كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8067 - 2024 / 8 / 12 - 17:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الحقائق الواضحة أنّ النجاح أو الفشل مسألة نسبية لا علاقة لها بنسبية آينشتاين، فالنجاح شيء نسبي، وكذلك الفشل، ولا يوجد سياسي ناجح 100% في كلّ الظروف والأزمنة والحكومات. مثال على ذلك: ان الفوز الذي قد يحققه قادة الاطار في مواجهاتهم الداخلية قد ينقلب ضدهم في حلبات لا يدركون أبعادها. والدليل على ذلك انهم حققوا حتى الآن سلسلة من النجاحات الساحقة في تهميش جماعتهم، واستبعاد اقرب المنتمين اليهم، وتعاظمت قوتهم تدريجياً في تشويه صورة أفضل العاملين معهم من الناجحين والمبدعين والمتميزين، وكانوا يتصورون ان قدراتهم على إقصاء واجتثاث ابناء المكون الشيعي تقودهم إلى التغلب على قادة المكون السني، وتسهل عليهم زحزحة رموز القوميات الكردية والتركمانية. وربما حالفهم الحظ في بعض الاستهدافات ضد بعض المواقع الرخوة، لكنهم اقدموا على خطوة غير محسوبة العواقب عندما اشتركوا في لعبة التخلص من رئيس مجلس النواب. فجوبهوا بموجة عارمة من التنديدات المتشددة، توحدت كلها في الذود عن الحلبوسي. فتلقوا رسائل صريحة ومباشرة من البيت الأبيض تطالب بعودته، وتدخلت معظم العواصم الخليجية في الذود عنه والمطالبة برجوعه إلى مركزه المرموق في البرلمان. ثم تدخل ملك الأردن شخصيا في أعقاب تدخل الرئيس أردوغان حول الموضوع نفسه، ولم يقف مسعود بارزاني مكتوف الأيدي، فكانت له صولات وجولات تطالب بعودة الحلبوسي والاعتذار منه، ومحاسبة المتآمرين عليه. حتى وصلنا إلى نقطة حرجة توحي بتدخل جهات خارجية متنفذة تراقب المشهد العراقي عن كثب، وتفكر بإصدار قرارات دولية تقضي بتشكيل حكومة إنقاذ وطني تشرف عليها الأمم المتحدة. .
لا ريب انكم تعلمون ان السياسة لعبة قذرة، وتعلمون أيضا انه من العسير أن يسلم اللاعبون من قذارتها. فلا تنتظروا ظهور ملائكة في سماء المنطقة الخضراء. .
حول هذا الخلاف قال الحلبوسي للصحافيين على هامش الحفل المقام في ذكرى تأسيس حركة عصائب أهل الحق. قال: ان حزب (تقدم) يرفض تولي رئيس جديد لمجلس النواب العراقي من خارج صفوفه. وشكك في التوصل إلى شخصية توافقية في الأيام المقبلة. وأكد أن حزبه هو من يمتلك الأغلبية النيابية، وان منصب رئيس البرلمان استحقاق سياسي وانتخابي. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟