أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الحسين شعبان - من أوراق نوري عبد الرزّاق: المثقّف الكوني وبداياته الوطنية















المزيد.....

من أوراق نوري عبد الرزّاق: المثقّف الكوني وبداياته الوطنية


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 8061 - 2024 / 8 / 6 - 14:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كنت قد أشرت في سردياتي المنشورة وغير المنشورة إلى الدور الفكري والثقافي الذي لعبه نوري عبد الرزاق على صعيد الحركة الشيوعية، باعتباره مثقفًا تجديديًا تنويريًا حداثيًا، تخطّى حدود بلاده إلى الساحة الدولية، ولا شكّ أن تأثيره امتدّ إليها من خلال المواقع المتميّزة التي احتلّها، حيث شغل موقع الأمين العام لاتحاد الطلّاب العالمي منذ العام 1960 ولغاية العام 1968، وذلك بعد تولّيه رئاسة اتحاد الشبيبة الديمقراطي في العراق 1959، ثمّ تولّيه منصب الأمين العام لمنظمة التضامن الأفرو- آسيوي، والتي ظلّ على رأسها لنحو ثلاثة عقود من الزمن، وخلال عمله في الحقل الدولي، مُنح أوسمة عديدة أبرزها وسام لينين في العام 1974.
مؤخرًا رحل نوري عبد الرزّاق، وترك أوراقه لدينا، وهي أوراق ثمينة وغنيّة، بقيتُ أنقّب فيها. وعلى الرغم من أنها مشروع مذكّرات لم يكتمل، حيث كانت أوراقًا متناثرة وغير متّسقة، لذلك حاولت استكمالها معه بالحوارات واللقاءات، وما اختزنته من علاقة صداقة بينه وبيني دامت ما يزيد عن 5 عقود من الزمن، فضلًا عن مواقف مشتركة ومؤتمرات وعمل تنظيمي في الثمانينيات في حركة المنبر التي أسّسناها، وكان منسقّها العام، تمييزًا لموقفنا عن الموقف الرسمي لإدارة الحزب الشيوعي، لاسيّما في موضوع الحرب العراقيّة - الإيرانيّة.
ولم أخفِ إعجابي بنوري عبد الرزّاق منذ أن تعرّفتُ عليه بشكل مباشر في بغداد العام 1969، واتّفقت معه في الكثير من القضايا واختلفت معه في بعضها، علمًا بأنّ اختلافاتنا لم تُفسد في الودِّ قضيّة كما يقال، بل أنّها عمّقت العلاقة الشخصيّة مع مرور الأيام.

النشأة الأولى
سأتوقّف في هذا المدخل عند البدايات الوطنية، وهي تتضمّن النشأة الأولى لنوري ورؤيته للعمل في إطار الحركة الشيوعية وعمله مع اتّحاد الطلبة، فقد شهدت فترة فتوّته كما يروي صعود اليسار العربي، ولاسيّما في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، التي ترافقت مع هزيمة الفاشيّة وانتشار الأفكار الاشتراكيّة، خصوصًا الانتصار الذي حقّقه الاتحاد السوفييتي، وهكذا بدأ الوعي الأوّل لنوري يتعزّز في ظلّ انتعاش الحياة الحزبيّة في العام 1946 بعد مجيء وزارة توفيق السويدي، حيث أجاز وزير الداخليّة سعد صالح، 5 أحزاب سياسيّة هي: الحزب الوطني الديمقراطي الذي ترأّسه كامل الجادرجي وحزب الاستقلال (قومي عربي) الذي ترأسه محمد مهدي كبّة وحزب الاتحاد الوطني (يساري - اشتراكي) الذي ترأسه عبد الفتاح ابراهيم وحزب الشعب (حزب يساري يدعو لممارسة النضال العلني)، وترأسه عزيز شريف وحزب الأحرار (حزب وسطي) وترأسه الزعيم الوطني سعد صالح (بعد استقالة الوزارة).
يشير نوري في أوراقه إلى المكتبات المتخصّصة لبيع الكتب الماركسيّة مثل "مكتبة الطريق" و"مكتبة بغداد"، و"مكتبة مكنزي"، إضافة إلى صدور "رسائل التحرّر" التي كان يشرف عليها فهد، ومنها كتاب الجبهة الوطنية الذي كتبه حسين الشبيبي (صارم) والذي كتب مقدّمته (فهد)، وقد أُعدم الشبيبي وزكي بسيم مع فهد في العام 1949.
يتوقّف نوري عند أهمية النزعة الوطنية الأولى لدى الشيوعيّين، حيث تربّى فهد في كنف الحزب الوطني بقيادة محمد جعفر أبو التمن، ثمَّ تحوّل إلى الحزب الشيوعي، ومثل هذا التأكيد ينطوي على فكرة طغت لاحقًا، وأثّرت بشكل سلبي على الأحزاب الشيوعيّة وهي الانصياع إلى المركز الأُممي.
ويذهب نوري إلى القول: إنّ الأممية لا ينبغي أن تتعارض مع الوطنية، وهو ما أكّدته الأحزاب الشيوعيّة في وثائق اجتماعاتها في موسكو في العام 1960، على الرغم من انثلامات في هذا الموقف، واستمرار محاولات فرض الهيمنة والتسيّد من جانب القوى المتنفّذة، والاستتباع والخضوع من جانب الحركات والأحزاب الصغيرة. وقد أجاب نوري على سؤال وجّهته له "مجلة الغد" بصفته ناطقًا رسميًا باسم حركة المنبر في العام 1987، بقوله: أن الحزب الشيوعي مسؤول أمام طبقته العاملة وشعبه، أولًا وقبل كلّ شيء، ويضيف: أن تهمة التبعية التي كانت الحركة القومية في الخمسينيات تطلقها على الأحزاب الشيوعية أصبح بعضها متّهمًا بها الآن.

اتّحاد الطلبة
يتحدّث نوري عن البدايات لتشكيل اتحاد طلبة المعاهد العالية، حيث تقدّم عدداً منهم للحصول على ترخيص قانوني وفقاً لنظام الجمعيات، وبدلاً من ذلك فقد اعتقل ستّة من الممثّلين. ويقول: تكوّنت نوادٍ طلابيّة في أعوام 1947 و1948، الأمر الذي دفع الحكومة لإغلاقها. وما أن هلَّ شهر يناير/كانون الثاني 1948، حتى بدأ التململ ثمّ التحرّك وصولاً إلى الغليان ضدّ معاهدة بورتسموث (جبر - بيفن)، ويعتبر هذا التحرّك الطلابي هو ألمع صفحة في تاريخ الطلبة العراقيين. ثم جرت انتخابات في كليات وبعض مدارس العراق، وانبثقت لجنة تحضيرية وتمت الدعوة إلى عقد مؤتمر عام، وهو الذي انعقد في ساحة السباع في 14 نيسان/ابريل 1948 وشارك في الافتتاح وفقاً لنوري 4 آلاف طالب، وحيّاه عمال بغداد بتظاهرة رفعت لافتة تقول "الطبقة العاملة تُحيي مؤتمر الطلاب"، وألقى الجواهري الكبير قصيدة مطلعها "يوم الشهيد تحيّة وسلام... بك والنضال تؤرّخ الأعوام".
وهكذا تأسّس اتحد الطلبة العراقي العام، وكان نوري أحد المساهمين في العمل الطلابي وكعضو قاعدي في الحزب الشيوعي. وعند تعرض الاتحاد إلى حملة اعتقالات، قام نوري بمبادرة لإعادة تشكيله وسلّم شبكة الاتصالات التي أجراها إلى الحزب الشيوعي وإلى مسؤوله حمدي أيوب، خصوصًا حين سافر للدراسة في إنكلترا إثر تعرّضه للاعتقال والتعذيب، وهو الاعتقال الثاني الذي دام 35 يومًا، لكن نشاطه الاتحادي استمرّ في بريطانيا. وهناك عمل في جمعية الطلبة العراقيين التي نشطت منذ مطلع الخمسينيات.

عضوية الحزب الشيوعي
وعن انتمائه للحزب الشيوعي يقول: أصبحت عضواً منظماً منذ آب/أغسطس 1948، وثمّة مفارقة فإن في هذا الشهر يصادف عيد ميلاد نوري (21 آب/أغسطس) وكنّا نمزح معه حول الاحتفال بعيد ميلاده أم يوم قبوله عضواً في الحزب. وكنت أقول له استلمت أنا أول رسالة غرامية في يوم استلامي بطاقة عضوية الحزب.
وكان من أولى نشاطاته هو العريضة الخاصة بنداء ستوكهولم، حيث اخترقت الشرطة تظاهرة كان يُزمع الحزب القيام بها، ولُوحق في البساتين لعدّة ساعات مع أحد أقاربه، ثمّ جرى اعتقاله وعومل بقسوة شديدة. وقام والده (عبد الرزّاق حسين)، الضابط المعروف، بالاتصال بدائرة التحقيقات الجنائية لإطلاق سراحه. ويتساءل نوري لماذا أصرّ المعنيّون على إخراج تظاهرة، لاسيّما بعد إعدام عدس، الأمر الذي أثار الالتباس، وروّج بعض القوميين أن التظاهرة "صهيونيّة - شيوعية". وهكذا شنّت السلطات حملة اعتقالات توّجت بإعدام الرفيق فهد بعد أن كان حكم الإعدام قد تمّ تخفيضه إلى المؤبّد، فأُعيدت المحاكمة وصدر الحكم بالإعدام، وتمّ تنفيذه في مسرحية استغرقت أقلّ من شهرين (14 شباط / فبراير 1949) مع الرفاق حسين الشبيبي (صارم) وزكي بسيم (حازم) ويهوذا صدّيق.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الستار الدوري: السياسي العصيّ على التصنيف (الحلقة الثاني ...
- شذرات من ذاكرة كردستانية (الحلقة الأولى)
- عبد الستار الدوري: السياسي العصيّ على التصنيف (1)
- الإضاءة في -المقدّمات- وهوية الشعر في -جواهر الجواهري-
- شمران الياسري- أبو گاطع- وأدب السخرية
- في جدليات الحركة الشيوعية: مقدمة كتاب د. علاء الحطاب -خطى ال ...
- الهويّة بين النظرة التفريقية والمساواتية
- قلم السياسة مغمّس بحبر الثقافة - مقدمة كتاب عالية فريد
- لمناسبة رحيل صلاح عمر العلي
- بعقلين و بعذران ودار النهار وعموم الشوف تحتفي بمظفر النواب و ...
- محمّد صادق الصدر - ملف الاغتيال السياسي: ثلاث زوايا في استهد ...
- ألق الذاكرة التي لا تأفل - الجواهري بجواهره..شعبان بخزائن مع ...
- قمة المنامة و ما ينتظرها
- من يتذكّر باقر ابراهيم؟
- غزة وبوصلة بعض المثقفين الغربيين
- غزة والحرب الأكاديمية
- عن ظاهرة الترامبية
- القضية الفلسطينية أنبل وأعدل قضية بالكون
- وريقات من دفتر ذاكرة غير مدوّنة: كوكب حمزه قدّاح وشموع وعصاف ...
- تولستوي... والنبي محمد


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الحسين شعبان - من أوراق نوري عبد الرزّاق: المثقّف الكوني وبداياته الوطنية