كامالا هاريس : أيقونة التغيير السياسي في الولايات المتحدة

فاتن فالح العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8063 - 2024 / 8 / 8 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تعد كامالا هاريس واحده من الأسماء اللامعة في الساحة السياسية الامريكية , حيث تميزت بتسجل اسمها في التاريخ كثاني امراه ترشح من قبل الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة بعد هيلاري كلينتون .في هذا المقال , سنستعرض مسيرتها الذاتية , ونلقي نظرة على القضايا الرئيسية والتصريحات والرؤى التي طرحتها خلال حملتها الانتخابية لرئاسة البلاد.
أولا السيرة الذاتية
ولدت كامالا هاريس في 20اكتوبر 1964 في اوكلاند ,كاليفورنيا , لعائلة مهاجرة, حيث كانت والدتها من الهند ووالدها من جامايكا. هذا التنوع الثقافي كان له دور كبير في تشكيل هويتها والهامها للعمل من اجل العدالة الاجتماعية , بعد إتمام دراساتها في جامعة هاواي, حصلت على شهادة في القانون من جامعة كاليفورنيا. بدأت مسيرتها المهنية كمدعية عامة في مقاطعة سان فرانسسكو ,حيث برعت في قضايا الجرائم والعنف الاسري, مما اكسبها سمعة قوية كمدافعة عن حقوق الانسان .في عام 2010, حققت هاريس إنجازا تاريخيا عندما انتخبت كأول امراه ملونه تشغل منصب المدعي العام في ولاية كاليفورنيا .خلال فترة ولايتها , عملت على اصلاح نظام العدالة الجنائية وتعزيز حقوق المرآه, مما جعلها واحدة من الأصوات البارزة في السياسة الامريكية . في عام 2020 ,حققت هاريس إنجازا اخر عندما أصبحت اول امراه من أصول افريقية واسويه تنتخب كنائبة للرئيس جو بايدن .
ثانيا القضايا الرئيسية : ركزت هاريس على مجموعة من القضايا الرئيسية خلال حملتها الانتخابية .وهي
1-العدالة الاجتماعية : ركزت هارس على معالجة التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية ,ودعت الى إصلاحات شاملة في نظام العدالة الجنائية
2- التغير المناخي :اكدت على أهمية مواجهة التغير المناخي , من خلال سياسات مستدامة وتشجيع الطاقة النظيفة .
3-الصحة العامة: قدمت رؤية لتحسين نظام الرعاية الصحية ,بما في ذلك توسيع الوصول الى الخدمات الصحية بأسعار معقولة للجميع .
4- حقوق المرآه : كانت من المدافعين عن حقوق المرآه بما في ذلك حقوق الانجاب والمساواة في الأجور .
5- العلاقات الدولية: شددت على ضرورة تعزيز العلاقات مع الحلفاء التقليديين والاهتمام بالقضايا العالمية
ثالثا : التصريحات والرؤى لقضايا الشرق الأوسط :من ابرز التصريحات والرؤى التي تبنتها هاريس تجاه اتجاه الشرق الأوسط خلال حملتها الانتخابية لرئاسة أمريكا هي:
1-الصراع الإسرائيلي الفلسطيني : تدعم هارس حل الدولتين كوسيلة لتحقيق السلام بين الاسرائيلين والفلسطينيين .وقد أبدت تأييدها لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم مع التأكيد على أهمية دعم امن إسرائيل ,مما يظهر سعيها لتحقيق توازن بين المصالح المتعارضة في المنطقة .
2-حقوق الانسان : تعبر هاريس عن قلقها إزاء انتهاكات حقوق الانسان في الشرق الأوسط ,خاصة ما يتعلق بالمدنيين الفلسطينيين , وتدعوا الى ضرورة احترام حقوق الانسان لجميع الافراد , وتؤكد على ان السلام الدائم لا يمكن تحقيقه دون معالجة هذه القضايا .
3- العلاقات مع الدول العربية : تسعى هارس الى توطيد العلاقات القوية مع الدول العربية وتعزيز التعاون في مجالات مثل الامن والاقتصاد .
4-الملف النووي الإيراني : أبدت هاريس تأييديها للعودة الى الاتفاق النووي الإيراني ,مع التأكيد على ضرورة مراقبة الأنشطة الإيرانية .
5-اللاجئون والإنسانية : تبرز هاريس التزاما بقضايا اللاجئين , وتؤكد على أهمية تقديم المساعدة الإنسانية للمتضررين من النزاعات في الشرق الأوسط .
رابعا التصريحات والرؤى لقضايا الدول الاوربية . من ابرز التصريحات والرؤى التي تبنتها هاريس تجاه اتجاه الدول الأوروبية خلال حملتها الانتخابية لرئاسة أمريكا هي :
1-إعادة بناء التحالفات : اكدت هاريس على ضرورة استعادة وتنمية العلاقات مع الحلفاء الاروبيبن بعده فترة من التوتر ,مع التركيز على تعزيز التعاون في نطاق حلفاء الناتو الشركات الاستراتيجية .
2-التغير المناخي :دعت هاريس الى التعاون مع الدول الأوروبية لمواجهة قضايا التغير المناخي, مشيرة الى اهمية العمل الجماعي لتحقيق الأهداف البيئية العالمية .
3-حقوق الانسان والديمقراطية :شددت على ضرورة دعم حقوق الانسان والديمقراطية في جميع انحاء العالم ,بما في ذلك في الدول الأوروبية, وضرورة التصدي للتهديدات التي تواجه هذه القيم الأساسية .
4- التجارة والاقتصاد : اكدت هاريس على أهمية تعزيز العلاقات التجارية مع الدول الأوروبية ,مع التركيز على خلق فرص اقتصادية جديدة وتعزيز التجارة العادلة .
5- الامن الدولي : اعتبرت هاريس التعاون الأمني مع الدول الأوروبية امر ضروريا لمواجهة التحديات المشتركة, مثل الإرهاب والتهديدات السيبرانية .
خامسا التصريحات والرؤى لقضايا دول شرق اسيا : من ابرز التصريحات والرؤى التي تبنتها هاريس تجاه اتجاه دول شرق اسيا خلال حملتها الانتخابية لرئاسة أمريكا هي :
1-تعزيز العلاقات الاقتصادية مع حلفاء شرق اسيا : اكدت هاريس على أهمية تعزيز العلاقات مع حلفاء مثل اليابان وكوريا الجنوبية .مشددة على التعاون في مجالات الامن والاقتصاد .

2-الامن السيبراني : تؤلي هاريس أهمية كبيرة للامن السيبراني, حيث تدعوا الى التعاون مع دول شرق اسيا لمواجهة التهديدات السيبرانية, خاصة من الدول التي تعتبر خصوما مثل الصين. وابدت هاريس تشجيعها على تبادل المعلومات والخبرات لتعزيز القدرات الدفاعية في هذا المجال .
3- مواجهة التحديات الصينية : تعتبر هاريس ان الصين تمثل تحديا كبيرا للولايات المتحدة وللامن الإقليمي , لذا تسعى لتعزيز التحالفات مع الدول التي تشارك في القلق من سياسات الصين ,مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأبدت دعمها لمواجهة التاثير الصيني بتعزيز وجود البحرية الامريكية في المحيط الهادي .
4-التحالفات التقليدية : اكدت هاريس على أهمية دعم التحالفات التقليدية وتعزيز التعاون العسكري المشترك مع اليابان وكوريا الجنوبية لتعزيز القدرة على مواجهة التهديدات الإقليمية .
5-حقوق الانسان والديمقراطية :تعبر هاريس عن دعمها لحقوق الانسان والديمقراطية في دول شرق اسيا , وتؤكد على اهمية الضغط على الأنظمة التي تنتهك حقوق مواطنيها ,وأبدت دعمها للحركات الديمقراطية مثل هونغ كونغ وميانمار ,معتبرة ان الولايات المتحدة يجب ان تلعب دورا فعالا في دعم هذه القيم الأساسية .
6- التغير المناخي : تولي هاريس أهمية كبيرة لقضايا التغيير المناخي, وتعتبر ان التعاون مع دول شرق اسيا, ضروري لمواجهة هذه التحديات العالمية, وأبدت سعيها الى تعزيز شراكات مع هذه الدول في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا البيئية .
في ختام حديثنا , سعت كامالا هاريس من خلال قضاياها وتصريحاتها اعلاه , الى تقديم رؤية شاملة لمستقبل أمريكا, مع التأكيد على أهمية التنوع والشمولية في القيادة , كأنها تقول للعالم بان تغيير القواعد ممكن! وان نجاح حملتها الانتخابية يعتمد على عدة عوامل , منها :التمويل الجيد , استراتيجية عمل محكمة ، التمثيل الفعال من الشخصيات البارزة ,و مدى تفاعل الناخبين مع رؤاها وتصريحاتها , اذا كانت قضاياها تتماشى مع اهتمامات الناخبين, فقد تحضى دعما قويا , بالإضافة الى الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية السائدة للبلد ,ولكن كما نعلم جميعا, السياسة ليست دائما خطية وقد تواجها تحديات غير متوقعة ,فالسياسة الامريكية تشبه لعبة الشطرنج حيث يمكن لكل حركه ان تؤدي الى انتصار او هزيمة . اذا تمكنت هاريس من اقناع القلوب والعقول , ستصبح بطلة في نظر الناخبين , لكن اذا لم تستطيع ، فقد يتحول الدعم الى خيبة أمل .لذا ,من الممتع متابعة تطورات الاحداث ,هل سيكون هناك حفل ضخم لتوليها رئاسة أمريكا ؟ ام ستواجه مقاومة من القوى التقليدية؟ سننتظر ونرى . لكنني متأكدة أن المسرح السياسي الأمريكي سيظل مشوقا بوجود أيقونة التغيير, كامالا هاريس .

#فاتن_فالح_العزاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات