أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد كشكولي - مات بينوشت تاركا الغصّة في قلوب أحرار العالم














المزيد.....

مات بينوشت تاركا الغصّة في قلوب أحرار العالم


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1770 - 2006 / 12 / 20 - 09:52
المحور: حقوق الانسان
    


مات حبيب قلب المحافظين والديمقراطيين والفدراليين ، دكتاتور شيلي السايق في اليوم العالمي لحقوق الإنسان. ومثلما كان في حياته مبعث سعادة وسرور لقادة الإمبريالية في العالم ، تركهم بموته أيضا وهم أسعد ما يكونون،فيتنفسفون الصعداء وقد زال دليل دامغ على جرائمهم البشعة بحق الإنسانية . قادة الرأسمال الإمبريالي الذين صنعوا هذا الدكتاتور كانوا سيرون أنفسهم في محاكمته المتوقعة ، جالسين في قفص الإتهام . لقد كان الموت حقا نجدة لمصاصي دماء المحرومين في هذه المرة ، إذ أنقذ عزيز المحافظين الجدد الريغانيين والتاتشريين والبوشيين من المساءلة عن الجرائم التي ارتكبوها بالارتباط بالانقلاب الفاشي الذي قاده صنيعم بينوشت ضد الحكومة الشعبية في شيلي عام 1972. وقد كانت مثل هذه المحاكمة ستفتح الباب أمام محاكمات أخرى لجرائم أرتكبت في اندونيسيا وراح ضحيتها مليون شيوعي ، وحلفاؤهم القوميون بدعم مباشر من السي آي أي عشرات الالاف من الشيوعيين والناس الذين لم يرق للبعث ومبادئهم العنصرية الفاشية.
وقد عبرت ابنة الرئيس الشيلي السابق سلفادور اليندي عن حزن أحرار العالم بقولها: " مشاعرنا جيّاشة .لكننا ينتابنا الحزن لأنه لم تتم محاكته ، ولم ينل جزاءه العادل."
كما كتب مارك كوير الكاتب والصحفي البارز في جريدة نيشن المتخصص في شؤون شيلي وكان لفترة مترجما للرئيس آلندي: " موته خدع العدالة، وسرقها من العالم المادي الذي كان يتهيأ لمحاكته."
وقال المدافع عن حقوق الإنسان جفري روبرتسون:" إن الموت اختطف المحاكمة العادلة ، و سرق حقوق ضحاياه"

ولا يسعني في هذا السياق إلا أن أحيي المحامين الاسبانيين الذين حطموا الحصانة التي كان يحظى بها الدكتاتور ضد المساءلا والمحامات، إذ اضطر حماة بينوشت بعد النجاح الذي حققه رافعو الدعوى ضد الدكتاتور العجوز أن ينقلزه من مكان إلى آخر ومن مستشفى إلى آخر ، حاملين عارهم وعار أسيادهم ، حائرين اين يخفونه ، وهم ينتظرون على أحر من الجمر ملاك الموت الذي انقذه وأنقذهم من جحيم هار المحاكمة والعقاب.

إن حكةمة بلير العمالية الاشتراكية الديمقراطية كانت تتذرع بشيخوخة الدكتاتور لأنقاذه من المحاكمة، لكن أي مهتم بقضايا الإنسانية، وأبسط مراقب سياسي يدرك إن المحامة ليست محاكمة فرد معين ، إنها كما يسعى أحرار العالم اليه ، كان ستكون محاكمة النظام الرأسمالي والإمبريالية . وإن من عارض محامته ، لأي سبب كان، لم يكونوا يعارضون ذلك حبّا لبينوشت، بل كانوا قلقين على سلطاتهم ورأسمالهم الدموي. كانوا يخشون من محاكمة تاريخية لفترة من التاريخ المفجع للبشرية ارتبطت ببينوشت، رمز الجشع الرأسمالي.
لقد كان الدكتاتور صادقا حين وصف انقلابه الفاشي بأنه أنقذ شيلي من الإنتحار . والمقصود ليس بجماهير شيلي في كلام الدكتاتور الذي هو منطق البرجوازية في كل مكان، بل سلطات رأس المال والقيم البرجوازية الفاسدة. وأخيرا ، مأساة البشرية الشريفة تكررت ، حين أُجْبرت ْ حكومة شيلي والسلطات القضائية على الحكم غير السياسي على الدكتاتور كونه سارق ومختلس ، وليس مجرم وعميل المخابرات الأمريكية.
لا أريد هنا ان أكتب عن جرائم بينوشت في القتل والخطف والتعذيب ، فكلها معروفة اليوم . لكن إلى يومنا هذا لا تكف الميديا البرجوازية عن كيل المديح له ، فإن لم تثن ِ صراحة على جهوده في محاربة الشيوعية والاشتراكية، فأنها تثمن خططه الإقتصادية لتنمية شيلي ، و تدعي أن الإقتصاد الشيلي ازدهر في عهده . أية وقاحة! فكل الشواهد والأرقام تدل على الفقر و العوز ، حتى الجوع للشرائح الأوسع في تلك الفترة. وقد منعت الأحزاب السياسية والنقابات في عهده الذي هو جزء من العصر البرجوازي اللبرالي.
لقد كان بينوشت كاثوليكا تقيّا ، وكان يرتكب جرائم القتل حبا في الله والوطن وانجيله لا يفارقه ، وكان يتلقى بركات بابا الفاتيكان صديقه الحميم ، مثله في كل ذلك مثل ابن لادن ، وصدام وسيّافي الجزيرة والخليج المدافعين عن حياض العروبة والاسلام و الوطن.

لقد ترك بينوشت بموته في اليوم العالمي لحقوق الإنسان بدون أن يحاكم وأسياده محاكمة
عادلة خيبة كبيرة ، وألما في قلوب أحرار العالم ، و جعل موته أسياده فرحين مثلما كانوا في فترة ارتكاب جرائمه.
ومن المحزن أيضا أن صداما وأعوانه سيلقون ذات المصير ، إذ لا نرى في القفص معهم لا رامسفيلد ولا شوارتسكوف ولا بلير ، ولا أعوانه الذي انقلبوا عليه فور سقوطه ، أو في ساعات قبله إذ تيقنوا من نهايته.
لكن الأمل لا يزال يحدو كل المظلوين والمحرومين ، فليس العالم خاليا من الشيوعيين والتحررين ومناصري الإنسانية.



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير بيكر_ هاملتون تأكيد على هزيمة النظام العالمي الجديد
- نوبل والحيل الشرعية في دعم الرأسمالية العالمية
- خمسة أعوام من نهش قلب الظلام
- منشار الإحتلال الإمبريالي
- اليسار الجديد في أوروبا.. يدا بيد مع القوى الرجعية الإرهابية
- عزرا باوند طالبانا
- نداء البراري_ صراخ المحرومين
- في ذكرى سقوط جدران برلين – الشبح يحوم
- الموقف التحريفي ّ للستالينية واليسار القومي من السوريالية
- عدالة الجبابرة الفاتحين
- في ساقية الجنيّات
- أورتيغا من ثوري ّ إشتراكي إلى اصلاحي برجوازي
- فيتنام والعراق - جرائم الطرف الواحد و جرائم الطرفين
- بريشت والحرب الإمبريالية
- الإنسان في النظرة البرجوازية الغربية
- شاعر المقاومة بول ايلوار
- وضوح الرؤية بعد وصول اليمين الوسط إلى الحكم في السويد
- فدرالية أم مركزية؟ فتلك ليست المسألة
- الأرمن ضحايا الصراع الإمبريالي والإستبداد الشرقي
- الأفق الساطع


المزيد.....




- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد كشكولي - مات بينوشت تاركا الغصّة في قلوب أحرار العالم