أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس أدبية وفكرية 248















المزيد.....


هواجس أدبية وفكرية 248


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8057 - 2024 / 8 / 2 - 16:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العري من أجل الإثارة ليس عريًا، هذا تعري، تسويق رخيص لبضاعة استهلاكية سخيفة.
الحضارة الذكر، تخاف العري، أنها تبحث عن مختلف الأساليب، كي تبقى مغطاة بكل أنواع الثياب.
جاءت معبأة بالرموز من، خارجها وداخلها، لتغطي على قبحها وظلمها وتراتبيتها الاجتماعية والمكانة.
العري يفضحها، يقلل من شأنها، سيحول قيمها إلى شيء نافل، وسيدمر مرتكزات هذه الذكورة المريضة المقموعة، وسيضع بنيتها الداخلية للفرجة.
إن الفرجة تعاكس التكوين البنيوي لهذه الحضارة المستلبة، التي لا تعيش إلا في اجواء العبودية والخفاء والاستلاب، تمشي على عكازات منخورة موجودة في داخلها.

اعتبر الصيد حالة وجدانية صوفية، حالة فردانية هائلة حتى لو كان الصياد مع الجماعة، فيه تأمل وصبر وانتظار، يحتاج إلى إنسان حالم، نقي القلب، جميل وهادئ، متأمل يقف ساعات طويلة وحده وجهًا لوجه مع الماء الصامت أو البرية سواء كان نهرًا أو بحر أو ترعة أو براري وحشية أو أليفة.
لم اقرأ عن التكوين النفسي للصياد، بيد أنك ترى الفرح يتراقص في عينيه عندما يستعد للصيد، وشغف الانتظار مرسومة على محياه وكأنه ذاهب لملاقاة حبيبه، بله أكثر.
لا أعرف بماذا يفكر وما هي الدوافع الباطنية لهذا اللقاء مع الطبيعة، ولماذا هذا الفرح الغامر، وما هو الدافع الاصيل الذي يجعله يعيش عزلة كونية عميقة لوحده ساعات وساعات، بعيدًا عن ضجيج الناس والحياة وتقلباتها.
العام الماضي ذهبت مع الصديق حنا صالو في هذه المغامرة. اعتبرها مغامرة، لإن الإنسان الذي في داخلي مختلف تمامًا عن التكوين النفسي للصياد، لأني كائن غير صبور، ولا أحب الانتظار، ومزاجي وتكويني النفسي لا يتقبل الصبر الطويل أو الهدوء.
أنا في حالة قلق، في حالة حركة ونشاط دائم، مملوء بالتحفز، حيوي وسريع الاستجابة لكل ما يحيط بي، أريد الوصول إلى الغايات دون انتظار طويل.
جلست في مواجهة النهر البائس، في مكان لا يتجاوز المتر، ساعتين، يحيط بنا الزل من كل مكان. وكما أعرف نفسي شعرت بالملل والرغبة في العودة إلى البيت تاركًا صديقي لوحده.
لم يتكلم النهر معي، لم يغني لي، كما لم يرقص، كان خاملًا على السطح، وسمكه لم يكن يشجعني على البقاء، وهناك نفور يدفعي لمغادرة المكان.
وضع حنا سنارتين الواحدة بالقرب من الأخرى، وجلسنا نتحدث وننتظر السيد السمك أن يأتي، لم يتحركا، ولم ينقرا العجين، ولم يمنحاني أي رغبة في تكرار التجربة، أنهما سارا مع رغبتي الداخلية أن أبقى بعيدًا عن هذا البقاء هناك.
حنا إنسان مختلف عني في العمق والسطح، كائن صبور كصبر الجمل، هادئ، رقيق متأمل صامت، تنظر إليه لا تقرأ في عينه أي شيء، بيد أنه عميق جدًا، أنه ثروة حقيقية في هذه الغربة الصعبة وفي الحياة. يملك الصفات العظيمة كالشهامة والأمانة والصدق والاستقامة والفهم العميق الصامت للحياة والناس.
هناك علاقة حقيقية موضوعية بين الصفات التي يتمتع بها حنا والصيد، لهذا فإن طبيعته الباطنية هي الأنبل، لأن لدى الصياد علاقة مع الإنسان الأول، عندما كان وحيدًا في مواجهة هذه الطبيعة يصارع أيام وليالي من أجل البقاء، وحاجته إلى الاصغاء والتأمل والصبر والعزلة.
ربما هنا يكمن الفرق بين الرجل والمرأة، سيكولوجيًا وجسديا وعقليًا ورؤية للحياة والمستقبل، في خيارات الأثنين وطريقة تعاملهما مع الحياة. الرجل ينظر إلى الحياة بطريقة مختلفة تمامًا عن المرأة، هذا الاختلاف أراه جوهريًا، كلاهما له طبيعة نفسية وتكوين نفسي، لهذا تراهما يلتقيان في الليل ويفترقان في النهار.
يجلس الصياد والسيكارة في فمه، ينسى الدنيا كلها في هذه اللحظة، بتقول كانه يمارس الجنس مع معشوته، تبقى عينه مركزة بالكامل على الخيط.
انقطاع غريب عن كل شيء باستثناء الخيط تبع السنارة.
اعتقد جميع الصيادين هكذا ينفصلون عن العالم كله في لحظة الصيد.
إذا رحت مع صياد ما، بأكيد راح اجننه من كثر الحركة والنطنطة، لأني أنظر للصياد باستغراب حول اهتمامه وسلوكه.

نحن نحزن كثيرًا عندما لا يتم بيعنا في السوق.
نتحول إلى نكرة عندما قيمتنا لا تساوي القيمة التسويقية المطلوبة.
قيمتك لا تساوي الفلس لأن البائع لا يشتريك.
قيمة الإنسان يحددها السوق.

طالما تاريخنا مقدس، وجميع شخصياته مقدسة، سنبقى نخرج شخصيات مريضة لديها جنون العظمة.
التاريخ هو صراع، لا أخلاق فيه لهذا يجب قراءته قراءة واقعية، والا سنبقى منفصلين عن العالم المعاصر.
قراءة التاريخ واقعيا سيجعلنا متواضعين، طبيعيين.
أما بالنسبة للجنة والجهنم، مفهومان منفصلان عن الواقع، لا يوجد دليل عقلي، عقلاني على حضورهما، سنضع احتمالا أن الله سيبدل رأيه، ويلغيهما في المستقبل.



عنيد كالصخر، لا يقبل مشورتك ورأيك، وينظر إليك باستعلاء وفوقية، ويتعامل مع كلامك على أنه شيء نافل.
وعندما يقع، ويفج رأسه، يأتي إليك باكيًا، أنت بالتحديد، ينحب عند مسامات أنفك.
عند مسامات أنفك بالتمام والكمال.
وعندما ينسى الجرح، يعود إلى سابق عهده كما كان، يرقص ويضحك ويلعب.
وأنت مضطر أن تمسح دموعه وجرحه مرة بعد أخرى، وفي كل مرة يقع، يبكي ويشنج ويرتمي على صدرك ويديك
هذا حال أغلبنا مع الصغار.


سماح الحكومات العربية المتعاقبة للطوائف أو الملل في تسيير شؤونها الدينية والداخلية هو دافع كبير لانغلاق كل طائفة أو ملة على نفسها.
يفترض أن يكون الدستور جامعًا للمواطنين جميعا دون مرجعية دينية أو قومية.
جزء كبير من الإنقسام الذي نراه في مجتمعاتنا، نابع من الانقسام الذي كرسته قوانين هذه الدول، وجعلت كل فرد له مرجع خاص، هو طائفته أو دينه أو قوميته.


أنهم بشوق العاشقين للعودة إلى حضن القائد، ملامسته، والارتماء في حضنه الدافئ، والبكاء فوق خصيتيه الثمينتين.
لقد خذلتهم الأيام، أبعدتهم عنه، لذلك يعيشوا الحسرة والألم والقهر.
بيد أنهم يتحينون الفرصة والوقت المناسب من أجل العودة إليه، لأن البعد عنه يؤرقهم، يدخلهم في بيت الهواجس والارتياب.
عاشق الدكتاتور لا يشعر بالأمان والراحة النفسية إلا بالقرب منه، يغني له ويصفق.
وفي الغرب مازالوا على ولاءهم له، لم تغيرهم السنون ولم تبدلهم الأيام، ففي ظله يسرقون ينهبون يختلسون ويمارسون كل أنواع الموبقات ثم ينذرون الشموع، وينامون بالقرب من حذاءه القديم

إلى أين تذهب تركيا.
الموقع الجيوسياسي التركي قلق جدًا يحول السياسة في هذا البلد إلى مكان متأرجح نتيجة تأرجح خارطته.
تعيش تركيا الأن تناقضًا بين انتماءها ورغبتها، بين تكوينها النفسي وطاقتها الروحية ومصالحها، بين الشرق والغرب.
منذ القرن الثالث عشر اتجه السلاطين العثمانيين نحو الغرب، وعينهم على اللقمة الكبيرة، أوروبا.
احتلوا البلقان كله وتوغلوا في العمق وتوقفوا عند أسوار فيينا.
القدر قال لهم:
توقفوا هنا. لا تتزحزحوا، لا مزيد من التغلغل في الغرب.
وكانت فيينا فاصلًا بين عالمين متنافرين متنافسين استمر لعدة قرون.
عندما بنى قسطنطين الكبير مدينة استانبول كان يدرك أن لها قدمان لا جسد يربطهما في بعضهما، قدمان يتأرجحان في مكانهما، أحدهما في الشرق والأخر في الغرب.
مدينة الانفصال والتوحد، البعد والقرب، عاشقة لنفسها والآخرين ولا تحرم أي عاشق أن يغادر حبها، هي لذاتين منفصلين، محبة لقلبين متيمين، لذوات كثر. عين على الشرق بكل سحره القديم وجماله الروحاني وحنينه إلى الماضي، إلى الآلهة الذين عبروا البوسفور ذهابًا وعودة، وجيوشًا محملة بكل عدة القتال وفي الاتجاهين، عبرها الفرس وعادوا أدراجهم وعبرها الاسكندر الكبير أيضًا، وما زال البندول يتأرجح بين هنا وهناك، بالرغم من أن الزمن تغير وغير وقلب المسافات كلها.
اليوم، الغرب يريد تركيا كامل مكمل غير مجتزء سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، تابعًا أمينًا للحلف دون أي رفض أو تذمر. وإن تكون رأس حربه في الصراع الدائر في العالم الحالي أو ما يسمى سياسة محاربة الإرهاب.
هذا التأرجح بين الشرق والغرب يجعلها تعيش على قدمين قلقين غير مستقرين سيدفعها إلى الضياع فيما إذا لم توزن خطواتها بدقة شديدة.
العلاقة مع الغرب يدفعها للعودة إلى الشرق، إلى انتماءها. وهذا يعني تغيير كل التحالفات والسياسات وتحمل تبعات هذا الخيار.
وإن الذهاب إلى الغرب فيه حسرة على الشرق ومخاطره، في هذه الحالة سترجم من قبل الغرب وسيتم طردها من فردوسه.
إن تركيا أمام خيارين صعبين متناقضين أحلاهما مر.

بعد أن ذاق القهر والغربة ملوحة لحمك، وتسمم جلدك، هذا يعني أن جرحك المفتوح على الجرح لن يشفى.

كان والدي مسكونًا بحب الطبيعة والأرض، يحملنا في الصباحات الصيفية المنعشة إلى هناك، إلى مصب الأحلام. يوقظنا من النوم عندما تكون أجنحة السماء غافية. نضع كل مستلزمات الصباح في السيارة:
طاولة، جبس بطيخ وجبنة بلدي، خبز تنور تحضره والدتي قبل بيوم، خبز بايت من الفرن. زيتون، جبن بلدي، مربى مشمش وورد، وتين وقرع.
ننطلق قبل الساعة الخامسة، عندما يكون الناس نيامًا أثناء العطلة، يوم الجمعة.
يتحاشى والدي الذهاب من وسط مدينة رأس العين، الشارع الوحيد الذي يمر فيها جميع الناس ويقسم المدينة إلى قسمين ويوزع السكان على بقية الأحياء حتى لا يستفز المخبرين أو البعثيين الذين كانوا عيون النظام على الشاردة والواردة. حتى لا يقولوا أن هناك سيارة للدولة فيها أطفال وامرأة. ويستخدمها الموظف للأغراض الخاصة. بالرغم من أن والدي كان يأخذ أذنًا من رئيس المصلحة قبل الذهاب بهذا المشوار الصغير بيوم واحد لمسافة تقدر بأقل من ثلاثة كيلومترات.
ننطلق من البيت مسافة مائتي متر باتجاه الغرب ثم ندور نحو اليسار، نمر عبر الثكنة الفرنسية القديمة المتموضعة فوق تلة أو مرتفع عن الأرض مسافة بضعة مئات من الأمتار. ندخل فج أو طريق بين تلين إلى أن نصل إلى الملعب البلدي المكشوف، ثم نعبر المطحنة إلى أن نصل إلى الينابيع.
كانت الحياة بسيطة في ذلك الزمن، معجونة بالشهقة الجميلة. وتمر كدعابة أو حلم ملون يناجي طيف السماء.
في هذا المكان ترقص بحار المياه العذبة فوق طبقة التراب النائمة كفاكهة على غصن أخضر. هذا الماء البللوري يمتد كجذر مرتبط بالأرض وأشجارها, وفوقه تسطع غمائم السحر وشبابيك الشمس وغابة الحياة.
المكان عذب وساحر. ولا سحر أجمل من ينابيع رأس العين في العالم كله.
مع الأسف كنا نملك أجمل بقعة في هذا العالم. زينة من الطبيعة البكر وهبتها لنا على طبق من صفصاف. وضيعناه إلى الأبد.
عندما نصل إلى نبع عين رياض يوقف والدي السيارة في مكان مظلل بالشجر، بعيدًا عن العيون.
ننزل وندخل غابة صغيرة عبر ممر مملوء بالأشجار مسافة بضعة أمتار. على امتداد البصر ماء وينابيع. أخذنا أقرب مكان لنا. عين حمزة. نبع دائري قطره أقل من أربعة أمتار. وينساب منه الماء كشعر صبية جميلة في مقتبل العمر. على الضفة نفرش الطاولة ونجلس. تقشر أختي وأمي البطيخ ويحضران الفطور. أنزل إلى الماء برفقة والدي ونسبح. العمق لا يتجاوز المتر. عندما أقف أحس بالرمال تدغدع رجلي وأصابعي. ترقص الرمال الصغيرة المذببة تحت تأثير أندفاع الماء من جوف الأرض كطفل ولد للتو. ينسحب الماء من جسد الأرض ويسير فوقها كغطاء من الورد ويستمر إلى ما نهاية كنبض وعطاء.
كنت أرى قدمي. والأسماك الصغيرة يلعبون بأصابعي. أرى الماء الصافي العذب يلعب في مسامات الصباح الباكر ويضخ الحياة في شرايين الحياة.
ويحتمي هذا العري الكوني بالضوء ولعبة الحياة.
لم اكتف بهذا النبع، أقول لوالدي:
ـ أريد ان أذهب إلى نبع رياض أنه على بعد ستة أمتار. هناك النبع أوسع مفتوح على نبع أخر. أريد أن أسبح في فضاء أكبر.
ينهرني بكلام قاس:
ـ أنت طفل عجول. تحب التنقل من مكان لآخر. لا تستطيع البقاء في مكان واحد. ما الفرق بين هذا النبع وذاك؟ نريدك أن تبقى معنا، مع أمك وأخيك وأخواتك. لماذا تحب أن تتميز عنا؟
ـ لقد سبحت سابقًا هناك مرات كثيرة. لا أحب هذا النبع، أنه صغير ولا يفي بامكاناتي كسباح ماهر.
ـ هذا هراء. النبع هو النبع. وإذا أخذتك إلى نبع عين حصان ستطلب عين الزرقاء. وإذا أخذت إلى عين عروس ستطلب عين الحصان، وستطلب عين الكبريت وعين بانوس وقطينة. المشكلة فيك وليس في النبع. لا اسمح لك أن تتركنا وتذهب وحدك. الا يكفي أنك تقضي معظم أوقاتك بين كرة القدم والسباحة في الينابيع.
نفطر هناك. ونتمتع بالصفاء والجمال. العصافير والبلابل والطيور يغردون طوال الوقت. الحياة هادئة. والناس بسطاء. لم تتلوث الحياة في بلادنا بالطائفية أو الانتماءات المذهبية:

بخروج رياض الترك نكون قد أسدلنا الستار على مرحلة سياسية كاملة من عمر سوريا الحديث الذي يمتد منذ عهد الاستقلال وإلى اليوم.
سلم جميع المفاتيح وخرج. ولم يبق أي شيء محرز يمكن الدفاع عنه.
يمكننا البكاء على نضالاتنا التي ذهبت هدرًا في مهب الريح.

المعارضة المسلحة والمافيا العدمية يتصارعان عسكرياً دون سياسية. وليس في جعبتيهما حماية المدنيين ومصالح الناس العاديين.
عندما لا يكون هناك سياسة, برنامج سياسي في الصراع فإن سوريا تتجه نحو العدم.
إن إسقاط أحدهما للأخر لا يعني هذا انتصار للمجتمع والدولة أو انتهاء الأزمة.
ولا يوجد في أجندتهما شكل الدولة القادم, وما هو دور المجتمع فيه.

تابعت الحوار الهادئ في الاتجاه المعاكس بين د. أسامة الملوحي و د. كمال اللبوني.
أشار د. أسامة الملوحي في مداخلته أن لا فرق بين الإسلام السياسي والدين الإسلامي. هذا يطرح علينا السؤال التالي:
ـ فيما إذا وصلتم إلى السلطة ماذا تريدون بالضبط؟ هل تريدون حكم الشورى أم النظام الديمقراطي؟ هل ستكرسون الدين كنهج وشرع في الحياة المعاصرة؟ وستنبذون فصل السلطات؟ أم سيكون لكم برلمان ومؤسسات معاصرة ودستور وحياة سياسية وحريات عامة وخاصة؟ هل ستتدخلون في الشؤون الشخصية للناس في المأكل والمشرب والملبس والصلاة والصيام أم ستتركون الناس يقررون حياتهم على سجيتهم؟
لقد حقر العلمانيين وخونهم واتهمهم باسوأ الكلمات, واعتبر المسيحيين ذميين, بمعنى أنهم درجة ثانية أو ثالثة, هو من يقرر درجتهم من موقع القيم على الدولة والمجتمع, بيد أنه لم يقل كيف سيدير السلطة وبأية آلية في عصر الانفتاح الثقافي والإعلامي والمالي والبنوك والتعاملات؟
ثم لا أعرف أن كانت هذه الحوارات مجدية أم لا؟
حقيقة نحن أمام معضلة صعبة لأن من يقاتل على الأرض هو بلا مشروع مع سلطة عدمية بلا مشروع أيضاً.

دولة المؤمن هي دينه. يؤمن المؤمن بقوانين الدين وأفكار الدين, الأوامر والنواهي التي تصدر عنه.
أغلبنا يتعامل مع الدولة الحديثة من الخارج, كحاجة مفروضة علينا, بيد أننا نرميها خلفنا بمجرد أن ننهي تعاملنا معها.
لم يمر على تاريخ المنطقة دستور وضعي أو قوانين وضعية. القوانين كانت نابعة من جوهر النصوص الدينية وتطبق عبر العرف.
وكان هناك محاكم, تشريعات نابعة من أدبيات الدين.
في الحقيقة نحن نكره الدولة الحديثة, نعتبرها عبء علينا ومؤسساتها غريبة علينا. لهذا لن تنعم الدولة في بلادنا وتستقر بهذا التفكير. وسيبقى مفهوم الدولة, مفهوم غريب عنا لانه يتناقض مع جوهر تفكيرنا القائم على الدين.
كل فكر, مجتمع, ينتج مفاهيم على مقاسه وينسجم معه. ولا يمكن بناء مؤسسات أو دولة حديثة معاصرة بفكر من خارجه.
أغلب الدولة العربية لديها دولة شكلانية بيد أن الممارسات تعود إلى ما قبل زمن الدولة المعاصرة.

نحن بحاجة إلى خط ثالث, لا للسلطة ولا للمعارضة المشبعة بالمال السياسي والعسكري.
نحن بحاجة إلى خط وطني ديمقراطي وفق برنامج سياسي مرحلي وقيادة سياسية من داخل الوطن.
الثورة اليوم تسير كالعواصف التي تتحرك حسب مشيئة الريح.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس عامة 247
- هواجس ثقافية وسياسية 246
- هواجس متنوعة 245
- هواجس متعددة 244
- هواجس عامة 243
- هواجس وتأملات 242
- تأمألات 241
- هواجس الديمقراطية والعبودية ــ240 ــ
- هواجس وتأملات 239
- قراءة في كتاب آرام كرابيت 238
- تأملات ثقافية وسياسية 237
- تأملات في الثقافة ــ 236 ــ
- هواجس وتأملات في الشأن العالمي ـ 235 ـ
- هواجس الديمقراطية 234
- هواجس فكرية وأدبية 233
- هواجس ثقافية وفكرية ـ 232 ـ
- هواجس ثقافية وسياسية ــ 231 ــ
- هواجس ثقافية ـ 230 ـ
- هواجس ثقافية ـ 229 ـ
- هواجس ثقافية وسياسية ـ 228 ـ


المزيد.....




- زعيم حركة طالبان يأمر بشن حملة صارمة على الاتجار بالبشر
- المرشد الأعلى الإيراني يتوقع ظهور مقاومة جديدة في سوريا
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد أن الغرب يخلق الفوضى في سوريا.. ...
- كيف يستقبل مسيحيو الشرق أعياد الميلاد هذا العام؟
- الشرطة الألمانية تنفي أن تكون دوافع هجوم ماغديبورغ إسلامية
- البابا فرانسيس يدين مجددا قسوة الغارات الإسرائيلية على قطاع ...
- نزل تردد قناة طيور الجنة الان على النايل سات والعرب سات بجود ...
- آية الله السيستاني يرفض الإفتاء بحل -الحشد الشعبي- في العراق ...
- بالفيديو.. تظاهرة حاشدة أمام مقر السراي الحكومي في بيروت تطا ...
- مغردون يعلقون على التوجهات المعادية للإسلام لمنفذ هجوم ماغدب ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس أدبية وفكرية 248