جرجس نظير
الحوار المتمدن-العدد: 8070 - 2024 / 8 / 15 - 10:43
المحور:
الصحافة والاعلام
ردا على بيل غيتس" لن أزوج ابنتي فقيرا
انتشرت مقالة في قالب قصة "لبيل غيتس " مالك شركة مايكروسوفت عنوانها " لا أزوج ابنتي رجلا فقيرا " مفادها: أن الثروة مرادف النجاح، وأن الغنى رمز من رموز الانتصار، وأن الثراء قدرة ومقدرة وهؤلاء الاغنياء عرفوا كيف يمكنهم كسب المال، وامتلاك الثراء، معتبرا ضمنيا الفقر علامة بارزة للفشل، واختتم مقالة: أن القدرة على تكوين الثروة نجاح في حد ذاته.
وألوم على غيتس لأنه أتخذ من الاستثناءات قواعد، وأن جميع البيئات تتطابق في المواصفات، فتعطى نتائج متشابهة في معظم الحالات.
لا نستطيع أن نفترض جدليا صحة ما أدعاه بيل غيتس، إلا إذا تحدثنا عن حالات فردية لأشخاص ورثوا مالا وفيرا لم يستثمروه وأضاعوه في لهو وعبث.
أو شخوص ولدوا في مجتمع هيئا لهم كل عوامل النجاح، وضربوا بكل هذا عرض الحائط ولاذوا بالكسل وناموا على وسادة الخمول. ولكن ليست هذه القواعد يا سيدي، القواعد العامة في مجتمعكم تختلف جذريا عن مجتمعنا، فمجتمع يوفر لمواطينيه كل عوامل النجاح والثراء واستثمار المواهب والأموال على حد سواء، منذ نعومة أظافر أطفاله يختلف عن مجتمع يموت فيه الأدباء جوعا، ولحم الضأن يأكله سكان العواصم الإدارية وسكان مدينة العلمين، وأصحاب الطائرات الهاربات .
النجاح له عوامل عديدة، كنمو النباتات تماما، لا بد من أرض خصبة ومناخ معتدل حتى ينمو ويثمر وينجح ويتألق
فالتربة التي عاش فيها الطالب أحمد زويل تختلف عن التربة التي عاش فيها العالم أحمد زويل الذي لو عاش وسط جدران كلية العلوم، ما كنا سمعنا عنه، كذلك دكتور مجدي يعقوب وأمثاله.
المجتمعات التي تفسد التعليم وتبيع الضمير وترعي الغش وتحميه، تثمر ناقمون حاقدون غاضبون.
أما المجتمعات الخصبة النظيفة التي ترعى المواهب وتحضن الأكفاء وترفع من شأن الكتاب والمفكرين وتفتخر بالعلماء والنابغين، وتفتح أبوابها للاستثمار أمام شبابها، دون إجراءات لا يتخطاها إلا صاحب النفوذ.
هي المجتمعات التي نلوم الفقراء فيها
لأنهم لم يلحقوا قطار التقدم
نحلم بمجتمع عادل حكيم رشيد.
يحفز أبنائه على العمل والعلم .
ويمجد فيهم العقل والإبداع.
#جرجس_نظير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟