أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - النفس في الذات الانسانية / الروح والعقل














المزيد.....

النفس في الذات الانسانية / الروح والعقل


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 8069 - 2024 / 8 / 14 - 04:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الذات الانسانية تمتلك قدرات وإمكانات لا حدود لها ، هي قدرات كامنة لا بد ستظهر إن أتيح لها المجال للظهور والانبعاث لتعبر عن مدى قدرة الذات في صنع الحياة التي تعيش فيها .

الذات تحاول جاهدة اكتشاف هذا العالم وكيفية التعامل معه من خلال إيجاد طرق لاستمراية وجودها في الحياة باعتمادها على دراسة الماضي لإيجاد آليات التعامل مع الحاضر وفهم المستقبل .
الزمن الماضي اتسم ببطئ اكتشاف آليات التعامل مع الحياة لأن قدرات الذات كانت محدودة من جهة ولأن اقنوم الروح كان يطغى على اقنوم العقل من خلال فهم أن كل التغيرات التي طرأت في المجتمعات الانسانية تُعزى لوجود قوة خارقة ليس للإنسان قدرة على فهمها ومجابهتها وبالتالي طغى أقنوم الروح على باقي الأقانيم لحاجة الانسان إلى قوة خارقة وراء الطبيعة تبرر فيها الذات عجزها عن مواجهة هذه القوة او الظاهرة ، مما حدى بإيجاد لغة تخاطب من أحرف وكلمات تنطق على شكل همهمات ووضعها في قالب ( طقوس دينية ) لإرضاء جوهر القوة أو الظاهرة التي تتسبب في حدوث أمور خارج قدرة ووعي الانسان ، وعلى الرغم من طرح الكثير من الأسئلة حول ما يحدث من ظواهر إلا ان قدرة الذات بقيت محدودة نظرا لأن أقنوم العقل كان في مرحلة كمون لعدم إدراكه وفهمه أكثر من محيطه الجغرافي والاجتماعي الذي يعيش فيه ، وكلما انطلقت الذات خارج حدودها الجغرافية اكتشفت أشياء كانت بالنسبة لها في عالم المجهول ، ومن هنا بدأت العلاقة ما بين ( الدين ) والروح التي انقادت طواعية للدين وتعاليمه وأوامره ونواهييه وتم تشكيل عدة ( ألهه ) لتنساق إليها الروح وتشكل معها قوة روحية خالصة ، ثم بدأ اقنوم الجسد بالتماهي مع أقنوم الروح لتجسيد الدين أو المعتقد على شكل حركات تطورت لتشكل حراكات جسدية ذات إيقاع متناغم من الخطوات والايماءات والانحناءات الجسدية ، لتستمر ( الطقوس ) بإضافة بعض الحروف والكلمات على شكل همهمات وتمتمات والتي ما لبثت أن تحولت إلى كلمات وجمل يلف بعضها الغموض ليتم ترديدها على شكل قوالب متناغمة بإيقاع موسيقي من أدوات اخترعها الانسان لتضفي نوع أخر من الغموض والقداسة على ( الدين ) الذي تجسد على شكل إله شكله الانسان بعدة اشكال حيوانية ويقدم له القرابين بطقوس من الرقص والاناشيد والاغاني والترانيم ، وبقيت الروح أسيرة لا تريد التحرر من هذ القالب وبقي الصراع الخفي ما بين اقنوم الروح واقنوم العقل الذي بدأ يتحرر لشعور الذات أنها بحاجة الى ان تطور وتعيش بشكل أفضل في هذا العالم وبدأت صحوة تحرير العقل لاحداث حالة من التوازن ما بين العقل والروح مما أدى إلى التطور النسبي في نوع معيشة الذات من خلال اكتشاف أوسع للعالم واتساع مدارك الوعي لدى الذات التي اخترعت بعض الأدوات التي ساعدتها على البقاء والتطور لاستمراية الحياة .
بدأ اقنوم العقل يبدأ في طرح الكثير من الأسئلة عن الحياة والكون والانسان والطبيعة ، وبدأت الاسئلة تتسع في مداها لتشمل كل ما يحيط بالذات وأدركت الذات أنها بحاجة إلى إجابات لتساعدها على فهم العالم وهذا ما حفز اقنوم العقل ليتحرر أكثر وأكثر ويتمرد على سطوة اقنوم الروح وبدأ يدرك مكامن القوة والضعف ويفهم الكثير من الظواهر من حولة وان القوة المجهولة لها اسبابها وان الظواهر الطبيعية لا بد ان تحدث لاستمراية الكون ،
وبرزت قوة العقل باتباع أساليب جديدة بأليات التفكير الذي تحدى الطبيعة إلا انه لم يلغي اقنوم الروح ولم يحاول ان يسيطر عليه او ان يحل مكانه ، بل بقي يسانده في فهم العالم من خلال ( الدين )ــ أيضا ــ مع قيامه بعمليات التصحيح والتعديل للكثير من المفاهيم ( الدينية ) التي كان يلفها الغموض وكان مردها إلى قوة خارقة وراء الطبيعة على شكل إله أو آلهه . ليثبت اقنوم العقل أن كل ما حدث وكل ما يحدث في الطبيعه هو نتاج أسباب كونية لها أسسها وخصائصها .
وبدأت علاقة اقنوم العقل بالعلم والسعي نحو المعرفة تزداد متانة وقوة مع مرور الزمن ، فأبدع في الاختراعات واتسعت مدارك الذات نحو العلم والمعرفة ، من خلال التحرر من الجمود والتقوقع حول أفكار ومعتقدات كان أقنوم الروح هو جدار الدفاع عنها .
وكما كان فهم العالم مناطا بإقنوم الروح أصبح أقنوم العقل هو الذي حرر الذات وطورها حتى أصبحت على ما هي عليه اليوم ، لتثبت الذات الانسانية أنها تمتلك القدرات والإمكانات الهائلة إذا ما أتيحت لها فرصة الإنبعاث ، لتشكل الذات الانسانية من ذاتها جوهر ومضمون ومحور هذا العالم .



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفس في الذات الانسانية / فكرة الموت
- النفس في الذات الانسانية /المعايير ووعي الوجود
- وتقاعد الشيطان /مسرحية ج2
- وتقاعد الشيطان
- لا تليق بك إلا الشهادة
- النفس في الذات الانسانية / سلطة العقل
- النفس في الذات الانسانية / سلطة الضمير (2)
- النفس في الذات الانسانية / سلطة الضمير (1)
- النفس في الذات الإنسانية / من أنا ؟؟؟
- التوافق مع الذات / العلاقة بين الأقانيم (2)
- النفس في الذات الانسانية / العلاقة بين الأقانيم (1)
- النفس في الذات الانسانية / الذات والاستجابة للمثيرات (2)
- النفس في الذات الانسانية / الذات والاستجابة للمثيرات (1)
- النفس في الذات الانسانية / التوافق في العلاقات الانسانية وال ...
- النفس في الذات الانسانية / التوافق في العلاقات الانسانية وال ...
- النفس في الذات الانسانية / التوافق مع الواقع (2)
- التوافق مع الواقع (1)
- خلونا نتحزب (ج2)
- خلونا نتحزب
- يا سلملم يا سلام عا وسائل الإعلام


المزيد.....




- متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يسدّون أحد أكثر الطرق السريعة از ...
- بوتين يهنئ القيادة الباكستانية بعيد الاستقلال
- لمشاركتهم باحتجاجات السويداء.. حزب البعث يطرد 100 عضو
- موجة جفاف شديدة تضرب رومانيا وتتلف المحاصيل الزراعية وخسارة ...
- جنوب ووسط أوروبا يشتعل نيرانا.. حريق كبير في متنزه غابات في ...
- بعد أعمال الشغب العنصرية.. شباب في بريطانيا يريدون التغيير
- مجموعة أسرى أوكرانيين تبدي رغبتها في القتال ضد نظام كييف
- رئيس الوزراء الياباني يعتزم التنحي عن منصبه
- تقديرات أمريكية جديدة.. هل سترد إيران على اغتيال هنية؟
- -حلّ فعّال- للحد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - النفس في الذات الانسانية / الروح والعقل