أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - على مشارف العقد العاشرمن عمر الصحافة اليسارية في العراق















المزيد.....

على مشارف العقد العاشرمن عمر الصحافة اليسارية في العراق


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 8054 - 2024 / 7 / 30 - 16:11
المحور: المجتمع المدني
    


الصحافة الشيوعية عنون احترام الإنسان وبصمات هويته غنية التنوع ولهذا فإن كرنفالها السنوي يحظى بالحضور الأمسع بعيد بات علامة وطنية الهوى أممية إنسانية المسار
— ألواح سومرية معاصرة
تشع وثمانون عاماً من التحديات والتضحيات في توكيد على مبدأ التمسك بنشر الكلمة الحرة المستقلة، الكلمة المعبرة عن الناس وواقعهم وتفاصيل اليوم العادي بجانب العمق الفكري السياسي والاجتماعي والأبعاد الفكرية الفلسفية والمعرفية التي تحلل المعلومة قبل نقلها لأن صحافة اليسار وبمقدمها الصحافة الشيوعية لا تقف عند أعتاب نقل صور مفرغة المعاني والدلالة بل تنقل للقراءة ما وراء تلك الصور وما في أعماقها من كشف المستور.. لهذا السبب هي صحافة تقترب من ولوج العقد العاشر لتحتفل كرنفاليا بمائة عام من العطاء والتضحية.. ومن هنا أيضا تتطلعجماهير القراءة الواعية الناضجة وذات المصداقية لكرنفال طريق الشعب أو مهرجان الطريق حجم تنوع حضوره ومن ينه به كما جرى في الأعوام المنصرمة وهو المتطلع إليه بمسار الأعوام الآتية، هذه كلمة متواضعة تجاه قامة صحافة الوطن والناس لعلها تقدم زهور التقدير والاعتزاز والتكريم في أحضان هيأة تحرير من جيل مكافح بعطائه.. فكل التحية والتقدير وأسمى الأماني والتهاني
***

تداولت حركة التنوير نشرات بجانب الصحافة العراقية ووسائل الثقافة وقراءة الخبر والمعالجة وبقي ذلك لبرهة من الزمن بعد ولادة الدولة العراقية .. لكن ولادة جريدة بهوية تنبع من وسط الكادحين من أجل لقمة عيشهم جاءت بوقت جد مبكر بصدور أقدم صحيفة مازالت مستمرة الصدور حتى يومنا..
يومها وقبل حوالي تسعة عقود، كانت الجريدة تُنسخ بالأيدي لإعادة توزيعها وتعزيز نشر معالجاتها وموضوعاتها كجزء من عشق القراءة والدفاع عن الحق في الحصول عليها بوصفها مصدرا رئيسا للمعلومة والخبر. ومع خطى التطور التكنولوجي باتت هذه الإشكالية (الطباعية) بمكان بعيد بوقت صارت الطباعة والاستنساخ تتم عبر اتصال إلكتروني ليس أسرع منه أية وسيلة للتنقل.
في تلك العقود التي خلت وانصرمت، كانت الناس تتلهف للحصول على نسخها من الجريدة وفي أنحاء كثيرة من الأحياء الشعبية كانت الصحف متاحة لكن وكالعادة يمارس من بيده سلطة الأمر الواقع وسائله، لحجب جريدة اليسار طريق الشعب عن أعين جمهور القراء، إنما يتابع القراء السؤال والبحث حتى يصلون إليها..
يومها كان من بين وسائل الرد على تلك المحاولات يتمثل بعمل مضاعف لشراء كميات منها وإيصالها لقرائها بوقت مبكر من صباحات العطل التي يتمكن بعض رفاق التنوير من التفرغ للمهمة.. لم يتململ أو يتذمر أو يأتي من كان يوزع الجريدة أو يخشى عيون السلطة ومضايقاتها بل مطارداتها وقبل أن تصحو المدينة يكون قد أتم التوزيع بقدر تعلق المهمة بإيصالها للرفاق فيما (قد) يواصل بيعها بشوارع الأحياء الفقيرة حتى ينتهي من آخر عدد وبوقت عادة ما يكون قصيرا؛ وما أبهى تلك الفعالية في ملامسة أفئدة محبيها وعشاق قراءة المصداقية والنضج والثقة برجاحة التناول ومهنيته.
كان الاحتفال بهذا العيد يأخذ موقعه كما أروع تلك الأعياد الشعبية الكبيرة بأعمق معاني الاحتفال من صلات روحية وفكرية تتبنى نهج التنوير وخدمة الإنسان في حقه بالحصول على ما تتوافر عليه الصحف وما تنهض به من مهام. ويوم انفتح العالم عبر وسائل التواصل الجديدة وبات قرية صغيرة بحق باتت الناس على اطلاع على تجاريب أخرى بينها تجاريب كرنفالات الصحافة ومنها وبمقدمها كرنفالات الصحافة الشيوعية كما مهرجان اللومانتيه المعروف عالميا وليس بحدود باريس وفرنسا فقط؛ بالإشارة إلى جهة تنظيم الكرنفال الأممي، تحديداً صحيفة اليسار الأولى..
من هنا، تأكدت توجهات حاملي مشاعل صحافة اليسار وأخذت المبادرة استثماراً لنافذة من نوافذ ممارسة الأنشطة الجماهيرية بيومنا، حيث تتعاظم الحاجة لصنع مناسبات الفرح والاحتفال واللقاء بالناس عبر منصات كرنفالية؛ وبهذا الشأن، تعد جريدة طريق الشعب الأداة الأروع والأكثر استحقاقا بالنهوض بالمهمة كونها الجريدة الأعرق التي مازالت على الرغم من كل ظروف الصراع وتفاقمه ووصوله حد نيل من يعتقل بتهمة حمل الجريدة أو قراءتها أو توزيعها أشد العقوبات وأقساها..
ونهض كادر تلك الصحيفة بين صحف اليسار والديموقراطية لينظم كرنفالات الطريق السنوية بنسخها المتصلة المتعاقبة بوصفها وسيلة جديدة للاتصال الجماهيري من جهة وأداة تفعيل لتجديد اهتمام بالقراءة والعودة للصحيفة والعلاقة البنيوية السليمة بها من جهة أخرى.. فضلا عن التذكير بأهمية المتابعة اليومية من جهة والمقارنة بين الصحف واشتغالها وهوية الاشتغال بين جريدة تتمسك بالمصداقية والأداء المهني الأنجع وأخريات تستغل مناهج مختلفة نوعيا ولا تنتمي لواقع الناس وتفاصيل يومهم العادي..
إذن، عيد الطريق وصحافة اليسار يجسد معاني روحية وفكرية عميقة وكبيرة وهو يتخذ من تفاصيل العيد ومفرداته وسائل ممارسة كرنفالية، لنشر المسرة والسعادة وكسر رتابة العيش وأشكال المعاناة وتلك الهنيهة من الاحتفال، ليست عابرة؛ كونها ليست فرحة متوهمة بل هي في صميم بحث العراقي المعروف بنهم القراءة والارتباط بها والباحث عن غنى التنوع ونضج المعالجة مما تثريه به الطريق وهي الجريدة التي تعدّ منصة لقاء للعمق الفكري المعروفة به وللمواقف المبدئية التي تتمسك بالإنسان بوصفه الثابت الجوهر الأساس لمسيرتها..
لقد تحدثت مرارا عما يجابه الصحافة من عقبات في ضوء متغيرات العصر والظرف العراقي المعقد لكن الحديث عن كرنفال شعبي بالمعاني التي أشرتُ إليها يبقى منفتحا على كل ما يتمسك به الناس ويحرصون على المساهمة به عيدا ككل الأعياد في مفردات الأداء مضافا إليه دلالات فكرية سياسية واجتماعية نوعية تنتمي للعصر بكل ما يحويه معجم زمننا..
أود بالمجمل أن أتوجه بالتحية والتقدير لكل من قدم تلك التضحيات الجسام من أجل استمرار صحافة التنوير وحركة التقدم والأنسنة وأن أحيي جهود كل رفيقة ورفيق في صنع هذا الكرنفال السنوي والارتقاء به ليضم أوسع جماهير محبي الحياة الحرة الكريمة وتفاصيل مناهجها وأن أؤكد أن الكلمة لم تكن يوما مجرد حدث عابر في حياة الإنسان بل انبجست من بين الشفاه بوصفها الانفجار الأعظم في تاريخ البشرية وهي اليوم محور القوانين التي ينبغي أن تنظم الحقوق والحريات وتفاصيل مشهد الإنسنة ومن هنا كانت أقرب تيارات الصحافة للتمسك بكل ذلك هي عنوان احتفالية العام الجاري للرد على ما يتعرض له العراق وأهله وشعوب المنطقة والعالم من حملات مضللة ومخاطرها ما سيكون الرد هنا عبر توسيع المشاركة الشعبية بوعي وإيجابية بكرنفال الطريق.
دعونا نبدأ استعادة الروح والعقل وعلميتهما بأنفسنا وثقتي وطيدة بأن يكون اللقاء بالعيد في هذا العام كبيرا بحضوره كبيرا بدلالاته لأنه عنوان اختيار الناس وتصويتهم لكل ما يؤكد إنسانية الهوية والقيم والمبادئ ولنتفكر في استثمار منصة الكرنفال في حوار نوعي لا يقف عند مسيرة الصحافة وتياراتها ومناهجها بل ويذهب عميقا بمناطق تدعونا لتلك الحوارات الأغنى والأكثر ثراء ونضجا وكل عام وأنتم البهاء والإشراق ومزيد المجاح والسؤدد..

المقال بموقعي الفرعي بالحوار المتمدن أيضا



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نريد يوما عربيا للإبداع والابتكار؟
- الإبداع والابتكار الأخضر ودوره في حركة التقدم عالمياً
- في اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالأشخاص ما استعداداتنا لمج ...
- اليوم العالمي للعدالة الدولية وما يُرتكب من جرائم بحق شعوب ا ...
- الرابع عشر من تموز ورمزية إحياء الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهور ...
- نداء من أجل اللقاء الوطني في الذكرى 66 ليوم الجمهورية العراق ...
- تجاريب إيجابية للتحالفات الديموقراطية ونقلها المشوه لظروف مغ ...
- الابداع والابتكار ومهام تبني مسيرة التنمية والتقدم بمجتمعاتن ...
- بشأن 14 تموز وقرار تعديل متداول للعطلات الرسمية لاعتماد المن ...
- العلاقات الروسية الأمريكية بين الأحادية القطبية وهيمنتها وال ...
- نداء متجدد في اليوم العراقي للسلم الأهلي من أجل مواصلة مشوار ...
- الأنا والآخر والعلاقات الإنسانية التي تقف بوجه أشكال التمييز ...
- لنعمل على إنهاء كل أشكال خطاب الكراهية من أسباب ونتائج
- الشبكة العربية للإبداع والابتكار ولادة مؤسسة للنهوض بحركة ال ...
- الصحافة العراقية احتفالية للفرح أم للاحتجاج والتطلع لاستعادة ...
- تهنئة بمناسبة عيد الأضحى وكلمة إلى أهلنا من مسلمي العراق وال ...
- رؤى أولية بشأن ما يُسمى وساطة بغداد بين دمشق وأنقرة؟
- تشغيل قاهر لأطفال العراق في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفا ...
- في اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء ما هي أوض ...
- في الطريق لإحياء اليوم العالمي للطفل وتثبيته في أجنداتنا الن ...


المزيد.....




- -ضربه بأداة صلبة وأحرقه-.. الداخلية السعودية تعلن إعدام الفي ...
- هيئة الأسرى تطالب بتحقيق دولي في حالات التعذيب بسجون إسرائيل ...
- الأمم المتحدة: مقتل وإصابة 9 مدنيين جراء انفجارات في الحُديد ...
- ألماني محكوم عليه بالإعدام في بيلاروس يناشد لوكاشينكو العفو ...
- الأمم المتحدة تدعو العالم لإعادة النظر في كل العلاقات مع إسر ...
- اعتقال ناشطتي مناخ في مطار هيثرو البريطاني (فيديوهات)
- اليونيسف: موسم الأمطار يفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
- وزير خارجية لبنان: سيكون لنا رد آخر على شكوى إسرائيل ضدنا في ...
- لجنة إسرائيلية: ظروف الاعتقال بسجن سدي تيمان صعبة ونوصي بإغل ...
- الأمم المتحدة: -إسرائيل- حولت غزة إلى سجن كبير


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - على مشارف العقد العاشرمن عمر الصحافة اليسارية في العراق