أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - توفيق أبو شومر - Baby Sitter من الإيباك لكل عضو كونغرس أمريكي!















المزيد.....

Baby Sitter من الإيباك لكل عضو كونغرس أمريكي!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 8055 - 2024 / 7 / 31 - 02:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ما أكثر المعلقين والمحللين ممن انتظروا بشغف خطاب نتنياهو في الكونجرس ليجدوا مادة للتحليلات، لإثبات ما هو راسخ في أذهان كل الواعين وأنصاف الواعين، وهو أن اللوبي الصهيوني يُهيمن على سدة السياسة في أمريكا، ويتحدى حتى الرؤساء الأمريكيين! هؤلاء الخبراء والمعلقون سيقضون أياما يحللون ويستنكرون، ويحتجون ويستهجنون ويتهمون ويستغربون باستخدام أساليب النقد والشتم والتجريح واتهام نتنياهو بالتضليل والكذب والوقاحة وطغيان القوة في خطابه في الكونجرس يوم 24-7-2024م!
هؤلاء المستغربون لم يكترثوا ولم يتنبهوا إلى ما قاله نتنياهو في اجتماعه مع بايدن في اليوم التالي لخطابه موجها حديثه إلى الرئيس بايدن: "نحن صهيونيان نجتمع اليوم ونعرف بعضنا منذ خمسين عاما"!
إن عرض مسرحية بطولة نتنياهو على خشبة مسرح مجلس البرلمان والشيوخ وإحضاره للممثلين على المسرح هو فن سياسي ومسرحية أعدها مخرجون كبارٌ وأشرفوا على تنفيذها، وجرت بروفات عديدة قبل إخراجها إخراجا نهائيا، هذه المسرحية تهدف لتأكيد حقيقة مكانة ومنزلة إسرائيل بالنسبة لأمريكا وأوروبا، باعتبار إسرائيل لا تشبه الدول الأخرى، بل هي بالضبط قاعدة ومندوبية لعالم الديموقراطية المزعوم! هذه المندوبية أو المشروع الكبير هي رأس الحربة لأمريكا وحلف الناتو في الشرق الأوسط كما قال نتانياهو في خطابه، إسرائيل هي أيضا المايسترو الذي يحرك الممثلين على خشبة المسرح!
اكتشف كثيرون اكتشافا خطيرا؛ أن نتنياهو زعيم استئصال غزة بساكنيها، اكتشفوا أنه ديماغوجي مُضلل، وأنه لا يقول الحق والصدق، وأنه ممثل بارع! هذا الاكتشاف الجديد يكشف جهلا بأبسط مفاهيم السياسة، فالسياسة هي إحدى الألعاب السحرية، يُستخدم فيها كل أشكال الخداع، وهي تعتمد أساسا على عدم قدرة جمهور المشاهدين على حل ألغاز اللعبة السحرية ومعرفة الحقيقة، هذه الألعاب السحرية تجري منذ فجر التاريخ في كل دول العالم، وهي تعني في أبسط معانيها؛ قطع رقبة الخصوم بغير سكين!
كثيرون لا يعرفون الحقائق، حقائق تأثير اللوبي الصهيوني على أعضاء الكونجرس، قليلون هم الذين يعرفون أن لكل عضو كونجرس أمريكي مرافقا من الأيباك يرافقه كالظل، هذا المُرافق يلازم عضو الكونجرس كظله أينما حل وارتحل، وهو المسؤول عن دعمه ماليا، ومنع تأثيرات الغلاف الخارجي المعادي لإسرائيل على عضو الكونجرس، حتى أن أحد أعضاء الكونجرس من الحزب الجمهوري، وهو Tomas Massie فضح ذلك في شريط فيديو متاح على شبكات الإنترنت قال: "لكل فرد في مجلس النواب والشيوخ الأمريكي (baby-sitter) صهيوني معيَّن من (الأيباك) مرافق دائم يشبه مربية الأطفال، يلازمه أينما حل وارتحل، يدعوه في البداية إلى تناول الطعام معه، ثم يلتصق به، ثم يحصل على رقم هاتفه الخاص، أيضا يمنع عنه المعارضين أعداء إسرائيل، حتى لا تنتقل عدوى معارضي إسرائيل ومنتقديها إليه، ثم يعرضون عليه السفر لإسرائيل"؟!
إن كثيرين أيضا يغضون الطرف عن أكبر المنظمات الداعمة لإسرائيل في أمريكا وهي مسجلة كجمعية صداقة أمريكية إسرائيلية، يتنافس على ودها وكسب تأييدها، للحصول على الأموال اللازمة لمعركة الانتخابات هي، الأيباك وهي ذات التأثير الضخم في الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وقد تابعتُ صفحتها الإلكترونية اقتبستُ منها ما ورد في النشرة الصهيونية الإلكترونية، صرح رئيس الإيباك، بتسي كورن يوم 16-12-2021م:
"ستغير الإيباك استراتيجيتها التقليدية، بحيث تكون قادرة على تغيير البيئة السياسية الأمريكية في واشنطن، وتدعم مناصري إسرائيل في الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، وستدعم كذلك المرشحين للكونجرس، مع العلم أنها منذ تأسيسها قبل سبعين عاما لم تدعم الحملات الانتخابية للمرشحين بالمال، أما اليوم فسوف تقوم بذلك، بواسطة استحداث لجنتين، مما سيجذب مليون ونصف عضوية جديدة لعضوية الأيباك"!
علق رئيس الأيباك الديموقراطي السابق، ستيف غروسمان، وهو عضو اللجنة الاجتماعية في الكونجرس، على هذا التحول قائلا: "هذا التغيير في منظمة الأيباك سيجعلها مؤثرة في السياسة الأمريكية في هذا الوقت الحساس"!
وبمناسبة مشروع قرار الكنيست الإسرائيلي الجديد يوم 22-7-2024م الذي ينص على أن منظمة الأونروا هي منظمة إرهابية، وهي طابور خامس، لأن عدد من موظفيها هم من حماس والجهاد متورطين في أحداث السابع من أكتوبر! بمناسبة هذا الحدث فإن هناك اتصالات تجري بين الخارجية الإسرائيلية، مع منظمة، الإيباك، لإقناع أعضاء الكونجرس الأمريكي بإصدار تشريعات تمنع تقديم المعونات للأونروا، ومحاصرتها حتى تتخلص من أخطر قضايا فلسطين (حق العودة)!!
ما أكثر الذين لا يعرفون أن منظمة، بني بيرث، Bnai Brith، هي أكبر المنظمات اليهودية وأقدمها، أسست عام 1863م، هي من أكثر المنظمات دعما لإسرائيل. ومحاربة اللاسامية، لها مراكز عديدة في كل أنحاء العالم، أبرزها 42 مركزا لرعاية المسنين اليهود في أمريكا وحدها، لها 26 لوبي يهودي، لها صندوق للطوارئ والأزمات، لها تأثير وارتباطات دولية، لأنها كانت حاضرة مهرجان تأسيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.
هناك اثنتان وثلاثون منظمة يهودية صهيونية مؤثرة في كل مجالات الحياة، الاقتصادية والسياسية في أمريكا، بالإضافة إلى ذلك فإن أضخم دعم للحزب الديموقراطي مصدره الرئيس جمعيات وتنظيمات يهودية، بحيث يقدر الباحثون بأن أكثر من ستين في المائة من دعم الحزب الديموقراطي مصدره رأس المال اليهودي، أما الحزب الجمهوري فيحصل على ثلاثين في المائة فقط أي، أقل من الحزب الديموقراطي!
يبدو أن حضور نتنياهو إلى واشنطن، وإلقاءه خطاب افتتاح مسرحية الكونجرس كانت له أهداف أخرى لم يُعلن عنها ولم يتم تحديدها بدقة، يمكن التكهن ببعض ما خفي منها، وهو تدشين عودة دونالد ترامب رئيسا لأمريكا بعد تطويعه ووعده بدعم اللوبي الصهيوني في حملته الانتخابية، كي يفوز في انتخابات المرحلة المقبلة، لكي يكمل خطواته السابقة، وهي التي أشار إليها نتنياهو في خطابه وهي إنجازات إسرائيلية مهمة تصب كلها في خدمة إسرائيل، وهي ما فشلت فيه كل حكومات الحزب الديموقراطي وأبرزها، نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاتفاقيات الإبراهيمية، وإلغاء اتفاقية السلاح النووي مع إيران، والاعتراف بضم إسرائيل لهضبة الجولان، الاعتراف بالمستوطنات ضمن حدود دولة إسرائيل، وأخيرا، تجاهل وغض الطرف عن الشعار الزائف للديموقراطيين، وهو المزعج جدا لإسرائيل، وهو تبني الحزب الديموقراطي شعار حل الدولتين، كل ذلك يصب في تعزيز هيمنة إسرائيل كقوة كبرى ومشروع غربي على الشرق الأوسط كله!
أخيرا سأظل أذكر، مايك بنس نائب الرئيس السابق، دونالد ترامب وهو أستاذ ترامب وموجهه العقدي الديني، كان، بينس متزمتا عقديا لا يسمح لأية امرأة تدخل مكتبه إلا بوجود زوجته أو شخص آخر في عقيدته (الصهيومسيحانية) الدينية وهي ما يؤمن به ترامب إيمانا قاطعا، لأنه محدود الثقافة، تتلخص هذه العقيدة المسيحانية في عقيدة: لن يعود الماسيح إلا بتأسيس إسرائيل وتنمية مستوطناتها، وتعزيز قوتها العسكرية لتهزم جيرانها كلهم!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة فرن الطين وسط خيام النازحين
- إعلام التضخيم والتقزيم!
- الترنسفير القسري والطوعي!
- احذروا الاحتراب بين العائلات في غزة!
- قصة من غزة ..عبوات غذائية متفجرة!
- لوحات (غرونيكا) في غزة!
- الموساد يهدد قضاة العدالة!
- هل الأونروا منظمة دولية إرهابية)
- قضايا فلسطين المركزية!
- مضيفة الطائرة لا سامية!
- مظاهرات الطلاب الأمريكيين مؤامرة روسية صينية!
- برفسورة يهودية تدعو لنبذ الحركة الصهيونية!
- خطط إسرائيلية لاستبدال الأونروا!
- إلى فقهاء التحليل السياسي!!
- اربطوا أحزمتكم، أنا من غزة!
- إسرائيل جندت بلاك ووتر في غزة!
- المرأة الفلسطينية المهَجَّرَة في معسكرات اللجوء!
- اقرؤوا تاريخكم!
- هل أدرك متخذو قرار الحرب هذه النتائج؟
- الجوع يتجول في شوارع غزة!


المزيد.....




- مصر.. ردة فعل مواطنين على رؤية السيسي ومحمد بن زايد في العلم ...
- -ثمن- مقتل إسماعيل هنية.. قياديان بحماس يعلقان
- آخر ما نعلمه عن إسماعيل هنية قبل إعلان مقتله في إيران
- الحرس الثوري الإيراني يعلق على مقتل إسماعيل هنية
- اغتيال اسماعيل هنية في إيران وتداعيات العملية.. لحظة بلحظة
- كيف حافظ مادورو على سيطرته على فنزويلا الفقيرة؟
- من هم أبرز قادة حماس الذين -اغتالتهم- إسرائيل؟
- حماس تُعلن اغتيال إسماعيل هنية في طهران
- تضرر عشرات القرى في مقدونيا الشمالية بسبب حرائق الغابات
- -قتل الفكرة؟- ـ هل تستطيع إسرائيل فعلا -القضاء- على حماس؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - توفيق أبو شومر - Baby Sitter من الإيباك لكل عضو كونغرس أمريكي!