أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيليب عطية - العقل والعلم والدين














المزيد.....

العقل والعلم والدين


فيليب عطية

الحوار المتمدن-العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19 - 07:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العقل والعلم والدين ؟ اعلم ان من سيطالع هذا العنوان سيصاب بالدهشة ،فمن هو هذا الجهبذ الذي يجمع في مقال ثلاث مقولات او ثلاث مفردات يستحق كل منها عدة موسوعات لاموسوعة واحدة ،واستغرقت من البشرية اجيالاوقرونا لبحثها ومازالت تدرس وتبحث، لكني في الحقيقة اود ان اشير الي بعض الحقائق التي تعتبر الآن في حكم المسلمات: اولا:القول بالطبيعة الميتافيزيقية للعقل يعتبر الآن من مباحث الفلسفة التي لاتهم سوي المغرمون بالالفاظ الطنانة للاساتذة داخل قاعات الدرس الذين يسعون من ورائها الي اثبات ميتافزيقا الكون باسره وتفرد الانسان بالنعمة الالهية التي لايشاركه فيها احد من الكائنات....وكل هذا هراء تمتع به تلامذة افلاطون وارسطو لكنه لم يعد ينطلي علي احد الآن ،فالعقل نتاج لعضو معين من اعضاء الجسم يسمي المخ او علي نحو أدق القشرة المخية التي تعمل علي نحو مشابه للحاسوب الذي نعرفه الآن ،وان كانت بالطبع اكثر اقتصادية وتعقيدا من الحاسوب ،فلو اردنا من الحاسوب ان يؤدي لنا الوظائف العقلية التي يؤديها المخ والقشرة المخية للزم ان نصنع حاسوبا بحجم مدينة كبيرة كلندن او سان فرنسسكو،وتلك القشرة المخية تؤدي وظيفتها علي نحو بسيط تماما :معلومة او خبرة لخلايا لها القدرة علي الاختزان والربط والتصنيف تؤدي الي مانسميه الفكرة .....والدليل علي هذا بسيط وفي غاية الوضوح:تطور الجنس البشري نفسه،فنحن لانجد الاله الواحد الاحد في اقدم المجتمعات البشرية بل نجد اب القبيلة والمانا وغيرها من اشكال الاستنتاج البسيط والمباشر ،وقد قطعت البشرية مليون سنة كي تعرف كيف تنطق الكلمات وتنظم الافكار ليظهر لنا افلاطون وارسطو وغيرهم من عمالقة الفكر ،بل يمكن لشخص ان يبرهن علي تلك الحقيقة بصورة فجة لكنها صحيحة :اذا دمرت جزءا من القشرة المخية نتيجة حادث او مرض :انظر كيف يفكر هذا المصاب ويعقل ؟ والخلاصة العقل ليس سوي مخ يعمل ويتفاعل مع من حوله .حقا هناك الكثير من الافكار الثورية في تاريخ البشرية احيطت بهالة من الغموض والقداسة حتي ان اينشتين حاول ان يصور نظريته النسبية كأنما كانت وحيا اوحي اليه !حقا ان علم لايتجاوز تاريخه المائتي عام لايمكن ان يكشف لنا اسرار عضو من اعقد اعضاء الطبيعة مما يفسح المجال لكل مفردات النصب الفكري كالوحي والالهام....الخ لكن الجنس البشري قد وضع قدمه علي طريق البحث والتقصي ولن يتراجع.ولاننسي هنا علما زائفا له علاقة بهذا الموضوع ويحتل بين الحين والآ خر مساحة واسعة في وسائل الاعلام وهو مايسمي البارانورمال او الظواهر الخارقة لكن ما من ظاهرة من ظواهر البارانورمال اثبتت مصداقيتها حتي الآن ومازالت في دائرة السحرة والمشعوذين.
اما بالنسبة الي العلم فمن المعروف ان العلم الحديث يبدأ علي يد فرانسيس بيكون بقوانينه الوضعية الشهيرة التي دفعت العلم الي الامام بكافة فروعه المعروفة والتي تتزايد يوما بعد يوم ، وهذا لاينفي ان الحضارات القديمة توصلت الي الكثير من الحقائق العلمية التي اختلطت بالدين وتوارت خلف الخزعبلات
ولعله من السخرية عندما نتعرض لتاريخ العلم ان نردد تلك المقولة التي اصبحت عملة رائجة في منطقتنا وهي فضل العرب والمسلمين علي العالم.....وانظروا ماذا فعل العقل العربي بالعقل الغربي ؟؟؟ ومرة اخري اقول وباعلي صوتي :ليس هناك عقلا عربيا وعقلا غربيا ..هناك عقلا انسانيا هيأت له الظروف كل مقومات الانطلاق فانطلق ليصنع لنا تلك العجائب التي نلهو بها دون ان نعرف قوانينها ،وفي المقابل هناك عقل انساني كبلته الديانات والسلطات فانكفأ يجتر امجاد الماضي الوهمية فلم يكن اعلام النهضة العظيمة التي شهدتها بغداد مثلا عربا بل كانوا خليطا انسانيا مدهشا من الفرس والسريان والكلدان والمصريين ،وتفاصيل ذلك يعلمها كل من لديه احاطة بتاريخ العلم...كانت مدرسة بغداد الطبية مثلا علي علاقة وثيقة مع مدرسة نيسابور الطبية وكان رخاء بغداد وازدهارها وسلطتها المركزية هي الحافز علي الابداع ولم يكن الدين او العقيدة
نأتي الآ ن الي اصعب نقاط المقال عندما نتساءل ببساطة:ما هو الدين؟ انه ليس وحي يوحي كما تزعم ذلك فصائل التخلف العقلي التي تحاول كتم انفاسنا.الدين منهاج لتنظيم المجتمع وجد منذ وجد المجتمع البشري ،وقد تطور بدوره مع تطور وتعقيد المجتمعات البشرية حتي وصل الي ما نسميه الديانات السماوية لكن المدقق لن يجد فرق كبير في الاسس التي تقوم عليها الديانة :اولا:نظام ميثولوجي معين يوضح للافراد حقيقة وجودهم. ثانيا:بناء اخلاقي لتنظيم العلاقة بين افراد المجتمع،وهذا النظام الاخلاقي تندرج فيه الاوامر والنواهي والتشريعات التي تتيح لطبقة معينة فرض سلطتها علي المجتمع مستندة الي مشيئة الاله
من الواضح ان النظام الميثولوجي لاي دين من الديانات سواء اكانت بدائية ام سماوية لم يعد يصمد امام البحث العلمي، وكانت ابرز الامثلة علي ذلك صدام جاليليو مع الكنيسة....ناهيك عن سلسلة طويلة من الاكتشافات والنظريات مازالت تنهال عليها اللعنات حتي اليوم كنظرية النشوء والارتقاء مثلا
ومن الواضح ان تلبية احتياجات الانسان الاساسية من المأكل والملبس والعمل ...الخ هي الضمان الوحيد لاي بناء اخلاقي مهما كانت درجة رقيه، وكم كانت للديانات والحضارات القديمة ابنية اخلاقية يندهش المرء امامها لكنها سرعان ما تتبدد وتذهب ادراج الرياح عندما تنهار السلطة المركزية او تدب الفوضي في ارجاء المجتمع،



#فيليب_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الهراء داخل عقول بعض المثقفين
- الله وعقدة النقص المركب
- الاخوان بين الفاشية والخمينية والديمقراطية الامريكية
- الحجاب وصك ملكية الانثي
- لبنان ومسخرة التاريخ
- الارض اليباب وصيحة الخراب


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيليب عطية - العقل والعلم والدين