لقد كانت العمليات الإرهابية بالدار البيضاء في 16 ماي 2003 إجرامية وبشعة ولا مبرر لها لا دينيا ولا أخلاقيا ولا سياسيا، ولقد اعتقدنا أن الجميع إتعظ من هول ما حدث، وأن خطاب التطرف الديني القـائم على التكفير والعنصرية والكراهية الذي أنتج وأفرز الإرهاب، يجب أن يتوقف إلا أن كما قيل : من شب على شيء شاب عليه.
لقد سبق للمدعو الشفشاوني خطيب مسجد السلام ببولو بالدار البيضاء أن كفر الأستاذة حكيمة الشاوي وحرض على قتلها. وسبق لنا في الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة أن نددنا بفتوى هذا الإمام .
ويوم الجمعة الماضي 27 يونيو2003 وخلال قراءة خطبة الجمعة وهويفتح أقواسا خصصها للرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة حيث اتهمها بجملة من الأكاذيب ونعتها بكثير من الأوصاف مستغلا موقعه الذي بوأته إياه وزارة الأوقاف وتحت أنظار السلطات، وربط بينها وبين الصليبيين حيث قال : "إن جمعية نسائية توزع شريطا بالمجان يتحدث عن حقوق المرأة وهوفي الحقيقة عقوق المرأة، يبتدأ الشريط بأشياء استحيي ان اذكرها في بيت الله،و هذه الجمعية توزع شريطها مثل ما يفعله الصليبيون ، وهي تدعو الى منع التعدد، وقال هل من الأفضل إباحة التعدد أو خروج النساء لبيع أجسادهن"
أن شريط الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة يبدأ بالمساواة. وهي في نظر الخطيب شيء يستحيي أن يذكره في بيت الله، ونحن نعتز على العكس من ذلك بالمساواة بين الناس لا فرق بينهم جميعا لا في الجنس ولا في العرق ولا في الدين.وأن الخطيب وهو يهين الدين المسيحي ويدعو إلى العنصرية ويحاول أن يسترجع أيام الحروب الصليبية بما يحمله ذلك من الدعوة إلى القتال قد جعل نفسه في زمرة الداعيين إلى حرب الحضارات وليزج ببلده في استخفاف وجهل في طريق الجهلاء.
إن مواقف الربطة الديمقراطية لحقوق المرأة ثابتة ومؤكدة في الساحة داخليا وخارجيا لا في ما يتعلق بالنضال ضد الدعارة والبغاء، ولا ما يتعلق بمواجهة الصهيونية والدفاع عن الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وفي المخيمات وكذلك بالنضال من اجل إنصاف المرأة ورفع الضرر عنها وهو ما تدعو إليه المبادئ والقيم الإسلامية نفسها. ولن يجعلنا خطيب تخصص في مناهضة حقوق المرأة أن نحيد عن طريقنا.
عن مركز الإعلام والرصد للنساء المغربيات
الدار البيضاء، في : 01-07-2003