|
مقدمة الباب الثانى من الكتاب : علماء النحو و( المصطلحات )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 8058 - 2024 / 8 / 3 - 18:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى ) الباب الثانى : بين مصطلحات اللسان العربى القرآنى وغيره مقدمة الباب الثانى من الكتاب : علماء النحو و( المصطلحات ) أولا : 1 ـ كلمة ( مصطلح ) يُراد بها ما تعارف عليه قوم أو إصطلحوا عليه بإسم أو وصف . وغنى عن البيان أنه لم يرد فى اللسان العربى القرآنى ولا فى اللسان العربى الجاهلى . هو نتاج الحركة الفكرية والدينية ل ( المسلمين ) ولانقساماتهم الدينية والفكرية التى نبتت فى أواخر العصر الأموى ثم ترعرعت وانتشرت فى العصرين العباسى والمملوكى ، وتنوعت سياسيا وفكريا ودينيا ومكانيا وزمانيا . 2 ـ فى بحث الدكتوراة ( 1975 : 1977 ) عن ( أثر التصوف فى مصر العصر المملوكى ) واجهت مُعضلة المُصطلحات . لا يمكن بدونها فهم الموضوع وبحثه . مبلغ علمى أن منهجية البحث بتحديد المصطلحات لم تكن معروفة قبلى ، كانت الأبحاث التاريخية والأصولية والقرآنية تتم بدونها ، مجرد نقل عن أبحاث سطحية سابقة ، وما يعرف بالنقل واللزق إعتمادا على أن الأساتذة يتفوقون فى الجهل ويتنافسون فيه ، ويهمهم أن يكون التلميذ أعمق منهم جهلا . ولهذا قوبلت رسالتى للدكتور برفض إستمر ثلاث سنوات ، الى أن ووفق على مناقشتها بعد حذف ثلثيها تقريبا ، أى ما يخص أثر التصوف الدينى والأخلاقى . وتم نشر معظمها لاحقا . المصطلحات كانت أساس هذه الرسالة العلمية التى تبحث أثر التصوف فى كل مناحى العصر المملوكى ، فلا بد من التعرف على مصطلحات: 2 / 1 : دين التصوف ، وفى مصطلحاته كُتُب خاصة . 2 / 2 : الدولة المملوكية ، وفى نُظُمها ورسومها وطقوسها كُتُب خاصة وموسوعات أهمها ( صبح الأعشى ) للقلقشندى . 2/ 3 : العلوم التى أثّر فيها التصوف وتأثر بها حيث ساد التصوف السُنّى ، والتعليم السنى فى التفسير والحديث . 2 / 4 : اللسان الذى كان يكتب به مؤرخو العصر والفوارق بينهم ، وهى ناحية دقيقة وهامة ، فاسلوب المقريزى مثلا يختلف عن اسلوب ابن إياس تبعا لاختلاف الزمن والثقافة والمنشأ . 3 ـ بعدها فى منتصف التسعينيات أتممت بحثا منشورا هنا فى ( مقدمة إبن خلدون : دراسة تحليلية أصولية تاريخية ). أتمّ إبن خلدون كتابة المقدمة وتاريخه ( العبر .. ) فى قلعة بنى سلامة ، فى شمال أفريقيا بعد حياة مليئة بالتنقل بين الاندلس وشمال أفريقيا ، ثم حلّ وإستقرّ فى مصر المملوكية حيث قضى فيها حوالى ربع قرن الى أن مات عام 808 . فوجئت فى بحث ( مقدمة ابن خلدون ) بأن له فيها مصطلحات غريبة عن المصطلحات السائدة فى الشرق وفى مصر المملوكية . إستدعى هذا أن أجعل النصف الأول من البحث فى إعادة صياغة المقدمة بأبوابها وفصوله لتكون مفهومة للقارىء فى عصرنا بعيدا عن مصطلحات ابن خلدون وكتابته المغربية . ثم كان النصف الآخر فى البحث والتحليل . الى هذه الدرجة تبلغ أهمية المصطلحات . 4 ـ تتعقّد مشكلة المصطلحات فى البحث فى التراث والتاريخ نظرا لتنوعها الشديد موضوعيا وزمنيا ومكانيا ، ولكن مع هذا يحتفظ المصطلح الواحد بمفهوم واحد فى موضوعه. ليس هذا هو الشأن فى التدبّر القرآنى ، حيث يختلف معنى كلمة ، بل وقد يتناقض حسب السياق . وهذا مع اختلافها عن مصطلحات التراث . لذا فإن منهج البحث أو التدبر القرآنى يحتّم تتبع المصطلح فى السياق المحلى ( الآية وما قبلها وما بعدها ) وسياقها الموضوعى فى القرآن الكريم كله ، ليس هذا فقط ، بل تتبع الموضوعات القريبة من نفس الموضوع . ثم لا بد أن يكون هذا كله طلبا للهداية ومعرفة الحق بتجرّد وموضوعية ، وبدون هوى أو غرض مسبق لاثبات شىء أو نفيه . 5 ـ غاب هذا تماما عن علماء النحو العربى . لا نقول إنهم أهملوا ( المصطلحات ) بل هم أول من إبتدعها وأسهم فى نشرها ، يكفى أن : 5 / 1 : علومهم تحمل مصطلحات من صنعهم مثل : النحو ، البلاغة ، الأدب ، العروض ، الاعراب ، البناء ..الخ ). 5 / 2 : هم الذين إنتهكوا بمصطلحاتهم قُدسية القرآن الكريم ففرضوها عليه أكاذيبهم وشائعاتهم ( العلمية ) تحت مصطلح ( التفسير ) و ( الحديث ) و ( الاسناد ) و ( التأويل ) و ( النسخ ) و ( القراءات ) ..الخ .. ولا يزال المحمديون يحملون هذه الأوزار حتى الآن ، يتأكّد بها هجرهم للقرآن الكريم . 5 / 3 : البداية أتت من علماء النحو بالذات . ( الكسائى ) إمام مدرسة الكوفة النحوية هو أيضا من أئمة مبتدعى ما يعرف ب ( القراءات ) ، لا يدانيه فى شهرته العلمية سوى شهرته فى الشذوذ الجنسى بالغلمان فى عصر تمتع فيه بالحظوة من البلاط العباسى .! 6 ـ موضوع المصطلحات غابة إستوائية متكاثفة ، أرهقنى البحث فى مسالكها . حتى لقد أُضطررت الى إعادة كتابة هذا الباب وفق ترتيب موضوعى وليس زمنيا . أى أن أبدأ بالأساس : الفصل الأول فى مصطلح ( الكلمة ) قرآنيا بين الايمان والكفر ، والفصل الثانى فى مصطلح ( الكلمة ) بين ( اللغة ) و ( اللاجوس ) إسلاميا ويونانيا ومسيحيا ، الفصل الثالث : فى توضيح الاختلاف بين ( اللسان ) و ( اللغة ) . والفصل الأخبر ( الرابع ) فى لمحة عن شلّال المصطلحات الدينية والسياسية والفكرية والطائفية .. أخيرا 1 ـ فى عصر السقوط الأخلاقى والقيمى والسياسى ـ وكل شىء ـ يعلو الفاسد والفساد ، إنه العصر الذى إشتهر فيه فنكوش عبعال صاحب علاج السرطان بجهاز الكفتة ، والذى حصلت فيه الآنسة فيفى عبده على لقب ( الأم المثالية ) للمصريين بسبب إجتهاداتها فى الدين ، وهو العصر الذى يُقدّس شيخ أزهر ليس سوى مركوب للفرعون ، وعصر فرعون يزعم الوحى الالهى و ( ففهمناها سليمان.. غانم ) . قدرنا أن نعيش عصر السقوط هذا ، وأن نقوم بالاجتهاد فى الممنوع والمحظور . 2 ـ هذا الكتاب ـ شأن معظم ما نكتبه ـ كتاب رائد . له سبق الريادة ، ولكنه يحتاج الى الزيادة . يحتاج الى من يكمله وينقده عن علم ودراية ، فبهذا يتقدّم العلم والفكر . وهذه رسالة العلماء والراسخين فى العلم . ( وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) يوسف ). والله جل وعلا هو المستعان .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن ( إستمرارية حكم العسكر / تفاوت / فُرُطا )
-
ب 1 ف 2 : فضل اللسان العربى القرآنى على اللسان العربى
-
عن ( نيتنياهو فى الكونجرس / القصص القرآنى والتاريخ / جنتان )
-
ف1 ب1 : بين اللسان القرآنى واللسان العربى ولهجاته .
-
عن ( رجل غنى / رجل فقير )
-
مقدمة كتاب ( القرآن الكريم وعلم النحو العربى )
-
لمحة عن أثر دين التصوف إقتصاديا فى العصر المملوكى
-
أثر دين التصوف : من التركيب الاجتماعى الى الاقتصاد
-
أثر دين التصوف فى التركيب الاجتماعي فى مصر المملوكية : طبقة
...
-
عن ( زلزال 1992 / فرار الأنبياء يوم الحشر )
-
أثر دين التصوف فى التركيب الاجتماعي فى مصر المملوكية : المجا
...
-
عن ( ربا / يربو / إنتقاد حسنى مبارك فى مصر وقت سطوته )
-
عن : أثر دين التصوف فى التركيب الاجتماعي فى مصر المملوكية :
...
-
عن ( بيع قناة السويس وهل مات السيسى / فى الوصية / تسجيل الأح
...
-
أثر دين التصوف في الزّى وشُرب القهوة عادة إجتماعية
-
عن ( خير أجناد الأرض )
-
أثر دين التصوف في : المبالغة فى الحزن والنوم فى المساجد والت
...
-
عن ( نفى شفاعة النبى يوم الدين )
-
عن : أثر دين التصوف في العادات الاجتماعية فى مصر المملوكية :
...
-
عن ( إسرائيل والصحابة / إلهاء بالفضائح / ليس له سوى سعيه / ا
...
المزيد.....
-
خطيب المسجد الأقصى يحذر: كل المؤامرات الحالية تستهدف تسليم ا
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
-
أ ف ب: حماس والجهاد الاسلامي وافقتا على اتفاق وقف اطلاق النا
...
-
صبري: مؤامرات تهدف إلى تسليم الأقصى لليهود
-
بعد أيام من كارثة -وليمة الدم-.. إعلام سوري يوضح حقيقة إغلاق
...
-
مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
-
أمسية علمية متخصصة حول زراعة الأسنان في سلفيت
-
مصري ارتد عن الإسلام ينتج فيلما ضد حماس لدعم إسرائيل
-
ما بين التخوف من -الإسلام السياسي- و-العودة إلى حضن العروبة-
...
-
اليهود يغادرون.. حاخام بارز يدعو أوروبا إلى التصدي لتزايد مع
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|