أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سلام نورس - هل بريطانيا بلد عنصري؟ ومتى يتعلم المسلمون الاندماج؟














المزيد.....

هل بريطانيا بلد عنصري؟ ومتى يتعلم المسلمون الاندماج؟


سلام نورس

الحوار المتمدن-العدد: 8066 - 2024 / 8 / 11 - 10:36
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


اجتاحت بريطانيا موجة من العنف اليميني المتطرف خلال الاسبوع الفائت والايام الاخيرة على خلفية مقتل ثلاث فتيات صغيرات في مدينة ساوث پورت Southport (شمال غرب) تبعتها معلومات مضللة على السوشال ميديا من قبل جماعات وعناصر يمينية متطرفة بأن مرتكب الجريمة كان مسلما.
وقام هؤلاء بماهجمة اللاجئين والمسلمين والمساجد وكذلك واعتدوا على رجال الشرطة وحرقوا سياراتهم واضرموا النار في عدد من المباني والمحال التجارية.
تعاملت الشرطة بقوة وحزم مع البلطجية كما وصفوا و صدرت تعليمات صارمة بمواجهة وملاحقة المتطرفين من اليمين دون تساهل وكما قال رئيس الوزراء كير ستارمر والمسؤولون ان هؤلاء سيواجهون قوة القانون الصارمة دون تسامح.
وفي سابقة اتخذت السلطات القضائية والمحاكم خطوة عاجلة بنشر اسماء وصور المحكومين وحتى بعض المتهمين كرادع وتحذير لمن يجرؤ على ارتكاب اعمال مخالفة للقانون وتقديمهم للمحكمة خلال 48 ساعة وهو اجراء استثنائي لا يحدث عادة في بريطانيا و البلدان الاوروبية وبالفعل جرى اصدار احكام سريعة بحق هؤلاء، ونشرت اسماءهم وصورهم في الصحف ووسائل الاعلام المرئية والمطبوعة بعد محاكمات عاجلة تحت عنوان: "الخزي والعار لكم " الى جانب صورهم!
واعلنت الحكومة ورئيسها ان الاساءة والتعرض للمهاجرين والمسلمين أمر غير مقبول ولن يسمحوا به ولن يحتملوه اطلاقا مشددين على حماية المواطنين المسلمين وكل الجماعات العرقية.
ووقف الجميع في بريطانيا من النخبة والسياسيين من اليسار الى الوسط وحتى المحافظين والغالبية العظمى من الشعب البريطاني ضد اعمال العنف والشغب منددين بنشر الكراهية واستهداف اللاجئين والمسلمين ومهاجمة المساجد والممتلكات العامة والخاصة مشددين على احترام حرية الدين والعقيدة وحقوق الاثنيات.
وشنت قوات الشرطة البريطانية مداهمات واسعة في عموم بريطانيا والقت القبض على عدد كبير من البلطجية بلغ عددهم الالف حتى الان، ولازالت عمليات الاعتقال تتواصل في كل انحاء البلاد.
وخرجت الليلة ما قبل البارحة تظاهرات كبيرة نظمت تقائيا وبشكل عاجل في مختلف المدن البريطانية مضادة لتظاهرة كان المزمع ان يخرج فيها اليمين المتطرف في 35 مدينة لكنهم فشلوا في تنظيمها ولم يخرجوا والسبب الرئيسي هو الحضور القوي للشرطة وخروج قطاعات واسعة من الشعب البريطاني الى الشوارع باعداد كبيرة.
ان مشكلة الهجرة اللاقانونية والهجرة بصورة عامة في بريطانيا وعموم اوروبا عادت تشكل في السنوات الاخيرة مشكلة حقيقية في هذه المجتمعات وخاصة في بريطانيا جراء العبور المتواصل اسبوعيا لالاف المهاجرين غير الشرعيين من افريقيا والشرق الاوسط عبر القناة الانكليزية (المانش) الى اراضيها. الامر الذي يستغله اليمين المتطرف والتيارات العنصرية خدمة لاجندتها ومصالحها السياسية بتأجيج التوترات والصراعات والتحريض على الكراهية والعنف ضد المسلمين والمهاجرين.
بغض النظر عن الاسباب المباشرة لاعمال العنف الاخيرة والبلطجية كما وصفها رئيس الوزراء ستارمر، السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل المسلمون جزء من المشكلة وهل يريدون اصلا ان يكونوا اصلا جزءا من الحل؟ وهل سيتعلم المهاجرون و المسلمون في بريطانيا واوروبا كيف يندمجون في المجتمعات والبلدان التي آوتهم ووفرت لهم العيش والحماية والامن وان يبتعدوا عن التطرف ونشر خطاب الكراهية ضد الاخرين من غير المسلمين. وهل سيعاملون الاخرين ومن يختلف معهم في الدين والعقيدة بمثل ما يعاملونهم؟ وهل سيفصلون حسابهم عن حساب الاسلاميين المتطرفين والارهابيين بين ظهرانيهم وتعريتهم والتصدي لهم؟
ان بلدا ومجتمعا مثل بريطانيا التي تنتخب مسلما من اصول باكستانية ليكون عمدة عاصمتها وتسمح لمواطن هندوسي من اصول هندية بأن يكون رئيسا لوزرائها لايمكن لها بشكل عام ان تكون عنصرية كما يدعي المضللون والحاقدون. تخيلوا ان تسمح بلدان مثل باكستان او بنغلادش او افغانستان او الدول العربية ان يصبح رئيسها او عمدتها مسيحي او يهودي ناهيك ان يكون هندوسيا! ان بريطانيا تمنح المسلمين (والاثنيات الاخرى ايضا) حقوقا وتقدم لهم حماية ودعما يحلمون في الحصول عليها في بلدانهم الاصلية ومجتمعاتهم المتخلفة.
ما حدث في بريطانيا مرشح لان يتكرر و يحصل في بلدان اخرى في اوروبا. ولو اراد المسلمون ان يعيشوا بامن وسلام في هذه المجتمعات التي احتضنتهم، عليهم ان يغيروا من ثقافتهم المنغلقة وخطابهم الديني المتخلف ويندمجوا في المجتمع ويؤمنوا بالقيم البريطانية المتمثلة بمبدأ التسامح والديمقراطية وحقوق الانسان واحترام الرأي الآخر وحق الاخرين في خياراتهم.



#سلام_نورس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فازت أنس جابر وخسر العرب
- -تسقط العروبة وتحيا الخرافة-
- المسلمون والتاج البريطاني


المزيد.....




- بعد -أنوار- ألعاب باريس الأولمبية... فرنسا تستعد لاستئناف مع ...
- الملك عبدالله الثاني: الأردن لن يكون ساحة حرب
- -غير مقبول-.. ألمانيا تدين مقتل مدنيين بغارة إسرائيلية على م ...
- حزب الله يهاجم إسرائيل بـ-سرب من المسيّرات-.. كيف يشكل الحزب ...
- مصدر إسرائيلي: يحيى السنوار يرغب في التوصل لاتفاق وقف إطلاق ...
- بعد مرور أيام.. زيلينسكي يشير إلى العملية العسكرية في كورسك ...
- لنوم هانئ في الليالي الحارة: كيف تتغلب على حرارة الصيف
- مصرع 18 شخصا على الأقل جراء انهيار مكب للنفايات في العاصمة ا ...
- فوتشيتش حول من يغذي احتجاجات بلغراد: أرادوا اصطياد عصفورين ب ...
- فشل المشاورات بين السودان والولايات المتحدة حول ترتيبات محاد ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سلام نورس - هل بريطانيا بلد عنصري؟ ومتى يتعلم المسلمون الاندماج؟