|
غباب القراءة العلمية لواقع الك. د. ش. وتفاقم أزمة العمل النقابي في المغرب .....4
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1771 - 2006 / 12 / 21 - 12:13
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
12) فما هي سبل تجاوز أزمة الك.د.ش. التي تقوم على أساس تسرب الممارسات الانتهازية إلى مسلكيات الكونفيدراليين؟ إن الأمر لا يتعلق بخلل تنظيمي قائم في الك.د.ش. إلا أن الخلل التنظيمي يمكن تجاوزه على جميع المستويات التنظيمية، بالاحتكام إلى المبادئ، والضوابط التنظيمية المنصوص عليها في القوانين التنظيمية المعتمدة مركزيا، وقطاعيا، كما أنه لا يتعلق بتصور خاطئ للملفات المطلبية:القطاعية، والمركزية، ولا بالبرامج النقابية، ولا بالمواقف النقابة التي قد تكون غير محسوبة بدقة؛ بل إن أزمة الك.د. ش. هي أزمة سياسية بالدرجة الأولى؛ لأن الجهات المتحكمة في المسار العام للك.د.ش. لا تسعى إلى انجاز عمل نقابي كونفيدرالي يهدف إلى جعل العمل النقابي الكونفيدرالي يقوم بدوره لصالح الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، ومن اجل ترسخ العمل النقابي الصحيح في الواقع النقابي، الذي صار منحرفا جملة، وتفصيلا. حتى يمتلك العمال الوعي النقابي الصحيح، ومن أجل إنضاج شروط امتلاك الوعي الطبقي الحقيقي، الذي يلعب دورا كبيرا، وأساسيا، في وحدة الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، مما يعتبر قوة للكونفدرالية، والكونفدراليين؛ ولكن عندما تنتفي من صفوفهم الممارسة الإنتهازية، وعندما يخلصون الك.د.ش. من الانتهازيين، مهما كان لونهم، والذين يسعون، وبكافة الإمكانيات المادية، والمعنوية، إلى تحويل التنظيمات الكونفيدرالية، إلى مجرد وكالات لحل المشاكل الفردية، التي يمكن أن يعمل أصحابها على حلها، ومن خلال السلم الإداري، بدون الحاجة إلى النقابة. وقيام الوكالات النقابية بحل المشاكل الفردية، بطبيعة الحال، لا يكون إلا بمقابل، يغطى مصاريف التنقل، والغذاء، وزيادة.
ولذلك نرى أن سبل تجاوز أزمة الك.د.ش. تمر عبر:
ا ـ القطع، وبصفة نهائية، مع كافة أشكال الممارسات التحريفية، التي عانى، ويعاني منها العمل النقابي في المغرب، وتعاني منها الك.د،ش. بالخصوص.
ب ـ القطع، وبصفة نهائية، مع الممارسات الانتهازية، التي صارت إطارات الك.د.ش. وكرا لها.
ج ـ قطع الطريق أمام تسرب الانتهازيين إلى الأجهزة التنفيذية، والتقريرية، حتى لا يقفوا وراء إنتاج سمعة سيئة، تسيء إلى الكونفيدرالية، والى الكونفيدراليين، كما هو حاصل الآن، وعلى مدى سنوات التسعينيات من القرن العشرين، والسنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين.
د ـ تفعيل المبادئ ، والضوابط الكونفيدرالية باعتبارها مصدرا لتحصين الك د ش ضد التحريف وضد الإنتهازية النقابية.
ه ـ تفعيل البرامج، والقرارات النقابية، باعتبارها مصدرا لإنتاج حركة نقابية رائدة، وفاعلة، ومتفاعلة مع الواقع في تجلياته المختلفة.
وهذه الإجراءات تعتبر أساسية، وضرورية، لتجاوز الأزمة التي تضعف العمل النقابي الكونفيدرالي، وتضعف النقابة في نفس الوقت، ومن أجل استعادة العمل النقابي الصحيح الكفيل باستعادة الك د ش.
13) وعندما يصير الجسم الكونفيدرالي سليما من الظواهر التحريفية، ومن المسلكيات الانتهازية، فإن الأفق النضالي النقابي سيتميز بالسمات الآتية:
السمة الأولى: احترام مبادئ، وضوابط التنظيم الكونفيدرالي: القطاعي، والمركزي.
السمة الثانية: الالتزام بالبرامج، والقرارات، والمواقف النقابية، وعلى جميع المستويات التنظيمية، وفي جميع القطاعات، وعلى المستوى المركزي.
السمة الثالثة: الدخول في عملية التعبئة الشاملة، لشرائح الطبقة العاملة المغربية، ولباقي الأجراء، من أجل خوض المعارك النضالية، المطلبية، من أجل تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية.
السمة الرابعة: الدخول في مراجعة الممارسة النقابية الكونفيدرالية، من أجل تقويمها، والعمل على إنتاج الممارسة النقابية الصحيحة، التي لا تخدم إلا مصالح الطبقة العاملة، وسائر الكادحين.
السمة الخامسة: إتاحة الفرصة أمام الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل امتلاك الوعي الطبقي الحقيقي.
السمة السادسة: إعادة الاعتبار للربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، الذي يقود إلى اعتبار النقابة بمثابة جبهة وطنية للنضال من أجل الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، التي تشكل المحاور الكبرى للملف المطلبي الكونفيدرالي، القطاعي، والمركزي.
السمة السابعة: فرض قيام الأحزاب بمراجعة تصوراتها المختلفة، والمتناقضة أحيانا، حتى تصير تلك المراجعة في خدمة قوة النقابة، والعمل النقابي الصحيح.
السمة الثامنة: تحول الك.د.ش. إلى قوة تنظيمية قوية، تتحقق في إطارها وحدة الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، تنظيميا، ومطلبيا، وبرنامجيا، ونضاليا، من أجل فرض تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، لسائر الكادحين.
وهذه السمات، في حال قيامها مجتمعة، ستجعل الأفق النقابي نوعيا نوعية الإطار الكونفيدرالي نفسه، في حال تخلصه من الممارسة الإنتهازية، وفي حال خلو إطاراته المختلفة من الممارسين للانتهازية النقابية. وأفق هذا نوعه، وبإطار نقابي هذا نوعه، لا بد أن يكون له دور في إعداد العمال، والأجراء، تنظيميا، ومطلبيا، ونضاليا، لخوض النضالات المطلبية، وفي إطار الربط الجدلي بين النضال السياسي، والنضال النقابي، ولا بد أن تفرض الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية لجميع الكادحين، مما يؤدي بالضرورة إلى ترسيخ الوعي النقابي الصحيح، الذي يقود بدوره إلى امتلاك الوعي الطبقي، بأبعاده الإقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
14ـ أما بعد: فإنني أكون قد بسطت وجهة نظري في الواقع النقابي الكونفيدرالي، من أجل أن أزيح عني تهمة خيانة التاريخ، وحتى لا أتجاوز نفسي في الاتجاه إلى الخلف، فإنني، كمناضل كونفيدرالي، أعمل في أفق أن تستعد الك.د.ش. مكانتها، بالعمل على التخلص من أشكال التحريف، التي وضحنا طبيعتها، في غير ما موضوع، بما فيه الكفاية، والتخلص من الانتهازية النقابية، مهما كان مصدرها، وتخليص الأجهزة من الانتهازيين المنتجين للممارسات التحريفية المختلفة، سعيا إلى تحقيق تطلعاتهم الطبقية البورجوازية الصغرى، بالموازاة مع خدمة مصالح الطبقة الحاكمة. وفي أفق ذلك، تناولنا في موضوع: "غياب القراءة العلمية لواقع الك د ش وتفاقم أزمة العمل النقابي في المغرب" جوانب عدة: تاريخية العمل النقابي بين الإرتباط بالشغيلة، وبين بيروقراطية القيادة، والحاجة إلى تجاوز القيادة البيروقراطية بين النضال من الداخل، وتأسيس إطارات مستقلة، والشروط الموضوعية لتأسيس الك.د.ش. واعتماد الك.د.ش. على الشرائح الخدماتية، ذات الطبيعة البورجوازية الصغرى، واحتمال انبثاق أزمة العمل النقابي، واعتماد الك.د.ش. على الحركة الاتحادية، وتأسيس شروط الأزمة، والصراعات الحزبية / الحزبية وافق الك.د.ش. والصراعات الحزبية / الحزبية وقيادة الانشقاق قي صفوف الك.د.ش. والك.د.ش. وأفاق الصراع على الإطار، والك.د.ش. بين مجد الماضي، والحاجة إلى دينامية الحاضر، وعوائق في طريق العمل الكونفيدرالي الصحيح، وسبل تجاوز أزمة الك.د.ش. وسلامة الجسم الكونفيدرالي وأفق العمل النقابي.
وبتناولنا لهذه الجوانب، نكون قد وصلنا إلى خلاصات مركزة، يمكن طرحها للنقاش الواسع في الساحة النقابية بصفة عامة، وفي صفوف الكونفيدراليين بصفة خاصة، من أجل استثمارها في صياغة تصور علمي دقيق للعمل النقابي بصفة عامة، وللعمل النقابي الكونفيدرالي بصفة خاصة، وصولا إلى إنتاج عمل نقابي تحترم فيه المبادئ، والضوابط التنظيمية، ويكون في خدمة الطبقة العاملة، وسائر الكادحين.
فهل يقوم الكونفيدراليون بإنتاج نقاش واسع للتاريخ النقابي بالمغرب؟
هل يعملون على الوقوف على مظاهر التحريف السائدة فيه؟
هل يستعيدون الشروط التي حضرت فيها، وبكثافة، الحاجة إلى تجاوز القيادة النقابية وبكافة أشكال النضال المختلفة. هل يستعيدون الشروط الموضوعية المؤدية إلى تأسيس الك.د.ش. باعتماد مبدئية العمل النقابي؟
هل يقفون على الشروط التي جعلت الك.د.ش. تعتمد على القطاعات الخدماتية، التي تتفشى في صفوفها الطبيعة البورجوازية الصغرى؟ ألا يعتبرون ذلك الاعتماد سببا في تسلسل انبثاق أزمة العمل النقابي في الإطارات الكونفيدرالية؟
ألا يعتبرون اعتماد الك.د.ش. في مسارها العام، على الحركة الاتحادية، تأسيسا لشروط قيام أزمة العمل النقابي في الك.د.ش.؟
ألا يفضحون أثر الصراعات الحزبية / الحزبية على الأفق النقابي في إطار الك.د.ش.؟
ألا يقفون على دور الصراعات الحزبية / الحزبية في قيادة عملية الانشقاق في صفوف الك.د.ش.؟
ألا يخضعون الواقع الكونفيدرالي، وآفاق الصراع على الإطار للنقاش؟
ألا يعملون على الربط الجدلي بين مجد الماضي الكونفيدرالي، وبين الحاجة إلى دينامية الحاضر؟ ألا يستحضرون العوائق الحقيقية، التي تقف في طريق العمل النقابي الكونفيدرالي الصحيح؟
ألا يتساءلون عن سبل تجاوز أزمة الك.د.ش.؟ ألا يعتبرون أن سلامة الجسم الكونفيدرالي من التحريف، ومن الممارسات الانتهازية، يشكل ضمانة كبرى لقيام عمل نقابي صحيح؟
لقد آن الأوان، من أجل أن يتحرك الكونفيدراليونن لإعادة الاعتبار للدور النضالي الريادي للك.د.ش. بالعمل على الإجابة على الأسئلة المطروحة أعلاه، على المستوى الإعلامي، وعلى مستوى الإطارات المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، حتى يتم إشراك العمال، وباقي الأجراء، إلى جانب الكونفيدراليين في ذلك النقاش،
وقد آن الأوان لإعلان الموقف من الصمت، الذي يسود في صفوف الكونفيدراليين، قبل أن ينبثق عن ذلك الصمت انشقاق معين، ليولد إطار نقابي جديد، يؤدي إلى ضعف الك.د.ش.
وآن الأوان، أن يكون للكونفيدراليين رأى في ما يجرى، ينطلقون منه لبناء منظمة نقابية قوية، حتى يأخذ النضال النقابي الكونفيدرالي مجراه الصحيح.
وبالنسبة لي شخصيا، فأنا أجد راحتي في قوة الكونفيدرالية، وفي قيادتها للنضال النقابي المطلبي للطبقة العامل،ة ولباقي الأجراء، رغم الشروط القاسية التي فرضتها عولمة اقتصاد السوق، حتى تحقيق التحسين المستمر للأوضاع المادية، والمعنوية، لسائر الكادحين. ولا أسعى أبدا إلى استفادة شخصية، وإلا فإنني لست كونفيدراليا، ولست على طريق الشهيد عمر بنجلون، الذي استشهد، وهو يناضل من أجل قيام حركة عمالية مغربية رائدة.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غباب القراءة العلمية لواقع الك. د. ش. وتفاقم أزمة العمل النق
...
-
غباب القراءة العلمية لواقع الك. د. ش. وتفاقم أزمة العمل النق
...
-
غباب القراءة العلمية لواقع الك.د.ش. وتفاقم أزمة العمل النقاب
...
-
في أفق اعتماد ميزانية 2006/2007: ضياع الأمل لدى شباب بلا عمل
...
-
في أفق اعتماد ميزانية 2006/2007: ضياع الأمل لدى شباب بلا عمل
...
-
في أفق اعتماد ميزانية 2006/2007: ضياع الأمل لدى شباب بلا عمل
...
-
في أفق اعتماد ميزانية 2006/2007: ضياع الأمل لدى شباب بلا عمل
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
-
الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من
...
المزيد.....
-
حصيلة بقتلى العاملين في المجال الإنساني خلال 2024
-
4th World Working Youth Congress
-
وزارة المالية العراقية تُعلن.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر
...
-
بيسكوف: روسيا بحاجة للعمالة الأجنبية وترحب بالمهاجرين
-
النسخة الألكترونية من العدد 1824 من جريدة الشعب ليوم الخميس
...
-
تاريخ صرف رواتب المتقاعدين في العراق لشهر ديسمبر 2024 .. ما
...
-
وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر
...
-
يوم دراسي لفريق الاتحاد المغربي للشغل حول: تجارة القرب الإكر
...
-
وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر
...
-
الهيئة العليا للتعداد العام للسكان تقرر تمديد ساعات العمل لل
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|