أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - قبلات سوداء واصابع مبتسمة ( قصة سريالية)















المزيد.....

قبلات سوداء واصابع مبتسمة ( قصة سريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8053 - 2024 / 7 / 29 - 00:49
المحور: الادب والفن
    


تسللت ظلال سوداء عبر الممر المظلم المؤدي الى غرفتي في الطابق العاشر من عمارة قيد الانشاء، تاركة آثارًا خطوط منحنية على الجدران المتهالكة، كنت اتخيلها صورتي وهي تمر فوق الجدار المقابل لغرفتي، تساءلت في داخلي هل هذا انا ام ظلي على الجدار...؟ ام هو ظلي فقط...؟ قهقهت مع ابتسامة خفيفة، قلت عملتها الكاس الأخيرة في عقلك يا...! ,حدقت في كاسي الفارغة يبدو أنى انهيت القسم الأخير من سهرتي بعد ان اكتوت اصابعي بعقب السكار، ترنحت قليلا وانا أفكر في ظلي على الجدار انه لا يشبهني، تعوذت بالانوناكي من شر الايكيكي ...غفوت، في منتصف غفوتي داهمني الحلم مرة اخرى، وإذا بسناء تحاول دفعي عن مصطبتي الساحلية الى البحر. كانت أصابعها طويلة ومنحنية، تلوح بهدوء في الهواء المكتنز بالغموض، تداعت ذكريات مشوشة في عقلي المُراقب، وانا احاول مسك المعنى في هذه المشاهد اللاشعورية، ماذا تريد هذه الكيانات الغامضة...؟ سناء، قبلات سوداء، أصابع مبتسمة...! هل ستختطفني إلى عالم آخر، بعيدًا عن الواقع المألوف...؟ لا اعرف، لكنني اندفعت للمتابعة، مجذوبًا إلى هذا العالم الباطني المظلم. هناك، ربما سأستكشف حكاية هذه الأصابع و الحكايات المخبأة في أعماقها في هذه اللحظة من حلمي، تحولت الأصابع المبتسمة إلى كائنات حية غريبة الشكل، ربما حشرات ضخمة أو تماثيل متحركة، انفتحت في الجدران مناظر أخرى تتناقض مع الواقع المألوف سماء مقلوبة، أنهار من الحبر الاحمر، غابات من الكريستال، ظهرت شخصيات غامضة وملتبسة الهوية، تظهر كطيور أو حيوانات مخلوطة بالبشر، بدأت تعطي تلميحات وأحاجٍ حول طبيعة هذا العالم السريالي السحري، اذ ان الواقع نفسه تحول بطريقة لا منطقية، عندما يصبح السقف أرضاً والأرض سقفاً، أو عندما تختفي الأشياء ثم تظهر في مكان آخر دون أي تفسير، أصوات وأشباح غامضة، ربما تصدر من المناطق المظلمة أو من خلف الجدران، تثير الخوف والفضول ، الخيال هو الوحيد الذي تصدر المشهد الان لأنه يرشدني لما قد يتطور إليه هذا العالم العجيب، ولو اني في حلمي، لكني راجعت ما اعرفه من رمزيات الاحلام، القبلات السوداء قد تشير إلى أن هناك جوانب مخفية أو مظلمة في شخصية سناء أو في طبيعة هذا العالم السريالي، ربما تكشف هذه القبلات عن رغبات أو دوافع مكبوتة، القبلات السوداء قد تحمل إيحاءات بشأن الموت، الفناء، هذا قد يعكس مشاعر سناء تجاه الوجود أو تجاه نفسها اللون الأسود، قد يرمز إلى قوى خفية أو شريرة، القبلات السوداء قد تشير إلى سيطرة هذه القوى على سناء أو تأثير قبلاتي السوداء عليها، قد تعكس مشاعر الانفصال أو التغريب التي تعيشها سناء في هذا العالم السريالي، ربما تشعر بالانفصال عن الواقع غير المألوف, كانت سناء تشعر بانخفاض في ثقتها بنفسها، ولذا انجذبت إلى عماد كشريك يمنحها الاعتراف والشعور بالقوة، ربما تخفي طموحاتها الخاصة وترضى بدور "الثنائي المبتز" إذا كانت هذا هو الطريق الوحيد لها للشهرة والنفوذ الحيثيات مبنية كذلك, تنجذب سناء لفكرة أن تكون جزءًا من ثنائي مؤثر ومخادع، فهذا يمنحها إحساسًا بالسيطرة والقوة، ربما فكرت أنها ستكون قادرة على التحكم بعماد وتوجيهه، دون أن تدرك المخاطر الحقيقية، كانت طموحات سناء كبيرة وتتطلع للشهرة والنفوذ بأي ثمن، وقد انتهي بها الأمر إلى قبول دور "الثنائي المبتز" مع عماد مدير الثنائيات على خشبة المسرح ،بررت ذلك لنفسها بأنها ستكون قادرة على التحكم بالموقف في النهاية، لم تكن سناء قادرة على رؤية العواقب الطويلة الأمد لشراكتها مع عماد، انحصر تفكيرها في المكاسب السريعة والظاهرية، بغض النظر عن طبيعة شخصية سناء أو الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي قد تؤثر عليها، فإن الارتباط بشخص مثل عماد لا يمكن أن يكون خيارًا آمنًا، خيارات سناء محدودة بسبب الظلم الاجتماعي والسياسي الذي تعيشه، هذا قد جعلها تبدو أكثر انبطاحًا أو مراوغة مما هي عليه في الواقع، لكن بغض النظر عن ذلك، فإن الأولوية الأساسية لها هي سلامتها وحمايتها من المخاطر الجسيمة التي ستوجهها مع عماد، أنا أتفهم جيدًا الظروف الصعبة التي قد تدفع سناء إلى هذا الاختيار، في الحقيقة وحسب ما اعرفه في حلمي ان سناء وخلال بداية مشروعها( الثنائي المبتز) مع عماد اكشفت ان عماد له علاقات كثيرة مع فتياة أخريات، تعرفت عليهن عندما كلفهما الحاج بعملية كبيرة لتهريب الأموال بعمولة جيدة.
بعد هذا الاكتشاف المقلق، تواجه سناء مجموعة من التحديات والخيارات الصعبة، يجب على سناء أن تضع خطة للحفاظ على سلامتها الشخصية وتجنب أي مخاطر محتملة من قبل عماد أو شبكاته الإجرامية، من المهم أن تبحث سناء عن مصادر دعم نفسي واجتماعي هذا الدعم سيساعدها في التعامل مع الصدمة والآثار النفسية لهذه التجربة، اتذكر وانا في حلمي ان سناء في ظلها كان تقوس باتجاه الامام مما يعطيها بروزا في صدرها تشبه جنديا تنكب سلاحه، تضفي على شخصيتها ملامح قوة الشخصية لكنها في الحقيقة لا تمتلك ذلك، وهذا ما ابعدني عنها، صوتها مهذب لكن نبرته عالية توحي بنبرة بائعات الهوى مفرداتها شعبية جدا تجيد استعمال الكلمات البذيئة لكنها طموحة، يجب على سناء أن تبدأ في وضع خطة للمستقبل، بما في ذلك البحث عن فرص العمل البديلة أو التدريب، تعرف جيدا ان لي ورشة للتدريب على مهارات الفلسفة التطبيقية، هذا سيساعدها في تحقيق الاستقلالية المالية والابتعاد عن عماد تيقنت توا ولو في حلمي ان السواد على الحائط كان ظلها، لم تشأ ان توقظني من حلمي، تركتني اغط في نوم عميق، الأهم هو أن تضع سناء سلامتها وأمنها الشخصي في المقام الأول، وأن تسعى للحصول على المساعدة والدعم اللازمين لمواجهة هذه الظروف الصعبة، كان ما حدث هو مجرد حلم سريالي في عقلي و سناء جالسة قرب راسي تمسد على شعري المبلل بالعرق، هناك بعض الاستراتيجيات الحلمية التي يمكنني اتباعها للتغلب على الحلم السريالي والاستيقاظ منه، منها ممارسة التأمل والتنفس العميق يمكن أن يساعدني و سناء جالسة قربي على الاسترخاء وإعادة توجيه تفكيري بعيدًا عن هذا الحلم السريالي، التأمل يساعد على الهدوء النفسي والتركيز على اللحظة الحاضرة بدلاً من الانغماس في الماضي، وبعدها يمكن لي و لسناء أن نحاول إعادة تأطير انفسنا وتفسير الحلم بطريقة أكثر إيجابية وواقعية، بدلاً من رؤية الحلم كشيء مخيف أو مقلق، يمكنني تحويل رؤيتها الى تخيل سريالي، واعلم ان لدى سناء بعض الطرق التي يمكن اتباعها للتحدث عن تجربة الحلم السريالي دون الشعور بالحرج، مثلا البدء بالحديث مع أشخاص تثق بهم وتشعر بالراحة معهم، مثلي انا، لا اخفي سرا انها كانت تشعر بالراحة معي لأنها تثق بي و لا تضطر لسرد التفاصيل، تبدا بالإيجاز عن الحلم ثم تتوسع تدريجيًا إذا شعرت بالراحة, حاولت اكثر من مرة ان تتحدث عن الجوانب المثيرة للاهتمام أو المعبرة في الحلم، بدلاً من التركيز على الجوانب المربكة أو المخيفة تحاول إضفاء لمسة من الفكاهة والترفيه على الحديث في تخفيف الحرج والتوتر في الحلم، شعرت بالراحة والأمان و هي تحدثني بطريقة مرنة وصوت هادئ، ساعدتني في التخلص من الحرج تدريجيًا وانا اغط في نومي، تغلبت على قلقي وافقت من حلمي، اثار شعري المبلول على باطن كفها صحوت وانا اغني (نعيمة بوية يا نعيمة).



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤوس مقطعة في سوق البالة (قصة سريالية)
- طبيب امراض تناسلية(قصة سريالية)
- الحاضرية الوجودية والظلم الاجتماعي
- الحاضرية الوجودية و الفلسفات المعاصرة
- الحاضرية الوجودية وفلسفة الاخلاق
- الحاضرية الوجودية والنقد الأخلاقي لعولمة التفاهة
- الحاضرية الوجودية وترحيل الزمان
- الحاضرية الوجودية ومفهوم المواطن المستقر والعبودية الطوعية ف ...
- الحاضرية الوجودية وحوار الفلاسفة والطرشان
- الحاضرية الوجودية و عناصرالحداثة عند امبرتو ايكو
- الحاضرية الوجودية والاحلام
- الحاضرية الوجودية والدوافع الغريزية للابداع
- الحاضرية الوجودية والنهج الراسمالي الجديد
- الحاضرية الوجودية والمثقف المزيف
- الحاضرية الوجودية والنقد الجذري للرأسمالية
- الانسانية والانسانوية والحاضرية الوجودية
- القلق من الاندثار وتحقيق المعنى في الحاضرية الوجودية
- الحاضرية الوجودية و العالم الافتراضي
- الوعي والانغماس في الحاضرية الوجودية
- الحاضرية الوجودية وفلسفة اللذة


المزيد.....




- وفاة إيدنا أوبراين مؤلفة رواية -فتيات الريف- عن عمر يناهز 93 ...
- أكبر جدارية وسط خيام النازحين.. فنان فلسطيني يجسّد بريشته مآ ...
- عودة روبرت داوني جونيور إلى أفلام -مارفل- بشخصية شريرة
- مهرجان المسرحيات الشارعية ينعقد في سانت بطرسبرغ و يجذب جماهي ...
- ألمانيا تتطلع إلى حل أزمة العمالة الماهرة عبر ثقافة الترحيب ...
- إصدار جديد لمركز الجزيرة للدراسات: الانتخابات الموريتانية في ...
- إقبال جماهيري كثيف على عروض مهرجان القدس السينمائي
- -أنا حاسس نفسي بعد أيام وبس- وفاة فنان شعبي مصري بعدما نعى ن ...
- فتح: مجزرة دير البلح ترجمة حقيقية لخطاب نتنياهو في الكونجرس ...
- الكشف عن الإعلان الترويجي لفيلم -الملحد- بتصنيف رقابي -+16- ...


المزيد.....

- Diary Book كتاب المفكرة / محمد عبد الكريم يوسف
- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - قبلات سوداء واصابع مبتسمة ( قصة سريالية)