حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8053 - 2024 / 7 / 29 - 10:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هناك ضجة عالمية حول أولمبياد باريس، بعد تجسيد صورة العشاء الأخير لجوسيوس فى حفل الإفتتاح الأوليمبى بواسطة متحولين جنسيا وشواذ ، مع الإشارة إلى العلاقات (الخاصة) بين الكبار والأطفال ( بيدوفيليا ) وحشرها فى اللوحة،
الغريب فى الأمر هو ذلك الإهتمام المصرى والعربى بالموضوع، وهناك مايشبه المندبة حول تلك الإشارات ، ووجه الغرابة هو أننا لاعلاقة لنا بهذا الموضوع، فهذه ثقافتهم وتراثهم،وهم أحرار و من حقهم أن يفعلوا ما يحلو لهم فيما يؤمنون به ،
كذلك فإن حرية التعبير وحق مسخرة المقدسات الدينية شأن أوروبى خالص، ينطبق على الجميع ،،
ولتوضيح عدم علاقتنا بتصوير جوسيوس كمتحول جنسي فى حفل إفتتاح أولمبياد باريس،نوضح أولا شيئا جوهريا غائبا عن الجميع وهو ان (الآخرين ) يرون أن جوسيوس غير عيسى، بل ويعتبرون عيسى عليه السلام كيان وهمى من اختراعنا ، وبالتالى فمن ظهر فى حفل باريس هو جوسيوس بالطبع وليس عيسى ، فلماذا كل هذا الهلع الذى يصل لدرجة النفاق !؟
ثانيا نفترض جدلا أن الدولة العربية الخليجية التى ستنظم كأس العالم 2030، قامت بتقديم عرض فنى لافتتاح تلك البطولة، يصور فيه النبى محمد(ص) على هيئة إرهابى ، وتم وضع نموذج غير لائق للسيدة عائشة فى ثنايا العرض،مع رسم خلفية كبيرة تعكس صورة مسجد شيطانى تخرج منه الأفاعى ،
هل وقتها سيهب أحد فى الغرب أو الفاتيكان أو مجلس الكنائس لإدانة تلك الدولة العربية المسلمة ، وإستنكار الإساءات الموجهة منها للنبى محمد والمقدسات الإسلامية فى ذلك الحفل !؟ وهل ستصدر اى كنيسة بيانا شديد اللهجة يدين ما حدث كما فعل الأزهر !؟
فى يقينى أن الجميع سيهللون طربا وسيصفقون امتنانا ، وسيعتبرونها خطوة حضارية تقدمية مذهلة شديدة الإبهار !؟
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟