أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - عن قارة العقلانية المزعومة!














المزيد.....


عن قارة العقلانية المزعومة!


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8070 - 2024 / 8 / 15 - 22:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


عجيب أمر هذه القارة التي تدعي العقلانية، عجيب أمرها وأمر أمتداداتها في أمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا. هي وامتدادتها تتاجر بقيم الحرية وحقوق الأنسان، وتزعم ان لها الحق في ترسيخ هذه القيم بكل الوسائل بما فيها العقوبات والحروب. وفي نفس الوقت تدعم الأنظمة والجماعات التي تصادر حقوق الأنسان وحرياته، إذا ما وضعت ثروات بلدانها وقرارتها رهن ورثة الأستعمار القديم.
وحتى في بلدان أوربا وامتداداتها، تخضع الحقوق والحريات، لمصلحة النخب الأقتصادية وخدمها من نخب السياسة وتتعرض للمصادرة والقمع في حال تعارضت مع مصالح تلك النخب، وكشفت الأزمة الأوكرانية، ثم اوضاع فلسطين وجرائم الإبادة الجماعية الصهيونية فيها، كشفت عن الموقف الحقيقي لأوربا وامتداداتها من حرية التعبير، ففيما توفر الحماية لعمليات حرق القرآن، تقمع الأحتجاجات على جرائم الإبادة ويشهر بالمشاركين فيها، ويعرضون للأعتقال بأساليب عنيفة وبعضهم يفقد حقه في الدراسة والعمل. كذلك يوصف المعترضون على تسعير الحرب في أوكرانيا والداعين إلى إنهائها بحل سلمي، بانهم عملاء لبوتين ومروجين للبروبوغاندا الروسية.

القارة الأوربية وامتداداتها التي تمنح نفسها حق سيادة العالم، واحتلال منبر الأستاذية على باقي البشر ، عبر سن ما تسميه بالقوانين الدولية، وتستحوذ على "حق" استخدام القوة في الحالات التي تصنّفها هي نفسها كحالات خرق لتلك القوانين من البلدان الأخرى، تقوم هي ذاتها بخرق تلك القوانين وتعطيل عمل المؤسسات الدولية وتعيقها عن أحلال السلم والإستقرار في العالم، بل هي تهاجم تلك المؤسسات، وتهدد الهيئات التابعة لها والعاملين فيها، كما فعلت مع محكمة الجنايات الدولية، ولم يتورع أحد متغطرسي تلك النخب "الديمقراطية والعقلانية" عن التصريح في مجرى التهديد، بأن تلك المحكمة لم توجد إلا لملاحقة القادة والسياسيين الأفارقة.

قارة "العقلانية" وامتداداتها اشتعلت فيها دون غيرها الحربان العالميتان اللتان امتدتا إلى قارات العالم الأخرى، في مجرى التصارع بين "العقلانيين" على تحويل العالم إلى كعكة تتناهشها سكاكين استعمارهم. و"العقلانيون" هم من غزو الأمريكيتين وأستراليا و نيوزيلاندا، وأبادوا أكبر قدر من سكانها الأصليين، وهم أيضا من احتلوا شبه القارة الهندية، وحولها إلى مزرعة للأفيون، وشنوا حروبا مديدة ضد الصين لإجبارها على شراء الأفيون. و"العقلانيون" ذاتهم هم من هاجم الأفارقة في بلدانهم، وشحنوهم أطفالا وكبارا، رجالا ونساءً كما يشحنون البهائم، إلى أمريكا الشمالية التي اغتصبوها من أهلها، ليستخدموهم كعبيد، ومادة للبيع والشراء، ثم أوجدوا نظام التمييز العنصري، وحاولوا تثبيته حتى في أفريقيا عبر المستوطنين "العقلانيين" في جنوب أفريقيا وفي زيمبابوي التي أطلقوا عليها أسم روديسيا، كما أطلقوا أسم "إسرائيل" على فلسطين.

المشكل لا يتلخص في "العقلانيين" بل في مشوهي العقل والضمير في بلداننا ممن لا يزالوا يروجون لعقلانية أوربا وامتداداتها، وينظّرون لدور مزعوم لها في إرساء حضارة عالمية إنسانية.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم أغبط المتخصصين إهتماما ونشاطا!
- نخرج من وهم لنقع في آخر
- معضلة أوربا
- بهجة ساذجة بين داعمي روسيا
- تحول مرعب
- الأغنية الشيوعية التي تحولت إلى أغنية رياضية
- ملاحظات على خيارات الناخب السويدي
- غدا نعرف حقيقة المجتمع السويدي
- اعتراف واعتذار
- الطفل المغربي ريان وأطفال فلسطين
- تكثيف
- فك الإرتباط بين اليهودية والصهيونية
- المهدي العلماني الديمقراطي الفسطيني المنتظر!
- في الموقف من إيران وإسرائيل
- عن (( أهل الحق ))
- السويد مملكة الموز الاسكندنافية
- أمريكا تلعب الروليت الروسي مع روسي
- بطولة أحد آباء المسرح العراقي
- عن قاسم في ذكرى اغتياله
- فكرة التفوق العرقي في اللا وعي الأوربي


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - عن قارة العقلانية المزعومة!