أصل الدين وتقديم الذبائح لأرواح الموتى !

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

الحوار المتمدن-العدد: 8068 - 2024 / 8 / 13 - 10:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تقليدٌ ما يزال ساري المفعول في واقعنا العربي، الأرياف بخاصة، حتى يوم الناس هذا.
لرائد الأنثروبولوجيا، العالم الإنجليزي تيلور، رأي بهذا الخصوص يستحق الإضاءة عليه باختصار.
وضع تيلور نظرية في أصل الدين عُرفت باسم "الإنيميزم"، أي الأرواحية. افترض تيلور، أن أقدم شكل للدين قام على الإيمان بوجود الأرواح والأشباح. وقد تكوَّن لديه هذا الإفتراض من اعتقاد الإنسان البدائي بإنقسام الإنسان الى جسد وروح عبر تأمله أحلام النائم. فالروح تنفصل عن الجسد، بعد الموت وخلال النوم. فإذا رأى النائم نفسه يزور قريباً له في مكان ما، فلأن روحه غادرت جسده وقامت بتلك الرحلة. وإذا رأى النائم راحلين أمواتاً في المنام، فلأن أرواحهم انفصلت عن أجسادهم وأحبت لقاءه.
اعتقد الإنسان البدائي، أي انسان العصر الحجري، أن الخصائص الحركية للروح تنتج عن طبيعتها اللطيفة وطاقتها الكبيرة. فهي تنسل من فتحة الفم، وتتحرك دون قيد في أي اتجاه، فتصل إلى أقصى الأماكن بسرعات خيالية. واعتقد أيضاً أن الروح تكتسب قدرات وطاقات اضافية، عند استقلالها عن الجسد، والتحاقها نهائياً بعالم الأرواح عقب موت الجسد. وتستطيع ان تسكن في أي مكان في العالم الطبيعي أو الحيوي، وأن تغير سكنها أو تبقى هائمة دون مقر. فقد تختار الإستقرار في جسد انسان، وبذلك تسبب له اضطراباً نفسياً وعقلياً. ولا بد حينها من اقناعها بالخروج منه، ليستقيم حال المريض. وتبقى الأرواح متصلة بعالم الأحياء، تقدم لهم العون أو تسبب لهم الأذى وذلك تبعاً لنوع علاقات أصحابها معهم خلال حيواتهم.
إلى هذه الأرواح عزا الإنسان البدائي كل خير وكل شر، حسب تيلور. من هنا نشأت عبادة الأرواح، لأن الإنسان البدائي وجد نفسه في حال اعتماد مطلق عليها. فقد تكرست لديه قناعات بأن الأرواح، هي سبب الصحة أو المرض، الحظ الباهر أو العاثر، الإخفاق أو النجاح. لذا، ارتأى أن من الحكمة استرضاءها وتهدئة خواطرها بتقديم القرابين والذبائح لأرواح الموتى.

#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات