أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - ادم عربي - مفارقة -الابن- أكبر من أبيه!














المزيد.....

مفارقة -الابن- أكبر من أبيه!


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8063 - 2024 / 8 / 8 - 20:13
المحور: الطب , والعلوم
    


مفارقة "الابن أكبر من أبيه"!

د. ادم عربي

 

الزَّمَنُ هُوَ مَفْهُومٌ مَأْلُوفٌ وَبَدِيهِيٌّ بِنِسْبَةٍ لَنَا، وَلَكِنْ إِذَا اسْتَمْرَرْنَا فِي فَهْمِهِ كَمَا اعْتَادَتْ أَذْهَانُنَا مُنْذُ القِدَمِ، أَوْ كَمَا فَهِمَهُ نْيُوتُن، فَلَنْ نَشْعُرَ بِتَهَافُتِ المَنْطِقِ. اكْتِشَافَاتُ آينْشْتَايْن حَوْلَ الزَّمَنِ جَعَلَتْنَا نُدْرِكُ أَنَّ هَذَا المَفْهُومَ سَيَظَلُّ غَامِضًا مَا دُمْنَا نُرَجِّحُ المَنْطِقَ عَلَى الخَيَالِ فِي تَفْكِيرِنَا. لَا يُوجَدُ لُغْزٌ أَكْثَرُ حَيْرَةً مِنْ لُغْزِ الزَّمَنِ.

 

كَمْ عُمْرُكَ الآنَ؟ وَكَمْ عُمْرِي؟ إِذَا كَانَ عُمْرُكَ الآنَ عِشْرِينَ عَامًا وَعُمْرِي ثَلَاثِينَ عَامًا، فَكَمْ سَيُصْبِحُ عُمْرُكَ عِنْدَمَا يُصْبِحُ عُمْرِي سِتِّينَ عَامًا؟ سَيُصْبِحُ عُمْرُكَ خَمْسِينَ عَامًا، لِأَنَّ الفَرْقَ بَيْنَ أَعْمَارِنَا ثَابِتٌ وَلَا يَتَغَيَّرُ أَبَدًا، وَهُوَ عَشْرُ سَنَوَاتٍ. سَأَظَلُّ أَكْبَرَ مِنْكَ بِعَشْرِ سَنَوَاتٍ مَهْمَا مَرَّ الزَّمَنُ. أَلَيْسَ هَذَا بَدِيهِيًّا؟.

 

فِي بَدِيهِيَّةٍ مُشَابِهَةٍ، الوَلَدُ دَائِمًا أَصْغَرُ مِنْ أَبِيهِ، وَيَجِبُ أَنْ يَظَلَّ كَذَلِكَ. هَذَا مَا يَقُولُهُ الجَمِيعُ، بِمَا فِيهِمْ نْيُوتُن، وَهَذَا مَا يُقِرُّهُ المَنْطِقُ. وَلَكِنْ آينْشْتَايْن لَدَيْهِ رَأْيٌ آخَرُ، رَأْيٌ يَبْدُو صَحِيحًا وَلَكِنَّهُ يُنَافِي المَنْطِقَ الَّذِي اعْتَدْنَا عَلَيْهِ وَيَجْعَلُهُ يَتَهَاوَى.

 

اكْتَشَفَ آينْشْتَايْن أَنَّ الزَّمَنَ يُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَ عُمْرَكَ أَكْبَرَ مِنْ عُمْرِي، وَيُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَ الابْنَ أَكْبَرَ مِنْ أَبِيهِ! كَيْفَ؟ سَأَشْرَحُ بِبَسَاطَةٍ.

نَضَعُ الأَبَ فِي مَرْكَبَةٍ فَضَائِيَّةٍ تَنْطَلِقُ فِي رِحْلَةٍ تَسْتَغْرِقُ عَشْرَ سَاعَاتٍ ذَهَابًا وَإِيَابًا بِحَسَبِ سَاعَةِ المَرْكَبَةِ أَوْ سَاعَةِ الأَبِ. حَتَّى الآنَ، لَمْ نُجِبْ عَنِ السُّؤَالِ كَيْفَ؟ لِلْإِجَابَةِ، نَقُولُ إِنَّ المَرْكَبَةَ يَجِبُ أَنْ تَزِيدَ سُرْعَتَهَا بِاسْتِمْرَارٍ أَيْ تَتَسَارَعُ وَتُغَيِّرُ مِنْ سُرْعَتِهَا كُلَّ ثَانِيَةٍ حَتَّى تُقَارِبَ وَلَا تُسَاوِي سُرْعَةَ الضَّوْءِ، الَّتِي هِيَ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ كِيلُومِتْرٍ فِي الثَّانِيَةِ.

 

عِنْدَمَا تَصِلُ المَرْكَبَةُ إِلَى مَحَطَّتِهَا النِّهَائِيَّةِ فِي الفَضَاءِ وَتَعُودُ إِلَى الأَرْضِ، وَتَكُونُ قَدِ اسْتَغْرَقَتِ الرِّحْلَةُ ذَهَابًا وَإِيَابًا عَشْرَ سَاعَاتٍ سَيَزِيدُ عُمْرُ الأَبِ عَشْرَ سَاعَاتٍ فَقَطْ وَهِيَ زِيَادَةٌ حَقِيقِيَّةٌ، بَيْنَمَا سَيَزِيدُ عُمْرُ ابْنِهِ الَّذِي عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ عَامًا عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ. وَهَكَذَا يُصْبِحُ الأَبُ أَصْغَرَ مِنِ ابْنِهِ!

هَذَا القَوْلُ هُوَ حَقِيقَةٌ فِيزِيَائِيَّةٌ مَدْعُومَةٌ بِتَجَارِبَ، وَلَيْسَ وَهْمًا. التَّسَارُعُ هُوَ السَّبَبُ فِي تَبَاطُؤِ الزَّمَنِ عِنْدَ الأَبِ المُسَافِرِ، وَيُمْكِنُ تَحْقِيقُ هَذَا التَّبَاطُؤِ أَيْضًا مِنْ خِلَالِ الجَاذِبِيَّةِ. إِذَا عَاشَ الأَبُ عَلَى كَوْكَبٍ جَاذِبِيَّتُهُ أَكْبَرُ بِكَثِيرٍ مِنْ جَاذِبِيَّةِ الأَرْضِ، سَيَتَبَاطَأُ الزَّمَنُ عِنْدَهُ أَيْضًا.

اكْتِشَافَاتُ آينْشْتَايْن حَوْلَ الزَّمَنِ حَلَّتْ لَنَا، وَلَوْ نَظَرِيًّا حَتَّى الآنَ، مُشْكِلَةَ غَزْوِ أَقَاصِي الفَضَاءِ.

 



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة آينشتاين معَ الحقيقة!
- سأقولُ ما لمْ يقلْهُ أحد!
- الخير والشَّر!
- دراسة في فكر مهدي عامل!
- اذكريني!
- نقض الفلسفة الوجودية !
- نحن الظالمون!
- في ماركسية ماركس!
- الاقتصاد السياسي للنقود!
- ولما أشرق وجهك
- فلسفة أكسل هونيث!
- الديالكيك ...فهماً وتحليلاً!
- على ضفافِ طَيْفِكِ!
- فوز اليسار في فرنسا ...واقع وتحديات
- هل الوعي البشري هو الذي اخترع اللغة؟
- فلسفة جاك دريدا!
- فلسفة يورغن هابرماس وملاحظاتي عليها!
- مفاسِد تربوية وأخلاقية!
- واشنطن وموسكو.. صراعٌ لتبادُل المصالح!
- في فلسفة اللغة!


المزيد.....




- كيف يمكن أن يساعدك الكركم فى دعم صحة الكبد والوقاية من التلي ...
- أطعمة ومشروبات يجب عدم خلطها بالعسل حفاظا على صحتك
- اعرف الرابط بين الطعام والدواء وكثرة العطش ليلا .. نصائح مهم ...
- “ميدو المشاغب ضرب لولو” تردد قناة وناسة بيبي Wanasah اضبطها ...
- مشكلات الرؤية لدى الأطفال.. 5 خطوات مهمة لحماية عين طفلك
- عجز قبل الأوان.. 5 أشهر من السير فى الجبال تجعل شابا صينيا ي ...
- الألعاب الأولمبية على متن سفينة الفضاء الصينية
- صور الأقمار الصناعية تظهر تلوث مخيمات غزة ومياهها الساحلية ب ...
- كم من الوقت نحتاج لتحقيق نتائج فعالة فى رحلة فقدان الوزن؟
- هكذا تتسلل وسائل التواصل الاجتماعي إلى أحلامك دون أن تدري


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - ادم عربي - مفارقة -الابن- أكبر من أبيه!