أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - المنصور جعفر - الحزب الشيوعي العراقي والنضال المسلح ضد الإحتلال الأمريكي البريطاني كطريق للوحدة الشعبية والوحدة الوطنية والديمقراطية الشاملة في العراق















المزيد.....



الحزب الشيوعي العراقي والنضال المسلح ضد الإحتلال الأمريكي البريطاني كطريق للوحدة الشعبية والوحدة الوطنية والديمقراطية الشاملة في العراق


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 1770 - 2006 / 12 / 20 - 09:51
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


1- السياق العام للموضوع:
ضد كل نزعة قومية متعصبة وشيفونية ضيقة، وضد كل نزعة عولمية منبهلة أو مهرولة، فإن الوضع العالمي منذ الثمانينينات من القرن العشرين وحتى الآن الذي وسمته الحالة الإمبريالية لخصخصة موارد الشعوب والبلدان وجرأة الرأسمالية العالمية على خدش وجرح وتسميم وتفجير السيادات الشعبية والوطنية، بصورة مهددة لأحوال العمال والكادحين ولحقوق الشعوب وللأمن والسلم الدوليين ولوجود كوكب الأرض وبيئته، أي لجملة الوجود الحضاري للبشر ومستقبله. لذا ففي وضع عسير كهذا تبدو ثمة أهمية وفائدة لنقاش موضوع شوهته الاخطاء ووسائل الإعلام وهو موضوع: العلاقة الجدلية بين أحوال التحرر الوطني والشعبي والحالة الإجتماعية والمجتمعية الثقافية لطلائع هذا التحرر، ولجهودهم الطليعية -في حالة الحزب الشيوعي- أو جهودهم الرائدة أو القائدة -في حالة حزب البعث- لتحقيق هذا الجانب أو ذاك من الحرية الوطنية أو الحرية الشعبية الطبقية الإجتماعية أو المجتمعية الجنسانية أو العلمانية، ومدى نجاح كل فرقة من الفرق السياسية في تحقيق شيء من هذه الحرية أو تلك.


ولهذا فإن السياق العام لموضوع التواشج والتمايز بين الحريات الوطنية والطبقية والمجتمعية يمكن، له كموضوع عام أن يواشج أحوال وأنساق الإتصال والإنفصال بين النضال لأجل الديمقراطية والإشتراكية والنضال لأجل الحرية والسيادة الشعبية والوطنية. خاصة مع العلاقة الجدلية لهذين النضالين بمجالات الجهود والأهداف العامة والجهود الأهداف الجزئية المحققة لها. أي جملةً :"موضوع تواشج وتمايز سياقات الإستراتيجية والتكتيك وأحوالهما". وهو موضوع سياسي عام واسع، لا يمكن بحكم طبيعته الحياتية العالمية تناوله في سياق مجرد فلسفي كان أو رياضي. بل تقوم ركائز موضوع الإستراتيجية والتكتيك وتنجع فوائده بمقتضيات النظر والدرس الدقيق للوقائع الملموسة وتحليل مكوناتها وأبعادها وتراكيبها وبنياتها وإتجاهات حركتها الداخلية والخارجية، وفهم وإيضاح تناقضاتها القديمة والماثلة والقادمة، وبتقديم إسهامات موضوعية محددة لتغيير التناقضات المعيقة لتقدم المجتمعات من حالة نقص ضرورات حياتها إلى حال الحرية من هذا النقص ووفرة معطيات حياة هذه المجتمعات وثراءها مادةً وثقافةُ .



2- الوضع الدولي، والحالة الوطنية للعراق والحزب الشيوعي العراقي... مادةً للمعرفة والتغيير:
- أ- في هذا السياق العمومي لتناول الأوضاع السياسية الدولية في العالم بجانب من أحوال الإستراتيجية والتكتيك في بعض الأحزاب الشيوعية ما بعد المؤتمر العشرين نأخذ -في هذا الحيز العراقي الضفاف- بعض أوضاع العراق والحزب الشيوعي العراقي في هذا الأوآن، أي أوآن إنكسار قوى الإحتلال وإنفجار وتحطم مشروعات حرية السوق و(الديمقراطية) المكرسة بالجيوش الإمبريالية، وبالمليشيا المشبعة بروح الكراهية والإقصاء والإنتقام السياسي والمذهبي بالقمع الإنتقائي والعقاب الجماعي في حملات أنفال مصغرة عنقودية متتالية ومتوالية تتواضع إلى جانب وحشياتها الأنفالات القديمة في التاريخ والأنفالات المعاصرة في التاريخ في كوريا وفيتنام وفلسطين والملايو وتركيا وظفار والأردن ولبنان وراوندا والعراق وأندونيسيا والسودان، رغماً عن إن كل هذه الأنفالات الحديثة تمت في عمومها في ظروف إمبريالية مواكبة لها بأشكال واضحة مباشرة وأخرى دقيقة وخفية، جميعها شيدت خرابها بحجج سياسية أمنية (وجيهة) مج الناس إطلاقها وترديدها مثل "وقف الإرهاب" .أو "حماية وحدة البلاد الوطنية من التمزق" أو سلامتها من التدخل الأجنبي عبر طرف محلي قار في ثغر ما من ثغور البلاد يغوض أمنها "الذي يماهى بأمن الدولة وأمن الحكم.

- ب- وفي هذا الصدد فإن أهمية أخذ الوضع العراقي والحزب الشيوعي العراقي في قلبه كمادة لهذا المقال ومحاولته للمعرفة والتغيير، منعقدة بكون تغييرات الوضع في العراق تمثل بأعماقها الجغرافية السياسية والتاريخية مقدمة لتغييرات كثيرة تنتاب العالم مع سقوط وتفتت الحلقة العسكرية الأمريكية من المشروع الإمبريالي، وهي الحلقة التي سامت العالم العذاب ضعفين منذ إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب في 11سبتمبر 1991 تأسيس نظام عالمي جديد عظمته حرية السوق والهيمنة الأمريكية، وهو النظام الذي إنتهى بفوضى عظيمة في العالم ودمار شامل للموارد والجهود وموازين توزيعها في العالم بما يتصل بهذه الموازين من حقوق وحريات وأحوال للأمن والسلم الوطني والدولي الموجب لها.


-ت- كذلك تزيد أهمية أخذ الحالة العراقية كمحور لجانب من دراسة التغيرات المستقبلية في المنطقة وتحولاتها لسبب إتصال العراقيين المجيد في الوقت الراهن بتخريب القدرات المعنوية المحركة للآلة الحربية الأمريكية ومشروعاتها في المنطقة.

فعدا التناقضات الداخلية لمكونات وتكتيكات رأس المال العالمي، مما عبر عنه الطريد رامسفيلد في رسالة وداعه المتهالكة المريرة بـ"ضعف الحلفاء و إختلافهم و(خوفهم)" فقد إنكسرت الحلقة العسكرية الأمريكية للمشروع الإمبريالي فوق ذلك لسبب من مقاومة المنظمات الطبقية العمالية وعموم النقابات والتنظيمات الحقوقية والإجتماعية والبيئية ومنظمات السلم في دول العالم ورفضها للمشروع الإمبريالي عامة وإستبسالها ضد حربه الظالمة في العراق خاصة. إضافة إلى ذلك فهناك سبب قيام بعض الحكومات|الدول في العالم بمقاومة بعض أشكال المشروع الإمبريالي وعرقلته بأشكال مختلفة سياسية وعسكرية وإقتصادية ومعنوية مثل كوريا الديمقراطية الشعبية والصين وكوبا وإيران وسوريا ثم فنزويلا، رغم (إستشهاد) بعض آخر من الدول الحكومات والدول والأنظمة المقاومة مثل اليمن الجنوبي ويوغسلافيا وحتى كيان العراق البعثي القديم سقط في أتون الصدام، الذي توخى تأجيله وألتمس بجهد جهيد السلامة منه. ولكن في سياق ذكر أسباب هزيمة الحلقة العسكرية الأمريكية للمشروع الأمبريالي فإن ذلك يقتضي الشهادة ببسالة مقاومة القرى والمدن العراقية ضد قوات الإحتلال الأمريكي والخسائر المادية والمعنوية الهائلة التي أنزلها أهل تلك القرى على تلك القوات وتوابعها.

ولهذا كله كان تواشج الحالة العراقية والدولية وتشكلها في العالم مادةً حيوية لهذا المقال ومحاولته الركوز على بعض ما عرضه الحزب الشيوعي العراقي وصحيفته أخيراً من تصورات سياسية، ومقارنتها ببعض التصورات الأخرى لمعرفة التناقضات الكامنة فيها وفي أذهاننا عن التحولات الدولية والإقليمية .


-ث- وقد بدأت فكرة هذا المقال بما دارمن أحداث وشجت إئتمار الأحزاب الشيوعية المنعقد في البرتغال في بدر شهر نوفمبر سنة 2006 وهو الإئتمار الذي افتتح بخطاب السكرتير العام للحزب الشيوعي البرتغالي، الرفيق دي سوزا، إذ قام الحزب الشيوعي العراقي حينها بإسهام متقدم في ذلك الإئتمار نصبته له قدراته وطبيعة الأحداث المحيطة والمحيقة به، كما قام الحزب في خضم تلك المناسبة، وقبل ختم أعمالها بإصدار بيان ضاف مفاده "التضامن العالمي مع شعب العراق ضد الارهاب والعنف الطائفي ولأجل استعادة السيادة الوطنية"، وقد قامت صحيفة الحزب الشيوعي العراقي الغراء" طريق الشعب" بهمة تليق بأهمية المناسبة وموضوعيتها الدولية وعِظمِ تحول الأحداث بنشر أهم حيثيات الإئتمار الشيوعي وأهم حيثيات البيان العراقي المصدر في رحابه للناس.


-ج- وبهذا، ولما كانت الحالة العراقية بطبيعتها وبطبيعة ما إتصل بها من قوى وصدامات تاريخية قد أضحت شأناً أممياًُ وقضية إقليمية وعالمية تؤثر ذهناً ومادة على تطورات الأوضاع الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية والدينية في المنطقة وفي العالم كله، فبتوفر هذه المادة الصحافية السياسية الدقيقة الثرة، وبتطور أبعاد الحالة العراقية وإضطراد وإتساع أثرها فإن هذا التوفر ووالإضطراد والتطور سمح لي بأثر من تعدده وتراكمه بدرس بعض أجزاء هذه الحالة وعرضها في هذا المقال، لفهم مجرياتها الراهنة بصورة أكثر موضوعية ولإيضاح بعض التناقضات فيها كمقدمة منطقية لمحاولة تغييرها.


3- نهج موضوع الإحتلال والعراق والإرهاب وتسلسله:
ينهج هذا المقال لنفسه في تناول هذا الموضوع نهجاً بسيطاً من ثلاثة اجزاء هي:
-أ- إيراد الوقائع التي أوردتها الصحيفة والقطوف التي نشرتها عن أهم فقرات بيان الحزب الشيوعي، أضيف لها نذر من التنويه والتعليق لأغراض الصياغة الصحافية لهذا المقال .
-ب- قراءة بعض المفارقات بين هذه الوقائع والنصوص ووقائع ونصوص الإحتلال الإمبريالي والحالة العراقية في الواقع الفعلي.
-ج- توضيح بعض النقاط التي تسهم في تحقيق تحسن في الوضع السياسي للحزب وإصلاح ماتم خرابه في العراق، وتجنب بعض أوخم أسبابه وأحواله وآثاره في بلاد العالم الأخرى.



-أ- جملة الطروح التي قدمتها صحيفة طريق الشعب عن الإئتمار الدولي للأحزاب الشيوعية والطروح التي قدمها الحزب الشيوعي العراقي للمؤتمرين عن الوضع في العراق:


1- في التقارب والإختلاف بين نظرة الاحزاب الشيوعية،ونظرة الحزب الشيوعي العراقي إلى ترتيب قراءة الوضع في العراق وأولياته:
في http://www.tareekalshaab.com/issue77-72/77/23.htm يفيد التلخيص الواف الذي قدمته صحيفة "طريق الشعب" عن أعمال ذلك الإئتمار وإسهام الحزب الشيوعي العراقي فيه: إن الجلسة الاولى شهدت تقديم مداخلات الاحزاب المشاركة تناولت الموضوعات الرئيسية للاجتماع مع ربطها بالاوضاع الملموسة لبلدانها وتجارب الاحزاب ذاتها، معززة الحاجة الى تشديد النضال المشترك ضد نزعة العسكرة والحرب، وضد سياسات الليبرالية الجديدة وحملات اليمين المتطرف المعادية للشيوعية، وضد التطرف الديني والعنصرية، ولأجل التقدم الاجتماعي والسلام والاشتراكية. وأشارت الصحيفة إلى إنه بعد الانتهاء من هذه المداخلات بعد ظهر اليوم الثاني للاجتماع، عقدت نقاشات ساهم فيها عدد من الاحزاب بملاحظات مكثفة حول بعض القضايا الفكرية والسياسية. ومنها: التصدي للطروح الخاطئة التي تضع تعارضاً بين الكفاح ضد الامبريالية والنضال من اجل الحرية والديمقراطية وضد الدكتاتورية، وكذلك الدعوة الى الفصل بين النضال من اجل الاشتراكية والنضال لاجل الديمقراطية، وعلاقة ثبات نضال الشيوعيين لاجل الديمقراطية بالموقف من القوى الاصولية ودورها الرجعي والتأكيد على التعامل مع هذه المسألة بمراعاة الظروف الملموسة للبلد المعني وبكل ابعادها. وبينت الصحيفة اشارات كلمات كثيرة الى النجاحات التي حققتها قوى اليسار مؤخراً في امريكا اللاتينية، ومغزى هذه الانتصارات في مواجهة سياسات الهيمنة والتدخل الامبريالي التي تمارسها الولايات المتحدة.


ولكن دون إتعاظ بتجربة النضال المسلح لشعوب جنوب أفريقيا (وكذلك نضالات شعوب أمريكا الجنوبية) أشارت الصحيفة الغراء من بين اللقاءات التي أجراها الحزب الشيوعي العراقي إلى اللقاء الذي تم بينه والحزب الشيوعي لجنوب افريقيا بقيادة الرفيق بليدنزيماندي السكرتير العام للحزب، حيث نوقشت في هذه اللقاءات سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك والتضامن مع الشعب العراقي وقواه الديمقراطية.
كذلك أشارت الصحيفة إلى إن تقرير الحزب الشيوعي العراقي عن الوضع في العراق قد إستند إلى البلاغ الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي (المنعقد في منتصف سبتمبر|آيلول 2006).


وكانت كلمة الحزب الشيوعي العراقي في الإئتمار قد شملت عددا من النقاط المهمة نشير في الفقرات التالية إلى كل نقطة منها بعنوان ضد لمضمونها. وهذا لون من التحرير الصحافي يسجل فيه التنافر بين العنوان والمضمون أو بين السؤال والإجابة موقفاً معيناً. وهو لون طريف في الكلام العام نشأ حداثة منذ الخمسينيات من وقائع وأجواء التحقيقات الماكارثية، مما لم ينتهي إلى الآن مع حصار مقدمي برامج التلفزيونية الغربية للساسة العرب بأسئلة ضيقة عن موقفهم من (الإرهاب الفلسطيني)،

و بهذا السياق شمل إسهام الحزب الشيوعي العراقي المقدم في خبر الجريدة ما مفاده:

المعارضة الأولى للغزو !!
((ان المسألة الاولى المدرجة ضمن موضوعات هذا الاجتماع العالمي (المخاطر والامكانات في الوضع الدولي) تكتسب أهمية خاصة بالنسبة الى بلدنا العراق، بعد مضي حوالي ثلاث سنوات ونصف على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة والحرب والاحتلال، وما ترتّب عليه من نتائج كارثية، اولاً وقبل كل شيء بالنسبة الى شعبنا العراقي، وايضاً بالنسبة الى السلام والاستقرار في الشرق الاوسط والعالم كله.".....)).
.....((لن يمكن في هذه المداخلة الموجزة الخوض بتفصيل في شأن الوضع في العراق، لكن أود الاشارة الى بضعة نقاط: لقد عارض حزبنا علناً ورفض بقوة سياسة الحرب والهيمنة التي تبناها المحافظون الجدد في الولايات المتحدة، قبل وقت طويل من الحرب على العراق في 2003.. وقفنا ضد الحرب والغزو والاحتلال، وكشفنا أهدافها الامبريالية. وقد ثبت صواب هذه السياسة، مما عزّز مصداقية حزبنا في العراق وسط شعبنا))
((وفي الوضع الفريد والبالغ التعقيد الذي نشأ بعد الحرب، بانهيار الدولة العراقية في اعقاب انهيار دكتاتورية صدام حسين ذات الطابع الفاشي، لجأ حزبنا، الى جانب القوى السياسية الرئيسية، الى اعتماد النضال السياسي كشكل رئيسي للنضال ضد الاحتلال ولأجل استعادة السيادة الوطنية والاستقلال))


طبيعة "العملية السياسية" العراقية في ظل الإحتلال، والطبيعة السياسية لعمليةالمقاومة ضد الإحتلال:
((دعوني اذكر بضع كلمات حول العملية السياسية الجارية في العراق .. اننا ننظر الى هذه العملية باعتبارها عملية متناقضة. فالقوى والتيارات السياسية المشاركة فيها (اسلامية وقومية - عربية وكردية - وديمقراطية وليبرالية..) لديها رؤى متباينة ومتعارضة ومشاريع وأجندات مجتمعية. كما ان قوى الاحتلال، الولايات المتحدة وحلفاءها، لديها أجندتها ومشاريعها المعروفة الخاصة بها، وهي لا تزال لاعباً كبيرا في الوضع.)) ....((لكن الاحداث والتطورات في العراق تبيّن بوضوح ان الديناميكية الداخلية، والقوى في الداخل، يمكن ان تؤثر بشكل فاعل على اتجاه ومحتوى ووتيرة تطورات العملية السياسية. ويصبح هذا التأثير اكثر قوة كلما نجحت القوى العراقية في توحيد صفوفها وتحركت معاً لتحقيق اهداف وطنية متفق عليها.))


في الوحدة الوطنية -بمعنى الوحدة الشعبية- كمقدمة للتحرر الوطني!:
في هذا السياق شملت كلمة الحزب الشيوعي العراقي وضع الوحدة الوطنية والتوافق الوطني في العراق بالأتي: "لذا فإن الوحدة الوطنية (وهي موضوعة تتكرر ايضاً في فلسطين وفي لبنان) لا غنى عنها في النضال للتغلب على الانقسامات الطائفية، التي جرى تأجيجها والتلاعب بها من قبل الادارة الامريكية. كما ان الوحدة الوطنية، والتوافق الوطني، لا غنى عنهما للنضال من اجل استعادة السياسة الوطنية الكاملة، والتخلص من تركة الدكتاتورية، وانهاء الاحتلال، وتمكين الشعب من أن يتولى تقرير مصيره بأيديه.


"العملية السياسية" تسمية لحالة (شكل الدولة) المقام بالقوة العسكرية للولايات المتحدة في العراق:
وفي علاقة الوحدة الوطنية بما يسمى بإسم "العملية السياسية" ذكرت كلمة الحزب المنشورة في صحيفة طريق الشعب الغراء: ((ونحن نعتبر العملية السياسية ميدان صراع، حيث الهدف هو دفعها أكثر باتجاه الاجندة الوطنية الديمقراطية. وفي هذا العملية، كما هو الحال دائماً، يسترشد حزبنا الشيوعي بمصالح الشعب العراقي وكادحيه وشغيلته))


النضال النقابي والسياسي -عبر العملية السياسية المعاقة- لهدف عرقلة مشروعات الإحتلال والإستعمار!:
في هذا الصدد ذكرت كلمة الحزب ((وفي موازاة النضال من أجل القضية الكبرى، أي انهاء الاحتلال، يلعب الشيوعيون العراقيون دوراً بارزاً في النضالات الاجتماعية، مدافعين عن حقوق العمال والشعب.. كما تجلى مؤخراً في موجة الاضرابات التي شارك فيا عشرات آلاف المعلمين واجتاحت محافظات عدة في ارجاء البلاد. بالاضافة الى ذلك، هناك النضال المتواصل ضد خصخصة مشاريع الدولة، وضد الخطط الليبرالية الجديدة واملاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ومن اجل إبقاء الثروة النفطية تحت سيطرة العراق.))


في صدورحكم الشعب الأمريكي ضد السلطة الإمبريالية وتذمر السلطة العراقية من هذا الحكم:
تناولت كلمة الحزب الشيوعي العراقي في الإئتمار الشيوعي تغير السياسات الأمريكية بتأثير انتخابات الكونغرس إذ قالت: ((ومن الامور ذات الصلة بالموضوعة الرئيسية لهذا الاجتماع العالمي، ما حدث خلال الايام القليلة الماضية في الولايات المتحدة. فقد قال الشعب الامريكي كلمته، واصدر حكمه ضد ادارة بوش. ان ما حدث أشبه بهزة أرضية في المشهد السياسي في الولايات المتحدة، يمكن ان تكون لها آثار بعيدة بالنسبة الى أجزاء أخرى من العالم. وهي تقدم، مرة اخرى، مثالاً قوياً على تأثير حركات السلام والحركات الديمقراطية الجماهيرية)). .......((لقد هيمنت قضية العراق على انتخابات الكونغرس الامريكي. لذا فان السؤال الذي يثار الآن هو: ماذا سيكون تأثير ما حدث على العراق والسياسة الامريكية هناك؟)).....((علينا ان ننتظر لنرى كيف ستتطور الامور في الولايات المتحدة. الاّ ان رامسفيلد قد رحل بالفعل، وقد يلحقه قريباً [حينذاك] مندوب الولايات المتحدة في الامم المتحدة جون بولتن أحد "صقور" المحافظين الجدد المعروفين.))...((لكن احد الجوانب البالغة الاهمية هو ان الضغوط ستتزايد لسحب القوات الامريكية من العراق)) ((ان توافقاً وطنياً يتبلور في العراق، وسط القوى السياسية الرئيسية، بأنه ينبغي ان يكون هناك جدول زمني محدد بوضوح لانسحاب سريع لقوات الاحتلال، بالترابط مع اعادة بناء القوات المسلحة العراقية. ويشار الى ان بوش رفض، حتى الآن، الالتزام بمثل هذا الجدول الزمني، مفضلاً ان يكون الوجود العسكري والاحتلال مفتوحاً من دون نهاية محددة))


في انتهاكات حقوق الانسان، والارهاب، والعنف الطائفي وخطر الفصل بينها وبين طبيعة تواليها وتفاقمها وطبيعة شكل الدولة المقام أمريكياً في العراق وخطورة عزل نناول عناصر هذا المثلث الدموي سياسة عن الطبيعة السامة العامة لوجود الإحتلال الأمريكي-البريطاني ومفاقمته لصراع مكونات المجتمع العراقي:
أوردت كلمة الحزب ((اخيراً، اود ان اقول كلمة بشأن التضامن الاممي. اننا ندعو كل الاحزاب الشقيقة الى تطوير اشكال ملموسة اكثر للدعم والتضامن مع الشعب العراقي والشيوعيين والديمقراطين العراقيين. وينبغي لهذا التضامن ان يرفق بادانة واضحة وقاطعة لكل انتهاكات حقوق الانسان في العراق، سواء ارتكبت من قبل قوات الاحتلال، أو من الارهابيين والاسلاميين المتطرفين والرجعيين، او من قبل الجماعات المسلحة والميليشيات.))....... ((ان اعمال القتل الجماعي للمدنيين الابرياء، وما يسمى بالتفجيرات الانتحارية التي تستهدف بشكل أساسي العمال والعاطلين عن العمل والنساء، في الاحياء الفقيرة، لا علاقة لها بمقاومة الاحتلال. بل انها، في حقيقة الأمر، تقدم خدمة مجانية للمحتلين ولتكتيك "فرّق تسد" الذي يستخدمونه، وتسهم في إقصاء الشعب عن الحياة السياسية، وتؤجج الاقتتال الطائفي.))


النضال الشيوعي المسلح ضد الإحتلال يدعم حرية وديمقراطية العراق:
حسب النص الذي نشرته صحيفة طريق الشعب فقد عبرت الكلمة عن الامتنان للتضامن والدعم الذي قدمته الكثير من الاحزاب الشقيقة للشعب العراقي وللشيوعيين والديمقراطيين العراقيين في نضالهم الصعب من اجل انهاء الاحتلال واستعادة السيادة الوطنية وبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد.


البيان الختامي للإجتماع ضد "العسكرة والحرب" ولأجل "الحرية والديمقراطية" يناقض أساس العملية السياسية التي ((تــ)) ـورط بها بعض سياسي الأحزاب والطوائف العراقية:
في هذا الصدد فقد أشارت الصحيفة الغراء صوت الشعب ومعها العديد من الإعلامات الشيوعية الأخرى إلى ((اختتام الاجتماع العالمي لأعماله بإقرار بلاغ صحفي عنها واصداره "نداء ضد العسكرة والحرب، ولأجل الحرية والديمقراطية والسلم والتقدم الاجتماعي" ..)).




- ب- في الفرق بين نظرة المركز الإمبريالي البريطاني الأمريكي السياسية للأمور ونظرة معسكر العملية السياسية العراقي إلى ذات الأمور:
يكمن الفرق الرئيس بين رؤية المعسكر الإمبريالي والرؤية في معسكر "العملية السياسية"، لأمور السلطان والحكم في العراق في تقدير وضع العامل الخارجي وأوليته: فالمعسكر الإمبريالي بعدما نالته ضربات المقاومة العراقية وأوجعته ، وإضطرته للتخارج من العراق أضحى يرى في العامل الداخلي مفتاحاً لحل ما كرسه بتدخلاته في شؤون العراق منذ ماقبل مجيء البعث إلى الحكم وما فاقمه من توترات وأيقظه من نعرات وعصبيات وفتن في داخل العراق وما حوله بعملية الغزو.بينما يرى معسكر العملية السياسية عكس ذلك، وهو معسكر ينتشر دعاته داخل جميع الأحزاب العراقية التي إلتحقت بـ(مجلس إدارة العراق) الذي كون فور السيطرة الأمريكية البريطانية على المقار الكبرى للدولة العراقية. مثلما إلتحقت تلك الأحزاب بعدذاك بالعملية السياسية،التي رسخها ذاك المجلس نتيجة الفراغ الدستوري لا السياسي. فهذا المعسكر السياسوي على تسميته السالفة للغزو الأمريكي تحريراً للعراق، فإنه عملاً وممارسة كان ولم يزل لوقت قريب يرى الدور الأمريكي الدور الأهم لحسم المقاومة العراقية العنفية المسلحة لـ(شكل الحكم) المنصب بالقوة العسكرية الأمريكية حسماً عسكرياً فشلت أمريكا وبريطانيا في تحقيقه طوال سنوات.

ومثلما كان المعسكر الإمبريالي يتحجج بـ(الشرعية الدولية) فكثيراً ما يتحجج معسكر العملية السياسية بإكتسابه الشرعية الوطنية من خلال (الإنتخابات) التي أجريت تحت الإحتلال وخرجت لها الناس مستجيرة من الرمضاء بالنار تحت فتاوي الحرمان والتحريم وصيحات التعذيب في سجون الداخلية وبنادق المليشيات وقنابل وسككاين التطرف، وقذف طائرات الغزو للقنابل والحمم على (مناطق الإرهابيين) وسط تطبيل وسائط إعلام الغزو وصور تعذيبه إضافة إلى النشر المقيت لحكاوى وفيديوهات الهول والرعب المقيت في بلد كانت فيه الأسود تخاف أطفاله، فصار جمهورية للخوف.


وتفصيل التعارض بين النظرتين سهل ميسور بذكر التصريحات التي أطلقها زعماء المعسكر الإمبريالي الأمريكي البريطاني من الـمحافظين القدامى والجدد من منظري التوحش الرأسمالي بداية من هنري كيسينجر إلى صموئيل هنتجون وفرانسيس فوكوياما، ومن تصريحات باول في وزارة الخارجية وإستقالته منها إلى تصريح جاك سترو الوزير السابق للخارجية البريطانية في سبتمبر 2006 عن الأخطاء التي لازمت الحرب والتقديرات الخطأ التي إتصلت بها إضافة إلى تقرير الطريد رامسفيلد في الأسبوع الثاني من ديسمبر 2006 عن أن القوات الأمريكية تعمل بشكل سيئي في العراق، وكذا جواب خلفه -الإستخباراتي السابق- وزير الحرب الأمريكي روبرت جيت في الأسبوع الأول من ديسمبر 2006 بأن الولايات المتحدة (لم تكسب) الحرب، إضافة إلى تصريح وزيرة الخارجية البريطانية ماري بيكيت في مجلس العموم عصر يوم الأربعاء 22 -11-2006 بالعزم على بدء سحب القوات البريطانية بداية من مايو القادم سنة 2007، كذلك تصريحات بعض القادة العسكريين الميدانيين الأمريكان بداية من تصريح خطيب الغزو الكولنيل تيم كولينز سنة 2005 بأن الغزو [لخطأ] سيكتب في التاريخ كأفضل مجند لـ(تنظيم) القاعدة، وحتى التصريح الشهير لرئيس أركان حرب بريطانيا الجنرال السير ريتشارد داننت في بدر أكتوبر 2006 عن لا أخلاقية وعبثية هذه الحرب ومواجهة الجيش البريطاني فيها لوضع حرج يهدد بإنقصامه منبهاً إلى ضرورة سحب الجنود البريطان من العراق أمناً لهم ولبلادهم. وأضطرار بلير في اليوم التالي للإتفاق شفاهة مع فقرات هذه المعارضة العسكرية لسياساته إتفاقاً كاملاً، خاصة مع التأييد المنقطع النظير الذي وجدته بين الضباط والجنود البريطان بنسبة 80% من المآئة في المآئة، وكان ختام هذه التصريحات تلك التوصيات التي قدمتها لجنة بيكر–هاميلتون مقرة في مضمونها بالهزيمة التي ستواجهها القوات والمصالح الأمريكية حال بقاء الوضع كما هو عليه، منوهةً لكارثية إستمرار الوجود العسكري الأمريكي الضخم في العراق مع فشل الحكومة العراقية في القيام بمهامها وأهمية الإستعاضة عن ذلك بـ: إدارة عراقية فاعلة تستوعب البعثيين وتعاون إقليمي ساند لها. وقد قدمت آيات هذا التنزيل بتعليمات صريحة من بوش إلى المالكي في عمان الأردن.


أما زعماء معسكر العملية السياسية فقد جاء ردهم مخزولاً، بحكم الطبيعة العسكرية الأمريكية لوجودهم السياسي الراهن، فالمالكي بدأ بالتصريح بأن الحديث عن مؤتمر دولي لحل مشكلات العراق فيه تدويل وإهانة لسيادة العراق الوطنية ولشرعية مؤسساته وعمليته السياسية.وهي المؤسسات والعملية القائمة تحت الحراسة الأمريكية. أما التصريحات الأخرى فقد شارك فيها عفواً في تاريخ 16-12-2006 رئيس الوزراء البريطاني المغادر توني بلير التصريحات التي أطلقها الحزب الشيوعي العراقي قبل شهر في إئتمار أحزاب العالم الشيوعية في البرتغال إذ صرح بأهمية مواجهة الإرهاب والمليشيات ودعم العملية السياسية [بإجراء مصالحة وطنية] والحال إنه تصريح عزاء وإعتذار لجميع حلفاءه السابقين، وهو يتأهب لمغادرة موقعه السياسي، تاركاً لهم يواجهون المجهول بعد سحب قواته .

وإذ يغيب على بعض القادة السياسيين المعاصرين إن معالجة العرض تبدأ بمعالجة المرض، وإزالة العلة المؤسسة أو المهيجة لهذا العرض أو ذاك، فكيف يمكن وقف الإرهاب دون إزالة مهيجاته؟؟ وكيف يمكن وقف الحملات الأنفالية للمليشيات بل وحلها كما يجري الزعم و قادة السلطة مثل المالكي والحكيم هم نفسهم قادة حزب الميليشيات ومجلسها الأعلى للثورة الإسلامية والمشرفين منه على جهازها السياسي ؟؟ وكيف ذلك والميشيات بالمناغمة مع القوى الإيرانية والأمريكية الصهيونية تقوم بحصر أو تهجير نصف الشعب العراقي بدعوى إتصاله قرابة ومذهبية وسياسة بحزب البعث، أو (دعمه) للإرهاب ضد أجهزة وافراد السلطة (ومن والاهم)!! وهذا التبرير الدموي الأخير هو نفس التبرير المكرس الآن للإجراءات القمعية ضد مناطق وجماعات بكاملها. وهو نفسه التبرير للقمع والعقاب الجماعي الذي كانت الإمبراطوريات الرومية والفارسية والعربية والمغولية والتركية ثم البريطانية فالأمريكية تستخدمه لإجراء مصالحها في أنحاء العالم وتأمين وجودها، وحتى مذابح الحرس القومي وصولاً إلى قيام الرئيس صدام حسين بتخديم هذا التبرير الدموي ليدفع به قواته لإعمال القمع والتنكيل ضد (المتمردين ومن معهم) في مناطق الأكراد، وكذا لمواجهة ما سمي بـ(أعمال الخيانة) التي ضربت الجيش العراقي المنسحب من الكويت حيث بررت المذابح (ضد الخونة ومن معهم)، وهو التبرير العقابي الجمعي الوقح نفسه الذي يسوقه المعسكر الإمبريالي لضرب وتدمير كثير من البيوت والأحياء والمناطق في والبلدان التي يراها عاصية على حكمه مثلما يقوم به حاضراً في العراق درءاً للمقاومة أو عقاباً عليها ونكالاً.


إن عملية إطفاء نيران التقتيل المذهبي المنتشرة في العراق تتطلب أولاً إخراج الإحتلال الذي يؤجج نيران هذا التقتيل بإتساع وجوده وجرائمه وتعاملاته إضافة إلى التغذية الإستخبارية والمعنوية التي يمكن أن يكون رافداً لبعضها (حادثة القبض على الجنود البريطان في البصرة وحادثة القبض على الجنود الأمريكان في بغداد) في محاولة من الإحتلال الأمريكي البريطاني لصرف أنظار وجهود الشعب العراقي عن مواجهته. ويفيد الإحتلال نفسه بهذ ا التفرقة والتشتيت فالإحتلال الأمريكي البريطاني ينال من مقاومة الشعب العراقي حوالى 200 مآئتي عملية عسكرية في اليوم الواحد أو الأسبوع جاوزت حصيلتها العمومية في سنتين وثمانية شهور 50000 خمسون ألف جندي بين قتيل وجريح ومعاق، إضافة لخسارة المعدات العسكرية، وما يتطلبه تبدليها من رهق لدافع الضرائب علاوة على تلف المواقف السياسية الخارجية والداخلية للولايات المتحدة وبريطانيا. وقد إستنزفت المقاومة العراقية الباسلة، على علاتها، من المعسكر الإمبريالي مبلغاً قدره 200000000000 مآئتي مليار دولار أمريكي خلال عامين يرفعها بعض الإقتصاديين بحساب الخسائر الإقتصادية غير المباشرة إلى ترليوني دولار2000000000000000 طلق تزيد وتتضاعف بحساب الخسارات الناجمة عن إرتفاع أسعار التأمين، أو غلاء سعر البترول، أو إنخفاض قيمة الدولار، أو تعرقل الإقتصادات الأمريكية بمنافسة طرف حر من متطلبات ولوازم الحرب وخسران النشاط الأمريكي بذلك أسواقاً ومصالح عددا.



-ج- بعض النقاط للإسهام في تحسين الوضع السياسي للحزب الشيوعي العراقي وإصلاح ماتم خرابه في العراق، وتجنب بعض أوخم أسبابه وأحواله وآثاره في بلاد العالم الأخرى:

1- محاولة قيادة الحزب كشف ونقد الأخطاء التي شابت تقديرها لسيرورة الأمور قبيل وبعد إسقاط صدام

2- الإنخراط في عمليات مقاومة الإحتلال وإخراج قواته، يسهم في كسر وإتلاف كثير من الحواجز النفسية والسياسية بين الحزب والكثير من الجماعات العراقية، ولإن يأتي الحزب متأخراً إلى الجمهور العطش إلى الحرية والفكر الوطني المنير بعد كل هذا الخراب خير من أن لا يأتي أبداً.

3- الإنتباه إلى الترابط والربط القوى بين مهام التحرر الإجتماعي والثقافي ومهام التحرر الطبقي الإقتصادي السياسي وترسيخ السيادة الشعبية على مقاليد الأمور والثروات في البلاد، وتواشج ذلك ومهام تأسيس وترسيخ السيادة الوطنية، وإتساع وشمول الأحوال الديمقراطية لوجود مكونات المجتمع وتبادلها المتكافئي للجهود والمنافع والثمرات. وإرتباط ذلك بتعامل شفيف مرن مع مقتضيات السيادة الشعبية والوسيادة الوطنية،بلا شوفينية قومية ضيقة ولا كوزومبويلتانية عولمية تفرط كينونة العراق.

4- الإنفتاح على عملية تنظيم أممية متوالية ومستدقة لأعمال الأحزاب الشيوعية في العالم، تلعب فيها الكفاءة الشيوعية للأفراد والأحزاب دوراً مهماً في قيادة العمل الشيوعي، دولياً، وتجنيبه بذلك بعض مخاطر التشتت ومزالق التناقضات الثانوية، وفي ذلك يكون إنتظام الأحزاب الشيوعية إنتظاماً شاملاً ومتماسكا من القمة إلى القاعدة ومن المشرق إلى المغرب في مواجهة ويلات العولمة الرأسمالية وإداراتها وجيوشها الدولية، فمثلما ولى عهد القيادات الفردية ولى كذلك عهد الحزب الشيوعي الفريد الذي يدير أموره بمعزل عن رفقاءه بعيداً عن تشاركهم الجمعي لأعباء النضال وثمراته.




ختامافي وقت قام فيه رفاق كرام مثل المرحوم هادي العلوي، والمرحوم زكي خيري، والأستاذة الفضيلة سعاد خيري، والفدائي العاصف مظفر النواب، والأجيج حسقيل قوجمان، والشاعر الألق النضير سعدي يوسف، والمصور سفيان الخزرجي، والوثبة الضوئية فاتن نور بتسجيل أراءاً ناقدة للخط السياسي للحزب الشيوعي العراقي أو لبعض إنحناءاته، فإن تجاهل هذه الأراء التي تمثل في معني أدبي حدائقاً للمعرفة والثقافة والجمال في الحزب،هو أمر يزيد الإستغراب من عملية إدارة الأمور فيه ذلك إن تجاهله هذه الأراء ماثل بين الناس في إهمال تفعيلها وإنماءها ضد مسار معين وحبل من مسد تصر قيادة الحزب الشيوعي على الإمساك به، بل وعرضه في المؤتمرات الوطنية والمؤتمرات الدولية لأحزاب العالم الشيوعية بإعتباره ضمناً حقيقة كاملة خالية من الأخطاء ومحاطة بكل التبريرات والسترات الوقائية!!!

ألم يكن من الأوفق والأنجع للإجتماع الدولي للأحزاب الشيوعية أن يقدم الحزب الشيوعي العراقي للنقاش خطأين أو ثلاثة أخطاء شابت نضاله الضاري طيلة الثلاثين عاماً الأخيرة وأدت به وبنا إلى تناقضات الذاكرة والتبرير والإنحباس والإحتياس في تناول العلاقة بين التحرير الإمبريالي وحماية البلاد من الخصخصة وإهدار الموارد؟، أو فهم طبيعة الصلة بين أسلحة التدمير الشامل وعلاقتها بسلاح الفتن المجتمعية؟ وجريان كل هذا الخلط بإسم حماية "العملية السياسية" وهي العملية التي فشلت مقدماتها ووسائطها ونهايتها في شمال ووسط وجنوب العراق تقسمت بها طوائفه وأحزابه وقراه ومناطقه حتى صار القوي في العراق يقتل الضعيف ولكن بعد أن يقوم بتعذيبه بحجة "مكافحة الإرهاب". وفي هذه الحجة ألا يُسأل الحزب هل يمكن أن يكون ثلث الشعب العراقي إرهابيين والثلث الآخر ميليشيا إرهاب منظومة، والثلث الأخير حكومة إرهابية مسنودة بحراسة قوات الإحتلال تزهق كافة حقوق الإنسان؟ ثم وسط هذا الإرهاب يعلو صوت الحزب مصدعاً من لايسمع من أرباب الطوائف وأتباعها: العملية السياسية، العملية السياسية، العملية السياسية، بينما القوات الأمريكية التي أقامت هذه (العملية السياسية) تتأهب للإنسحاب!!! مالكم كيف تحكمون؟



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المسلح
- نقد عقلية -جرِب حظك- في تقويم وجود الحزب وافكاره
- في رحاب الأنفال الصليبية .....له الجلال ... قائدنا القتيل مي ...
- مقدمات تلخيص ستالين للفلسفة المادية التاريخية ونتائج الهجوم ...
- نقاط في التاريخ الثوري للسوفيتات والعوامل الإصلاحية والرأسما ...
- العولمة والخصخصة في تأثيل الفكر التنموي
- ما بعد الإيمان
- نقاط في علاقة المعرفة والمنطق والفلسفة والعلم والسياسة
- المنصور جعفر
- عزل الوضع السياسي عن المصالح الإجتماعية قاد إلى النفوذ الأجن ...
- محجوب شريف
- خزريات بابل ينشدن الزنج والقرامطة
- هوية الأزمة في موضوع أزمة الهوية: عناصر أولية
- المسألة اليهودية في السودان
- أفراح الحزب والدموع دجلة وفرات على وجه العراق
- إدانة الهجوم الدموي لجمهورية مصر العربية على لاجئين من السود ...
- أناشيد إسماعيلية لخزريات بابل المعاصرة
- قيـامـة النبي في كـوش
- الوقت العصيب العراق
- من الجهود المبذولة لحل الحـزب الشيـوعي وتصفيه وجوده العلني ا ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - المنصور جعفر - الحزب الشيوعي العراقي والنضال المسلح ضد الإحتلال الأمريكي البريطاني كطريق للوحدة الشعبية والوحدة الوطنية والديمقراطية الشاملة في العراق