أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة الأستاذ حسن بوسلام في نص فاطمة شاوتي -عُدْوَانٌ ثُلَاثِيٌّ...















المزيد.....

قراءة الأستاذ حسن بوسلام في نص فاطمة شاوتي -عُدْوَانٌ ثُلَاثِيٌّ...


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8052 - 2024 / 7 / 28 - 16:38
المحور: الادب والفن
    


عُدْوَانٌ ثُلَاثِيٌّ...

هَاأنْتَ أيّهَا الزّلْزالُ !
تطْوِي الْجبلَ
فِي جيْبِكَ
وتمْضِي لِتغْسلَ وجْهَكَ
بِماءِ "دَرْنَةَ"...
فتهْرقَ الطَّسْتَ
وتُغْرقَ الْمدينةَ فِي غضبٍ مُسْتعْجلٍ ...
مِمَّنْ تنْتقمُ وأنَا سلاحِي الْوحيدُ
حبُّ هذَا الْبلدِ... ؟!

هَاأنْتَ يَا "دَنْيَالْ" !
تخْرجُ منْ معْطفِ الْمطرِ
ثائراً ضدَّ الْمدينةِ
تجفّفُ منْهَا الْبشرَ
تلوحُ بِمنْديلِكَ
ثمَّ ترْحلُ صوْبَ السّاحلِ
تقْصمُ ظهْرَ الْوطنِ ...

هَاأنْتَ يَا "دَنْيَالْ" !
تفْقأُ عيونَ الْمدينةِ
بِرشاشٍ مائيٍّ
ثمَّ تفْرشُ الْأرْضَ بِجثثٍ
لمْ تودِّعِ التّرابَ
ولمْ تتْركْ وصيّةً لِطفْلةٍ
لَا تعْرفُ معْنَى
أنْ يغْضبَ الْماءُ منْهَا
فيزْرعَ الشّللَ والْوجعَ
فِي مفاصلِهَا
لِيجْعلَهَا تتَّكئُ علَى عكّازةٍ
معْطوبةٍ...

هَاأنْتَ أيّهَا الْمتوسّطُ!
يخونُكَ الْماءُ
ويمْضِي متستّراً كلصٍّ
فِي قميصِ "دَنْيَالْ"
يخْطفُ كلَّ التّعبِ
ثمَّ يقفُ علَى صدْرِهِ
حاملاً رأْسَ الْمدينةِ
مجْنوناً
يقْذفُ الْجثثَ
منَ الْبرِّ بحْراً
ومنَ الْبحْرِ برّاً
ولَا حجرَ يوقفُهُ
سوَى أنّهُ نامَ فِي حضْنِ الْجبلِ
يحْلمُ
بِليْلةٍ دونَ مطرٍ...

هَاأنْتَ أيّهَا الْوطنُ !
تقْذفُنَا جميعاً دونَ تعبٍ
منْ حرْبٍ إلَى حرْبٍ إلَى حرْبٍ
والسّلاحُ ضدَّ الْعدوِّ صدئٌ ومتْعبٌ
منَ الْوطنِ...

هَاأنْتَ أيّهَا الزّمنُ !
كمْ تحْتاجُ منْ خيْمةٍ
كيْ نصيرَ نحْنُ الْمنْفيِّينَ
فِي الْوطنِ
نطْلبُ تأْشيرةً منَ الْحجرِ إلَى الْماءِ
ومنَ الْماءِ إلَى الْحجرِ
كيْ نمْلكَ هوّيةَ لاجئٍ
نسافرُ فِي اللَّا مكانِ
إلَّا الْوطنُ...؟!

هَاأنْتَ أيّهَا التّعبُ !
كمْ تحْتاجُ
منْ مُتْعبةٍ
و زلْزلةٍ
و إعْصارٍ
كيْ تنْعيَ هذَا الزّمنَ... ؟

القراءة :

من يسكنه الإنسان ويحمل ألمه وينصت إلى صراخه المكبوت في قلبه ،لابد أن يرسم على ذاكرتنا المفجوعة صورا، بألوان الدم والماء والحجر المفزوع من خوف الأرض ،،
هو فعلا عدوان ثلاثي ،،حدث في التاريخ لكنه لا يشبه هذا العدوان ،
نبحث فيه عن الحقيقة المختفية في نشرات الأخبار، لكن يبقى الدم دما يشهد هزيمتنا، ويبقى الماء طوفانا يجرف من صادفه في طريقه ،ويبقى الحجر حجرا ينتزع من بيوتات مهترئة كي يسقط موتا ..
هذه هي المشاهد الثلاث التي أبت الشاعرة فاطمة شاوتي إلا أن تقدمها للقارئ، كي تحسسه بقضية الإنسان المغلوب على أمره، والذي لا يستطيع مقاومة غضب الطبيعة.
قصيدة استحضرت فيها الشاعرة ألم التاريخ بحرقة وطن ،وصورت لنا ما عشناه خوفا ومارأيناه بعيون دامعة ،
وفي كل مقطع توقفنا فاطمة أمام سؤال عميق تطرحه بحرقةوبحسرة،
لايظهر لكن يسكن الجملة الشعرية التي تنثر الغضب..فنلاحظ
*هاأنْتَ أيّهَا الزّلْزالُ
يطْوي الْجبل ويذهب ليغتسل بماء درنة، الذي أتلفها الماء ،هنا تتوحد الكارثة ويصبح المصير مصيرا واحدا.
*هاأنْتَ يَادنْيالُ!
يخرج من معطفه ليظهر حقيقته المذاكرة، لأن هدفه هوقصم ظهر المدينة.
*هاأنْتَ يَادنْيالُ !
يعود مرة أخرى والعود مشؤوم،
كي يفقأ العيون كي لا ترى الحقيقة، ويفرش الأرض بالجثث، ولايترك وصية لطفلة، لا تعرف أن الماء يغضب وليس كما تعرف:
"وخلقنا من الماء كل شيء حي"
*هَاأنْتَ أيّهَا الْأطْلَسُ!
يخونه الماء ويمضي متسترا في قميص دنيال، يخطف كل التعب يقدف الجثث من البر بحرا،
ومن البحر برا .
*هاأنت أيها الوطن!
يقدف الجميع دون تعب من حرب إلى حرب إلى حرب.
*هاأنْتَ أيّها الزمنُ!
تطرح تساؤلا كم تحتاج من خيمة كي نصير نحن فيك المنفيين...
(صورة مؤلمة)
*هاأنت أيّها التعبُ!
تختم بسؤال محرق ،تسأله للتعب ،،كم تحتاج من متعبة وزلزلة وإعصار، كي ينعي هذا الزمان.
صور شعرية عميقة وبناء شعري متماسك ،وضعت فيه لبنات لها دلالتها ،
الزلزال،دانيال ،المتوسط ،الوطن،
الزمن ،التعب ،،،
هو مرور بسيط يحتاج فعلا إلى وقفة تأملية ممنهجة، لأنه فعلا نص عميق من شاعرة عميقة
حسن بوسلامي

رد فاطمة شاوتي :

Bousslam Hassan كما عودتني يا أخي الغالي
للزمن الراهن أنياب الذئبة وللكتبة أنياب العاصفة، يعضون على الأرض كي لاتعيد ضربتها الموجة، صوب الذين هم عليها متعبون مزلزلون سياسيا، بالتهميش الممنهج،
مزلزلون إقتصاديا بالإقصاء المنظم، من أجندة الإقتصاد الوطني والثروة التي شكلوا أياديها الخفية،
ولم يرثوا سوى أصواتهم لصناديق الاقتراع؛ دون ثمرات جهدهم...
المُلغون من جدول التنمية الحقيقية لاالمعاقة إجتماعيا، المقتولون ثقافيا بجعل المنطقة المنكوبة، لوحة سياحية يستفيد منها الغرب، مجرد "carte postale "ليتغنى بحمرة الجنوب وسبات الدواوير فوق الجبل، حتى غدر بهم الجبل...
هل كانوا أصلا أحياء وقتلهم الزلزال قضاءً وقدراً... ؟
الغرابة الميتافيزيقة أنهم الميتون عن قصد، صنعوا من الهوامش المرتفعة والمنخفظة، لايهم قبورا حياتهم... نسأل :
هل مازال في الحياة مايستحق الحياة... ؟
إنها قبورهم وهم "أحياء" حسب أنفاسهم، "الميتون" حسب أنفاسهم تحت الأنقاض
هم أصلا حطب البلاد ومحنتها...
الزلزال الطبيعي عرَّى زلازل ؛
لم يفهمها الجميع
الجوع ليس قدرا وقضاءً
التهميش ليس قدرا، وحظهم الملعون
البطالة والفقر، عتبات الموت قيد الحياة، ليست سوى مخطط جهنمي بحجة الجميع أنهم متمسكون بالأرض،
أية أرض ...؟
وهي لم تجعل مهندسينا المحترمين يضعون بدل جينالوجيا الموت؛ جينالوجيا الحياة ؛وفق هندسة تراعي نوعية الصخر والتربة واحتياجات الناس ،مع مراعاة كرامتهم لا مراعاة ذوق السائح، الذي ينفق كي يتفرج متمتّعا بأوجانا؛ نحن الذين نحب هذه الهوامش كإنسان؛ لا كفرجة ساحة جامع الفنا، وهو الإسم الذي يعود في تسميته؛ أنه شاهد على مرحلة كانت فيها أنظمة بالمغرب؛ تقود الناس إلى الساحة كي يعدموا، فصار التاريخ ذاكرة للنسيان...
وياليته توقف هنا بل صار ذاكرة لقرود الساحة...

الحديث عن عدوان ثلاثي حديث عما شهدته ليبيا، والمنطقة العربية من حروب مفتعلة تحت وهم الربيع، نالت فيه ليبيا حصة من الدمار، استهدف معالمها وهويتها، وتاريخها، وتركها بيد حروب أضرى زادها الانقسام السياسي دمارا، أثر في البنيات التحتيه، وخرب حضارة بقيت الآن بيد عصابات دولية، لتنهب الثروة التي كانت ليبيا تحظى بها قبل ماسمي الربيع...
حرب تلتها حرب أتت على العالم ومن ضمنه المنطقة المغاربية، تتعمق الأزمة من حرب الربيع، إلى حرب الفيروس، إلى حرب الطبيعة ،
حروب يذهب ضحيتها المستضعفون من الشعب...
الحديث عن الزلزال هو حديث عن الإعصار أيضا...
توأمان دمرا نفسياتنا جميعا ومازلنا نعيش نتائجها
إنه المغرب /الليبي
إنها ليبيا /المغربية
الحديث عن الزلزال حديث سياسي؛ لاثقافي؛ ولاأخلاقي...
فليتوقف سماسرة الأزمات عن هذه الفرجة!



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة الأستاذ أحمد إسماعيل فِي نص فاطمة شاوتي -آيَةُ الْكُرْ ...
- قراءة الأستاذ زياد قنطار في مقطع من نص-نُوسْتَالْجْيَا الْعَ ...
- قراءة الأستاذ محمد لبيب في نص فاطمة شاوتي -عُبُورٌ فِي الدَّ ...
- قراءة أحمد إسماعيل لنص فاطمة شاوتي -كَاسْتِينْغْ الْمَدِينَة ...
- قراءة سِجالية لغادة سعيد في نص فاطمة شاوتي -لِلْمَرْأَةِ رَأ ...
- قرآءة رجب الشيخ في نص -عرسُ الرّمادِ- لفاطمة شاوتي
- قرآءة الأستاذ حسن بوسلام في نص - حكمةُ لِي وَيْنْ لِيَانْغْ- ...
- قراءة أحمد إسماعيل لنص -ذَاكِرَةٌ لِلْبَيْعِ- ل فاطمة شاوتي
- قراءة انطباعية في نص فاطمة شاوتي -سَقَطَ سَهْواً قَلْبِي-ل k ...
- قراءة نقدية للأستاذ عزيز قويدر في نص فاطمة شاوتي-سهر الليالي ...
- قراءة الأستاذ حسن بوسلام في نص فاطمة شاوتي -ضجيجُ الطّباشيرِ ...
- قراءة نقدية..
- قَلَقُ الْوَقْتِ...
- رَقْصَةُ السَّلَمُونِ...
- نُكْتَةُ الْقَرْنِ...
- سَاعَةُ الْقَلْبِ...
- أَسْرَارُ السَّمَاءِ...
- لَحَظَاتُ الْعَبَثِ...
- الْمَوْتُ مَسَاحَةٌ شِعْرِيَّةٌ...
- لَيْسَ عَوْرَةً صَوْتُكِ...


المزيد.....




- مهرجان المسرحيات الشارعية ينعقد في سانت بطرسبرغ و يجذب جماهي ...
- ألمانيا تتطلع إلى حل أزمة العمالة الماهرة عبر ثقافة الترحيب ...
- إصدار جديد لمركز الجزيرة للدراسات: الانتخابات الموريتانية في ...
- إقبال جماهيري كثيف على عروض مهرجان القدس السينمائي
- -أنا حاسس نفسي بعد أيام وبس- وفاة فنان شعبي مصري بعدما نعى ن ...
- فتح: مجزرة دير البلح ترجمة حقيقية لخطاب نتنياهو في الكونجرس ...
- الكشف عن الإعلان الترويجي لفيلم -الملحد- بتصنيف رقابي -+16- ...
- أدب الرحلات وآفاق الاشتغال فيه في اتحاد الأدباء
- سُراقة وسِوارا كسرى وأم معبد وشاتُها.. كيف رسم الشعراء تفاصي ...
- السفير الإيراني يعلق على حادثة مجدل شمس: مسرحية وثلاث لاءات! ...


المزيد.....

- Diary Book كتاب المفكرة / محمد عبد الكريم يوسف
- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة الأستاذ حسن بوسلام في نص فاطمة شاوتي -عُدْوَانٌ ثُلَاثِيٌّ...