أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - أزمة البحث عن نص : العقلية التلقينية والعقلية الإبداعية















المزيد.....

أزمة البحث عن نص : العقلية التلقينية والعقلية الإبداعية


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19 - 10:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من المعلوم من الدين بالضرورة بل ومن أبسط البديهيات أن النصوص الدينية المقدسة نصوص متناهية في العدد وفي الوقائع التي نزلت من أجلها النصوص الدينية لمعالجة أزمة أو مشكلة أصبح لها وجود فارض ذاته علي المجتمع الذي نزل فيه النص الديني المقدس فارضاً ذاته وواجداً الحل الأمثل للمشكلة أو الأزمة التي من أجلها كان من لزومياتها وجود النص الديني صاحب القداسة العليا في التطبيق والإمتثال له فيما يأمر به أو ينهي عنه حسب ملابسات وظرفية المشكلة أو الأزمة الكائنة بمجتمع النص .
ولما كانت النصوص متناهية في عددها وفي ظرفية وتاريخية وجود وقائعها فلذا دائماً مايلجأ أنصار الحلول الدينية الجاهزة لكافة المشاكل والأزمات التي تواجههم في حياتهم الدنيا وفي معاشهم إلي البحث عن نص ديني يحتمي به أنصار الحلول الجاهزة وذلك حتي يريح ويستريح من مشقة وعناء إعمال العقل والتفكيرفي المشاكل الناهضة في مجتمع من المجتمعات , ومع ذلك توجد الأزمة وتستمر في محاولة وكأنها تشبه في ظاهرهاً تحدياً للنص الديني المقدس الذي أراد له أنصار الحلول الدينية الجاهزة التطويع لحل جميع المشاكل في كل الجغرافيات الأرضية وكل الأزمنة التاريخية من باب أن الشريعة الإسلامية صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان وكأن الشريعة الإسلامية هي جملة أو مجموعة من النصوص الدينية الصالحة للتطبيق في كل زمان ومكان فقط من خلال النصوص الدينية المقدسة المحصورة في عدد محدد ووقائع معينة بذاتها يمكن القياس عليها في بعضها من خلال الوقائع المتماثلة والمتشابهة , ونصوص أخري ذات وقائع محددة ومعينة بذاتها لايمكن القياس عليها أو لايمكن إحداث نوع من المماثلة أو المطابقة عليها من ناحية الوقائع التاريخية التي عالجها النص الديني المقدس وتجمدت عن حدود تلك المشكلة أو الأزمة , ناهيك عن نسيان أو تناسي بعض الأزمات العصرية والمستحدثة التي فرضت نفسها علي الواقع الإجتماعي / الإنساني في صورة تساؤلات ملحة تبحث لها عن إجابات لدي المختصين من أهل العلم والطب والإقتصاد وخبراء الإستراتيجيات العسكرية الحديثة , إلا أن أصحاب الحلول الدينية الجاهزة دائماً مايعجزون عن إيجاد الحل ويتم إتهام البعض بالعجز والقصور عن إيجاد النص الديني الملائم حتي يتم إنزاله علي الواقعة الإنسانية / الإجتماعية في أبوابها المتعددة ويتهم العقل البشري بالقصور والعجز عن إستخراج النص المقدس أو حتي حل من ضمن الحلول الواردة في كتب التراث الديني من أراء الفقهاء والمفسرين والمحدثين وغيرهم من أهل الرواية وأهل الفقه والحديث والتفسير.
أين الأزمة ؟
أزمة البحث عن نص ديني يحتمي به أصحاب الحلول الدينية الجاهزة تكمن في العقليات المأسورة داخل الماضي البعيد عن أرض الواقع بما يحمله من مستجدات علمية وحضارية مستحدثة مع تمسكها بتلابيب النصوص الدينية دون وعي أو فهم أو إدراك لدرجة أنهم لايستشعرون بحجم الأزمة التي يصنعوها للنص الديني المقدس مظهرين النص في حالة عجز وقصور عن أداء الدور المطلوب منه أو المنوط القيام به من خلال فهم مايرمي إليه النص الديني المقدس , جاعلين النص في حالة أسر تام وتكبيله بالقيود والأغلال مانعين إياه من القدرة عن مغادرة الجغرافيا والبيئة التي وجد فيها النص الديني المقدس لدرجة أنه يصبح له تاريخية واقعية عاجزة عن الذهاب إلي الواقع أو إستشراف آفاق المستقبل بما يحمله الحاضر من مستجدات وما قد يحمله المستقبل من مضادات للنص الديني !!
والأزمة تكمن في العقلية التلقينية التي تعودت علي التلقين والأخذ عن الغير والتي تقوم بدور التلميذ الذي مازال في طور الطفولة الدينية التي لم تجبل علي الفطام حتي نهاية الحياة وإن وصل إلي أرذل العمر أو بلغ من الكبر عتياً , هذه العقول التي تربت علي مائدة المشايخ بما تحمله من وجوبية السمع والطاعة للشيخ أو المعلم سواء كان من أهل الفقه أو التفسير أو الحديث أو العقائد , فلايمكن لأي عقلية تعودت وتربت علي اسلوبية الأخذ عن الغير والبحث في كتب السابقين سواء كانوا من الخلف أو السلف أو المحدثين , والذين حصروا أنفسهم في إطار الفقه الديني وعزلوا أنفسهم عن فقه الحياة الدنيا بما يحمله من علوم وفنون وآداب ورياضيات مروراً علي الطب والهندسة والصيدلة والقانون والحفريات وعلوم البحار وعلوم الفضاء وعلوم الطاقة الذرية والنووية والصناعات الحربية والعسكرية إلي العديد من فروع العلم والمعرفة اللانهائية والتي تصطدم قضاياها مع النصوص الدينية التي يجهلها من يعتقد أنهم يفهمومنها من خلال إسقاطهم للنصوص الدينية علي قضايا العلم والطب والصيدلة والهندسة في حين أنها علوم مدنية صرفة ويريد أصحاب العقلية التلقينية التي تربت علي السمع والطاعة أن يكون لهم رأي نافذ في قضايا العلم والطب بإسم الدين ويريدوا أن يجعلوا النصوص الدينية حاكمة لكل القضايا العلمية .
والمشكلة تكمن في أن أصحاب العقلية الدينية التلقينية تجدهم منعدمي المواهب والقدرات العقلية والبدنية فهم مشغولون بقضايا فرعية وليس لها أساس في التحضر والتقدم ورقي المجتمعات وباحثين عن النصوص التي تحث علي العبادات والطاعات فقط دونما عقل أو تفكير في النصوص التي تحض علي العلم والعمل والتي تعلي من شأن قيم التسامح والحرية والعدل والمساواة والمؤاخاة بين البشر , بل تجد هذه العقليات التلقينية تبحث عن نصوص الحرب والقتال والجهاد وتقسيم العالم إلي معسكرين معسكر للكفر ومعسكر للإيمان وحينما يتحدثوا عن الجهاد تجدهم يتشنجون مدعين أنهم هم أصحاب الحقيقة المطلقة وأنهم أصحاب القوامة والولاية علي العالم أجمع وأنهم يستحقوا أن يكونوا أساتذة العالم وقادته ورواده في العلم والحضارة والتقدم ولكن بتخليهم عن الدين وتمسكهم بتلابيبه أصبحوا اذلاء مهانين من العالم أجمع !!
ولا أدري ما دهاكم أيها القوم أن تكونوا أساتذة للعالم في الحضارة والعلم والتقدم , وفي الطب والصيدلة والعمارة والهندسة وفي القوة والسلاح والغذاء والدواء ؟
لماذا تستوردوا كل حاجياتكم الدينية قبل المعيشية من بلاد الكفار والشرك والذين تدعوا عليهم بالهلاك والدمار والفناء , وتدعوا الله في صلواتكم أن يجعلهم هم وأولادهم ونسائهم غنيمة لكم أيها البلهاء المعتوهين المجانين ؟!!
الأزمة في هذه العقليات الخربة التي أضاعت المفاهيم الصحيحة للدين وأهالت عليها ركام النرجسية والعنصرية والفصام بينها وبين الواقع المعاش لدرجة أن أوجدوا حالات عديدة من الخصام بين النصوص الدينية وبين الواقع مما أظهر النص الديني في حالة القصور والعجز عن مسايرة مستجدات العلم والحضارة , واغرقوا أنفسهم فيما يسمي با لإلهيات والسمعيات والعقائد وتصنيف البشر إلي مؤمنين وكفار ومشركين وعباد شجر وحجر , وخلقوا حالات عديدة من حالات العداء بين البشر بسبب الدين معتقدين أنهم يمتلكون مفاتيح الجنة ومفاتيح النار وكأنهم لهم الوصاية والقوامة علي البشر .
ومن هنا نجد أن أصحاب العقلية الإبداعية ليس مجالها بين أصحاب العقليات الخربة التي دائماً بغبائها وقصورها العقلي دائماً ما تبحث عن نص تحتمي به في حين أن النص جاء ليحرر العقل من أسار النص !!
فأين توجد العقلية الإبداعية الملهمة بالفهم والوعي والتعقل والتدبر وإدراك مستجدات الحاضر وإستشراف متطلبات المستقبل حتي ينتفي عن النص خصامه مع الواقع ومتطلبات العصر ؟؟!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمين : سلطة الفساد : الميلشيات العسكرية للإخوان ...
- !! عن مفهوم الدعارة السياسية
- بعد إهانة مصر: ماذا ينتظر مبارك الأب ؟!!
- من وحي سورة المَسَد
- الحجاب : بين الحرائر والإماء : تغاير مفهوم النظرة
- !! عن اللباس الديني : حجاب الرجل
- أزمة الحجاب : الإخوان المسلمين وخرافة الإيمان بالديمقراطية
- أرجوك .. إرحل عن عقلي
- قمة الأزمة : الشرعية الدينية في مواجة الشرعية الدولية
- و .. الشيطان يحكم
- الصنم .. والوطن الحر
- النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعق ...
- النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعق ...
- أرأيت الذي يُكَذِ بُ بالوطن !!؟
- النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعق ...
- مفهوم الأزمة : الخطاب الديني يتحدي الخطاب السياسي
- الأنا والآخر : هل من علاقة بين السلطةالمطلقة و الفساد ورفض ا ...
- من وحي تعديل الدستور : مبارك في غار شرم الشيخ ينتظر الوحي
- خيانات رجال الدين : عن الدين المختزل في الذاكرة
- الطب : الدين والعلم : أيهما حاكم ؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - أزمة البحث عن نص : العقلية التلقينية والعقلية الإبداعية