|
رد إيران والحزب.. وكأن الولايات المتحدة هي المستهدفة..!
سليم يونس الزريعي
الحوار المتمدن-العدد: 8058 - 2024 / 8 / 3 - 08:09
المحور:
القضية الفلسطينية
تشير التحركات والاتصالات والتصريحات الأمريكية، وكأن الولايات الأمريكية هي المستهدفة بالرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية زعيم حماس في طهران، وأيضا رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر رئيس أركان قوات الحزب في لبنان، باعتبارها قضية أمريكية، وليست مسألة تخص دولة أخرى. وهنا من المفيد تذكير من يحاول الفصل بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة فيما يتعلق بطبيعة العلاقة بينهما، وهي العلاقة التي عبر عنها أصدق تعبير رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، عندما أعلن نفسه عام 1973 "صهيونيا" عندما كان سيناتورا، ثم عاد وأكد ذلك أثناء زيارته التضامنية مع الكيان الصهيوني بعد أحداث 7 أكتوبر بصفه الرئيس، عندما قال إنه "ليس من الضروري أن تكون يهوديا لكي تكون صهيونيا"، وهذا صحيح بالمعني الفكري والسياسي، فهناك صهاينة عرب، وصهاينة مسلمين. يؤيدون مشروع الحركة الصهيونية فلسطين، وبايدن كذلك، بل إنه سبق أن قال في معرض دفاعه في الكونجرس عن المساعدات العسكرية الهائلة لإسرائيل ، "لو لم تكن هناك إسرائيل، لكان على الولايات المتحدة أن تخترع إسرائيل لحماية مصالحها في المنطقة". وضمن هذه الحالة من التماهي يمكن فهم أن الكيان الصهيوني مسألة داخلية أمريكيةـ ليكف على الأقل البعض الفلسطيني عن الفصل التعسفي بين الكيان وأمريكا على صعيد على الأقل الموقف من الشعب الفلسطيني وحقه التاريخي الثابت في وطنه، وهنا لا يبدو مستغربا أن يبادر رئيس الولايات المتحدة بالاتصال بنتنياهو لمناقشة ما سماها الاستعدادات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل للرد على الهجمات الانتقامية من جانب إيران وحزب الله، كونه يتعامل مع حق إيران وحزب الله بالرد باعتباره يستهدف استثمار أمريكا التاريخي ممثلا في الكيان الصهيوني . لكن أمريكا تريد أيضا أن يساهم شركاؤها العرب في حماية استثمارها الصهيوني، بالتصدي لرد الفعل الإيراني كما فعلوا في 13 أبريل الماضي بعد عدوان الكيان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق وسقوط قتلي من الحرس الثوري، وقد كشفت المتحدثة باسم البنتاجون أن واشنطن: "تتواصل مع من سمتهم شركاء أمريكا في المنطقة لدعم الدفاع عن إسرائيل وضمان استمرار الشحن التجاري عبر البحر الأحمر. وكون المسألة أمريكية تماما فإن وزير الحرب الأمريكي لويد أوستن سيقود وفق نائبة المتحدث باسم "البنتاغون" سابرينا عملية نشر قوات أمريكية إضافية في الشرق الأوسط لتعزيز دفاعات إسرائيل. و"سيبذل الوزير العديد من الجهود لإعادة تنظيم القوات وتعزيز حماية القوات الأمريكية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وتوفير دعم معزز للدفاع الإسرائيلي وضمان استعداد الولايات المتحدة للرد على الأزمة الناشئة". لكن ما ليس مؤكدا حتى الآن، هو ما يتعلق بحشد حلفاء أمريكا من الدول العربية هذه المرة، وهي نفس الدول التي سبق أن دافعت عن الكيان الصهيوني في مواجهة طهران في 13 أبريل الماضي، لأن من جرت تصفيته فجلا 31 يوليو هو زعيم حماس ، حركة المقاومة الفلسطينية، وليس جنرالا إيرانيا، مثل المرة السابقة. وفي إطار قيادة واشنطن للرد على استهداف أيران المتوقع للكيان الصهيوني الذي أخترق كل الأعراف والقوانين واغتال أحد ضيوفها على أراضها، أبلغ أوستن وزير الحرب الصهيوني يوآف جالانت بإجراءات إضافية تشمل تغييرات في وضع القوة الدفاعية الحالية والمستقبلية، التي ستتخذها الوزارة لدعم دفاع إسرائيل". وهذه الخطوة قد تشمل نشر قوات إضافية في المنطقة. وفي الوقت الذي فيه تنتظر واشنطن والكيان الصهيوني أن يكون رد إيران وحلفاءها على هذه الجرائم واسع النطاق على إسرائيل خلال الـ 72 ساعة المقبلة. لهذا تنوي واشنطن وفق نيويورك تايمز نشر طائرات مقاتلة إضافية في الشرق الأوسط. وربما السؤال هنا هو: لِم تحاول واشنطن حشد أدواتها من العرب ضمن مشروعها للتصدي لكل من إيران وحزب الله؟ وجوهر السؤال ليس لأنها أكبر قوة في العالم، ولكن لأن لها وجود عسكري كبير جدا في الشرق الأوسط، إذ يتمركز نحو 30 ألفا من جنودها بشكل دائم في العشرات من القواعد العسكرية المنتشرة في أكثر من 15 دولة في الإقليم، إضافة إلى عشرات آلاف أخرى تتغير بحسب المناسبات والظروف، مع ترسانة ضخمة من الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة، فضلا عن الأساطيل الحربية الموجودة بشكل دائم في المياه المحيطة بالمنطقة، إضافة إلى التعزيزات المؤقتة في زمن التوتر والأزمات. وتحصل القوات الأميركية على تسهيلات واسعة تتضمن القيام بمناورات عسكرية مشتركة، وحق استخدام المجال الجوي والموانئ والمطارات والمعسكرات، والحصول على خدمات الوقود والصيانة وتخزين الأسلحة في أكثر دول المنطقة، الأمر الذي منحها حرية ومرونة بالغة في الحركة برا وجوا وبحرا. لكن هل تلك الدول العربية على استعداد أن تعادي طهران، بمنعها بالقوة من ممارسة حقها في الرد على جريمة موصوفة؟ وهي الجريمة التي لا يمكن لعاقل تصور إقدام الكيان الصهيوني عليها دون ضوء أخضر أمريكي، في حين أنه "ليس للعرب فيها ناقة ولا جمل"ـ، ولكن المشاركة إن حصلت فهي تأتي خدمة مجانية للكيان الصهيوني، وهو الذي يشن حرب إبادة ضد أهل غزة، وحرب غير معلنه في الضفة الغربية، وأيضا خدمة لمصالح الولايات المتحدة الشريكة له في هذه الجرب؟ فيما إيران باقية سواء اتفقت أو اختلفت معها في جغرافيا المنطقة، لكن الكيان الصهيوني إلى زوال، ليس لأننا نريد ذلك، ولكن لأن هذه هي طبيعة الأشياء، وكون هذا هو ما يعتقده مستجلبيه كبارهم قبل صغارهم، إضافة إلى أنها الحتمية التاريخية أن يستعيد أصحاب الأرض أرضهم ، وتنتهي الخرافة.
#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-إسرائيل -.. وحديث التغكك
-
اغتيال هنية ورسائل نتنياهو للداخل والخارج
-
جريمة معتقل سدية تيمان..تقول لنتنياهو..من هم الهمج..؟!
-
الوحدة الوطنية.. وثقافة الوطن الغنيمة..!
-
غزة.. والتباس مفهوم الصمود
-
محمود عباس.. عندما تكون اللغة مفارقة
-
مقاربة.. النقد في مواجهة تصنيم الوقائع والوسائل والأدوات
-
هل ينجح اتفاق بكين في إحباط مشاريع الوصاية؟
-
عندما يزعم الفاشي بتسلئيل سموترتش أنه ديمقراطي..!
-
رأي محكمة العدل الدولية.. وخرافة نتنياهو عن -أرض الآباء-*
-
أمام وعيد ترامب.. هل تتجاوز حماس وفتح الخيبات السابقة?
-
انفجار فقاعة الحريديم.. وهشاشة الكيان الصهيوني
-
حماس وشبح ترامب ونهاية فترة استثمار الوقت
-
نتنياهو.. مجازر.. تجويع.. مرواغة بانتظار ترامب
-
المصالحة التركية السورية..بين إرادتي الطرفين وألغام المتضرري
...
-
درس اليسار الفرنسي.. ودور اليسار الفلسطيني
-
توافق حمساوي- إسرائيلي على إطار الصفقة.. ولكن!
-
الضفة.. كانت وما زالت هي المستهدفة
-
انفجار فقاعة الحريديم لن تكون آخر متاعب نتنياهو
-
اليوم التالي.. وفخ الوصايةالأجنبية
المزيد.....
-
الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا
...
-
شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
-
استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر
...
-
لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ
...
-
ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
-
قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط
...
-
رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج
...
-
-حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
-
قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
-
استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|