أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - اسعد الامارة - بعضٌ من أعراض عصاب الحرب















المزيد.....

بعضٌ من أعراض عصاب الحرب


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 8065 - 2024 / 8 / 10 - 19:17
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


العصاب هي الاضطرابات النفسية التي تشمل القلق المرضي ، الفوبيا " المخاوف المرضية" ، "الحواز - الوساوس بأنواعه - العصاب القهري" ، الاضطرابات النفسجسمية- السيكوسوماتيك ، الاكتئاب النفسي ، توهم المرض ، الهستيريا بأنواعها وغيرها ، ومنها عصاب الحرب ، والصدمة ، والكوارث. يرى "صلاح مخيمر " أن الأعصبة تشكيلة تباينات لنمط كيفي واحد يستهدف التجنب والعزل ابتعادًا عن الخطر بأية وسيلة وبكل وسيلة، ويعرض "مصطفى كامل" في موسوعة علم النفس والتحليل النفسي عصاب الحرب War Neurosis بأنه أحد أشكال العصاب الصدمي وغالبًا ما يحدث في موقف العمليات الحربية لبعض الأفراد الذين لا يحتملون موقف العمليات ، فيستجيبون بأعراض مرضية تماثل أعراض العصاب الصدمي ، وتكون حادة بصورة أكبر من بقية أشكال العصاب الصدمي. ويضيف " مصطفى كامل" أنه في الموقف العسكري يمثل القادة الآباء كحماة ومهددين في نفس الآن، فبعض الأفراد يمكن أن يتقبلوا هذا الموقف دون بروز الصراع ، والبعض الآخر يؤدي به هذا الموقف إلى بعث الصراعات الطفلية المكبوتة فيضعف من قدرتهم على المقاومة ، والبعض الآخر من الأفراد يجعلهم الموقف العسكري يشعرون بقدر أكبر من الاعتماد والحماية ، وحديثنا سيكون خلال احتدام القتال ، وكذلك ما بعد إنتهاء العمليات العسكرية والعودة إلى الحياة الطبيعية مع الأسرة ، أو مع الأصدقاء ، أو مع الأقرباء ، هذا الشخص خرج من آتون الحرب التي أمتدت لسنوات خلال خدمته الفعلية في الحياة العسكرية ، فبرزت بعض أعراض عصاب الحرب في سلوكه ، وتعامله مع أقرب المقربين له وهم أفراد أسرته ، أو من يلتقيهم في الحياة اليومية المدنية، تظهر أعراض عصاب الحرب بشكل واضح وجلي ، منها عدم القدرة على الصبر والمطاولة في مواقف الحياة اليومية ، الإستعجال في كل شيء ، محاولة إنهاء كل موقف يومي بأسرع وقت ، لا استمتاع في اللحظات الجميلة مع الأسرة في الحياة الاجتماعية ، فضلا عن القرارات السريعة واتخاذها دون تأخير، أو تروي ولو كانت ناقصة غير مكتملة . ومن أعراض عصاب الحرب أيضًا عند بعض ممن عايشوا فترة طويلة من الحرب وكانوا جزءًا منها كمقاتلين ضباط ، أو جنود ، وأقصد هنا بعد إنتهاء العمليات الحربية والمواجهات مع الجانب الآخر من المقاتلين ، تظهر أعراض الأحلام المزعجة والكوابيس ، وتصل لإيقاظ الشخص من نومه مذعورًا ، خائفًا، ويصدر منه صراخ أثناء نومه.
أن آثار الحرب تأخذ منحنين: المنحى الأول أثناء العمليات الحربية والقتال المحتدم مع الطرف الآخر فتظهر أعراض هستيريا التبدين من مختلف أنحاء الجسم مثل العمى الهستيري ، أو الشلل الهستيري ، أو فقدان النطق " صمم " مما يتسبب بعدم القدرة على التحدث، أو كما يحدث عند القائد حينما يصاب باضطراب قدرته على الكلام فيصبح عاجزًا عن أصدار الأوامر أو يصاب الرامي بالعمى الهستيري ، أو العسكري المكلف على جهاز اللاسلكي المحمول في الجبهة حيث يصاب بالصمم الهستيري ، أو الارتعاش الهستيري ، ويصاحب ذلك أعراض أخرى مثل عدم القدرة على السيطرة على الجهاز البولي والمخرج ، فيتبول على نفسه من شدة الخوف المصاحب للحالة ، وكذلك يتغوط على نفسه ويفقد السيطرة على التحكم ، وهذه الاعراض شاهدناها في الحرب الاسرائيلية مع المقاتلين في غزة في حرب عصابات وإستهداف القوات الاسرائيلية في أماكنهم المحصنة، فجأة أو حينما تكون القوات الاسرائيلية متحصنة في مبنى ويشتد القتال ، فهنا تظهر الأعراض المرضية الهستيرية بشكل علني عند الجنود والضباط الاسرائيلين ، ومنها فقدان السيطرة على النفس فيفقد الشخص سيطرته فيدخل في حالة بكاء شديد وصراخ ، وهذه الحالة هي حالة هستيريا وتشبه مثل حالة العدوى، حيث تسري حالة إنخفاض المعنويات بسبب صراخ أحد الجنود في الموضع المحصن فينهار الاشخاص الآخرين ممن لديهم استعداد نفسي ، أو بمفهوم "جاك لاكان " المحلل النفسي الفرنسي "بنية عصابية " ، وتشتد وتأخذ أعراض مرضية أعمق حينما يترك المقاتل المصاب مواقع القتال ويتم إخلاءه إلى مصحة نفسية حيث تتضخم
لديه هذه الأعراض وتظهر حالة تسمى Borderline وهي تغيرات من حالة عصاب إلى حالة ذهانية ، تأخذ أعراض جديدة أعمق ومنها فقدان السيطرة على سلوكه مع الآخرين، مع هذاءات وحركات غريبة في الوجه ، أو التحدث مع أشخاص غير موجودين في الواقع ، أو يخاف من أشخاص يعتقد أنهم يطاردونه، فيبكي ولا يستطيع طلب المعونة لأنهم غير موجودين في الواقع ، لكنهم موجودين على المستوى المتخيل، فضلا عن حالة وهن نفسي وعصبي ، وخوف من الكل ، ويشعر بأنهم يضمرون له العداء وييحاولون قتله.
وهناك بعض حالات عصاب الحرب تظهر ما بعد أنتهاء العمليات القتالية ومنها خيالات تنتاب المصاب وهو في حالة الوعي وحينما يسأل عنها يجيب كما يقول " سيجموند فرويد" مؤسس التحليل النفسي في مقالة التذكر ، التكرار ، والعمل من خلال : في الواقع كنت أعرف ذلك دائمًا ، أنا فقط لم أفكر في ذلك ، غالبًا ما يعبر عن خيبة أمله لأنه لا يستطيع التفكير في ما يكفي من الأشياء التي يمكن أن يتعرف عليها على أنها " منسية" والتي لم يفكر فيها مرة أخرى منذ حدوثها، ومع ذلك فإن هذه الرغبة تجد مكانها أيضًا خاصة في قبول حالة هستيريا التحويل.
تبدأ أعراض عصاب الحرب بالظهور بعد انتهاء الحرب كما دونها " محمد أحمد النابلسي " مستشهدًا بانعكاسات مباشرة وفورية وأخرى غير مباشرة ومتأخرة ، وهذه الآثار المتأخرة ظهرت بعد إنتهاء الحرب الفيتنامية بخمس سنوات على نهايتها عند الجنود الأمريكان الذين قاتلوا في معارك مع رجال عصابات في فيتنام بحرب قامت على القنص ، والهجوم المباغت على القوات الأمريكية .
ومن أعراض عصاب الحرب التي ظهرت لدى الجنود الذين يقاتلون في الحرب العالمية الثانية هي حالات نفسجسمية " سيكوسوماتيك" في كلا المعسكرين ،عند الجنود الألمان ، وعند الجنود الذين يقاتلون مع الحلفاء ضد الألمان، منها أصابات قرحة المعدة ، ويذكر " الدكتور محمد أحمد النابلسي " وصلت الزيادة حدًا دفع الألمان لإقامة مخيمات علاجية خاصة بمرضى القرحة وسميت هذه المخيمات Magen Kompanien حيث شهدت الحرب العالمية الثانية زيادات كبيرة في الإصابات السيكوسوماتية مثل ارتفاع الضغط والأمراض القلبية ، وكذلك سجلت أيضًا لدى الجنود الأمريكيون . وفي النهاية نقول أن الحياة صراع ومواجهة ، سواء في حياتنا اليومية والمهنية وحتى الأسرية بين الازواج ، أو في المواقف الصعبة مثل الحروب والأزمات والصدمات والكوارث أو حالة فقدان عزيز حيث تظهر بشكل علني وواضح أعراض العصاب ، لا سيما أنه بنية يحملها الشخص في داخله ، يرجع تكوينها لمرحلة سابقة من مراحل طفولته ، إلا أن المواقف الحياتية هي التي فجرت هذا العصاب الكامن في دواخلنا حينما نتعرض لمواقف الحياة الصادمة .
يرى البروفيسور "عدنان حب الله" التفريغ – التنفيس هو الذي يشكل الطريق إلى الشفاء، لا يمكن أن يتحقق إلا عندما تتوصل الذات إلى التغلب على ضواغط كبتها، رغم أن قول سيجموند فرويد : إن صاحب الهموم صاحب خمور ، يعاقرها ويدمنها ، وعصاب الحرب هو مجموعة هموم لا تنتهي ولا أعتقد أن ينجح صاحبها بتغييرها وقبول الواقع وإن الشقاء الذي جاءنا من محنة الحرب أكثر ألمًا من أي شقاء يأتينا من أي، من مواقف الحياة اليومية ، سواء فسرناها بمعنى خاطئ وآمنا بهذا التفسير ، أو أن بنيتنا " بنية" ساعدت على أستمرار شقاءنا بلا علاج أو حل.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفس وبنية النقد من الداخل .. ما لا نراه.. ولكنه يؤثر فينا
- النفس .. وما تُخفيه !!
- أفكار التحليل النفسي .. ضياءٌ وشفاء
- التحليل النفسي علاقة إنسانية -بين التحويل والاسقاط -يبرز الا ...
- لغة النفس
- مأساة الطف .. للدمعة لغة حزن
- ديالكتيك الحب والكراهية - ثنائية الوجدان - .. نحملها ونمقتها
- الحقيقة في النفس
- ما يجود به اللاشعور -اللاوعي- هو سلوكنا
- لماذا ندرس التحليل النفسي ؟
- ما لا يمكن قوله.. سَيُبكيّ !!
- شيء من الأحلام في التحليل النفسي
- مداخل في التحليل النفسي .. ما نتعلمه من التحليل النفسي
- ما نتعلمه من التحليل النفسي
- آفة التحضر .. المثلية!! هو مَن هو؟
- الأبناء والبناء القيمي في عالم آخر متخيل
- الإنسان ودينامية الوجود -حتمية السلوك والأفعال-
- التحليل النفسي مع رابطة الفضاء الفرويدي الدولي
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...


المزيد.....




- دبلوماسي ياباني سابق يحذر من المصير الذي ينتظر أوكرانيا
- المترشح للرئاسية في تونس زهير المغزاوي: مستعد للتناظر مع أي ...
- خبير أمريكي يوضح وضع القوات الأوكرانية في كورسك
- الصفدي: الأردن أبلغ كلا من إيران وإسرائيل بإسقاط أي هدف في س ...
- تحت القصف والتهديد الجيش الإسرائيلي يجبر العائلات الفلسطينية ...
- استطلاع: شعبية رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في أدنى مست ...
- هاريس تطالب بوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن
- إصابة 13 شخصا نتيجة سقوط صاروخ أوكراني على منزل في كورسك
- صحفي بريطاني يكشف خطط وأهداف زيلينسكي من الهجوم على كورسك
- الصحة الفلسطينية تعلن مقتل حوالي 500 موظف لديها في قطاع غزة ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - اسعد الامارة - بعضٌ من أعراض عصاب الحرب