللحظات التاريخية ملحمة بطولية عنوانها الأقصى ومقدساتنا وأسرانا، ,وكانت بشرى الطوفان وفق تصريحات قادة حماس يوم 7 أكتوبر، أن الطوفان سيجرف في طريقه للأقصى كل قوى الاحتلال، ولم يُفهم ولا للحظة يومها أن الطوفان كان مجرد شعار، وأن قوات حماس ستعود إلى شبكة أنفاق غزة لتحتمي بها كما قال أبو مرزوق، فيما هدف تحرير الأقصى الذي تنتهك حرماته من قبل المتطرفين اليهود، بقي مجرد شعار دعائي، وكأن الشعارات كافية لتحرير الأقصى والقدس ووقف الحرب على مدن الضفة. حتى أننا نخشى من أن البعض كان يرى في الطوفان، مجرد تسجيل موقف استعراضي للقول أنا هنا، وأملك الحل والربط في القضية الفلسطينية عوض سلطة رام الله.
ومن ثم فإنه لنوع من الهروب من المسؤولية، تجاهل ما يجري ضد المدنيين جراء توحش الكيان الصهيوني، الذي كان يجب على من قرر الطوفان ويسيطر على غزة، أن يتوقع كأحد أبجديات التفكير المنطقي، ما يمكن أن يقوم به العدو كرد فعل، وهو الذي سبق أن فعل ذلك في غزة عدة مرات، ولكن دون اجتياح بري، هذا القصور فيما نعتقد يتحمله من قرر الطوفان دون أن يأخذ في الحسبان ما يمكن أن يقدم عليه العدو بعد الصدمة التي تعرض لها. لأنه كان على من يضع نفسه في موقع المسؤولية، أن يعرف أن من أبجدية مسؤوليته، على الأقل تجنيب أهل غزة نكبة جديدة، وتعويضهم عن سنوات حكمه القسري بحماية المدنيين، وهي التي كانت قد قررت عن وعي بعد سيطرتها على غزة أن تبني نموذجها العسكري بالشكل الذي هو عليه الآن، وكان من الطبيعي وهي تعلن بدء الطوفان الذي اقتصر أولا على قواتها، ثم بعد أن بات الأمر معروفا التحق الكل بالهجمة ولكن على طريقة الفزعة، في حين أن شرط الاستعداد عند بدء عمل من هذا النوع، هو أن يضع صاحب الطوفان نفسه في مكان العدو وكيف سيرد لكن ذلك، وفق المعطيات لم يحصل ارتباطا بالوقائع التي جرت، بل إن حماس رفعت سقف التحدي وقالت نحن جاهزون وأن العدو سيفاجأ .
وربما كان أسوأ منطق جرى التعامل معه هو أولوية حماية حماس عوض أولوية حماية أهل غزة، في حين أن حماس تملك القوة للدفاع عن نفسها، ومن ثم فإنه يصبح غير أخلاقي الحديث عن التضحية بقسم هام من الكل أي أهل غزة من أجل الجزء ممثلا في حماس.
ولذلك فإنه من منطلق إنساني وأخلاقي يجب أن تعمل حماس على وقف المحرقة، كونها هي من وضعت نفسها في هذا الموقع، من خلال قصورها في توقع مدى رد فعل العدو، وكيف يمكن مواجهته؟ وكان يحب أن تكون حماس واضحة وهي تعلن أهداف الطوفان الذي بدا وكأنه طوفان يتجه للأقصى والقدس، وليس طوفانا يقتلع غزة وأهلها، لتسقط المصداقية أمام استباحة الأقصى وتغول المستوطنين وجيشهم في مدن الضفة، وليكون السؤال ماذا حقق طوفان حماس من أهدافه ؟ في حين ان الهدف الأهم الآن، هو وقف الحرب من أجل خلاص حماس، وخروج قوات الاحتلال من القطاع الذي لم يكن محتلا يوم طوفانها.
وأخيرا من يتحمل مسؤولية ما جرى في غزة، الأكيد أن الكيان الصهيوني يتحمل ذلك كونه هو من مارس القتل والتدمير، ولكن حماس أيضا تتحمل المسؤولية، من موقع عجزها عن تقدير الموقف كما يجب وتجنيب غزة ما حل بها من نكبة، ستبقى آثارها محفورة في ذاكرة ووعي أهل غزة لسنوات طويلة .



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (1)
- المقاومة محاولة للفهم بعيدا عن التصنيم
- هتاف.. هتاف
- أمريكا وأوروبا.. هل تجدي سياسة العصا والجزرة مع خامنئي؟
- طهران.. الرد على اغتيال هنية بين حسابات الربح والخسارة..!
- عرب التطبيع يدافعون عن مرتكبي محرقة غزة..!
- في انتظار رد طهران..واشنطن تحرك قواتها وشويجو بطهران
- رد إيران والحزب.. وكأن الولايات المتحدة هي المستهدفة..!
- -إسرائيل -.. وحديث التغكك
- اغتيال هنية ورسائل نتنياهو للداخل والخارج
- جريمة معتقل سدية تيمان..تقول لنتنياهو..من هم الهمج..؟!
- الوحدة الوطنية.. وثقافة الوطن الغنيمة..!
- غزة.. والتباس مفهوم الصمود
- محمود عباس.. عندما تكون اللغة مفارقة
- مقاربة.. النقد في مواجهة تصنيم الوقائع والوسائل والأدوات
- هل ينجح اتفاق بكين في إحباط مشاريع الوصاية؟
- عندما يزعم الفاشي بتسلئيل سموترتش أنه ديمقراطي..!
- رأي محكمة العدل الدولية.. وخرافة نتنياهو عن -أرض الآباء-*
- أمام وعيد ترامب.. هل تتجاوز حماس وفتح الخيبات السابقة?
- انفجار فقاعة الحريديم.. وهشاشة الكيان الصهيوني


المزيد.....




- اليونان: السيطرة شبه التامة على الحرائق والمعارضة تريد المحا ...
- إسرائيل تكشف عن موقفها من الاقتراح الأخير لوقف إطلاق النار ف ...
- قائد قوات كييف يطلع رئيس الأركان العامة الأمريكية على وضع ال ...
- ابنة رئيس الوزراء السابق تصبح أصغر زعيمة في تاريخ تايلاند
- توقيع أول مذكرة تفاهم بين تركيا والعراق لتعزيز التعاون الأمن ...
- بايدن: لم نصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد لكننا أق ...
- واشنطن تناشد الجيش السوداني الانضمام إلى محادثات السلام في ج ...
- -لحظة التجهيز والانقضاض على الهدف-.. -القسام- تستهدف مبنى تح ...
- -لا أريد أن أجلب النحس-.. بايدن يعلق على فرص نجاح اتفاق وقف ...
- آثار القصف الأوكراني على مركز تجاري في دونيتسك


المزيد.....

- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - طوفان حماس.. مقاربة مختلفة