أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - الحضارة المعاصرة تفتقد إلى روح الرفقة والإنسانية














المزيد.....

الحضارة المعاصرة تفتقد إلى روح الرفقة والإنسانية


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8066 - 2024 / 8 / 11 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبارة الحضارة المعاصرة تفتقد إلى روح الرفقة والإنسانية تعكس نقدًا عميقًا للتوجهات والقيم السائدة في المجتمعات الحديثة.

لفهم هذا القول بشكل أعمق، يمكننا تفكيكه إلى عدة نقاط رئيسية تتعلق بالرفقة، والإنسانية، والعوامل التي أدت إلى تراجعها في الحضارة المعاصرة.

تعريف الرفقة والإنسانية:

الرفقة: تشير الرفقة إلى العلاقة الودية والداعمة بين الأفراد، حيث يشعر الناس بالاتصال والترابط مع بعضهم البعض.
إنها تعني التعاون والمشاركة في الحياة اليومية.

الإنسانية: الإنسانية تتعلق بالتعاطف، الرحمة، والرغبة في الخير للآخرين.

إنها تشير إلى قدرة البشر على فهم ومعايشة مشاعر الآخرين، وتقديم العون لمن يحتاجه.

التوجهات الفردية في الحضارة المعاصرة:

الفردية المتزايدة: في الحضارة المعاصرة، وخاصة في المجتمعات الغربية، تزداد النزعة نحو الفردية، حيث يركز الناس بشكل أكبر على مصالحهم الشخصية ونجاحهم الفردي بدلاً من التفكير في المجتمع ككل.
هذا التوجه يؤدي إلى تراجع العلاقات الاجتماعية الوثيقة والرفقة.

التركيز على المادية: أصبحت المادية والاستهلاك جزءًا كبيرًا من حياة الناس، حيث تُقاس السعادة غالبًا بالنجاح المادي والقدرة على شراء الأشياء.
هذا التركيز على الماديات يمكن أن يقلل من القيم الإنسانية مثل الرفقة والتعاطف.

تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي:

العلاقات الافتراضية: مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، أصبحت العلاقات بين الناس أكثر سطحية وأقل عمقًا.

التواصل الرقمي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الاتصال الحقيقي والتفاعل الشخصي، مما يؤثر على الرفقة الحقيقية.

العزلة الاجتماعية: رغم أن التكنولوجيا تربطنا بالعالم بأسره، فإنها قد تؤدي أيضًا إلى العزلة الاجتماعية.

الناس يقضون وقتًا أطول على الإنترنت وأقل في التواصل الشخصي، مما يضعف من روح الرفقة.

الضغوط الاقتصادية والاجتماعية:

العمل والضغوط الاقتصادية: الضغوط الاقتصادية والاهتمام المستمر بالعمل يمكن أن يؤديان إلى تآكل العلاقات الإنسانية.

الكثير من الناس يجدون أنفسهم مشغولين جدًا لتحقيق الأمان المالي أو النجاح المهني لدرجة أنهم يفقدون التوازن في حياتهم الاجتماعية.

القلق والتوتر: الحياة المعاصرة مليئة بالقلق والتوتر الناتج عن المنافسة، والأزمات الاقتصادية، والتغيرات الاجتماعية.

هذا يمكن أن يؤدي إلى قلة التفاعل الإنساني والتعاون بين الأفراد، حيث يصبح كل شخص مشغولًا بمشاكله الشخصية.

تأثير العولمة:
التباعد الثقافي: العولمة، رغم أنها جلبت العالم معًا من الناحية الاقتصادية والتكنولوجية، قد أدت أيضًا إلى تباعد الثقافات والقيم.

فقدان الهوية الثقافية والمجتمعية يمكن أن يؤدي إلى شعور بالاغتراب وفقدان الرفقة.

النظام الاقتصادي العالمي: النظام الاقتصادي العالمي يعزز الفردية والتنافسية على حساب التعاون والإنسانية، مما يؤدي إلى تآكل العلاقات الإنسانية التقليدية.

الحاجة إلى إعادة إحياء الرفقة والإنسانية:

إعادة التركيز على القيم الإنسانية: يمكن أن تُبنى المجتمعات الأكثر إنسانية من خلال تعزيز القيم التي تحترم الإنسان وكرامته، مثل التعاون، التعاطف، والعطاء.

بناء العلاقات المجتمعية: من المهم تشجيع بناء مجتمعات محلية قوية حيث يمكن للأفراد الشعور بالانتماء والدعم المتبادل، مما يعزز الرفقة.

التوازن بين التكنولوجيا والحياة الاجتماعية: يمكن للتكنولوجيا أن تكون أداة إيجابية إذا تم استخدامها بحكمة لتعزيز التواصل الحقيقي وليس كبديل عنه.

عبارة الحضارة المعاصرة تفتقد إلى روح الرفقة والإنسانية تسلط الضوء على تحدٍ كبير في العصر الحديث، حيث أدى التوجه نحو الفردية والمادية، مقترنًا بالتكنولوجيا والضغوط الاقتصادية، إلى تراجع روح الرفقة والإنسانية.

للتغلب على هذا التحدي، تحتاج المجتمعات إلى إعادة التركيز على القيم الإنسانية الأساسية وتعزيز التواصل الحقيقي بين الناس.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار الوجودي المؤمن
- جنكيز خان القائد الذي غير مجری التاريخ
- مراحل التاريخ البشرية
- التعليم يصنع الوطن
- من هو محمد عبدة
- من هو اوتنابيشتم في ملحمة كلكامش
- بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد
- كيف نصحح الأخطاء السياسية
- من هو الفيلسوف ابن رشد؟
- درس في الإصلاح
- تيمورلنك/ تيمور بن تراغاي برلاس
- هل الحماقة هي حالة النفسية ام الثقافة؟
- لا تجالس الحمقى
- قبائل الاوغور التأثير الكبير على تاريخ شرق اوروبا
- إمبراطورية تارتاريا العظمى.
- فلسفة العدم و لا نهاية
- مفهوم الاختراق
- شعب اورنخاي التوركية في جمهورية توفا
- رأي في أصل السومريين
- دون الفلسفة لا نفهم الحياة


المزيد.....




- الكويت: سطو مسلح على مكتب صرافة.. ووزارة الداخلية تكشف تفاصي ...
- بعد توغل أوكراني في كورسك.. قصف جوي روسي مكثف على كييف ومقتل ...
- الجيش الإسرائيلي يعتقل 16 فلسطينيا في الضفة الغربية
- أردوغان يستقبل نجلي هنية مقدما العزاء
- من سيقاتل إلى جانب إيران؟
- -أريد أن أستعيد حياتي- – العبارة التي تهدد آمال هاريس في الف ...
- لماذا يتحمّل الاتحاد الأوروبي سلوك أوكرانيا؟
- خبير صيني: بريكس تعزز تفوّقها على مجموعة السبع
- -الأورومتوسطي- ينشر تحقيقات أولية تشير إلى خلو مدرسة التابعي ...
- بسبب -شهر عسله- ومواقفه من الصين.. نائب هاريس يواجه انتقادت ...


المزيد.....

- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - الحضارة المعاصرة تفتقد إلى روح الرفقة والإنسانية