عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8057 - 2024 / 8 / 2 - 16:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تكاد الديانة اليهودية تخلو من حساب الآخرة. لماذا وما السر؟
الإجابة تستدعي العودة إلى بدأت الديانة الموسوية، كإستمرارٍ للتوحيد الأخناتوني، وردة فعل على الديانة "الأمونية" الرسمية، في عصور غبرت، حيث محت الأخيرة ذكر "آتون" واضطهدت عابديه وهدمت هياكل عبادته. ولما كانت الحياة الآخرة تشغل مكانة كبيرة في الديانة الاتونية، كان لا بد من إلغاء فكرة الحياة الآخرة والبعث والحساب في الديانة الجديدة، أي اليهودية آنذاك، التي تصارع جاهدة للفوز بقلوب الناس وانتزاعهم من سيطرة إله العالم الأسفل "أوزيريس"، وفق أساطير المصريين القدماء. فلقد كان لهذا الإله مكانة لدى الطبقات الشعبية في مصر القديمة. لم يكن انتزاع تأثيره في النفوس ممكناً، من دون إلغاء فكرة العالم الأسفل، الذي يرمز إلى الحياة الآخرة والبعث والحساب.
سبب آخر، يتعلق بكتبة التوراة ومدونيها. فقد جعلوا من "يهوه" خادماً لشعبه المختار وطوع بنانه يفعل لهم ما يريدون ويتمنون، بل ولا يتورع عن المشاركة في حروبهم والتخطيط لها ليضمن لهم النصر.
القوم ليسوا بلا ذكاء أبّاً عن جد، وخاصة في توظيفهم أساطير الأولين، وعلى وجه التحديد أساطير السومريين والبابليين والكنعانيين والمصريين القدماء !
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟