أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - تفسير القانون المختلف هو التطبيق المختلف للقانون














المزيد.....

تفسير القانون المختلف هو التطبيق المختلف للقانون


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 8063 - 2024 / 8 / 8 - 23:35
المحور: المجتمع المدني
    


وُجد القانون لتنظيم حياتنا التي نعيشها زمانيا ومكانيا. فهو يوصف ويصنف الحدود بين الأشخاص مهما اختلفت تسمياتهم وأوصافهم وعناوينهم، فيرتب لهم الحريات ويحدد واجباتهم. ومتى ما تكامل القانون بفقراته وتطبيقاته، أُعيدت الحقوق المغتصبة لأهلها وعوقب المعتدين والمتجاوزين على أفعالهم. لهذا يلزم أن يكون صياغة فقرات القانون كاملة متكاملة ووافية ومستوفية لا تُضيع حقا ولا تنصر ظالما. نقول هذا ونعلم علم اليقين إن القانون هو جهد بشري يحتمل النقصان في الصياغة والتطبيق.
ومع هذا يرى الباحثون والمختصون في القانون إن هذا القانون الوضعي يمكن أن يكون رديفا قويا للقانون الالهي من خلال التفاصيل التي يغطيها أو التغيرات والتطورات التي تحصل في حياة البشر. لكنه يبقى النقص فيه واردا ومقبولا في الحدود التي لا تمتهن فيه كرامة الإنسان ولا تضيع فيه حقوق الضعيف ولا ينصر فيه القوي. وإذا قبلنا القصور المحدود في صياغة القانون، فلن يقبل القصور في التطبيق هدرا في الحقوق أو زيادة في العقوبات.
ولأن القانون صناعة بشرية وإن أستند في بعض نصوصه على القانون الالهي، ولأنه مكتوب بمفردات لغوية (عربية) تحتمل أكثر من معنى، فالاختلاف بالتفسير وارد. والحقيقة إن القانون يحتمل التفسير المختلف بين متخصص ومتخصص في القانون سواء كان المتخصص قاضيا أو محاميا أو أكاديميا. وإذا تجاوزنا مرحلة التفسير، فالمشكلة الحقيقية تكمن في عدة نواح أهمها تطبيق الأحكام المختلفة التفسير وثانيها الحدود الدنيا والعليا للأحكام القضائية وثالثها تقديرات القضاة. والدليل هو اختلاف الأحكام القضائية في قضايا تكاد تكون متشابهة بين قاضٍ وقاض. وقد يكون لهذه المشكلة نواح أخرى يراها البعض جميعا مترابطة ومتداخلة.
فإن سلمنا بوجود تفسيرات مختلفة للنصوص القانونية، علينا أن نقر أن هذه التفسيرات المختلفة ستؤدي إلى تطبيقات مختلفة تتمثل بصدور أحكام مختلفة من قبل قضاة مختلفين، لاسيما وإن القوانين العراقية تجيز للقضاة الأخذ بالأحكام القضائية السابقة أو لقضاة اخرين على سبيل الاستئناس بها وليس إتباعها وجوبا. وهذا قد يصل بنا إلى أن يعاقب أفراد بعقوبة لا يستحقونها أو يتساهل معهم تساهلا ليس في محله، رغم علمنا وإيماننا ان هناك مراحل اعتراض (إستئنافية أو تمييزية) على الأحكام الصادرة قد تعيد الأمور أو لا تعيدها إلى نصابها الصحيح.
تتضمن كثير من الأحكام القانونية لاسيما في قانون العقوبات العراقي حدود دنيا وعليا لهذه الأحكام. وما بين الحدود الدنيا والعليا لهذه الأحكام هناك فروقات كبيرة لها علاقة بتغير نوع الجريمة تبديلا أو تخفيضا أو تشديدا ما بين المخالفة أو الجنحة أو الجناية، أو بفترة الحبس أو السجن أو مبالغ الغرامات المالية أو حدود العقوبة الزمنية التي قد تمتد لسنوات وبشكل غير معقول.
إن هذا اجتهادا تركه الله ثم القانون للقضاة ليحكموا بين الناس بالعدل (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا /58 النساء). ولأن القضاة إنما بشر يخطئون وخطئهم قد يكون جسيما يحتمل إيقاع عقوبة بمن لا يستحق وإهدار حق لمن يستحق (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ / 45 المائدة). فهل تشريعات نظمنا القضائية وتطبيقاتها صممت لتراعي الاختلافات في الأحكام؟



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختلاف في وجهات النظر
- مشكلتي أكبر من مشكلتك
- من زوايا القطاع الصحي في العراق
- ماذا لو تحررت عقولنا؟
- قوة إقتصاد الدولة بقوة قطاعها الخاص
- كنا وأصبحنا
- مشاكل العراق القادمة الشهادات (2-5): الجامعة -الأهلية- ليست ...
- مشاكل العراق القادمة السيارات والشهادات (1-2): الشوارع قليلة ...
- استهتار أفراد ام ثقافة مجتمع!!
- متى يمكننا أن نقف بوجه أمريكا وغيرها؟
- المشكلة ليست في أمريكا .. المشكلة فينا!!
- حدث من وزارة التعليم العالي الهندية
- لا تعترض .. لن يتغير من الأمر شيء
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) هل وزارة التعليم العالي ...
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-4) هل وزارة التعليم العالي ...
- عامل سيارة القمامة
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) قيمة الشهادات الجامعية ...
- كيف تحصل على الرئاسة بالمال؟!
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-2) زيادة أعداد الطلاب والإ ...
- حكومة جنوب افريقيا أشرف منكم يا حكام العرب والمسلمين


المزيد.....




- لندن.. حملات اعتقال ضد مثيري الشغب
- نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة: الغرب يبرر أعمال كييف ال ...
- اعتقال روسي وكازاخي في الولايات المتحدة بتهمة احتيالهما عبر ...
- الأمم المتحدة تعبر عن قلقها إزاء الهجوم الأوكراني على مقاطعة ...
- إلغاء حفلات تايلور سويفت في فيينا بعد اعتقال مشتبهيْن بهما - ...
- بوتين يوقع قانونا لنظام الهجرة الجديد لإبعاد المهاجرين غير ا ...
- -يعرفون أنهم لن يحاسبوا-.. غضب من مقطع فيديو لتعذيب أسرى فلس ...
- اعتقالات بعد الهجوم على -عين الأسد- في العراق
- الأمم المتحدة: الانتهاكات الإسرائيلية مستمرة -بلا هوادة- بال ...
- هيومن رايتس: أعمال الشغب ببريطانيا نتيجة للخطاب المناهض للمس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - تفسير القانون المختلف هو التطبيق المختلف للقانون