أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد عبابو - خزعل الماجدي يتلو فقط قصص تاريخية خرافية نابعة من تصوراته الشخصية















المزيد.....

خزعل الماجدي يتلو فقط قصص تاريخية خرافية نابعة من تصوراته الشخصية


محمد عبابو

الحوار المتمدن-العدد: 8055 - 2024 / 7 / 31 - 01:41
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


إن بين الفينة و الأخرى يظهر قوميون و اصوليون حضاراتيون، اي بالمعنى المتعصبون للتاريخ و الحضارة التي يدعون الإنتماء لها، و هم قوميون و أصوليون يتعلقون و يتشبثون و ينسبون اصل الحياة و الوجود إلى الحضارات خاصتهم من أقاليمهم بل يصل بهم الامر إلى ان يعيبو الاديان السماوية و يعتبرونها فقط تأسيسي بشري قام من خلال سرقات من تاريخ الحضارات القديمة، و من ابرز المدعين لذلك هو خزعل الماجدي الذي يعد من مروجي هذه الافكار الغريبة و العبثية، فهو متعصب و أصولي حضاراتي يتحدث عن التاريخ البائد و القديم من حضارات مر على وجودها آلاف السنين و مدافعا عنها و كانه بذلك سيحييها و يعيد قيامها، و هذا السلوك في الحقيقة مجرد اظطراب نفسي و عرض من اعراض الانانية و التعلق بالماضي، فهذا خزعل الماجدي يدعي في الكثير من كلامه و حتى في مؤلفاته ان أصل الحياة بدا من بلاد الرافدين و ان الاديان السماوية قد تم صناعتها اعتمادا على تاريخ الحضارة السومرية و تم ذلك من خلال تحويل القصص و الملاحم السومرية إلى قصص دينية و الادعاء بأنها وحي رباني، لكن إذا تم الإعتماد على الحقائق و علم الآثار الصحيح الذي يقول به العلماء فإن ذلك سبيل لإنكار كل ما يروج له خزعل الماجدي بل حتى أنه في الحقيقة لا يوجد إثباتات و براهين آثارية تؤكد ان الحضارة السومرية هي حضارة ولدت اسلاف بل إن العديد من الباحثين أنكرو و شككو في كون الحضارة السومرية نابعة من عراق اليوم، أما بالمقارنة الدينية و ردا على خزعل الماجدي فغغن السرد الديني سبق تاريخيا قيام حضارات بلاد الرافدين و ان المسميات الرافيدينية السومرية و البابلية و الكلداننية و الآشورية هي التي في الحقيقة قلدت النص الديني و حولته بذلك الى قص و سرد إنساني، فالطوفان و قصة نوح تاريخيا سبقت قيام الحضارة في بلاد الرافدين، مما يعني أن الطوفان في النص السومري منقول عن الطوفان الذي حدث في عصر نوح النبي عليه السلام، هذا إذا تم بمقابلة و مقارنة تاريخية صحيحة أما عن ابراهيم النبي عليه السلام فهناك تأكيدات تاريخية تؤكد انه عاش في مصر و أن النمرود ليس ملك بابلي بل هو فرعون مصري قديم، مما يعني أنه يمكن أن الهجرة البشرية بعد زمن ابراهيم عليه السلام إلى بلاد الرافدين نقلت النص الديني المتواتر إلى سرد بشري و عام مما اسس لقصة جديدة صاغها البابليون و كانها حادثة دنيوية كمحاكاة للقص و السرد الديني،
كما أنه من العجب ان يبدا حتى في قول البهتان و الكذب العمدي آثاريا مدعيا بذلك أنه لا يوجد آثار ليوسف و موسى عليهما السلام بارض بصر، و لكن هذا ليس فقط محاولة للتشكيك و إثارة شبهات لدى الضعفاء الذين يبداون في تصديق الخرافات الخزعلية و الشك في النص القرآني الرباني، فكيف ان الله قال بذلك لنبيه محمد صلى الله عليه و سلم منذ 14 قرن مضت و يأتي هذا خزعل الماجدي في القرن 21 و العصر الحالي مدعيا انه لا يوجد اثبات على حقيقة يوسف النبي بالبيئة الشرق ادنى متوسطية أو مصر، لكن يا اتباع الخزعلي هذا و مصدقوه اليس أنه في النص القرآني ورد لفظ مصر مباشرة و حتى الآثاريون من مسلمين أو غيرهم من المسيحيين و اليهود اثبتو حقيقة أن العديد من المواقع بمصر لها صلة و تقارب حقيقي بما هو وارد جغرافيا من ما ذكر في النص القرآني من سيرة النبيين يوسف و موسى عليها السلام... كما ان خزعل الماجدي يجهل المصريات و الأثار الفرعونية و هذا السبب الذي يجعله يتوهم افكار من منطلق مخيلته متجاهلا أن علم الآثار الديني لدي غير المسلمين من مسيحيين و يهود يثبت على حسب ما قام به علمائهم انه ما هو وارد في الاناجيل و الكتاب المقدس و التلموذ و الاسفار كله يؤكد على أن النبيين يوسف و موسى كان لهما تواجد بمصر أو الرقعة الجغرافية الممتدة من وسط مصر حاليا و هكذا وصولا إلى أرض كنعان أو فلسطين و إسرائيل حاليا و مناطق الأردن و سوريا ...و يضيف هذا خزعل قائلا أن فرعون موسى لم يكن جبارا و عنيدا طاغية و ظالما، لنقول لهذا خخزعل ان يقولك هذا تبرر أنك تجهل التاريخ الفرعوني و الآثار الفرعونية لمصر القديمة، فإذا كنت تسعى إلى انتقاد الدين زورا و كذبا فإن علم الآثار هو الذي يكذب ادعاءاتك الوهمية فالبرديات و الألواح و الجداريات المصرية و الكتابات الهيلوغليفية الدالة على الأسر الفرعونية التي ححكمت مصر أكدت من خلال مما قال به علماء الآثار و علماء المصريات و اللغات الشرقية القديمة و الهيلوغليفية ان ما يثبت تقارب و محاكاة حقيقية أن رمسيس الثاني و قصص سيرته المدونة آثاريا تدل على انه عاصر نبي و مرسل من السماء و هذا بلا شك يأخذنا غلى الرجوع إلى النص القرىني و مقارنة يتم اثبات حقيقة أن هناك ملك فرعوني جبار و طاغية من الاسر الحاكمة لمصر القديمة، و هو بلا شك الفرعون المعاصر للنبي موسى، بحسب الروايات التاريخودينية آثارية.

لذلك على خزعل الماجدي أن يقرا التاريخ الصحيح بل الافضل له ان يكف عن التعلق بالماضي البعيد و يهتم بالحاضر، لان الأصولية و القومية العرقية ما هي إلا سبيل لإثارة النزعة العنصرية و الكراهية ...و صدق الباحث اليبي الذي قال في مقالة كتبها أن كل أمراض الغدد قابلة للشفاء إلى انتفاخ الغدة الانانية فهو مرض نفسي خطير و من أعراضه التعلق بالماضي و الإدعاء بكنا و نحن أبناء حضارة و هكذا فعل اجدادنا...و أخيرا السؤال إلى خزعل الماجدي:
من يكون أفضل و نافع للبشرية جمعاء حسب رأيك باحث يجد دواء و علاج نهائي للسرطان أو يؤسس لنظرية اجتماعية تنهي الصراعات العالمية و الحروب و تقضي على التسلح أم حديثك المعنوي عن الحضارة السومرية و الانتماء و الفاخر العرقي و الإثني؟
إن الروايات و الوقائع الدينية سبقت وجود ملحمة جلجامش بل مما لا شك فيه ان ملحمة جلجامش مقتبسة و منقولة من قصص دينية ...فالطوفان الذي حدث في زمن نوح هو ما تم نقله و سرده في ما بعد في الالواح الطينية و البرديات في بلاد الرافيدين، هذا ما يتم الإتفاق عليه بين علماء الآثار المختصين بالتنقيب عن الشواهد الآثارية و علاقتها بالنصوص و السير و الوقائع الدينية، لذلك على خزعل الماجدي أن يتوب علميا و يكف عن قول الجور و البهتان و الآثاري، إنه حقا يحلق خارج مجال الأركيولوجيا الحقيقية بل إنه أصبح مجرد مفتري و راوي بدون دليل، ملحمة جلجامش لا يوجد دليل يؤكد على انها ضاربة في القدم و الزمن السحيق بل إنها كتبت فقط بتقدير و تحليل آثاري صحيح حوالي 750 إلى 620 سنة قبل الميلاد.
و في الحقيقة كلمة سومريون هي لا تعني شعب و حضارة؛ بل هي دليل على منطقة جغرافية، فكلمة سومرية أو سومريون هي من لفظ لاتيني و فرنسي كذلك و يعني المغمور بالماء أو تحت الماء. و اللفظ بالفرنسية كما يلي sous-marine و هذا يرجع إلى كون الرقعة الجغرافية الواقعة ما بين نهري دجلة و فرات فحين كان يفيض ماء النهرين كانت اليابسة للمنطقة تغمر و تمتلأ بالماء هذا قبل ثلاثة قرون سابقا و من قبل وجود شبكات و قنوات الصرف الصحي، و لهذا أطلق الفرنسيون من علماء آثار و زوار قديما على المنطقة إسم تحت الماء أو المنطقة المغمورة بالماء sous-marine و تعريبا للفظة حرفيا تصبح سومرية أو سومريون ...و لا يعني السومرية أنها كلمة دالة على حضارة أو شعب. ومن أجل المعرفة أكثر حول حقيقة السومريون يرجى الإطلاع على كتابات الدكتور نائل حنون لعلها تكون سبيل لعلم تاريخي صحيح.
لذلك لزاما على خزعل الماجدي ان يكف و يتوقف عن ممارسة البهتان التاريخي و تغليط الناس و خاصة من اولئك ضعاف العقول الذين يتأثرون بكل من ينطق بكلام مزوق ظاهرياتيا و مليئ بالزور و الكذب حقيقة، بل من الافضل له و إذا اراد ان يساهم حقا في إثراء الزاد المعرفي أن ينشر عن كيفية تطور العقل و رقي و ازدهار المجتمع بعيدا عن الخوض في ما ليس له به علم و دراية...فالدين عقيدة روحانية و إيمانية سخر الله لها أهلها من اهل العلم الأدرى دون أولئك المغررون كذلك.



#محمد_عبابو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خزعل الماجدي يتلو روايات تاريخية خرافية نابعة من تصوراته الش ...
- نظرية التطور...مجرد وهم و خرافة
- لا فرقة ولا طائفية في الإسلام
- السلام عليكم... الدين و الخلق و الإنسانية
- اللانهاية و المعتقد
- مختصر حول أدلة جواز و إباحة ممارسة الفن
- من أجل نهضة مسرحية و مناهضة ظاهرة -اللامسرح-
- تاريخ الرياضيات: النشأة و الأصل، التضليل و الخداع...و محاولة ...
- فضح عقيدة فرق التلاعب بالدين
- نقد قصير جدا لسيكولوجيا المهاجر
- العالم الإسلامي بحاجة إلى نهضة فكرية إيجابية...وفقط
- السلفية ليس لها صلة بالسنة النبوية
- للمرأة كذلك حق في ممارسة الحياة...
- الدين لكل الناس وليس حكرا على فرقة أو تيار
- تصرفات ليست من خلق المسلم خاصة والإنسانية عامة
- تحقيق الطوباوية والقضاء على العالم المزيف
- فرق ليس لها صلة بالإسلام
- المسرح واللامسرح
- المسرح...بين الهوية الإغريقية والأصل -بلاد الرافدين والفراعن ...
- الصياد والبندقية


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل القيادي بحزب الله فؤاد شكر في غار ...
- البيت الأبيض يوضح تصريحات بايدن بشأن رئيس مجلس النواب -الميت ...
- مصادر أكدت نجاته.. من هو فؤاد شكر الرجل الثاني في حزب الله؟ ...
- شاهد: حرائق الغابات تستعر في مقدونيا الشمالية مع اشتداد الري ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن -تصفية- قائد عسكري بارز في حزب الله
- مسؤول أوكراني: مستعدون للتفاوض مع روسيا على أساس القانون الد ...
- مأساة تهز ليبيا.. نمر يفترس طفلا في مزرعة بأجدابيا (صور)
- مسؤول أمريكي سابق: أوكرانيا ستضطر لخفض سن الاستدعاء العسكري ...
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- يقود لبنان والشرق الأوسط نحو -ت ...
- رئيس الوزراء العراقي يبحث مع الرئيس الإيراني في طهران العلاق ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد عبابو - خزعل الماجدي يتلو فقط قصص تاريخية خرافية نابعة من تصوراته الشخصية