عبد الكريم حسن سلومي
الحوار المتمدن-العدد: 8068 - 2024 / 8 / 13 - 14:21
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع ري كركوك (دراسة مقارنه بين المخطط والواقع )
ج4
*****أن مشروع ري كركوك مرتبط ارتباطا وثيقا في سد دوكان وسدة دبس حيث يقوم السد أعلاه بتأمين الحاجة المائية للمشروع وعن طريق حجز المياه المطلقة من دوكان في مقدم سدة الدبس (التي أنشأت سنة 1965) والتي تقع شمال غرب كركوك بمسافة 45 كم يتم تجهيز ناظم صدر مشروع ري كركوك الواقع ضمن سدة الدبس بالمياه المطلوبة لمشروع ري كركوك فحين وصول المياه المطلقة من سد دوكان الذي يبعد 80 كم مقدم سدة الدبس فأن هذه السدة تؤمن خزين مقداره (22.5) مليون م3 بين منسوبين (251.5-254) وهذا الخزين يؤمن تصريف للقناة المغذية لمشروع ري كركوك مقداره (278م3/ثا) لمدة 12 ساعة مع تأمين تصريف 15م3/ثا أخرى منه 10م3/ثا لمدينة دبس و 5م3/ثا يطلق لمجرى الزاب الصغير ولقد تم تقسيم المشروع لأغراض التنفيذ لعدة مراحل بسبب ضخامة العمل وحاجته الى الموارد المالية الكبيرة(6)
ولضخامة عمل المشروع فقد تم تقسيمه لثلاث مراحل لأغراض التنفيذ وتم تقسيم المراحل لقطاعات ثم القطاعات الى مقاولات ولقد شكلت أراضي المشروع 9 مناطق أروائية هي
((الأولى : وتقع هذه المنطقة غرب كركوك بحوالي 40 كم وتبلغ مساحتها ألإجمالية 196000 دونم وتشمل وهي تمثل المقاولات (10,8)
الثانية : تقع غرب كركوك بحوالي 30 كم وتبلغ مساحتها ألإجمالية 120000 دونم وهي تمثل المقاولات (18,14)
الثالثة : تقع جنوب كركوك بحوالي 30 كم وتبلغ مساحتها ألإجمالية 58000 دونم وتمثل المقاولة (15)
الرابعة : تقع هذه المنطقة جنوب كركوك بحوالي 50 كم وتغطي مساحة إجمالية 78000 دونم وتمثل مقاولة (21)
الخامسة : تقع هذه المنطقة جنوب كركوك بحوالي 70 كم وتغطي مساحة إجمالية بحدود 114000 دونم وتشمل المقاولات (23,22)
السادسة : تقع في محافظة صلاح الدين وتبلغ مساحتها بحدود 48000 دونم وتشمل الحوض رقم 6 وكانت تشمل المقاولة 29 سابقا
السابعة : تقع شمال قضاء الخالص في ديالى وتبلغ مساحتها ألإجمالية 108000 دونم وكانت تمثل سابقا المقاولة 29
الثامنة : تقع هذه المنطقة جنوب كركوك بحوالي 100 كم وهي تمثل حوض 8 تبلغ مساحتها ألإجمالية 232000 دونم وكانت تشمل المقاولات (28,27,26,25) واليوم تشمل مقاولات (26,25)
التاسعة: تقع هذه المنطقة بين مدينة كركوك وقضاء الدبس ومساحتها الإجمالية 124000 دونم وتعتبر من اهم الاراضي في المنطقة ولكونها مرتفعة فقد تم انشاء ثلاث محطات كبرى لغرض ارواء جزء من هذه المنطقة وتم تنفيذ العمل بعدة مقاولات
*****وبالنظر لضخامة المشروع ولاحتوائه على العديد من المنشآت الهندسية الضخمة فقد استعانت الحكومة العراقية بالخبرات الأجنبية لتنفيذ الكثير من اجزاء المشروع مع زج الكوادر العراقية بالعمل معها لاكتساب الخبرة واستطاع الكادر العراقي بعد مده من تنفيذ اجزاء من المشروع تنفيذا مباشرا ولظروف العراق الاقتصادية في ما بعد الحرب عام 1980 فقد استغنت الحكومة العراقية عن الكوادر الأجنبية وتسلم العراقيين تنفيذ وادارة وتشغيل المشروع
******ذكرنا في السابق عن المشروع بأنه قامت شركة عربية في ستينات القرن الماضي البدء بتنفيذ المشروع وهو عبارة عن جزء من القناة الرئيسية "قناة التغذية" إلا أن هذه الشركة قد فشلت في التنفيذ وفي السبعينات تم الاعلان عن تنفيذ المشروع ولكن لم تتقدم سوى شركة واحدة للتنفيذ وبمبالغ باهظة ولذلك أتخذ القرار من الجهات الحكومية بأن يتم العمل بالتنفيذ المباشر وبالتعاون مع الخبرات الاجنبية أن هذا الجزء من المشروع والذي تم تنفيذ جزء منه محدود سابقا أثيرت حوله عدة تساؤلات حول تصميمه لذلك كانت أعادة دراسته ضرورية بعد أجراء تحريات تفصيلية ودراسات استمرت لمدة سنتين وأثبتت أن التصميم القديم غير جيد وأن المياه سوف تتسرب بنسبة 50% بدون أجراء تبطين كامل لمقطع القناة المغذية بعد دفن أكتاف القناة بتربة ملائمة وبضغط عالي والتبطين برقائق مطاطية والمرشحات (مادتي الكاربفول المطاطيه والبدم المرشحة )والخرسانة ولهذا الغرض فقد تم الاتفاق مع شركات عالمية لتصميم مكائن مخصصة لهذا النوع من التبطين حيث لا تتوفر مكائن مماثلة جاهزة بسبب ضخامة مقطع القناة وقد أستطاع الكادر العراقي في حينه من تنفيذ العمل وبالاستعانة بالخبرة الاجنبية وبأسلوب التنفيذ المباشر وقامت الكوادر الفنية بحفر 15 مليون م3 مع دفن 3 مليون م3 بالحصى الخابط منقولة من المقالع وباستخدام التفجيرات وبكمية 1.5 مليون م3 من التربة الصخرية مع التبطين بالرقائق المطاطية وبحدود مليوني م2 وتبطين بالخرسانة بكمية 1.750 مليون م2 وكان ذلك في المرحلة الاولى للمشروع ولكن بسبب تغير التصاميم وبسبب الظروف الاقتصادية فقد تم القيام بتنفيذ أغلب مقاولات المشروع في مراحله الاخرى بواسطة الشركات الحكومية والاهلية المحلية مع استخدام بدائل محليه للمواد في تنفيذ المشروع وأستطاع الكادر العراقي أن ينفذ كثير من الأعمال ألتي كانت حكرا على الشركات الاجنبية ففي مقاولة 14 (حوض 2أ) وفي بداية سنة 1980 تم المباشرة بأعمال التنفيذ المباشر للمقاولة 14 ضمن حوض 2أ حيث قامت الكوادر العراقية بتنفيذ العمل أعلاه والذي يتضمن إنشاء قناة ترابية بطول 7 كم مع جميع المنشآت الخاصة بالقناة من نواظم وشلالات ومد شبكة من الانابيب الاسبستية بحدود 100 كم ومنشئات الحقل من منافذ حقلية كما شرعت الكوادر العراقية بتنفيذ القنوات المعلقة (فلومات) لهذه المقاولة بعد أن قامت بتشغيل معمل تصنيع هذه القنوات ( 13 )
*******
بعد أن باشرت الحكومة العراقية بتسليم أراضي مشروع ري كركوك المستصلحة كليا أو جزئيا (المقصود جزئيا عدم نصب القنوات المعلقة) للفلاحين بدأت ظروف العراق ألاقتصادية تتعثر بفعل الظروف السياسية التي مر بها وعلى أثر ذلك تم الاستغناء عن الكوادر والشركات ألأجنبية وكانت أغلب مقاولات المشروع منفذة بنسب كبيرة ولكن لم يتم تشغيلها وبدأ الفلاحين السعي بكل الوسائل للحصول على المياه لسقي أراضيهم ولكون ظروف البلد لا تسمح بتشغيل جميع قطاعات المشروع لكون هنالك نقص كبير بالكوادر بسبب ظروف حرب عام 1980 من كوادر التشغيل وقلة الإمكانيات لإدارة جميع القطاعات فقد قدم بعض كوادر ادارة مديرية تشغيل وصيانة المشروع ودعما للزراعة بالبلد مقترح لإدارة بقية المقاولات( التي لم يتم تشغيلها )من قبل الفلاحين أنفسهم عن طريق تشكيل أدارة من الفلاحين منتخبة من قبل الفلاحين وضمن المقاولات تتولى هذه الإدارة تشغيل وصيانة المقاولات للقطاعات على أن تتولى أدارة المشروع الإشراف وتقديم المساعدة مع إيصال المياه الى بداية كل مقاولة (صدر القناة المغذية للمقاولة-القطاع) لغرض قيام الإدارة الذاتية بتوزيعه وتم الموافقة على المقترح من قبل الجهات العليا في المشروع
وكانت تجربة الإدارة الذاتية والتي اثبتت نجاحها بصورة رائعة وكفؤه ولكن للأسف اليوم يذهب كوادر عراقية وههم ابناء الرافدين للأردن للتدريب على تشكيل ما يسمى بجمعيات مستخدمي المياه بالتعاون مع منظمة جايكا اليابانية علما ان تجربة الإدارة الذاتيه نفذت بدون الحاجة لقوانين فقط كانت الاراده الوطنية والتعاون الجدي بين المؤسسة الحكومية والفلاحين
أن هذه التجربه والتي طبقت بدقة وكفاءة عالية في مقاولة رقم (18) ضمن قطاع (المرباط ) والذي يغطي مساحة تقدر (44354)دونم كانت ناجحة حيث كانت تتولى هذه الإدارة الذاتية جمع المبالغ من قبل الفلاحين لأغراض الصرف على تشغيل وصيانة القطاع مع تطبيق نظام المراشنة بين الفلاحين والمعد من قبل مهندسي الري في شعبة توزيعات المياه في المشروع و بالتعاون مع الإدارة الذاتية وقد بين الكثير من كوادر المشروع انهم لاحظوا طيلة مدة هذه التجربة انتظام الصيانة وتوزيع المياه بشكل جيد بين الفلاحين مع اختفاء كبير للمشاكل التي تحصل يوميا في بقية القطاعات وقد كان قطاع ( المرباط ) قد اختفت منه التجاوزات وهدر المياه بصورة كبيرة وخاصة في حقول الفلاحين حتى أن المشاكل كانت تحل من قبل الإدارة الذاتية و لا دخل للجهات الحكومية في أدارة المياه
ان الظروف في حينه قد اجبرت كوادر ادارة المشروع الى أتباع هذه التجربة الناجحة ألا أن اليوم في أغلب دول العالم الفقيرة والشحيحة المياه تستخدم الإدارة الذاتية للمياه تحت مسميات(جمعيات مستخدمي المياه)
أن العراق اليوم بحاجة ماسة للتحول فورا للإدارة الذاتية في أغلب مشاريع الري للحفاظ على الثروة المائية في زمن أصبح لقطرة الماء أهمية كبيرة ,أن التجربة أعلاه في نظر الكوادر لم تكلف الدولة إلا المبالغ القليلة حيث كانت الدولة تقوم بتطهير وصيانة الأعمدة الرئيسية أي القنوات الرئيسية والفرعية فقط للقطاع أعلاه وبذلك تخلصت الدولة من اعباء صيانة هذه المشاريع واني كوني مهندس ري قضى 35 سنه فعليا في الري أرى انه لابد من أعادة دراسة هذه التجربة مع وضع لوائح وقوانين لها و تعميمها على جميع مشاريع العراق وعلى مستوى الخطوط و القنوات الفرعية و باستخدام قانون الري 112 لسنة 1983 الذي هو من القوانين الخاصة بالري في العراق الذي يتطلب تفعيله اليوم لتطبيقه بعد تعديله ليواكب الظروف الحالية للعراق.
المهندس الاستشاري
عبد الكريم حسن سلومي الربيعي
12-8-2024
#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟