|
تيار الوعي .. دراسة نقدية تحليلية لرواية الخباء للكاتبة ميرال الطحاوي
أمل فؤاد عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 1771 - 2006 / 12 / 21 - 06:41
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
انطلاقا من مفهوم النقد الحديث الذي يهدف إلى كشف إمكانات الأعمال الأدبية وتفسيرها بعيدا عن مجرد إصدار الأحكام التقييمية الصرفة .. محاولا تسليط الضوء على الجوانب المظلمة فيها التي من الممكن أن تختلط على القارئ .. وذلك من خلال محاولة النفاذ إلى عوالمها الداخلية لكشف حركة العلاقات داخلها وإيجاد السبل لاقتحامها .. على أن النقد من ناحية أخرى أصبح عملية ضرورية لتفسير النصوص بناءً على قواعد فنية صحيحة لمساعدة القارئ على فهمها وتذوقها وتحقيق الأهداف المرجوة منها . فالنقد – على اعتبار ذلك – ما هو غلا وسيلة لخلق نوع من الصلة ما بين القارئ والعمل الأدبي لتحقيق أقصى درجة من الفاعلية والتأثير . لذلك فإننا نجد أنه من الضروري تقديم رواية من الروايات التي تنحو فيها الكاتبة منحا جديدا من الكتابة الحكائية .. نلمس فيها خروجا على ما ألفناه في الرواية العربية التقليدية .. وهي رواية " الخباء " للكاتبة المتميزة ميرال الطحاوي .. وهذه الرواية تنتمي في تقديري إلى مجال " تيار الوعي " والذي تخرج فيه الرواية عن نطاق المنطقية السردية في تراتب الأحداث وتسلسلها .. كما أنها ذات طبيعية ديناميكية سردية مخالفة لطبيعة القص في الروايات الكلاسيكية .. وذلك من خلال محاولة تفسيرها وتحليل مادتها والوقوف على بعض العناصر المكونة لها والتقنيات الداخلية والتكنيك الذي استخدمته الكاتبة في بناء عالمها . لقد تجاوزت الكاتبة هنا وفي هذه الرواية بالذات .. تقنيات القص التقليدي أيضا .. وأخذت في تجريب أدوات أو تقنيات جديدة خاصة بأسلوب رواية تيار الوعي .. وملائمة لطبيعة المادة المطروحة من حيث أنها مادة الوعي ذاتها وما تحتويه من أفكار . وتيار الوعي اتجاه جديد مهد لظهوره كثير من الأسباب أهمها نظريات فرويد عن الوعي واللاوعي / العقل الباطن .. حيث لفت الأنظار إلى ذلك الجانب الخفي والمظلم من النفس الإنسانية أو الحياة الباطنية وما يختلج فيها من مشاعر وأفكار . مما دفع الكتاب إلى استنباط هذه الأفكار ورصدها دون الاهتمام بالعالم الخارجي أو محاولة الرجوع إليه .. فلم يعد هناك ما يستحق التأمل سوى الذات / النفس وكل ما يصدر عنها وينتمي إليها ز. لذلك نجد أن هذا الاتجاه الجديد أخذ يركز على العالم الداخلي بهدف الكشف عن الكيان النفسي وتصوير نوازع الإنسان وما يصطرع داخله .. مما دعا إلى ضرورة استحداث أنماط جديدة في طريقة السرد والقص . فإذا كان موضوع رواية تيار الوعي هو العالم الداخلي للشخصية ووعيها فإن ذلك قد فرض بالتالي شكلا معينا أو أسلوبا محددا وملائما وملازما لطبيعة هذا الوعي .. ولهذا العالم الداخلي وهو أسلوب يتميز بخصائص وسمات معينة .. كما يحتم أدوات أو تكنيكات أسلوبية لها وظائف محددة .. تفرضها التجربة الجديدة .. وهي وظائف فعالة يستطيع الكاتب من خلالها الولوج داخل الشخصية .. كما يصبح القارئ قادرا على أن يلتقي وداخلية الكاتب / الشخصية بلا وساطة . وقبل الحديث عن بعض تلك الأدوات أو التكنيكات الخاصة برواية تيار الوعي والتي من الممكن رصدها من خلال القراءة المتأنية لرواية " الخباء " لتحديد أو بيان مدى نجاح الكاتبة في توظيفها .. نشير إلى مضمون الوراية من حيث أنه مضمون جديد تطرحه الكاتبة من خلال البيئة البدوية / الريفية .. وقد قامت باختيار مادتها السردية من مفردات هذه البيئة التي عملت على تسجيل صور كثيرة من نمط الحياة فيها . واقعية الرؤية إن الكاتبة هنا تعالج موضوعا يقع في دائرة القضايا النفسية التي تدور حول الفرد .. تلك القضايا التي تعالج سلوك الأفراد تبعا لدوافعهم .. إلى جانب معالجة أسباب عجزهم في كثير من الأحيان عن التكيف مع واقعهم المحيط بهم .. فراوية " الخباء " لا تطرح قضايا اجتماعية .. أو تهدف إلى تقديم شريحة اجتماعية .. معينة لذاتها .. إنما تنصب على شخصية واحدة ترصد حياتها الداخلية وكأنها سطح عاكس لباطنها ومحيطها أيضا .. وما يحويه وعيها من أفكار . كما أنها تقدم الأحداث من خلال رؤيتها .. فلم تعمد على تسجيل شيْ من الواقع الخارجي المباشر .. غلا ما هو مهم بالنسبة لهذه الشخصية .. لذلك نجد أن الكاتبة لم تسع لتقديم شروح تاريخية أو أية خلفية اجتماعية لما يحيط بهذه الشخصية / البطلة . وقد اختارت الكاتبة لصياغة عالمها أو رؤيتها عالما بعيدا عن المدينة بما تحويه من متناقضات .. وهي ذاتها بيئتها بما تحويه من متناقضات ومفارقات .. وقد جاء هذا العالم موافقا تماما لما تعرضه من أفكار وتصورات ورؤى . وبالرغم من أن رواية تيار الوعي بطبيعتها ترتفع فوق الواقع الخارجي المعاش محاولة التوغل داخل أعماق الشخصية والوقوف على مادة الوعي .. إلا أنها لا تتنازل تماما عن طرح بعضا من جوانب المجتمع الخاص والمحيط بالشخصية لكن بشكل غير مباشر .. أي لا تهدف إلى تقديم المعلومات .. بهدف المعرفة .. بل ما هي إلا وسيلة للكشف عن الشخصية وأبعادها .. لذلك نجد أن رواية الخباء تتأرجح بين الأسطورة والحلم والواقع .. بكل ما فيه من سلبية وبساطة وتخلق قهري فرض من قبل منظومة الأفكار السائدة في تلك البيئة .. كما أنها تعرض بعضا من مفردات العقائد الراسخة في وجدان البدوي / القروي .. التي لا يجد سبيلا للفكاك منها أو التحرر منها .. أبدا ومهما ابدي من رفض لها .. وعدم اقتناع بها .. لأنها المنظومة المفروضة بقوة القدم .. لذلك فإن رواية تيار الوعي لا يمكن القول بعدم واقعيتها برغم تخطيها الواقع وتجاهل ما يحويه من جزئيات .. لكنها واقعية متمايزة ومخالفة لنهج الواقعية الكلاسيكية .. التي تلتزم بسرد التفاصيل الجزئية للواقع الخارجي .. فإن الواقع جاء هنا خادما لتأكيد ما ترمي إليه الكاتبة . ورواية الخباء تتمثل لنا من خلال حدود معلومة تظهر لنا دون الاستطراد إلى جوانب هامشية أو فرعية .. مما يضفي عليها طابع التركيز وتبئير الرؤية حول شخصية واحدة .. وهي البطلة فاطمة .. مما ينتفي معها طابع الشمول والاستغراق في السرد .. كما يظهر لنا من جانب آخر تحررها من أسر التقاليد القديمة كالحبكة والعقدة والحل .. حيث إن هذه التقاليد لم تعد ملائمة للتعبير عن الحياة الداخلية للأشخاص وما تتميز به من غموض وتفكك وانعدام المنطقية في التسلسل والتراتب في الشعور والأفكار .. إلى جانب تصوير ما ينتابهم من آلام ومخاوف وإحباطات .. إن الجانب الأكثر وضوحا في وراية " الخباء " هو الجانب النفسي .. فإننا نلمس سيطرة شعور الغربة والوحشة والمعاناة من جراء السفر ولوعة الانتظار .. انتظار الغائب على مدار الرواية .. وذلك من خلال تجسيد الغربة في المكان والزمان .. غربة الذات .. غربة الإنسان عامة .. خاصة إذا انتفت أسباب التواصل النفسي والروحي مع الآخرين في ذات البيئة .. إلى جانب ترسيخ عوامل الإحباط ورصدها من الخارج .. خارج الذات ودخلها .. وبالرغم من إن الشخصية / البطلة هي البؤرة المركزية .. في رواية " تيار الوعي " إلا أن هذا لم يلغ وجود شخصيات أخرى مساندة نتعرف عليها من خلال الراوية / البطلة .. كما أن هناك عبارات كثيرة مفعمة بالدلالة على أخلاق أهل القرية وطريقة وعيهم بالحياة .. جاءت بتلقائية على لسان هذه الشخصيات .. مما يجعل صوت الكاتبة / البطلة مختفيا خلف صوت الجماعة والمتمثل .. والحاضر في نبرات الشخوص من خلال الحوار والمونولوج الداخلي للشخصية / البطلة . ولقد استطاعت الكاتبة توظيف الفولكلور الشعبي والأغاني الشعبية بما يتلاءم والموقف الذي يتطلب حضورها كعامل مساعد على تعميق المعنى المطروح وربط الرؤية بالواقع الذي تحاكيه . ومن الواضح أن جميع هذه العناصر قد جاءت موظفة بشكل بسيط جدا .. إلا أنها تمثل الخطوط العريضة ذات الوظائف الفعالة في بنية النص ككل .. حيث أنها تعمل على كشف أبعاد الشخصية وما يحيط بها من ظروف تدفع بها إلى ردود أفعال تتوازى معها دون تنافر او عدم تناغم او عدم اتساق . ومن جانب آخر نلاحظ من خلال البنية السردية واعتمادها على الذات / المفردة .. فإن الأحداث جاءت من خلال رؤية هذه الذات / البطلة .. مما انتفى معه الوعي بالزمان في حالاته الثلاثة .. .. الماضي والحاضر والمستقبل .. وأخذت الرواية تتأرجح بين هذه الأزمنة الثلاثة دون التقيد بزمن الرواية / الأحداث الواقعة بالفعل . وإذا انتقلنا إلى رصد بعض من ألوان التكنيك الموظفة في هذه الرواية سنجد أن أول ما يلفت النظر هو طبيعة السرد الذي يدور على لسان الشخصية المحورية / البطلة بلا وساطة من الكاتبة / الراوية .. فالرواية .. تقوم على الحكي الذي أوكلت الكاتبة مهمة القيام به إلى إحدى شخصياتها وهي البطلة / فاطمة . 1/ الراوي يقول الدكتور صلاح فضل معتمدا على النقد البنائي بأن تيار الوعي :" يجنح إلى إلغاء دور الراوي في القصة وإسناده بأكمله على إحدى الشخصيات ليقدمها في أعمق مستوياتها الباطنية .. " نظرية البنائية في النقد الأدبي / صلاح فضل " ص 442-443 فمن المعروف أن الرواية الكلاسيكية كانت تعتمد على الراوي العالم بكل شئ .. والذي كان مسيطرا سيطرة كاملة على عملية القص .. إلا أن رواية " تيار الوعي " والتي تهدف إلى تصوير العالم الداخلي أو الباطني للشخصية لا يمكن تحقيقها غلا من خلال الشخصية ذاتها دون وساطة .. لذلك فالراوي في رواية " تيار الوعي " هو راو ذاتي .. أي من شخصيات الرواية الذي يقوم بعملية الحكي بضمير المتكلم .. كما أن إلغاء دور الراوي وإسناده على إحدى الشخصيات المحورية في الرواية يتلاءم مع رواية " تيار الوعي " التي تسعى إلى طرح الواقع من خلال وجهة نظر الشخصية كما تراه هي . لهذا فإن رواية " تيار الوعي " عملت على تقوية مكانة الشخصية وإبراز دورها في الكشف عما يدور داخلها .. من صراع وأفكار ورؤى .. إلى جانب تقديمها العالم الخارجي من خلالها هي لا كما هو واقع في الحقيقة . إن رواية " تيار الوعي " ينصب جل اهتمامها الأول على الشخوص وكيفية تعاملها مع الواقع أو المجتمع المحيط بها .. من منطلق داخلي لا خارجي .. لذا نستطيع القول بأن رواية " تيار الوعي " ذات بعد أحادي .. أو رؤية أحادية .. هي رؤية فردية بحتة تصدر أو تقدم مباشرة من داخل وعي الشخصية ذاتها .. وفي راوية " الخباء " نجد أن الراوي المسيطر على الرواية هي الشخصية / البطلة التي تقدم الأحداث والمواقف الخارجية والداخلية والصور والأفكار من خلالها الكاتبة .. متخفية خلف الشخصية التي تقدم مباشرة للقارئ أفكارها ووعيها وذكرياتها وأحلامها وتخيلاتها بصوتها هي .. دون أن يكون للكاتبة أي دور في عملية التوصيل هذه .. وبالرغم من سيطرة ضمير الغائب في عملية السرد في أحيان كثيرة .. نجد أن هذا السرد من وعي الشخصية ذاتها .. فالذي يروي الأحداث هو الشخصية الأساسية / البطلة .. وهي فاطمة في الرواية . إننا هنا لا نشعر بالكاتبة مطلقا والتي سلمت مهمة الحكي للشخصية والتي يتقابل معها القارئ مباشرة وبشكل مستمر .. مما أضفى على الشخصية / البطلة حضورا قويا وقائما على طول الرواية .. وهو حضور مفعم بالحيوية والحركة والحياة . كما أن هذا الحضور المتحقق من خلال خطابها المباشر للقارئ يجعل القارئ يشعر وكأنه على علاقة حميمية بالبطلة / الراوية .. مما يؤدي بالتالي إلى تحقيق نوع من التواصل لأنها تقف بالقارئ على مكنون نفسها وخلجاتها وأفكارها وآلامها وكأنها تقيم معه جسرا من الصداقة مفعما بالصدق والأمانة والتلقائية .. وهذا ما استطاعت أن تحققه رواية " تيار الوعي " .. هو التلاحم ما بين القارئ والراوي .. مما يدفع أيضا بالقارئ إلى تصديق ما يروى له .. وبهذا تكون الرواية قد حققت التقارب المنشود بينها وبين القارئ .. ومن جانب آخر نلاحظ أن تقديم العالم الداخلي للشخصية يمتزج مع تقديم العالم الخارجي في الرواية .. أي أنهما يقدمان في الوقت نفسه .. أو بمعنى أدق .. نجد أن الكاتبة تنتقل بالقارئ ما بين الخارج والداخل من خلال السرد والمونولوج الداخلي .. فالقارئ يتأرجح ما بين الواقع المحسوس وبين الواقع النفسي للشخصية .. وتفسير ذلك يأتي بأن مادة الوعي من أفكار ومشاعر لا يمكن نقلها مباشرة دون أن تتأثر هذه المادة بالمحيط .. كما أنها تحتاج إلى وسيط لنقلها .. بمعنى أنه لا يمكن نقل أفكار بصورة متواصلة .. فهذه الأفكار أو هذه المادة في لحظة إفراغها يتخللها بعض من الأحداث الآنية المحيطة بالشخصية .. لذلك نجد أن الحياة الداخلية أو الوعي ومادته يمازجه الواقع الخارجي .. فتأتي الصور العقلية أو الذهنية على شكل أجزاء متناثرة يفصل بينها سرد بعض الأحداث .. فتختلط مثلا الذكريات بما يجري أمام الشخصية أو بما تفعله هي شخصيا .. أو يتخلل الحوار / المونولوج موقف خارجي جاء متساوقا معه . كما أن الأحداث الآنية لا بد أن تصطبغ نوعا ما بالحالة النفسية والصور الذهنية أيضا .. ومن هنا نجد أن كلا من الأحداث والصور يعتريها التشتت وعدم الاكتمال .. هذا لأن كل منها يؤثر ويتأثر بالأخرى .. فلا يمكن تقديم مادة الوعي بطريقة مترابطة ومتواصلة لعدم القدرة على عزل الشخصية عن الأحداث الجارية حولها .. كما أن هذه الأحداث لا يمكن تقديمها مباشرة دون تشتت لأنها تقدم من خلال وعي الشخصية ذاتها . ورواية " الخباء " تتركز بؤرتها في شخصية واحدة تقوم على رصد أفكارها وتحديد انطباعاتها الذاتية عما يدور حولها من أحداث وما تلتقيه من شخصيات .. وهذه الشخصيات التي تتناولها البطلة .. هي شخصيات ثانوية تقدمها في الغالب من خلال وجهة نظرها هي .. كما أنها ليست شخصيات ذات كيان مستقل عن الشخصية الرئيسية / فاطمة .. كما أنها لا تتحرك في الرواية إلا من خلالها ولا نعرف عنها إلا ما تعرفه وتقدمه لنا فاطمة فقط .. وهي بخلاف الروايات الكلاسيكية التي تكون فيها عدة شخصيات يمكن الإشارة إليها كشخصيات رئيسية ذات كيان مستقل نتعرف عليها من خلال الراوي / العالم بكل شئ .. ومن ثم فإننا قد نعرف عن بعض هذه الشخصيات ما لا تعرفه شخصيات أخرى . فالرواية هنا تروى من الخارج ولا تعرف إلا القليل عن الشخصيات التي تقدمها .. فهي تعتمد الوصف فقط .. الوصف الخارجي دون التغلغل داخل نفوسهم والتسلل إلى مشاعرهم الداخلية .. كما أنها لا تقدم لنا أي تفسيرات سوى ما كان منها ضروريا في الكشف عن بعض الجوانب المرتبطة بها شخصيا .. لذا فهي تحاول وصف ما تراه في حياد تام . وبما أن الرواية من الوجهة الفنية أو التقنية تعتمد على منظور الشخص الواحد والتي تتركز الوقائع في بؤرة وعيه وإدراكه ..نجد أن الرواية تقوم على ضمير المتكلم .. كما تقوم على ضمير الغائب .. لكن من خلال وعي الشخصية لا من خلال الكاتب / المؤلف .. من ناحية أخرى نجد ان اللغة التصويرية التي تشكل الحيز السردي هي لغة الشخصية وليست لغة الكاتبة كما يتراءى لنا من خلال السطور الأولى للرواية . ومن ناحية أخرى نجد أن الأحداث في الرواية جاءت مرتبة بمنطق خاص .. وهو منطق الشخصية التي تقدمها لنا من خلال وعيها وإدراكها .. وهذا المنطق بطبيعة الحال يتناقض مع المنطق العام الذي يعتمد على التنظيم والترتيب والمنهجية والأولويات .. ذلك لأن تيار الوعي ينتحي أسلوبا جديدا في تصوير الوعي ومادته .. آخذا في الحسبان طبيعة جريان الذهن وعدم منطقيته .. لذلك نستطيع أن نقول في النهاية إن هذه الرواية تعطينا صورة أو تقدم لنا مثالا على تلاشي الحدود الفاصلة ما بين الداخل والخارج .. تعبيرا عن تأرجح الشخصية ما بين واقعها النفسي الداخلي وواقعها الخارجي المرئي .. مما يثبت تعمق الكاتبة لوعي شخصيتها ومنحها الحرية الكاملة في التعبير عن أفكارها ومشاعرها دون تقييد بمنطق أو تحديد مسبق منها .. لذا نجد أن الشخصية قد استطاعت أن تقدم لنا نفسها دون وساطة ودون حواجز تفصل ما بيننا وبين وعيها الداخلي .. وهذا واحد من الأسس التي تقام عليها رواية " تيار الوعي " وأحد أهدافها المباشرة في آن .. وهذا ينقلنا إلى تكنيك آخر من أهم تكنيكات أو تقنيات الكتابة في رواية " تيار الوعي " ألا وهو المونولوج الداخلي . 2/ المونولوج الداخلي سنج أن أبسط تعريف من الممكن تقديمه للمونولوج الداخلي هو أنه " الحوار القائم بين الإنسان ونفسه دون التصريح به للآخر .. " أي أنه حوار غير مسموع .. وكل مونولوج لا بد أن يستدعيه حدث خارجي واقعي .. يرتبط به ويثيره ولا يتعداه إلى غيره . ولما كانت رواية " تيار الوعي " تقوم على تقديم فيضان الذهن بما ينوء به وعي الشخصية عن طريق الحوار الداخلي الذي بدوره يقدم لنا وجهة نظر الشخصية .. كما يقدم لنا أيضا صورها الانفعالية البحتة المتلاحقة والمتداخلة .. فإنه لا يفترض في هذه اللحظة أن يكون هناك مستمع تتحدث إليه الشخصية .. كما أنه لا يقصد به إمداد القارئ بأية معلومات .. فلذلك تتداخل فيه الأفكار والأحاسيس ويكون الكلام فيه بضمير المتكلم .. كما يمكن تقديمه أيضا بضمير المخاطب .. أو الغائب أحيانا أخرى حينما يكون الحديث عن الآخر فيما يخص الآخر . فالمونولوج الداخلي يصدر مباشرة من وعي الشخصية المتحدثة إلى القارئ دون حضور وسيط حتى لو كان الكاتب او المؤلف ذاته .. ويختفي تماما في لحظة بث الحوار وتحقيقه . ورواية " الخباء " تعتمد اعتمادا كليا على تكنيك المونولوج الداخلي .. حيث إنها تسعى للكشف عن باطن الشخصية / البطلة / الراوية / الكاتبة .. وهي فاطمة وما تعانيه من إحباط وألم وغربة وأشكال عديدة من الصراع ما بين رفض وقبول .. والتخبط بين نوازع الحب والكره .. وطرح العديد من التساؤلات التي يفرضها الواقع المحيط بها .. لذلك نجد أن هذه الشخصية في مثل هذه الحالة تلجأ إلى التقوقع داخل ذاتها .. فلا تجد الكاتبة / الراوية من وسيلة لتقديم وعيها وما يصطرع داخلها من صراع وأفكار .. سوى المونولوج الداخلي .. الذي يعتبر الوسيلة أو الطريق الوحيد لإفراغ هذا الوعي عن طريق الشخصية ذاتها وإمكانية وقوف القارئ بالتالي على محتواه .. فالكاتبة لا تقف عند حدود الوصف الخارجي الذي تقدمه البطلة / الكاتبة من خلال وجهة نظرها .. إنما تعمل أيضا على طرح ما يجول بخاطرها وما تحويه أعماقها الداخلية من أحاسيس ومشاعر . فالكاتبة تتعمق وعي شخصيتها من خلال المونولوج الداخلي الذي يفيض به وعيها .. كما انه منا ناحية أخرى .. لربما دلل هذا على أن الكاتبة استعانت بهذا التكنيك لتخفي خلف حوار الشخصية الداخلي ..مفرغة شعورها عبره .. للتجاوز حد المساءلة ولربما هو أيضا عاملا مساعدا على أن تتخلى أو يتخلى الكاتب عن شعوره بمحاصرة الذات .. ومن ثم حرية الحركة الداخلية في باطنيته الخاصة .. خاصة في تلك اللحظات التي تكون فيها البطلة في قمة المعاناة وصدورها عن أمة حقيقية تعانيها من جراء بتر ساقها .. مما دفعها إلى الوحدة والتقوقع داخل عالمها الخاص .. نجد هنا أن عملية البتر أو تصور البتر هو في حقيقته بتر لوجود المرأة في مجتمع يعاني شدة القهر الإنساني من خلال عادات وتقاليد متأصلة .. هذه المعاناة لربما دفعت بالكاتبة إلى تخطي حواجز المنع والتجاوز عبر تيار الوعي السارد عبر الشخصية / الراوية / فاطمة .. وهو ما دفع بالبطلة إلى ذلك التقوقع وما تستحضره على طول الرواية . فالهدف الأساسي من المونولوج هو رفع الحواجز ما بين القارئ والشخصية .. تلك الحواجز التي عادة ما لا يتم رفعها في العادة .. ولكن لخلق حميمية من نوع مستحدث على طبيعة القص والسر .. ومن خلال هذا .. يتم الوقوف من قبل القارئ على أفكار الشخصية مباشرة دون وساطة طرف ثالث وهو الكاتبة .. كما أن المونولوج وتوظيفه جاء متساوقا مع السرد ومتداخلا معه .. كما أنه جاء أيضا بتلقائية دون تعمد من الكاتبة .. خاصة أن الصوت القائم بالسرد هو صوت الشخصية ذاتها .. لذلك لا نجد أي قفزات ما بين السرد والحوار الداخلي .. فالوعي يفيض بتلقائية كاملة وانسيابية تامة . وجميع المونولوجات التي جاءت في الرواية كانت بدافع من أحداث واقعية سابقة .. استدعت حضوره في ذهن الشخصية .. مما يجعل بين الأحداث أو السرد والمونولوج تداخلا وتشابكا لا يمكن الوقوف والتمييز فيما بينهما .. غلا من خلال القراءة المتأنية لنستطيع الفصل بين السرد والصوت الداخلي .. وتداخل المونولوج والسرد يتضح لنا في هذا المقطع : 1- أسمع أزيز الباب الكبير فأهب واقفة واركض إلى بسطة البيت 2- هل جاء .. ؟ 3- إنه ليس موعد القطيع .. الشمس لا تزال في الأفق .. 4- هذا الباب لا يفتح إلا مرتين .. واحدة في أول النهار قبل طلوعها .. وأخرى بعد غروبها 5- أجلس على حافة الدرج فتسرح الخيل ثم الماشية لا تبقى في الدوار إلا الأخيرة 6- إنها صغيرة بعد .. مهرة عنيدة 7- هكذا كانت تقول سردوب حين تطعمها 8- تصهل ولا تكف عن الصهيل إلا بقطعة السكر تذوب في فمها 9- كنت أتمنى أن تصبح خالصة البياض .. لكن هذا العرف الأسود والذيل الأكثر سوادا .. بدا لي مزعجا .. ماذا لو قصصته ؟؟ 10- " يكسر رقبتك " .. 11- وهل يجيء ليرى شيئا ؟! إنه لا يرجع إلا ليرحل ولا يرحل إلا ليغيب فهل جاء .؟! هل ستصهل فرسه السوداء والتي يجب أن تبقى بلا اسم ؟! 12- يفتح الباب الكبير .. تركض الفرس في الممشى 13- لقد عاد .. هل أركض تجاهه ؟! نلاحظ هنا في هذا النص تداخل السرد مع المونولوج الداخلي .. فالعبارة الأولى .. ما هي إلا سرد تقدمه الشخصية ثم تقفز بنا على داخل وعيها في العبارة الثانية .. بالتساؤل الذي تطرحه على نفسها .. وبعدها تكمل حوارها الداخلي في العبارة الثالثة .. وفيها نلمس صيغة الاستغراب التي توحي بها والتي تنم عن تأثير الحدث المفاجئ والتساؤل عمن يكون القادم . أما العبارة الرابعة فهي تأخذنا من خلال السرد إلى واقع يتوالى حدوثه وإن جاء في هذه العبارة بصيغة الماضي .. وتستكمل سردها في الخامسة حتى العبارة التاسعة التي تدخلنا مرة أخرى إلى وعيها لتقدم لنا ما يجول بخاطرها بطريق مباشر حتى إذا وصلنا العبارة الثانية عشر نجدها تعود إلى سرد الواقع وما يحدث أمامها وبعدها تقدم لنا وعيها مرة أخرى . لقد استطاعت الكاتبة تقديم الأفكار ممتزجة بالأحداث الآنية والأحداث الماضية معا .. فنلمس حرية الحركة ما بين الأزمان الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل .. " هل ستصهل فرسه السوداء ؟! " وبالرغم من ذلك لا نشعر في قراءتنا لهذا النص بأي فواصل زمنية أو أية تناقض بين السرد والمونولوج .. حيث أنه جاء متداخلا بتلقائية تامة .. وموافقا لطبيعة الحدث الذي استدعى وجوده . ومن ناحية أخرى نجد أن الزمن الفعلي والحقيقي لهذا النص يتراوح بين الفقرة الأولى والفقرة الثانية عشرة .. وباقي الفقرات ما هي إلا حركة محاكية لحركة النفس والوعي .. أو استبطان ذاتي يتوقف فيه زمن الحكاية .. كما أن هذه المونولوجات المتناثرة ما بين الأحداث الآنية والماضية المسرودة استدعى حضورها حدث خارجي ولم تخرج عن حدوده ولم تتعداه إلى غيره من الأحداث . ومن التكنيكات أو التقنيات الأخرى أيضا التي استطاعت الكاتبة توظيفها بمهارة : الحلم غير المباشر .. وقد جاء متداخلا في نسيج الرواية حيث جاء وروده دون تدخل من الشخصية .. كما أنه لم يأت معتمدا على السرد المباشر له . 3- الحلم غير المباشر إن كثيرا من الباحثين يؤكدون أهمية الحلم وتوظيفه في رواية " تيار الوعي " وذلك لأن الأحلام تعتبر كما يقول فرويد : " نتاج للنشاط النفسي الحر " .. كما يعتبر تنفيسا لرغبات مكبوتة في اللاشعور .. والتي يتم تحقيقها عبر الأحلام خاصة إذا حالت الظروف بينها وبين تحقيقها في الواقع . وبما أن رواية " تيار الوعي " تسعى إلى تصوير واكتشاف العالم الداخلي وتقديمه .. فإن مضمون الأحلام أحد مكونات هذا العالم الداخلي ومفرداته .. لذا فإن استخدام الكاتبة لتكنيك الحلم في روايتها كوسيلة لطرح مكنون اللاشعور جاء مكملا بل متوازيا مع هدف باقي العناصر المكونة للرواية ومضمونها . ورواية الخباء .. تقدم لنا عدة مستويات للقص .. مستوى السرد العادي الذي يأتي على لسان الشخصية ذاتها .. ومستوى ما قبل الكلام المتحقق في الاستبطان الذاتي أو ما أسميناه بالمونولوج الداخلي .. أما المستوى الثالث .. فهو المستوى الأعمق في الوعي واللاوعي أو اللاشعور المتحقق في الأحلام .. تلك الأحلام التي لا تخرج عن دائرة الوعي والتي تأتي بطريق غير مباشر .. كما أنها تتراءى للشخصية بناء على قانون التداعي الحر .. دون تدخل منها .. وكأنها رغبات مكبوتة وجدت طريقها للتحقق دون سيطرة من الشخصية بالرغم من وعيها بها وقد كانت الكاتبة موفقة إلى حد بعدي في توظيف الحلم .. حيث جاء توظيفه متساوقا ومتداخلا في صلب الرواية .. وغير متناقض مع نسيجها العام .. أو مضمونها العام .. كما أنه جاء متلاحم البنية مع السرد ومتداخل فيه .. وذلك موافق لطبيعة جريان الذهن وحرية حركة الوعي بعيدا عن سلطة الكاتبة أو فرض حصار أو قيود لتحديد أو اقتناء أفكار معينة دون أخرى .. وهو من أهم مميزات رواية " تيار الوعي " عن طبيعة القص في الروايات الكلاسيكية كما قلنا سابقا . ولأجل أن نرى مدى التداخل بين السرد والحلم نقدم أو نختار قطعة من الرواية : " أسال سردوب في الغرفة المتربة لماذا يموتون ..؟! كلما كانوا ذكورا ماتوا ؟! تبتسم ولا تجيب غلا بكلمة واحدة : قدر الله .. لا افهم لكنن استسلم .. لكنها تفك جدائلي وتأتيني زهوة قلت لها : منذ متى يازهوة وأنت تهجرينني ؟! لماذا تاتين ؟! هزت كتفيها ولم تجب ثم جلست بجواري وكان ما حولنا صحراء حولتها الشمس إلى جمرة مصهورة .. قلت لها : أين اختفيت ؟! قالت : مللت مسلم يحبسني العفاريت في بكرج وتقول الشمس غادرة والقمر جاحد .. قلت لزهوة : إلعبي معي يازهوة .. علميني خط السيجة وحفر النقلة إلعبي .. جاء العبد وهش أغنامه وجلس قبالة الفرخة .. كانت على اوتد فجذب الخيط المعقوف على ساقها وجررها بسن العصا .. صاحت زاعقة في الفضاء .. طارت قليلا .. وتخبطت في الوتد فانقلب على ظهره ضاحكا .. وانكمشت الفرخة أكثر .. كانت بلا كمامة ورأيت عيونها دامية تلفت حولي .. كان الخواء وكان الظلام ولم يكن لزهوة أثر .. " نلاحظ هنا انتقال السرد إلى حلم مباشرة . وهو انتقال البطلة من الواقع الخارجي إلى الواقع الداخلي .. إلى ويعها وتصوراتها ز. وتخيلاتها .. وهي تصورات أو صور تتداعى على فاطمة دون تدخل منها .. فتتخيل مجيْ زهوة والحديث معها ثم الانتقال إلى الصحراء .. ورصد بعض الصور .. على جانب أن الحلم يحتوي على بعض الرموز الموحية بمعان محددة ومحدودة .. تعزز ما تهدف الكاتبة إلى طرحه .. فقد صورت الفرخة الجارحة معقوفة على الوتد :" تدفع رأسها بشموخ وعيونها تحدق في المجهول .. عيونها بلا كمامة .. وجناحاها بلا لجام .. لكنها ساكنة تلف حول الوتد . وتنقره بمنقارها الجارح .. ثم تقف وتسكن .. رأيت في يعيونها الدموع .. " إن هذه الصورة تحمل بين طياتها ما يرمز إلى زهوة ذاتها .. بل إلى الأنثى عامة .. وما تمثله في هذه البيئة من ضعف ولعنة وجلب للعار .. وهو ما تدور حوله الرواية كلها .. إلى جانب ذلك نجد أن هذا الحلم ومحتواه يتردد على طول الرواية .. كما أنه يعتبر من ناحية وفي نظري مفتاح الرواية .. وما يؤكد ذلك الافتتاحية التي بدأت بها الكاتبة روايتها .. والتي تعرض لنا من خلالها المادة الأولية . هذه المادة الأولية هي التي تتشكل منها الخطوط العريضة للرواية .. كما أنها تتيح بعض المعلومات اللازمة كخلفية ضرورية للقارئ عن الشخصيات .. لذلك فهي ذات خاصية لا مركزية .. بمعنى أنها تقف خارج الأحداث الآنية .. في الرواية . والافتتاحية وما تدور حوله وهو الحلم الذي يتردد ويتداعى على وعي البطلة .. بطريقة تلقائية قد اكتسبت خواصا لا زمنية .. أي إنها فوق الزمن .. وكان الحلم أصبح عادة .. لا يتحدد بزمن محدد ولا يرتبط بوقت معين . من هنا فإن الرواية تقف على حركة الوعي الذي يتأرجح بين الواقع الخارجي والواقع الداخلي .. كما تقدم كيفية تداخل الصور مع الأحلام والواقع مع الذات .. إنها تجربة فريدة ذاتية عميقة المستوى والرؤية .. تتجلى الرموز ما بين أحداثها ووقائعها .. مما يجعلها ترتفع على مستوى التقديم المباشر الواضح .. وما الحلم إلا رمز يتجلى لنا عبر وعي الشخصية يحمل الكثير من المعاني والتفسيرات .. إنها رموز حرة لا تقف عند حد التأويلات الصريحة المباشرة .. إنما تحاول تحريك أو إثارة وعي القارئ نحو تأويلات بلا حدود .. إنها تقدم نمطا من القص يبعث على الدهشة والتأمل .. فالقارئ تأخذه متعة الكشف والاستبطان .. فلا يقف عند حد متعة القراءة .. بل يتعداها إلى متعة التوغل إلى الداخل .. داخل الأعماق واكتشاف المجهول دون الوقوف .. على ظواهر الأشياء .. أو الأحداث وتلقيها بصورة مباشرة إن القارئ هنا يتفاعل على مستوى القص والأحداث مع البطلة .. تفاعلا ايجابيا يمنح القراءة دفئا وحيوية وأبعادا أخرى .. بلا حدود . تم نشره في أدب ونقد / القاهرة / 98 / تحت عنوان / الخباء وتيار الوعي
#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في قصائد متناثرة للشاعر الفلسطيني موسى أبو كرش
-
قراءة نقدية .. تهويمات على صدى الحقيقة .. لديوان - أف - للشا
...
-
ظهور الحركة الصهيونية وتحولاتها التاريخية
-
جيل دولوز بين الطبيعية والتجريبية وفقا لهيوم
-
جيل دولوز والسؤال الفلسفي
-
تهويمات على صدى الحقيقة .. لديوان - أف - للشاعر الفلسطيني مو
...
-
قراءة على هامش الأدب والنقد
-
الفقد .. شرخ في ذاكرة فلسطينية
-
-إدارة الأفكار وإرادة المعرفة - الرهان المعرفي عند الكاتب عل
...
-
مكونات اليهودية من وجهة نظر غربية
-
- إدارة الأفكار وإرادة المعرفة - الرهان المعرفي عند علي حرب
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|