أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد حسين يونس - إختار اليوتوبيا التي تناسبك















المزيد.....

إختار اليوتوبيا التي تناسبك


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8071 - 2024 / 8 / 16 - 07:29
المحور: سيرة ذاتية
    


عام 1983 تم طرح مناقصة دولية لإنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء بالضبعة بقدرة 1000 ميجاوات
لذلك ذهب وفد من شركة كوجيمي الإيطالية .. لبحث طرق التعاون مع شركة ( فيش باك أند مور ) الأمريكية أثناء التقدم للعطاء .. و خلال فترة الإنشاء.. في حالة رسو ها عليهم .
كنت أحد أفراد هذا الوفد الذى أمضي إسبوعا في مدينة دالاس مقر الشركة .. و اقام في فندق فاخر أعتقد أنه Hotel Crescent Court .
صباح اليوم الأول لمبيتي هناك ..دخلت للحمام .. كي أحلق ذقني و أغسل أسناني و أستحم ..خلعت ملابسي ..و ذهبت للبانيو لأجد تعليمات معلقة علي الحائط تصف طريقة إستخدام ما يسمي بالجاكوزى ..
و قفت لفترة طويلة أختبر أدوات و الأزار ..و أجرب تدليك المياة المندفعة من فتحات خاصة لأجزاء من جسدى .. و مع التيار الدافيء ..و التجفيف بالهواء الساخن .. أصبحت شخصا أخر .
علي البوفية المعد للإفطار في قاعة و أسعة مطلة علي حمام سباحة .. وجدت كل أنواع المشروبات الساخنة و الباردة التي يتناولها مختلف أنواع البشر صباحا ..و كل أنواع الجبنات التي يأكلونها في أى مكان بالعالم .. و اللحوم المعالجة .. و الزبد و المربات و الزبادى .... و البيض و البقول و الخضروات و الفاكهه المحلية و المستوردة ..و أنواع متعددة من الخبز و الفطائر ..بما في ذلك طعام للأطفال وأخر للمرضي يالسكر أو الضعط
عشرات بل مئات من الأصناف المعدة للإفطار التي يتناولها الناس في قارات العالم بما في ذلك أكل مكسيكي و أخر إفريقي و الفول المدمس و الطعمية والبليلة... معروضة طازجة بشكل جميل و مغرى و نظيف .. تقدمها حوريات فائقات الجمال .. بملابس متحررة أنيقة ..في جو معتني بإختيار درجة حرارتة و نسبة الرطوبه .. طيب الرائحة .. لدرجة أنني مكثت أتناول الطعام لحوالي الساعة لا أتوقف عن تذوق الأنواع المختلفة المعروضة .و مراقبة هؤلاء البشر الذين يستمتعون .. بتناول وجبتهم علي مهل
فندق كريسنت كورت .. بقاعاته ..و أماكن الترفيه ..و الجيم .. و فخامة الاثاث و الإضاءة و النظافة حفر خلال إسبوع ذكريات في حياتي .. غير مسبوقة أو مكررة .. عن كيف يعيش البعض حياة فاخرة ممتعة .
في منتصف سبعينيات القرن الماضي كان علي دراسة مسار خطوط كهرباء تغذى شمال العراق .. المنطقة جبال .. صخرية و عرة ..و الجو بسبب الإرتفاع بارد .. المكان موحش خال من السكان .. ثم فجأة يتبدى في حضن الجبل تحت تدفق سيل من المياة النقية القادمة من أعلي كتله خضراء تلمع في ضوء الشمس تضوى في جمال و جلال بأضواء تتلألأ علي جدران منازل ذات دور واحد بيضاء أو جذوع وفروع و أوراق مئات الأشجار المحيطة التي تحمل أنواع متعددة من الفواكه .. قريبة و دانية .
( عقرة ).. بلد ساحر هاديء مريح يبعث علي الطمأنينة قادم من زمن الف ليلة و ليلة .. تمنيت أن أعيش فيه بعد التقاعد عن العمل أكمل حياتي في هذا المكان المشبع بالجمال و النقاء
يسكن القرية النائية .. بعض من الأكراد حسني الخلقة .. يتحركون في سلام و أمن يرتدون ملابسهم التقليدية المزركشة ذات الألوان المنسجمة .. يرحبون بحذر بالوافدين من متاهات الجبل .. و يقدمون لهم أشهي ما ينتجون من لحوم مشوية ذات توابل خاصة ..و طعم لذيذ .. و فواكه طازجة تم جنيها من لحظات ..و أنواع معطرة من الشاى يعقبة .. أكواب من العرقي المنتج محليا قوى التأثير .
بالامس تذكرت المكانين (عقرة و دلاس ) و تساءلت لو أن شخصا ما نال مكافأة أعمال جليلة قام بها للناس و خير أن يعيش في أحدهما حتي نهاية العمر فأيهما يختار .
واحة الجبل حيث يحاط فيها بعناية فائقة يعيش في جو الجبل النقي لا يمرض ولا يتعب ..و لا يشقي أو يعمل ..يسكن قصر مبهر تبنية في (عقرة ) الجان و البشر .. مع عشرات الجميلات من كل الأشكال و الألوان و الأعمار.. يلبس حرير في حرير..و يأكل من قطوف الأشجار فواكه طازجة و من خلايا النحل الجبلية عسل شهي..و يشرب لبن طازج وعرقي محلي طيب .. و هو يستمع إلي خرير المياة القادم من بعد .. و ضحكات الصبايا في الجوار .... و الجميع ينتظر أن يبدى رغبة من رغباتة .. حتي يسارعون بتلبيتها .
أم مدينة دالاس الصاخبة .. بالولايات المتحدة الأمريكية .. يعيش في شقة فندقية في كريسنت كورت .. يأكل بشهية من البوفية المفتوح .. يشرب في الصباح القهوة الطازجة .. يمارس الرياضة في صالة جيم الفندق أو حمام السباحة أو ملاعب التنس .. يحظي برعاية صحية قريبة و مدربة ..و بجلسات مساج تقوم به متخصصة فلبينية ..
يرتدى ملابس نظيفة أتية لتوها من (laundry ) الفندق مريحة تتناسب مع الطقس.. يقضي يومه في حجرة القراءة .. يجلس في اللاونج علي (فوتي ) لين يأخذ شكل جسده .. و بجواره كأس كونياك كورفازير و قطعة شيكولاتة .. يقرأ و يستمع إلي الألحان و الأغاني و يشاهد أفلام جميلة حسب ذوقه ..
يتعلم لغات عديدة ..و يتواصل مع حضارات قديمة وحديثة .. يشارك ناس أذكياء الحوار .. قد يكون من بينهم سيدة أو أكثر جاذبة للإنتباه .. باناقتها ..و حسن حديثها و طيبتها .. يزورمعها المتاحف و المعارض .. و حدائق الحيوان و الطيور و الأسماك .. يتغير نشاطه كل يوم عن ما سبقه ..فيكتسب خبرة و حكمة .. لا ينالها إلا المحظوظين .
الحياة الرتيبة التي نحياها في قرانا نصارع من أجل الوجود ليست النمط الوحيد لحيوات الناس .. فقد تجد جمال عقرة و بساطتها في الغابات الإستوائية .. او في القطب الشمالي و بلاد إسكندنافيا .. أو بين سكان امريكا و أستراليا الأصليين .. أو في قرى الصعيد الجبلية النائية .. ناس تعيش هادئة مطمئنة مرتبطة بالطبيعة .. لا تحمل الكثير من الهموم
و قد تجد دالاس في باريس و روما ..و لندن .. فنادق فاخرة مريحة ..و خدمات معاصرة متعددة تمنع الملل ..و تجدد الحياة
أما إذا جهلت أن هناك هذه الأنماط التي لم تتعرف عليها .. فكيف ستميز بين عقرة و دالاس و تفضل أن تعيش نهاية حياتك في أحدهما ..
بكلمات أخرى علي أى أساس تختار ( اليوتوبيا ) التي تناسبك و ترجو أن تكون مكافأة نهاية خدماتك الجليلة للبشرية ..
مكان في بساطة و جمال (عقرة ) أم تركيب و فخامة ( دالاس ) . فتعيش فيها حياة راضية ترى أنها الأكثر إمتاعا .. بحيث تتمني أن تصنع خلال تواجدك المعجزات حتي تنالها ......



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبل الاصفر .. رحلة حياة
- لا أؤيد الإنقلابات العسكرية (72 سنة ) فشل
- الدروب الخمسة للسيطرة
- صور من الصندوق الأسود
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
- رؤية 30 يونيو بعد 11 سنة
- القاهرة وتشظي القيم الجمالية
- من قال لا أعلم فقد أفتي
- هل المسلمون قادرون علي تحقيق نهضة
- أساطير خلق الكون و البشر
- السينما و رجال الدين
- نصف قرن من التدهور
- البكباشي يوسف صديق
- الإقتصاد المصرى من الإستقلال للتبعية
- كتاب أسود عن الزمن الاسود
- المراحل الأربع لتطور حكم الضباط
- حديث قادم من القرن السابع عشر
- لماذا لا يشتكي المصرى
- و دخلنا أمس في النفق المظلم
- إعتراف سلبي معاصر


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد حسين يونس - إختار اليوتوبيا التي تناسبك