لقمانيات (35)

محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)

الحوار المتمدن-العدد: 8065 - 2024 / 8 / 10 - 00:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

341- حين نقول إنّ الخالق يتجلى في الوجود ، وأنه كينونة دون حد وآفاقه لا تحد ، وأنه طاقة عقلانية تتسم بالوعي والحكمة تسري في الكون والكائنات، وأنه الواحد الذي يتحد به الكل ، لا يعقل اطلاقأ للأسف أن يفهم صديق جامعي أنه (هو) الله ! يقول: (يعني افهم اني انا الان الله ) مع أنه ليس الوجود وليس الكينونة التي دون حد وليس الطاقة العقلانية السارية وليس من يتحد ويتجلى به الكل ..إلخ.. ولوأخذنا بفهم الصديق عن تجليات طاقة الخلق في الوجود ، لأصبح لدينا آلاف الترليونات من الآلهة.. فإذا كانت هذه الحال مع الصديق الجامعي (حسب معرفتي) رغم وضوح الكلام فكيف ستكون مع الناس البسطاء؟! إلهي كن في عوني! لقد اختلفت مع المتصوفة الذين ادعوا اتحادهم بالذات الإلهية ، ومنهم الحلاج والبسطامي.مع شكري لابن عربي لأنه أنكر الاتحاد، لكنه اعتبر نفسه أحد حملة العرش الإلهي ، وركنا في الحجر الأسود ، وخاتم الولاية المحمدية ! طبعاُ أختلف معه حول هذه المكانه أيضا .
342- في التصوف المسيحي . الأب والإبن والروح القدس كيان واحد يمثل الألوهة. يقول البابا فرنسيس"الله هو سرّ الإله الواحد: وهذا الله هو الآب والابن والرّوح القدس. ثلاثة أقانيم ولكن الله هو واحد. الآب هو الله والابن هو الله والروح القدس هو الله. ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد في ثلاثة أقانيم. هو سرٌّ كشفه لنا يسوع المسيح، أعني سرّ الثالوث الأقدس" ويؤمن المسيحيون " أن الله متعال عن كل مخلوق ومستقل عن الكون المادي" أي خارج الوجود ، وهو خارج الوصف ولا يحده عقل، ولا يرى ولا يدرك بتصورات بشرية " وهذا يتناقض بالمطلق مع فهمي بأن الخالق طاقة عقلانية تسري في الكون والكائنات وتتجلى فيهما. أي أنه ليس خارج الوجود. فالوجود مكون من مادة وطاقة حسب منطق العلم ولا شيء غير ذلك ، ولا يمكن للقائم بالخلق مهما كانت صفته إلا أن يكون طاقة. وقد يثبت العلم ذلك ذات يوم.
343- ليس هناك كائن حي في الوجود دون عقل ، حتى النباتات والأشجار حسب علماء الطبيعة تتناقل المعلومات عن طريق الإشارات الكيمائية ، فالخالق كطاقة عقلانية تتسم بالوعي والحكمة حرص على أن تسري طاقته العقلانية في الكائنات لتكون قادرة على مساعدته في إقامة الحضارة الانسانية التي تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال. ولذلك قلنا إن عملية الخلق ما تزال تحبو في بدايتها رغم مرور أربعة عشر مليار عام على بدايتها
الملك لقمان.
344- النمل أذكى الحيوانات يأتي بعده الكلب! عالم طبيعيات اسباني يدعى ميغيل زاونيرو بيرموخو وجد أن أكثر الحيوانات ذكاء هو النمل ثم الكلب، يتبعهما الببغاء الرمادي، ثم الفأر،، فالغراب، فالأخطبوط، ثم الفيل فالغوريلا ،والبونبو، والشمبانزي.
345- من جليات مرورا بعبد القادر الحسيني وياسرعرفات وعشرات آلاف الشهداء من القادة والشعب وانتهاء بإسماعيل هنية، لن يتوقف سيل الشهداء . ومن يعتقد أن القتل وسفك الدماء سيحميه إلى الأبد ، هوكائن واهم. ولا بد من حل طال الزمان أم قصر.
346- الطاقة الكهربائية تسري في العالم كله وتتجلى بوسائل مختلفة فيه ، وليس في الإمكان لأي وسيلة تتجلى فيها هذه الطاقة ( نيون مثلا) أن تعتبر نفسها الطاقة الكهربائية، وهذه هي الحال نفسها مع طاقة الخلق السارية في الكون والكائنات والمتجلية فيهما، فليس في الامكان لأي كائن ( الانسان مثلا) أن يرى في نفسه طاقة الخلق أو الخالق.
347- الفيزياء الكمومية والكلاسيكية والحديثة من صنع الطاقة العقلانية الخالقة (الخالق ) كغيرها من مقومات الوجود الكوني، كالقوى الأربع التي يقوم عليها الوجود. ونحن إن استندنا في فكرنا إلى المنطق الفلسفي إضافة إلى العلم ، فإننا ننطلق من كون العلم أخبرنا أن الوجود كله مكون من مادة وطاقة ، ولا شيء غيرذلك. لذلك يمكن اعتبار فكرنا مادي بالمطلق أو ما هو أقرب إلى المطلق . ولذلك أيضاً لا ندخل في فكرنا كل هو ما هو غيبي إلا بما يخدم فكرنا استنادا إلى منطق مقبول أو ممكن.
الملك لقمان
348- لو كانت الطاقة العقلانية القائمة بالخلق سهلة الإكتشاف لتم اكتشافها منذ زمن طويل ، فالعقل البشري ما يزال عاجزا حتى عن مسائل بسيطة كمكان العقل في الجسم، فهل هو في الدماغ أم في القلب أم في الأعصاب ، أم أنه ينتج عن أحدها ، أو عنها كلها؟ علما أننا قلنا أكثر من مرة إن اجتهادنا في معرفة الوجود والقائم به والغاية منه ، ليس حقيقة مطلقة ، بل اجتهاد يستند بقدر ما إلى العلم والمنطق ، و بقدر ما يتاح لنا ذلك . أعتقد أنه آن الأوان بعد آلاف المفاهيم الدينية أن تفهم البشرية ماهية الخالق والغاية من الخلق عبر المنطق والعلم وليس عبر الغيبيات الدينية.
الملك لقمان

349- عبادة الأب والابن والأم والابن ثم الشمس والقمر والزهرة ( الشمس الأم ، القمرالأب ، الزهرة الابن ) عبادة ايزيس اوزوريس وحورس ( إيزيس الأم ، اوزوريس الأب، حورس الابن ) عبادات ازدهرت في المعتقدات القديمة ، نجم عنها العبادة النصرانية / المسيحية : الأب والابن والروح القدس.( يهوه ، المسيح ، مريم "
لتتطور في شكل أرقى لاحقاً (الله، جبريل،محمد) لتتوقف في الغالب اجتهادات العقل البشري بعد ذلك ، لمعرفة القائم بالخلق والغاية منه ، التي للأسف لم يعرف العقل البشري حقيقتها حتى اليوم ، وإن اجتهدنا لتقديم فهم يستند إلى العلم والمنطق، لا ندعي أنه حقائق مطلقة.
350- اجتهادنا الفلسفي بأن الخالق طاقة عقلانية تتسم بالوعي والحكمة تسري في الكون والكائنات وتتجلى فيهما ، وأن الغاية من الخلق هي أن يرى الخالق ذاته مجسدة في وجود، يكون عونًا له في عملية الخلق لبناء حضارة انسانية تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال، هو مجرد اجتهاد وليس حقيقة مطلقة ، لكنه الأقرب إلى العقل والمنطق والعلم.
الملك لقمان

#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات