أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - رسالة إلي بهاء طاهر.. ليست بعلم الوصول!














المزيد.....

رسالة إلي بهاء طاهر.. ليست بعلم الوصول!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1771 - 2006 / 12 / 21 - 12:20
المحور: الصحافة والاعلام
    


لكل مقال رسالة صريحة أو ضمنية. ورسالة هذا المقال محكوم عليها بألا تكون ب "علم الوصول" إذا استعرنا لغة مصلحة البريد.
والسبب في ذلك ان المرسل إليه. المقصود بالاسم هو بالذات من لن يتمكن من قراءتها وهو لن يقرأها عامدا متعمدا مع سبق الإصرار والترصد.. ليس لموقف مني شخصيا ولا حتي لموقف من جريدة "الجمهورية" وإنما لموقف من كل الصحف المصرية. قومية وحزبية ومعارضة. وبطبيعة الحال فإن من واجبنا نحن الصحفيين أن يساورنا القلق الشديد إذا قرر مقاطعتنا قاريء عادي. فما بالك إذا كان صاحب قرار المقاطعة ليس قارئا عاديا. بل سفير فوق العادة في مملكة القراءة والكتابة. انه الأديب والمبدع والكاتب الكبير بهاء طاهر.
وعندما يغضب بهاء طاهر من "صاحبة الجلالة" ويصل به السخط إلي درجة المقاطعة فإن من واجبنا أن نفزع لا أن نقلق فقط.
ذلك ان بهاء طاهر ليس من "الغرباء" عن بلاط صاحبة الجلالة. ناهيك عن أنه ليس من "أعدائها" بأي حال من الأحوال.
هو بالعكس أحد أشد المدافعين عن مهنة البحث عن المتاعب وعن حرية الصحافة وعن شرف الكلمة وبالتالي فإنه عندما يغضب من الصحافة فكأنما يغضب من نفسه.
والمسألة ببساطة ان قراءة الصحف. قومية كانت أو حزبية أو خاصة. أصبحت تصيبه كل صباح بارتفاع في ضغط الدم وتجعل الدنيا أسود من قرون الخروب في عينيه والرجل لديه الحق في هذا السخط لأن الصحف المصرية - فوق تدهور مستواها المهني - أصبحت إما منابر لحرق البخور ومسح الجوخ والترويج لخطاب وردي مكتوب بلغة معسولة ومدهونة بالزبد تتحدث عن انجازات اسطورية علي كل المستويات لدرجة ان أحد أصحاب المعالي وزراء حكومة الدكتور أحمد نظيف قال بكل إباء وشمم إننا أنجزنا مرحلة الإصلاح وانتقلنا إلي مرحلة النهضة.. هكذا مرة واحدة!!
وإما منابر لجلد الذات والتفتيش عن السلبيات والتخصص في التنقيب في نصف الكوب الفارغ أو بالأحري نصف الكوب المملوء بقصص الفساد التي تزكم رائحتها الأنوف والاستبداد الذي تقشعر له الأبدان والإهمال والتسيب واللامبالاة وكأن المصريين قد تخصصوا جميعا وبدون استثناء في النصب والفهلوة والتنبلة وأقسموا علي المصحف والإنجيل ألا "يقترفوا" أمرا إيجابيا واحدا والواضح أن كلا الخطابين نعني الخطاب الذي يجعل من البحر طحينة والخطاب المقابل الذي يلطخ وجه مصر بالسواد لا يعبر عن واقع الحال تعبيرا دقيقا. فلا الإنجازات بهذا الحجم الهائل ولا بتلك الأرقام الفلكية كما أنها ليست منعدمة تماما أو ممنوعة من الحصول علي شهادة منشأ مصرية.
وبالمقابل فإن الحكومة ليست بالنجاح الخرافي الذي تحاول اقناعنا به رغم اخفاقها في تشغيل السكك الحديدية في البر أو العبارات في البحر أو في توفير مياه الشرب النقية غير المختلطة بمياه المجاري للفاحين الغلابة أو في ضمان تعليم جيد أو حتي مقبول سواء في الجامعة أو ما دونها أو في السيطرة علي غول الأسعار الذي ينشب مخالبه في أعناق الغالبية العظمي من المصريين أو في الحد من الفقر الذي تتسع رقعته باطراد إلي آخر هذه الأمور رغم التحسن الملحوظ والذي لا يمكن انكاره لمؤشرات الاقتصاد الكلي
كما أن المعارضة ليست قادرة حتي الآن علي كسب تأييد الجماهير أو الحصول علي تعاطفها وتأييدها. ناهيك عن قيادتها وتعبئتها وحشدها للضغط علي الحكومة من أجل تحريك ملفات الإصلاح والمراوغة التي تقدم رجلا وتؤخر أخري.
وأكبر مظاهرة شهدتها البلاد مؤخرا لم يزد عدد المشاركين فيها عن بضع مئات أو حفنة آلاف علي أكثر تقدير وهي أعداد مخجلة خاصة إذا قارناها بالمظاهرات المليونية التي تدفقت علي شوارع وميادين لبنان الذي لا يتجاوز عدد سكانه أربعة ملايين نسمة. أي أنه بالنسبة والتناسب يكون عدد المتظاهرين في بلد بعدد سكان مصر يناهز العشرين مليونا!!
صحيح أن المعارضة ليست المسئولة الوحيدة عن هذا الضعف لكنها ليست بريئة تماما من المسئولية سواء لطابعها "النخبوي" أو خطابها المبتور الذي يعرف ما لايريد لكنه لا يعرف ما يريد وهذه الورطة.. تنعكس علي الصحافة التي ساءت أحوالها في السنوات الأخيرة سواء كصناعة أو كمهنة أو كرسالة وبالتالي.. فإن من حق الأديب المبدع بهاء طاهر أن يغضب من هذه النوعية من الصحافة ويقاطعها بكل أشكالها لأن مصر تستحق صحافة أفضل.
لكن مع الاعتراف بذلك.. فإن صورة الصحافة ليست سوداء بالمطلق بل اننا نشهد فيها ومضات مضيئة ومحترمة يجب تشجيعها دون التخلي عن المهمة الأوسع الخاصة بإنقاذ المهنة والنقابة.
وعلي جدول الأعمال مهام كثيرة بهذا الصدد منها النضال من أجل اطلاق حق الأفراد والجماعات في اصدار صحفهم المستقلة وضمان حق الصحافة في الحصول علي المعلومات وتفعيل ميثاق الشرف الصحفي لكفالة التوازن بين الحرية والمسئولية واعادة النظر في قانون نقابة الصحفيين وأوضاع المؤسسات الصحفية القومية وأجور الصحفيين والتشريعات غير الديمقراطية المتعلقة بالنشر وهي كلها أمور يجب أن نكتب عنها.. ونتمني أن يقرأها بهاء طاهر حتي نستفيد بآرائه المتألقة هو وأمثاله من الناس المحترمين الذين قرروا الاضراب عن قراءة الصحف.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد عودة .. -جامعة متنقلة-
- صراع »الإخوان«.. لا يبدأ بالحجاب.. ولا ينتهي بالميليشيات
- إهانة رفح
- العبث بالديموقراطية
- المحطة الأخيرة
- اغتيال مجلة .. وتكفير عقل أمة
- خطايا النظام العربى الرسمى .. فى لبنان
- انتبهوا أيها السادة: دورنا الثقافي يتراجع
- عرب أمريكا
- في بيروت.. إنه الطوفان!!
- صدق أو لا تصدق : انتخابات نزيهة فى بلد عربى
- انتخابات نزيهة .. ونتائج محيرة
- ربيع المنامة 2
- ربيع المنامة 3
- ربيع المنامة 1
- المصريون هم الأكثر ارتكابا للجرائم في الكويت
- اطلبوا العلم.. ولو من سنغافورة
- مرشد مصرى ومرشد سنغافورى .. وبينهما -حجاب- حاجز
- مصر.. إلى أين ؟ 4-4
- مصر.. إلي أين؟! 1


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - رسالة إلي بهاء طاهر.. ليست بعلم الوصول!