أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - -شهدي-(1)واحدٌ مِنّا!














المزيد.....

-شهدي-(1)واحدٌ مِنّا!


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1771 - 2006 / 12 / 21 - 06:40
المحور: الادب والفن
    


كانَ الحشدُ وقوفاً يُصغي لبلاغٍ بضيافةِ" تيتو"(2)
عن مقتلِ "شُهدي" بين نيابِ الجلادين..
وكؤوسُ الحَفلِ المَصفوفةِ للبهجةِ..
فاضَتْ سَيلَ دماءٍ!..
نَفَضوا أيديهِم من دَمِهِ ..
في ذاتِ "الحَفلةِ "..
لكنَّ بحور دماءٍ تَلحقَهُم أنّى زاغو..
في ظلماتِ قبورِهُمُ..
أو في صفحاتِ التاريخِ الـ "يَكتُبُهُ" الفقراءُ..
************
حَدّادٌ من "شبرا" يُبلغ أخوته خلف ستار السِرَّ المحكم :
ان "ابن عطية" أفرطَ في الحلمِ..
في زمنٍ يُنْعَتُ فيه الحلمُ "سلاحٌ للتدميرِ الشاملِ" ..
........................والسلطةُ سيفٌ تحكمُها النزوةُ ..
ولهذا سيقَ إلى زنزاناتِ المَوتِ..
فحذاري..
حذاري..
أن يولدَ فيكُم "حالم" في زمنِ الشهواتِ..
*********
عَجوزٌ من عمالِ "المشراق"(3) يُعزيّ صاحبَهُ..
يُفرِدُ "صِرَّتَهُ"(4) برغيفٍ وأدامٍ بارد..
ووريقاتٍ مخبوءة...
..................... بين اللقمةِ ووصيةِ "أمُّ عليٍّ"..
وحديثٌ يؤرقُهُ منذُ ثلاثةِ أيامٍ..
"رجلٌ مِنّا قَتَلَتْهُ السلطة في وضحِ الصَلَفِ الحاكمِ"
يسألُ صاحبُهُ عن :أسرةِ "شهدي"..وعِياله..
...................... عمالٍ في ورشِ الصَهرِ بحلوان..يَشكونَ الفَقْدَ..
.......................كُتّابٍ شَحَذَت فيهم روحُ المَغدورِ جِمارَ الإبداعِ..
.......................حقلٍ للقطن الناصع تنخُرُهُ ديدانُ السُلطةِ..
.......................كتبٍ لم يقرأها بَعدُ..
.......................قاتِلِهِ يُمضي أمسيةَ السهرةِ مخموراً..
ويُدَمدِمُ صاحبنا مخنوقُ العَبْرَةِ..
...................... كُلُّ بيوتِ الفقراءِ بأرضِ النهرينِ عزاء!
**************
يأبى "صنع الله"(5) أن يَشهَدَ زورا ..
.........................بـ"مَوتِكَ في الدربِ إلى زِنزاناتِ التَعذيبِ"..
يرفضُ أن يغسلَ أيديهِم من دَمكِ النازفِ للساعةِ في حاراتِ المُدنِ المقهورةِ..
أو..
"انّكَ لَمْ تَحضَرْ – حَفلةَ- مأمورِ السجنِ" الصارخِ فيكَ بِغيظٍ ..لا نفهمُهُ..
......................................................... اسمك إيه؟!
فالترعةُ مازالت تَحكي لطيورِ السجنِ ..
...........................حديثَ ذئابٍ تَفترسُ الجسدَ الشامخَ ..
...........................ثياباً ..
...........................بَرداً فَتّاكاً..
..........................مِزَقاً مسرودةً ..
تَخفقُ فينا وجعاً..
مُذ تلكَ الليلة ..
لمديدِ العُمرِ المثقلِ بالممنوعاتِ..
**************
هُزموا في "حفلِ" التُرعَةِ..
بجوارِ صُروحِ ثقافتهِم بـ"أبي زعبل"..
"شُهدي" يَِتشبثُ بالأرضِ المصريةِ..
والجلادونَ يُضللهُم صنمٌ من قشٍ يجتاحُ العالمِ..
أوقَعَهُم في مأزقِ يوم الخامسِ من شهرِ حزيران بعام العَوْرَةِ..
.........ليَحميَّ "جبلَ الهيكلِ"..
........................
سوسٌ يَنخرُهُم..
وضباعٌ تعوي حَولَ منازلِهم..
وَهُموا ..
صُمٌ..عُميٌّ..بُكْمٌ..
لا يَفقَهُ فيهِم احدٌ ..
إلاّ..
حين يُفكرُ "كادح"برغيفِ الخُبزِ وأنفاسِ الحريةِ..
........... تتفاقمُ نخوتُهُم لقبورِ التاريخِ..
............تتورمُ شهوتُهُم للقتلِ الشرعيِّ بسيفِ الحجاج..
.............تفيضُ عروبتُهُم سُمُّ زعافٍ في أفئدةِ المعترضينَ..
تطولُ لُحاهُم..
وتصيرُ صلاتُهُم خمسةَ آلافِ سجودٍ في رَمشةِ عينٍ..
******************
"شُهدي" يُدركُ إن الـ"إقرأ" مفتاحُ الرحلةِ للفردوسِ..
وان "السنوات السبع" عجافاً في السجنِ..
لولا خِصْبِ الكلماتِ..
وان ملايينِ الناسِ المَسلوبةِ..
لليومِ تُرَدِمُ في ظلماتِ التضليلِ..(6)
..........................
وان طريحاً في الترعةِ بجواركِ يهذي من وجعٍ دونَ حراكٍ وسطَ صريرِ البرد:
.....................................................لوَجهِ اللهِ "كفاية"..
يَمتَّدُ الصوتُ المتهالكُ من وحلِ التُرعةِ لرفيفِ الطيرِ الشاهدِ....
..........................................................................يَخبو زَمناً ..
..........................................................................ويعاودُ أزمنة..
.............................. إعصاراً في وجهِ الطغيانِ ..جَسوراً...
.........................................................................ياناس"كفاية"..
--------------------------------------------------------------------------------------------------
مقتبسات:
(1)قتل شهدي عطية الشافعي تحت التعذيب في سجن أبو زعبل في 15 يونيو 1960.
(2)"تناقلت وكالات الأنباء الخبر، وكان عبد الناصر وقتها في بلغراد، ودعاه تيتو لحضور مؤتمر شيوعي، ووقف مندوب يوغسلافي وسط الجلسة المهيبة، ووجه التحية إلى ذكري الشهيد الذي قتل في مصر نتيجة التعذيب. وتعرض عبد الناصر لسؤال من أحد الصحافيين عن الأمر فقال: «لم نقتل أحداً، ومن يخرج على النظام يقدم للقضاء العادل».
(3) اكبر حقل للكبريت في العراق.
(4)صرته:قطعة القماش التي يلف بها متاعه.
(5) صنع الله إبراهيم:الروائي المبدع المعروف.
.. (6) تدخل مصر القرن الواحد والعشرين وأكثر من نصف شعبها لا يعرف القراءة ، لقد قام شهدي في الأربعينيات وهو مسجون بمحو أمية المسجونين بتهم جنائية من زملائه ، مما غير حياتهم ومستقبلهم بعد الخروج من السجن.



#محمود_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميرةُ -الحَضَرِ- تبحثُ عن بَطنِ الحوتِ!
- ليلةُ الغدر ب -محجوب-
- الوحوش يغتالون الإبداع
- نَخلةٌ طَريدةٌ على الخليجِ!
- الحوار المتمدن و-الجريدة-!
- -هَلْ نَشهدُ إطفاءَ الظُلْمَةِ..وَشيوعَ رَغيدَ العَيشِ؟!-
- -نصبُ الحريةِ- يُسْتَعبَدُ بالخوفِ!
- -سومرُ- تَصْطَّفُ إلى طابورِ الأيتامِ!
- لوحةٌ عاريةٌ في مجلسِ المساءِ!
- مَنْ مِنّا لَمْ يَدفِنَ قَتلاهُ بحَقلِ الحِنْطَةِ؟!
- المَقابرُ تَشْفِقُ علينا؟!
- تَشهَدُ الشوارعُ في يومِ الحَشْرِ!
- نساءٌ عراقياتٌ..وبُرْكَة الدَمِ..!
- تباً لَكُمْ ..أوْرَثتُمْ دجلةَ كُتباً ورؤوساً مقطوعة!..
- -عبير- والجيش المحتل!
- أفولُ الصَنَمِ.. وبزوغُ فَجرِ الأصنامِ
- -نقطة تفتيش-* في رأسي!
- فاطمةٌ ..والسلطة
- -نزيهةٌ-*و-سُلْطَةِ النَزاهَةِ-**
- مفردات التوحش في العراق(1)*


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - -شهدي-(1)واحدٌ مِنّا!