أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناهض الرفاتى - صناعة المأساة والخلاف السياس والدينى














المزيد.....

صناعة المأساة والخلاف السياس والدينى


ناهض الرفاتى

الحوار المتمدن-العدد: 8060 - 2024 / 8 / 5 - 09:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صناعة المأساة الخلاف السياسي الدينى
سأل عمر بن الخطاب سلمان الفارسي والذى كان يعرف الملك الكسروى وعاش فى ظله أملك أنا أم خليفة يا سلمان ؟ فأجابه ان أنت جبيت من أرض المسلمين أقل أو أكثر من درهما ثم وظفته فى غير حقه فأنت ملك غير خليفة فالخليفة لا يأخذ إلا حقا ولا يضعه إلا فى حق والملك يعسف بالناس ياخذ من هذا ويعطى هذا وأنت بحمد الله خليفة لا ملك "
وقد كان الخليفة عمر بن الخطاب خير من تولى المسلمين وساسهم بعدل وانصاف
لكن البوصلة فيما بعد انحرفت وحدث فى أمور الولاية والسلطة والحكم جدل كبير بعد الخلافة للراشدة وانقسمت الأمة إلى تيارات فكرية وسياسية اعقبها اختلاف فرق يكفر بعضهم بعض ويضلل البعض الاخر ثم اختلفوا على جوهر السؤال وهو هل إقامة الخليفة او الإمامة هو منوط بالعقل ام بالشرع ؟
وتفرع عن هذا السؤال العديد من الأسئلة
من هى الشروط المطلوب توفرها فى الحاكم الأعلى؟
هل العصمة شرط ؟
هل القرشية شرط؟
هل الصلاح ام الفسوق شرط؟
ما هى أدوات ووسائل الاختيار ؟ ومن يختار ?
وعشرات الأسئلة التى تدور حول مفهوم الحاكم المسلم او أمير المؤمنين لاقامة وحراسة أمور الدين والدنيا
لكن الأكيد من خلال القراءة التاريخية فى السياق الإسلامي أنه حدث خلاف بين المسلمين بعد وفاه النبى عليه الصلاه والسلام وكأن الأمر فيمن يتولى أمور الامور بعد وفاته وانتقاله للرفيق الأعلى لم تكن واضحة او محسومة او ليس فيها نص صريح وبالتالي حدث خلاف لكن انضبط هذا الخلاف ورضوا المسلمين بخلافتهم التى شابها بعض مثيرى الفوضى فى عهد عثمان وفى عهد على بشكل اكبر سمح بوجود اقتتال بين المسلمين
وأما المرحلة اللاحقة فقد تبلور فيها انقسام الأمة الإسلامية إلى مدارس فكرية وفرق وتيارات سياسية اجتمعت كلها لتخلق حالة من عدم اليقين حول الإمارة والأمراض بالرغم من ان القرأن الكريم ارتكز على قيادة الحكم إلى مبدأ الشورى الذى لو سمح بتطبيقه لكان تجنب المسلمين الصراعات المسلحة التى أودت لكثير من الأرواح ان تزهق وكانت أنفاس المعارضين صيبا نافعا بدل القمع والاستبداد والدكتاتورية المفرطة التى اودت إلى تحول المعارضين من دائرة الخلاف السياسي إلى الدينى ومن المعارضة السلمية الظاهرة إلى التقية والاعمال الباطنية
لقد سلك الامويين أثناء وجودهم بالحكم الوراثى العقيم طرقا اسست لبقاء نار الخلاف مشتعلة والتى لم تهدأ لحظة حتى انتهاء حكمهم
ولقد سلك العباسيون طريقا يعزز ان وجود دولتهم هو على اساس دينى وراثى للنبوه الطاهرة لكن الظاهر انهم أيضا لم يكن تعاملهم مع المخالفين إلا بنفس اسلوب القمع والاقصاء وسفك الدماء
كل هذا حدث للأسف والطبع تاريخ الحكام والأمراء المسلمين بصيغة مختلفة تماما عن الرعيل الأول الراشد
وأصبح محبة الولاية والسلطة فى تاريخ الفكر السياسي الإسلامي تلازمه العديد من محطات سفك الدماء للمعارضين والثوار إلى جانب إعطاء صبغة دينية على تولى الحاكم واعطائه صلاحيات العصمة عند الشيعة ولدى السنة الطاعة العمياء والأنقياد للحاكم وان فسق او جلد ظهرك
والاكيد ان هذا ما كان ليحدث لولا الطمع فى الدنيا وشهوه الحكم والانتقام من المعارضين والمخالفين وهذا داء المسلمين فى العصر الحديث استمر مع رحيل الاستعمار ووجود الدول الحديثة التى ارتهنت إلى القوى الباغية على نفس اساس وبناء الحكم وهو سفك الدم للمعارضين والإثصاء
وحينما حاولت بعض الحركات الإسلامية الوصول للحكم من أجل إعادة السياق التاريخى وإقامة الخلافة انخرطت هذه الحركات والجماعات فى اشكالية تؤدى وانت إلى سفك الدماء مما حذا بالكثير ين إلى اللجوء االى العلمانية واستبعاد الدين من الحياه السياسية يضغط من محاولات الفشل والأخطاء التى قادت إلى ذلك من فتاوى ومواقف سياسية ودينية تضع النص الدينى أمام المعارك السياسية للسماح لمن يرغب باستعمال السيف فى حسم الصراعات
ونحن فى هذا الزمن لم نعد نرغب كثيرا بالخلافات الدينية بين الفرقاء بقدر من يرعب المسلم فى العيش بكرامة وعدم الإهانة وان يجد من يقوم عنه برعاية شؤون الدولة بغض النظر عن لونه او دينه
مأساه صنعتها الخلافات السياسية التى لم تجد لها بابا إلا السيف مما جعلها تاخذ النص الدينى كمبرر لوجودها واشتراط الحاكم وغياب اى اهتمام بالمحكوم



#ناهض_الرفاتى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمارة والخلافات السياسية السلفية نموذجا
- مت قضايا الفكر الإسلامي والأنظمة السياسية محددات التقارب وال ...
- الحرب نجاه وبعث
- الفتنة الكبرى لطه حسين فى عيون المسيرى
- ثقافة الحزب أولها استبداد وأخرها فشل -رواية جورج أورويل والح ...
- انتعاش قطاع العقارات السكنية في غزة الأسباب؟
- التطبيع الاسرائيلى السعودي سيكون زواجا مثليا سياسي اذا ما تم
- الرياض والزواج المثلي السياسي مع تل ابيب ؟
- انتصار القهر وخسارة الكرامة لسلعة الانسان
- الشيء المفقود في لقاء الأمناء العامين الفلسطيني
- اقتصاد التفاهة والتعليم الغبي
- الملف النووي الايرانى والحريق المستبعد
- قفص الذهب وغباء السياسة
- - للمنتصر تذهب الغنائم -
- اليوم الثانى من رحيل الرئيس عباس ؟ لعبة العروش أم استمرار ال ...
- التطبيع الاسرائيلى السعودى القادم هدفه التطبيع السياسى أم ال ...
- على العالم أن يشعر بالقلق
- واقع المساعدات التركية فى فلسطين
- ارتفاع الشيكل الاسباب والتوقعات
- تيارات الفكر الاسلامى


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناهض الرفاتى - صناعة المأساة والخلاف السياس والدينى