أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهران موشيخ - تعديل قانون الاحوال الشخصية جريمة العصر بحق المجتمع













المزيد.....

تعديل قانون الاحوال الشخصية جريمة العصر بحق المجتمع


مهران موشيخ
كاتب و باحث

(Muhran Muhran Dr.)


الحوار المتمدن-العدد: 8068 - 2024 / 8 / 13 - 20:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تعديل قانون الاحوال الشخصية
جريمة العصربحق المجتمع العراقي

الجزء الاول


د. مهران موشيخ

المدخل

من دوافع تعديل قانون الاحوال الشخصية، حسب ادعاء غالبية النواب (رجالا ونساء )، ومن ورائهم بطبيعة الحال الاحزاب الاسلاموية الشيعية المدعومين من المرجعيات الدينية الشيعية، هوتصحيح اخطاء وردت في القانون الساري حاليا منذ عام 1959 وتعارض بعض بنود وفقرات هذا القانون مع قوانين الشريعة الاسلامية، وكونها تتعارض ايضا مع آيات جاءت في القرآن الكريم
قبل الدخول في صلب الموضوع بودي ان اشكر اشباه الرجال، المعممين وغيرالمعممين حاملي الشهادات المزورة ذكورا واناث، الذين واللاتي اصطفن امام عدسات الفضائيات لايصال ما تم تلقينهم وتلقينهن من قبل الفهود الاسلامويين من النجف الى الانبار. اشكرهم لانهم كشفوا انيابهم وقبل وجوهم مؤكدين من ان وراء الحركة الجماهيرية الرافضة للتعديل هم بالاساس الشيوعيين، لان قانون رقم 188 لسنة 1959 قد سنه الشيوعيين. ان الحديث بهذا النفس العدائي المشين الكريه والمقيت ضد الحزب الشيوعي العراقي هو دليل على الافلاس السياسي والمجتمعي لا بل والوطني في آن واحد، وانه دليل على استمرارية حقد المرجعيات الى يومنا هذا على الحزب حينما افتت قبل ستين عاما بشرعية قتل الشيوعيين لانهم ملحدين وكفار ، صدرت هذا الفتوة عام 1963 وشملت التضامن والتائييد مع حزب البعث قائد انقلاب الشباط الاسود. اليوم وبعد مرور اكثر من ستين عاما لم تخجل المرجعيات الدينية الشيعية من اخفاء حقدها على الشيوعيين والزعيم عبد الكريم قاسم وجميع الضباط الاحرار الذين اعدموا على يد الصداميين. ما اشبه اليوم بالبارحة حيث المرجعيات تساوم البعثييين بالمصادقة على مقترح التعديل مقابل اصدار قانون العفو العام على البعثيين.

من جانب اخر سؤال برئ اتوجه به الى جميع الذين واللاتي ظهروا ويظهرن في الفضائيات وهم ينتقدون وهن ينتقدن القانون الساري حاليا باعتباره يتعارض مع الشريعة الاسلامية ويستميون من اجل اجراء تعديلات عليه اقول لهم جميعا... انتم ابناء الجيل الذي عقد قرانه وفق القانون الساري حاليا والذي ( كما تدعون ) سنه الشيوعيين طيب، هل انتم مستاؤن من زيجات الجيل الماضي والمعاصر،هل تخجلون من عقد قران والديكم، هل في نيتكم فصخ العقد الساري لزواج والديكم ولزواجكم وزواج ابنائكم الان واستبداله بعقد جديد، هل تحول المجتمع الى خراب و تفككت عائلاتكم وتلاشت قدسية الاسرة بسبب قانون 188 لعام 1959 الذي سنه الشيوعيين. الخراب كل الخراب الاجتماعي جاء بعد السقوط بدء من 2003 حينما استلمت الاحزاب الاسلامية الحكم ونشرت وشرعنت التفرقة الاثنية والطائفية والمذهبية، حيث تحولت كربلاء والنجف الاشرف والمحافظات الاخرى بؤرة للتجارة وتداول المخدرات، وانتشرت مكاتب دعارة تحت اسم زواج متعة وبذلك اصبحة قبلة الايرانيين وغيرهم من الذين يبحثون على السياحة الجنسية. تجارة البشر وبالاعضاء البشرية سمعنا بها لاول مرة منذ بداية استلامكم السلطة وهي في تزايد مستمر بشكل طردي مع تعاقب الحكومات منذ عشرين عاما. ملايين الاطفال والشباب الاميين الجهلة والعاطلين عن العمل والجياع في الشوارع خلقتها الاحزاب الاسلاموية وميليشياتهم وليس قاون 188 لسنة 1959 الذي سنه الشيوعيين كما تدعى رموزكم النتنة من على الفضائيات

مناقشة زوبعة التعديل

منذ اللحظة الاولى لطرح مقترح التعديل تدافع جحافل من ذوي اللحى الطويلة المعممين (وبضمنهم اولئك الذين استبدلوا الزيتوني بالعمامة ) ومعهم ايضا نساء مغررات بالمال والوظيفة، وبتاييد حيتان بعض شيوخ العشائر، تسارعوا وبكل ما يملكون من رصيد فكري اجوف لنصرة مشروع التعديل ، هؤلاء المتحمسين والمتحمسات جلهم انصاف جهلة، شبه اميين، تحصيلهم الدراسي في احسن الاحوال ربما المتوسطة، لم يتطلعوا نهائيا على مدى رقي ثقافة وحضارة وجودة حياة الشعوب والقوميات المسلمة والغير المسلمة خارج العراق و داخله، لم يقراؤا شيئا من الادب العالمي سواء بلغة الام او مترجمة الى اللغة العربية او بلغة اجنبية ما . معلوماتهم دون الصفرعن علم الاجتماع وتحديدا موضوعة بناء اصغر خلية في المجتمع والتي هي الاسرة/العائلة، هؤلاء لا يجيدون حتى تعريف العلوم الحية مثل الكيمياء والفيزياء والبايولوجي والجيولوجي وغيرها، هؤلاء يجهلون بالمطلق علوم ونظريات علم النفس والتربية وخاصة ما يتعلق بعلم نفس الاطفال، ومع ذلك تجدهم يحملون لقب دكتور وعالم ديني ومفكر وغيرها. هؤلاء عاجزين عن تربية اطفالهم بشكل سليم وعصري، لانه هم بذاتهم بحاجة الى من يشير لهم طريق السراط المستقيم، الى الطريق القويم لتربية الذات لكي يكونون قدوة لاطفالهم وقادرين على تربية اطفالهم وتربية الاجيال القادمة عموما اذا كانوا معلمين اومدرسين.
ان الزواج لهؤلاء الرجال خالي من مفهوم قدسية الاسرة ولا تتم على قاعدة الحب المتبادل ولا يضعون في حساباتهم بناء اسرة كريمة زكية عفيفة، بل الزواج لهؤلاء هي شرعنة النكاح الحر، شرعنة الدعارة من قبيل زواج المتعة وزواج المسيار. لقد جاء في خطبة جمعة للامام علي عليه السلام قبل 1400 سنة … دينكم ديناركم والنساء قبلتكم ان الرجال المتحمسين اليوم للتعديل هم اؤلائك الذين يحلمون بعصر الجاهلية عصر استعباد النساء الجاريات، اما حقوق وحرية المراة وضمان المستقبل الزاهي للابناء وبناء اسرة رصينة متماسكة فهي من آخر تطلعاتهم للمعيشة اليومية للاسرة، الان وفي المستقبل.
زيجات من هذا القبيل المدعومة بشرائع دينية، شيعية كانت ام سنية او الاثنين معا، شرائع يصنعها شلة من رجال تحصيلهم العلمي والثقافي والفكري والادبي والفني مقتصر فقط بكتاب واحد وهو القران الكريم حتما ىستكون فاشلة لسببين اولهما ان القران كتب قبل1400سنة لناس جلهم جهلة واميين وحفاة، بدو رحل يعيشون في خيم ويتنقلون على ظهور الجمال بحثاعن ماوى آمن لبضعة ايام ، لاقوام لا يملكون الكهرباء ولم يتصوروا وجود شى من هذا القبيل على مدى عشرات و مئات الاجيال، لا علم لهم بالثلاجات ولا سيارات ولا اجهزة تلفاز ولا اجهزة موبايل ولا قطارات ولا تحليق بالطائرات والمركبات الفضائية التي تسبح في الفضاء الكوني، ولم يتصوروا وجود صواريخ عابرة القارات ولا حرب النجوم في الفضاء ولا اشعة ليزر ولا العقل الاصطناعي الخ . لم يشاهدوا يوما كنغر او بنجوين ولا الحاسوب الالكتروني ولم يعرفوا وجود مئات الاقوام البشرية في قارة اوربا والامركيتين وقارة استراليا وقارة افريقيا والقطب الشمالي، اقوام اشكالهم ولون بشرتهم وشعرهم يختلف عن لون شعر وبشرة العرب التي احرقتها اشعة الشمس الساطعة طيلة البوم ، اقوام تتكلم بلغاتها الخاصة وليست العربية ، اقوام تختلف كليا عن عادات وتقاليد شعوب شبه الجزيرة العربية والميسوبوتيميا و بلاد الشام .

ومن جهة اخرى هؤلاء يجهلون بالمطلق شريعة الاديان الاخرى لمكونات الشعب العراقي لم يقراؤا صفحة واحدة من الكتاب المقدس – الانجيل، ويجهلون بالمطلق كل ما يتعلق بشرائع ونصوص ديانات ابناء البلد كالازيديين والصابئة المندائيين وغيرهم ، ومع ذلك يريدون تكريس افكارهم وفرض الشرائع الشيعية المختلفة بالقوة على الجميع، لان الشيعة يمثلون اغلبية الشعب العراقي ، يا لبؤسكم وبؤس المرجعيات التي لم تتطور قيد انملة طيلة 14 قرنا. ان مستقبل هكذا زيجات هو الفشل ان آجلا ام عاجلا وستخلفه تركة اجتماعية وخيمة تقود الى انهيار بنية المجتمع وانهيار قدسية الاسرة وستنتشر افقيا وعموديا كل انواع الامراض الاجتماعية والاسرية والجنائية، وهي اليوم قد وصلت الى ارقام خيالية.

اول وآخر الخاسرين في هذه المقامرة الاجتماعية هي المراة الام والاطفال وعلى راسهم ، فراشة صغيرة، صبيه لم تكتمل بعد السنوات التسع من عمرها اصبحت زوجة. انا شخصيا اعتبر امثال هؤلاء الفراشات شهيدات الادمغة الذكورية الاسلاموية المتحجرة.
.
اكتفي هنا بنقل مثال واحد شائع لحالة شاذة من وجهة نظري و من وجهة نظر آلآف الملايين من البشر من كل الاقوام والاجناس في القارات الخمس واقصد هنا تحديدا ظهور المعممين في الفضائيات العراقية وهم يدافعون عن التعديلات من منطلق المساواة والحقوق بين الرجل والمراة!!! في الارث والحضانة وغيرها ويستشهدون ببعض الايات مختارة من اقران الكريم، في حين تراه لديه ثلاث زوجات. هل هذه العينة الدينية مثلا هي مؤشر ومعيار المساواة بين الرجل والمراة في الدين الاسلامي ؟، اذا كان الجواب نعم، عندها على هذا الرجل الداعية والمبشر بالدين الاسلامي ان يوافق ان تكون لزوجته ايضا ثلاث رجال في آن واحد. اني اذكرهؤلاء الفاسقين بمقولة كلكم سواسية كاسنان المشط . طبعا الداعية والمبشر الديني بالاسلام والذي يمتلك زوجتين اوثلاث نادرا ما يعيش معهن تحت سقف واحد، وانما الزوجات الثلاث يعشن مع اطفالهن بعيدين عن ابائهم في مساكن منفصلة وهناك حالات في مدن مختلفة بل ودول مختلفة. في مثل هذه الحالة الاطفال المساكين يكونون محرومين من تلقي عطف وحنان والتربية الاجتماعية والدينية من الوالد لا بل حتى من رؤيته الا عندما يزورهم بين فينة واخرى في مسكنهم ضيفا سريريا على والدتهم. هذه الحالة شائعة وواسعة الانتشار وبشكل خاص في محافظات الوسط والجنوب وفي بغداد في مدينة الصدروالكاظمية، باختصار منتشرة بين اتباع المذهب الشيعي عموما.
باية ارضية اجتماعية عصرية يحق إذن لهؤلاء الجهلة ان يسنوا قوانين . ماهي قدراتهم الفكرية والثقافية والاجتماعية وتحصيلهم العلمي في مجال التربية والتعليم وفي علم النفس الاطفال وقوانين المراة والامومة التي اقرتها المنظمات المعنية التابعة للامم المتحدة .

من بين هؤلاء النواب ورجالات الدولة المتحمسين للتعديل ... اشخاص مطلوبين قضائيا ىبسبب تزوير الشهادات وسرقة المال العام بالملايين وابتزاز والاعتداء على النساء في الجامعات ومراكز العمل وابتزاز زوجات الشهداء عند اقرار حقهن الشرعي في الحصول على راتب التقاعدي لزوجه شهيد، بل وحتى ان البعض منهم متهم بعمليات القتل. امثال هولاء المجرمين المتحمسيين ومعهم المغررين والجهلة والحاقدين على ابناء الطوائف والمذاهب الاخرى يتلقون الدعم المطلق من بعض شيوخ العشائر وقادة الاحزاب الاسلاموية الشيعية ومن الميليشيات المرتبطة ىبشكل مباشر معهم ومع الجارة ايران.

ترى ما هي الارضية التي ستنطلق منها هذه المجاميع الوحشية الحقيرة المشوهة فكريا واخلاقيا في اجراء تعديل على قانون الاحوال الشخصية تضمن التعايش الانساني العاطفي العائلي لقطبي الاسرة وتعاونهما في تربية ونشات الاطفال. لا بد لي هنا التذكيران من بين هؤلاء اشخاص متنفذين في قيادة العملية السياسية في الرئاسات الثلاث ووزراء ونواب وشيوخ وعلماء دين ومرجعيات دينية ايضا، وطبعا بعض شيوخ العشائر

ليعلم رواد وانصار التعديل ان من تزوج قاصرة ووطات قدميه اية دولة اوربية سيجري القاء القبض عليه واحالته الى المحكمة القضائية بتهمة اغتصاب طفلة قاصرة. هذا هو احد بنود و القانون السائد في القارة فيما يخص حماية الطفولة

ان التعديل المقترح لقانون الحالة الاجتماعية هو فكر جهنمي شاذ، اطروحة لا يتحملها العقل البشري العصري المتفتح. جميع العرافيين المتنورين والمتنورات والمتعلمين والمتعلمات والمثقفين والمثقفات المسلمين والمسلمات وكذلك غير المسلمين وغير المسلمات في العراق والمتواجدين خارج العراق يرفضون رفضا قاطعا مناقشة مقترح تعديل لوثيقة غائبة ومخفية . ان من يقر هذا السلوك الذي يتعارض مع ابسط قواعد بناء العائلة النبيلة والاسرة الطاهرة ذات اللحمة الرصينة هم رجال الدين الذين يرتزقون من وراء نشر هذه التجاوزات على الحقوق الفردية للمرأة وحريتها في اختيار رفيقة دربها، هؤلاء يمارسون كل ما في وسعهم من سلطة غير شرعية لسن قوانين توفر لهم المال وفسحة ممارسة شهواتهم الجنسية الوحشية مع الصبية بغطاء ديني . ولهذا يكرسون جهودهم في التبشير بهذه الذهنيات البالية لادامة سيطرتهم الفكرية الدينية والمذهبية، وكذلك تكريس سيطرة طبقتهم الاجتماعية الدينية الثرية المتنفذة على طبقة الفقراء

. كلما تعمق الجهل وانتشرالفقر كلما تعظمت السيطرة الطبقية لرجال الدين المنافقين على المجتمع باسم الدين، ولهذا السبب بالذات يعملون جاهدين على نشر الجهل واستصغار الحاجة الى التعلم و خاصة بالنسبة الى الفتيات القاصرات بل وحتى الصبية. من جهة تراهم يتباهون بمقولة اطلب العلم ولو كان في الصين ومن جهة اخرى يمنعون الفتيات من مواصلة الدراسة مع بلوغهن سن 14-15سنة او حتى قبلها، والان يطمحون الى تزويجهن في سن التاسعة، وبذلك المراة التي تشكل عدديا في العراق نصف المجتمع تقريبا ستفرض عليها الامية والحياة الشاقة التي لا تعرف الرفاهية، ستصبح سجينة الدار واسيرة الرجل. ان سلطة الرجل الذكورية على المرأة ستسلب ارادتها وستصبح المرأة مكتوفة الايدي، لا تجيد حرفة لا تعمل ولا تنتج ولا تقدم شى الى المجتمع ستصبح هي بذاتها عالة على المجتمع وبالتالي ستكون هذه الحالة هي شان نصف المجتمع العراقي التى تمثله المراة، وفي المحافظات الجنوبية النسبة حتما اكبر. لو اضفنا الى هذه النسبة ارقام ملايين الاميين من الذكورالشباب والاطفال ( آباء الجيل القادم) ، سيجد العراق نفسه بعد 10 -20 سنة قد انعزل كليا عن ركب الامم والشعوب المتحضرة، وان المجتمع قد انشطر الى فئتين متمىزتين بامتياز وهما فئة النبلاء، وهم سراق المال العام منذ 2003 الى يومنا هذا ومعهم غطائهم الشرعي المتمثل برجال الدين حاملي القاب رنانة ومزورة من قبيل عالم ودكتور وسماحة الشيخ والمجاهد وآية الله الخ. والفئة الثانية يشكلون ربما ثلثي المجتمع هم الناس الفقراء العاطلبن عن العمل يتسكعون في الشوارع بحثا عن عمل، وبسبب الظروف المعاشية الصعبة سيضطرون الى اللجوء الى ممارسة الجرائم من سرقات وسطو واغتصاب واغتيال وقتل وسبي النساء والمتاجرة بالبشر وبالاعضاء البشرية واستخدام وترويج والمتاجرة بالمخدرات لحين ان ينتهي بهم الامر الى قضاء بقية حياتهم خلف قضبان السجون، تاركين وراءهم زوجة او اكثر وعدد من الاطفال بدون معيل وبدون تكوين وبذلك ستتكرر دورة الحياة المظلمة في اللجؤء الى نفس خطى اسلافهم .... وستضطر الزوجة الام واطفالها ممارسة (كل الامكانيات المتاحة) لسد رمق العيش. هذا هو مصير العائلة التي ستبنى من جسد طفلة ذات السنوات التسع بعد عقد من الزمن

لمناقشة هذا الموضوع الحيوي، ذو الاهمية الستراتيجية في بناء مجتمع انساني عصري، علينا دراسته من مختلف الجوانب وليس كما يحاول البعض متعمدا، من حصرالنقاش بالاختلافات والتطابقات بين الفقه الجعفري والمذهب الحنفي وبين مقلدي هذا المرجع الشيعي الافغاني اوذاك المرجع ..النجفي ، او بين اتباع هذا (العالم) الديني السني العراقي اوذاك (العالم) السني الديني الازهري.
نحن بصدد تاسيس خلية مجتمعية تساهم في تعزيز وحدة المجتمع العراقي القائم، وتسعى الى تطويره وفق مواصفات ومتطلبات القرن الواحد والعشرين وتعمل على دعم ديمومته لمواكبة مستلزمات ومتطلبات واحكام العصر وليس بناء مجتمع على اهواء و اجتهادات شلة من رجال الدين المسلمين الجهلة الذين يسعون الى فرض ارادتهم الجنسية على جميع ابناء الطائفة الشيعية والسنية العربية والكردية والتركمانية والمسيحيين بمختلف قومياتهم وطوائفهم وكذلك على الصابئة المندائيين والازيديين، باختصار فرض ارادتهم على المجتمع باكمله، معنى ذلك تاسيس امبراطورية دينية شيعية ( عراقية – ايرانية) تمارس الدكتاتورية الدينية وعرينها النجف، كلا والف كلا

ان اصغر خلية في تركيبة المجتمع هي العائلة وعناصرنشأت اية عائلة هما رجل واحد وامراة واحدة ولا غير، ان اساس العقد الاجتماعي بينهما والذي يصادق علية في المحكمة هو الحب المتبادل، هو التفاهم المتبادل، هوالتسامح والتنازل المتبادل عند الضرورة، هو توافق الاراء والنظرة الذاتية لكلا الطرفين الى المجتمع والى الطبيعة والى الحياة بشكل عام، هو الاستعداد للتفاني من اجل الطرف الآخر، في نهاية المطاف "اكرر" الحب المتبادل، الحب هو الذي يصنع الجمال والوئام والصفاء والسلام والحرية. هل يعلم رجل الدين المعمم الذي اصبح إماما بعد انهائه مدرسة تعلم القرآن ورصيده من المعلومات عن العالم المادي هو الصفر المطلق، وهل يعلم النائب في البرلمان الذي زور شهادته، وهل يعلم شيخ عشيرة يعتاش على تبرعات ابناء العشيرة والتعويضات المالية للنزاعات العشائرية ان الهة الحب والجمال آفروديت خلقتها البشرية خمسة - ستة آلآف سنة قبل ظهورالديانة المسيحية وسبعة آلآف سنة قبل ظهور الاسلام. نحن والبشرية جمعاء مدانون لهذا السلف العظيم من آلهة الاغريق وفخورون بارث الحضارة البشرية التي قادتنا للوصول الى ما نحن عليه في القرن الواحد والعشرين

ان حضارة وادي الرافدين المجيدة الخلاقة التي انشأت ورسخت الجتمعات البشرية السومرية والكلدانية والاكدية والبابلية والتي نفتخر بها اليوم ونعتاش على بقاياه، دستورها كان مستقاة من مسلة حمورابي، بكلمة اخرى باكورة مفاهيم الحب بين جنسين من البشرلتشكيل خلية بشرية عائلية قد ولدت براعمها قبل ظهور الاديان السماوية بآلآف السنين، وقد نضجت الفكرة وتطورت تطبيقاتها العالمية الى ان وصلنا الى مانحن عليه من رقي وسمو في القرن الواحد والعشرين . ان البشرية المتحضرة في العالم الغربي في العصر الراهن ما انفكت مستمرة بثبات واصرارعلى معالجة نقاط الضعف المتواجدة في بعض القوانين والشرائع وحتى في الكتاب المقدس لتحقيق العدالة والمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في الحقوق والمساواة، مستعملين الذهنية المتفتحة النيرة والعقول السليمة بمشاركة النساء والرجال من كل اطياف المجتمع المتعدد القوميات والاديان وعبر مناقشات واسعة واستفتائات جماهيرية وبحضور الخبراء المختصين . كل هذا يجري بين فترة واخرى تماشيا مع تطورات ومتطلبات الحياة المعاشية والتربوية لافراد الاسرة، منطلقين من الواقع المعاش حاليا وليس ما قاله المسيح اليسوع فبل2000 سنة

اليوم لا مكان ولا مقبولية لمصطلح مجتمع بطريركي، ولا مكان لمقولة ان الرجال قوامون على النساء ، هذه المفاهيم البالية نجدها اليوم متحجرة فقط في ادمغة رجال الدين الاسلامويين المتخلفين عن مواكبة العصرالراهن، هؤلاء المعممين ما زالوا يعيشون عالم القرن السادس الميلادي ويحنون ويحلمون بالعودة الى ذلك العصر الذهبي للرجل الذكوري، يحلمون ويتمنون ان تعود المراة الى سابق حالتها في اول ظهور الاسلام لتصبع عبدا تباع وتشترى كأية سلعة، بغض النظر عن عمرها حتى ولو كانت صبية في التاسعة من العمر

يا للعار لكل من فكر ويسعى في سن قانون من هذا القبيل، اي انسان وحش وحقير ومتجرد من كل الخصائص البشرية الاخلاقية والبايولوجية التي تثير في جسده الشهوة الجنسية لمضاجعة طفلة صبية لها من العمر فقط تسع سنوات غير كاملة، اي اب حقيراوام تقبل هذا العمل الشنيع، اي إمام جامع تافه وحقير يقبل ان يشرعن هكذا جريمة باسم الدين وباسم الرب الاعلى، واخيرا اية محكمة فاسدة متهرأة واي قاضي معتوه سيصادق على عقد هكذا قران

يسود المجتمع الانساني في عصرنا الحالي مفهوم العائلة على انه عقد اجتماعي وهو يضم الرجل الى جانب المراة على كفتي ميزان واحد و بالتساوي في الحقوق والواجبات . متى ما اصبح المال عنصرا اساسيا في عقد الزواج بين ولي امرالطرفين تنتهي عندها مسالة عقد
قران لتشكيل عائلة ويتحول عقد القران عندها الى عملية متاجرة بالمراة كاية سلعة، والمجتمع العراقي يعاني من هذه المشكلة المعقدة من الاعماق وبسببها تحدث 10 حالات طلاق في الساعة الواحدة، وتعاني من نتائجها الوخيمة اولا واخرا المراة واطفالها، وتتفكك لحمة الاسرة ويتفشى البؤس الاسري والامية والبطالة وستتفشى الامراض الاجتماعية والجسدية في البلد بما فيها الدعارة و المخدرات وما يترتب عليها من عواقب وخيمة على الافراد والمجتمع

نقول لكل من يريد ان يخرج عن هذه المعادلة العصرية الراقية للمجتمع عليه ان يرمي كل ممتلكاته من التكنولوجيا بما فيها الاسلحة النارية ويتوجه ممتطيا الخيل وبيده سيف كبير للجهاد في سبيل الله في جرف الصخر وغزة


ملاحظة مهمة للقادة المجاهدين من اجل تحقيق تعديل قانون 188 لسنة 1959

ان كاتب الاسطر لا يمسه الموضوع المثار للجدل لا من قربب ولا من بعيد فهو ليس عربيا ولا كرديا، وليس شيعيا ولا سنيا. الكاتب ولد قبل 77 عاما في العراق من والدين مسيحيين ، اضطرالى ترك عمله كجيولوجي في حقل الرميلة الشمالي في البصرة لاسباب سياسية، اختفى ثم هرب الى الخارج . لو تسالونني عن هويتي الاجتماعية بعد51 عاما من الغربة اقول لكم انا مواطن عراقي .

يتبع



#مهران_موشيخ (هاشتاغ)       Muhran_Muhran_Dr.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 14 تموز والاسلام السياسي الشيعة نموذجا
- الثروة النفطية في العراق ملك صرف الغرباء
- قصف اربيل و جامعة الدول العربية
- مناقشة هادئة للقرار السياسي القاسي والصارخ والخطير
- الى مسامع من يهمهم الامر ... بدء من السيد مصطفى الكاظمي
- كومونة ساحات التحرير الحلقة السادسة المرجعية الدينية كشفت عن ...
- كومونة ساحات التحرير الحلقة الخامسة الخريف يتهالك ... والربي ...
- كومونة ساحات التحرير الحلقة الرابعة ما العمل ؟... من سينتصر
- كومونة ساحات التحرير الحلقة الثالثة مرجعية السيستاني اصبحت ا ...
- كومونة ساحات التحرير الحلقة الثانية المرجعيات الدينية
- كومونة ساحات التحرير - الحلقة الاولى - استقالة رائد فهمي
- الى جميع الاحزاب الشيعية والمرجعيات الدينية الشيعية في العرا ...
- سقوط الموصل حقائق تدين المحققين
- رسالة مفتوحة الى من لا يهمهم الامر ابتداء من د. حيدر العبادي
- عقود تراخيص النفط ... وعقود الكهرباء املاءات خارجية واجبة ال ...
- عقود نراحيص النفط ...وعقود الكهرباء املاءات خارجية واجبة الت ...
- عقود تراخيص النفط...وعقود الكهرباء املاءات خارجية واجبة التن ...
- النائب مها الدوري والاعتداء على الله
- النفط الغاز الطاقة ومقولة سحب الثقة
- المؤتمر التاسع للحزب يقر مجددا مصارعة الريح للوصول الى السرا ...


المزيد.....




- مصر.. ارتفاع متوقع في أسعار السيارات مطلع 2025.. وتجار: الدو ...
- بوخوم يحقق فوزه الأول ودورتموند يعود إلى سكة الانتصارات
- قوات الدعم السريع تستعيد قاعدة رئيسية في دارفور من الجيش
- مصر.. حريق هائل يلتهم مصنعا بالشرقية والدفع بـ 20 سيارة إطفا ...
- نتنياهو: إسرائيل ستواصل التحرك ضد الحوثيين
- السودان.. قوات الدعم السريع تعلن استعادة السيطرة على قاعدة ع ...
- ليبيا.. اصطدام حافلة بطائرة إسعاف في مطار معيتيقة الدولي
- البيت الأبيض: نحتاج إلى الكثير من الوقت لاستعادة مجمع صناعتن ...
- معجزة كامتشاتكا.. لقطات مثيرة لإنقاذ طاقم طائرة مفقودة منذ 3 ...
- اتهامات لنتنياهو بتخريب المفاوضات وحديث إسرائيلي عن صفقة جزئ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهران موشيخ - تعديل قانون الاحوال الشخصية جريمة العصر بحق المجتمع